tag:blogger.com,1999:blog-41601145302780525232024-03-13T05:08:39.336+02:00العروبــةمدونة خاصة بإصدارات حسن خليل غريب
hassangharib@hotmail.comمدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.comBlogger983125tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-85422373764918903312021-01-19T11:40:00.001+02:002021-01-19T11:40:41.648+02:00كيف يستفيد العرب من المتغيرات الدولية ما بعد عهد ترامب؟<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: center; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">كيف يستفيد العرب من المتغيرات الدولية ما بعد عهد ترامب؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لا
عداوات دائمة في السياسة، وفق العلاقات الدولية، كما أنه لا صداقات دائمة، بل
تبادل المصالح هي القاعدة الثابتة. وإنه من المنطقي أن يتَّبع العرب تلك القاعدة،
ولكن على أساس تبادل المصالح المشتركة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
القاعدة الشاذة في تيادل المصالح السائدة، منذ الاحتلال الأميركي للعراق في العام
2003، تقوم على ضمان المصالح الأميركية ومصالح حلفائها على حساب مصالح الدول
الأخرى، وقد وقع النظام العربي الرسمي أسيراً للخضوع لتلك القاعدة الشاذة، فأصبح
تابعاً لأميركا تحت ذريعة حماية أمن تلك الأنظمة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بعد
فشل الاحتلال الأميركي باحتلال العراق، وتسليمه للنظام الإيراني لقمة سائغة. وبعد
فشل مخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي رعته أميركا بتحالف وثيق مع العدو
الصهيوني وأنظمة الحركات السياسية الدينية، إيران وتركيا، يقف العالم اليوم على
مشارف مرحلة جديدة، وعنوانها، إنكفاءً حاداً لكل المشاريع التي بدأ تنفيذها بعد
احتلال العراق. ولأن العالم اليوم يشهد مرحلة جديدة يتصارع فيها الأقوياء، نتساءل:
ما هي الاستراتيجية العربية التي بها يمكن للعرب أن يستعيدوا دورهم على طاولات المفاوضات
القادمة التي نُصبت أو ستُنصب لوضع حلول سياسية لكل أزمات العالم، والتي تحتل فيها
الأزمات العربية القلب منها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كيف
ينتقل العرب من دور التابع إلى دور الفاعل؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">من
أجل ذلك، ولاستكمال التحليل، نقسم المقال إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المتغيرات
على الصعيد الدولي، وخاصة الأميركي والأوروبي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المتغيرات
على الصعيد الإقليمي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-كيف
يوظِّف العرب أوراق القوة التي يمتلكونها؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أولاً: المتغيرات على الصعيد الدولي، وخاصة الأميركي والأوروبي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-المتغيرات
على الصعيد الأميركي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
ابتدأت المتغيرات على الصعيد الأميركي منذ بداية عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي
أعلن استراتيجية تصحيح العلاقات مع النظام الإيراني. وتلك الاستراتيجية كانت ذات
شقين، وهي: <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: -11.35pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الأول:
استعادة نهب العراق لمصلحة الرأسمالية الأميركية، وإعادة الدور الإيراني إلى وضعه
كما كان في البدايات الأولى للاحتلال. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
النظام الإيراني، بعد أن استلم ملف احتلال العراق من قبل إدارة أوباما، حقَّق ما
لم يكن يحلم به منذ تأسيس نظام ولاية الفقيه في العام 1979، ولأن موارد العراق
رفدته بكل الإمكانيات المادية وخسارته تعني خسارة لحلم كبير، فقد رفض أوامر دونالد
ترامب، ولذلك انفتحت أبواب التهديدات بينهما عالية الصوت والحدة، التي لم تتم
ترجمتها إلى أعمال حربية ذات شأن. وإنه في ظل واقعة الاشتباك بينهما كان نظام
ولاية الفقيه يعمل على تأجيله انتظاراً لتغيير إدارة ترامب، إذ كانت المراهنة تقوم
على أساس أن وصول بايدن الديموقراطي سيعيد للدور الإيراني حيويته لاستئناف مشروعه
الكبير.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأننا
قمت بمعالجة هذا الجانب في مقالات سابقة، نكتفي بالتذكير بنتائجها التي نختصرها
بما يلي: استراتيجية الرأسمالية الأميركية واحدة تخضع لحكومة خفية واحدة، ويقوم
بتنفيذها الحزبان الجمهوري والديموقراطي، والفارق بينهما هو طريقة التنفيذ وليس
تغيير الأهداف. وكان على النظام الإيراني أن يعي، إذا كان قد بقي لديه ذرة من
الوعي، أن تسليمه العراق كان مرحلياً مبنياً على نتائج تنفيذ المشروع الاستعماري
الأشمل، المعروف بمشروع الشرق الأوسط الجديد. ولأنه لا يمكن تنفيذ مشروع قائم على
تقسيم الوطن العربي على أسس دويلات طائفية، كان الدور الإيراني باتجاهاته الطائفية
ضرورة وحاجة أميركية - صهيونية، وكذلك كان الدور التركي باتجاهاته الطائفية
المتناقضة مع اتجاهات نظام ولاية الفقيه ضرورة وحاجة للمشروع الأم أيضاً. ولأن
المشروع تعثَّر بل فشل، فلا حاجة إذن بقيت للدورين معاً، فكان لا بُدَّ من أمام
أوباما، الرئيس الأميركي الأسبق الذي سلم العراق للنظام الإيراني، من أن يفعل ما
فعله دونالد ترامب لو تم التجديد له لولاية ثالثة. ولهذا لن يستطيع جو بايدن سوى
أن يتابع خطى ترامب لاستعادة العراق، جغرافياً واقتصادياً، لتقوية النفوذ الأميركي
في المنطقة العربية، لا بل في منطقة الشرق الأوسط، وإنه كان سيفعل ذلك ولو بوسائل
أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: -11.35pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-والثاني تهدئة
المخاوف العربية من خطورة الدور الإيراني، وخاصة مخاوف دول الخليج العربي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ما
كان لأوباما أن يساوم على صداقته لدول الخليج العربي، ويستبدلها بصداقة وثيقة
للنظام الإيراني، لو لم يكن يراهن على أن نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد سيؤدي
إلى تقسيم إيران نفسها، وتقسيم السعودية ودول الخليج الأخرى، أي بما يعني أن
أميركا لن تكون بحاجة إلى صداقة أي منهما، لأن خرائط التقسيم الجديدة، ستفرز أنظمة
طائفية صغيرة ومفككة، شبيهة بالدويلات الطائفية التي قوَّضت الدولة العباسية،
وشبيهة بدويلات أمراء الطوائف التي قوَّضت الدولة العربية في الأندلس. وتلك
الخرائط الجديدة للدويلات الطائفية الجديدة ستكون ضعيفة إلى الحد الذي ستطلب فيها
الحماية الخارجية، والتي لن تضمنها سوى دولة أميركية قوية مرهوبة الجانب.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
المشروع الأخطر في التاريخ، والذي كان سيفكك الدول القطرية القائمة، قد فشل في
أكثر جوانبه، كان لا بُدَّ أمام الحكومة الخفية، التي تحكم أميركا، من أن تعود إلى
نقطة البداية في تحالفاتها، سواءٌ أكان ترامب الجمهوري، أم كان بايدن الديموقراطي.
ولهذه الأسباب لن يستطيع بايدن أن يقفز فوق حقائق الأمر الواقع، إذ عليه أن يعيد
صداقات أميركا الخليجية كما كانت سابقاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
استعادة صداقة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>أميركا لدول الخليج العربي،
لن يكون أقل من إعادة النظام الإيراني إلى حجمه القديم. أي أن يعود إلى نمر ن دون
أظافر. وإن هذا سيؤدي إلى فقدان ثقة أصدقائه الذين طالما حابوه وجاملوه وهو قوي،
ولكنهم سيتفرقون من حوله بعد أن تحول إلى نمر ضعيف، لن يستطيع حتى إقناع الشعب
الإيراني بصلاحيته للحكم.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-المتغيرات
على الصعيد الأوروبي الغربي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
بداية عهد دونالد ترامب، وقفت الدول الأوروبية بالضد من إعلانه إلغاء الاتفاق
النووي الإيراني من جانب واحد. كان ذلك الإلغاء، في ظرفه ومكانه، يعني وقوع الضرر
الفادح بالمصالح الأوروبية في إيران وفي العواصم التي أعلن النظام الإيراني سيطرته
عليها. ولكن قبل أشهر قليلة من الانتخابات الأميركية، في شهر تشرين الثاني من
العام 2019، أخذت الاتجاهات الأوروبية طريقها نحو التغيير، مما يعني أنها لم تعد
تراهن على بقاء النظام الإيراني قوياً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">آخذة
مواقف أكثر الأنظمة العربية الرسمية سلبية باتجاه النظام الإيراني، وجدت الدول
الأوروبية أنها ستكون خاسرة في المدى الاستراتيجي المنظور إذا انهار النظام
الإيراني. فهي لها مصالح أكبر في الدول العربية الأخرى، لذلك أقلعت عن المراهنة
على حصان إيراني خاسر، وشهدت مواقفها متغيرات كبرى تقوم على أن إعادة المفاوضات
بشأن ملف المفاعل النووي الإيراني يجب أن لا تكون منفصلة عن مسألتين أساسيتين،
وهما: فتح ملف الصواريخ الإيرانية الذكية، وملف منعها من تهديد أمن جيرانها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-ثانياً:
المتغيرات على الصعيد الإقليمي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">مما
لا شكَّ فيه، أن دول الإقليم، تركيا وإيران، ارتكبت خطأين استراتيجيين، في علاقاتهما
مع العرب. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الأول:
لقد أنس كل منهما قوة وهمية حلم فيها أنه أصبح بمثابة الدول العظمى، ولعلَّ المنهج
الأيديولوجي الديني هو الذي غرس تلك الأوهام الاستراتيجية عندما تخيَّلا بأنهما
ينفِّذان مشروعاً إلهياً، يقضي ببناء أنظمة سياسية ذات اتجاهات أممية تقوم على
مبدأ (التشريع الإلهي) الذي يرفض المساواة بينه وبين الأنظمة الوضعية، لا بل يضع
نفسه في حرب ضروس معها، وهذا ما يلخصه الحكم الشرعي القائل: (لا حكم إلاَّ لله).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الثاني:
إن الأحلام الغيبية التي راودتهما فتوهَّما بأن كلاً منهما منصور بقوة إلهية،
ألهتهما عن بناء علاقات حسن جوار مع العرب. وأزدادت أحلامهما عمقاً عندما استعان
بهما المشروع الرأسمالي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني لتنفيذ حلمه
بالسيطرة على الوطن العربي، وكذلك جواره الجغرافي، بتقسيمه إلى دويلات دينية. وإذ
ذاك راح كل منهما يقتطع لنفسه من قرص الجبنة العربي حصته. والقصة معروفة منذ بداية
ما يُسمى بـ(مشروع الشرق الأوسط الجديد).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
الأمرَّ من كل ذلك، هو أنه وعلى الرغم من أن المشروع أصيب بهزيمة كبرى، وكذلك
أصحاب ذلك المشروع أعلنوا موته ودفنه، هو أن كلاً من النظامين حسب أنه يمكنه أن
يتابع تنفيذه من دون مساعدة أحد. <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وبذلك
أخذت استراتيجيتهما تتخبط بشكل عشوائي، ولم يستفيقا، ولو بعد طول مكابرة، سوى على القذائف
السياسية والمخابراتية التي أخذت تنطلق باتجاههما من كل حدب وصوب.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كان ما يمكن أن نشير إليه، هو أن ندعو النظامين المذكورين، ولو كانت الدعوة قد
تكررت مئات المرات، إلى صحوة ضمير ديني وأخلاقي في أن يعودا إلى رشدهما، وأن يتجها
باتجاه مصالحة سليمة مع جيرانهم العرب، بتصحيح أساليبهما طوعاً، قبل أن تفرض
عليهما دول العالم، وأميركا والدول الأوروبية في المقدمة منها، العودة إلى رشدهما.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وخلاصة
وضع كل منهما، في هذه المرحلة، هو أنهما يمران بمخاض عسير يجعلهما على حافة
الإنهاك، فالضعف، فالتلاشي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ثالثاً:كيف
يوظِّف العرب أوراق القوة التي يمتلكونها؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">صحيح
أن لدى العرب عوامل قوة كثيرة لم يوظفوها في مسارها الصحيح، ولو فعلوها لكانوا في
مصاف الدول الكبرى. ولكي ننطلق من وقائع الأمور، التي لا يجوز أن نأخذ بها إلاَّ
لأن الإنهاك الشديد، واستسلام الأنظمة الرسمية، والتحاقها بركب الدول الكبرى، هو
الذي وضع العرب في أدنى سلم الضعف. ولذلك، كيف يستفيد العرب من متغيرات المرحلة،
والتي عليهم أن لا تنطلي الخدعة التي انطلت على النظام الإيراني، عندما اعتبر أن
الخلاص أصبح معلَّقاً برقبة حصان جو بايدن، الرئيس الأميركي الجديد. وإذا كان ذلك
النظام ينتظر الخلاص في عهد جو بايدن، على الأنظمة العربية الرسمية أن لا تخشى من
عهده، بل عليها أن تعتبر أنها هي وحدها تستطيع أن تفرض شروطها عليه، وأن لا تنتظر
أن يفرض شروطه عليها، لأن أوراق القوة بيدها هي وليست بيده. فهو بحاجة لمميزاتها
الجغرافية الاستراتيجية وثرواتها الهائلة، وأسواقها الاستهلاكية الواسعة. لذا
يترتب عليها أن تبدأ الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، على أن تضع نصب أعينها أنه
إذا كانت المصالح سيدة المواقف، وهي مشروعة، لكن على أن يكون تبادلها على قدم
المساواة. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومن
قبيل قراءة تاريخ العلاقات بين الأنظمة العربية الرسمية من جهة، والقوى الدولية
العظمى وفي المقدمة منها أميركا من جهة أخرى، تشير إلى أن تلك الأنظمة تقف موقف
الخاصع للقوة الأميركية بسبب خوفها على إسقاطها بالطرق المخابراتية الملتوية التي
تسلكها أجهزة المخابرات الأميركية، بالتآمر واستبدال الحاكم غير المطواع <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>بطريقة الاغتيال أو الإبعاد وتغييره بمن يكون
مطواعاً أكثر. وإنه في مواجهة الخطر الذي يخشاه رؤوساء وملوك تلك الأنظمة فهو
بأيديهم، ونراه كما يلي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">عادة
ما تصنع الأنظمة السياسية التقليدية أعداءها بأيديها. وتلك الصناعة تجري كما يلي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وضع
الأكثرية العظمى من الجماهير في مواجهة مع الأنظمة: إذا كانت الاشتراكية بعبعاً
تاريخياً تخشى الطبقات الحاكمة سلوك وسائله، فإن الأنظمة الرأسمالية الحديثة قد
طبَّقت ما يعادلها وفق مناهج العدالة الاجتماعية. وهذا ما سلكت معظم الدول
الأوروبية دروبه، وحتى الأنظمة الملكية منها، سلكت تلك الدروب. وإذا كان مقال لا يستوعب
التوسع في هذا الجانب، فمختصر القول: إنه بالقليل من العدالة الاجتماعية تضعف شدة
النقمة الشعبية ضد الأنظمة. وهنا نلفت النظر إلى ما جرى في الحراكات الشعبية في
أكثر من دولة عربية، في مرحلة تنفيذ ما يُسمى بـ(الربيع العربي)، تلك المرحلة التي
تفجرت فيها شوارع مدنها وساحاتها وامتلأت بصراخ الجائعين والمرضى والعمال
والفلاحين، وأصحاب الدخل المحدود. ولولا استغلالها، لكانت تُعدُّ من أهم الثورات
التي كان يمكنها أن تغير وجه الواقع في الوطن العربي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كان من حل تخرج به تلك الأنظمة من أزمتها المستمرة مع الجماهير الشعبية، فعليها أن
تلجأ إلى تطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية ولو كان التطبيق يجري بالشكل الشبيه الذي
تطبقه الأنظمة الرأسمالية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-صنع
معارضة داخلية وتعميقها نتيجة القمع والاضطهاد، والامتناع عن سلوك الوسائل
الديموقراطية في إيصال الأنظمة إلى كراسي الحكم. وإذا كنا ندين أي استقواء
للمعارضة الداخلية بقوى أجنبية مهما كانت ذرائعها، فإننا لا يمكننا أن نعفي
الأنظمة الرسمية من مسؤوليتها في تغييب الحقوق الديموقراطية واستخدام أجهزة
المخابرات في ملاحقة المعارضين لأنظمة الحكم. وبناء على متغيرات المرحلة التي لا
يجوز التغافل عنها منذ الآن، هو أن تتجه جهود الأنظمة الرسمية إلى تعميق المبادئ
الديموقراطية وتطبيقها من دون خوف أو خشية منها، لأن أية خسارة ستدفعها الأنظمة
الحاكمة نتيجة تطبيق الديموقراطية، ستكون أقل بكثير مما ستدفعه في حالات انتشار
الفوضى والحروب الأهلية التي يمكن لأية معارضة أن تلجأ إليها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-صناعة
بيئة حاضنة لشعارات الحركات الدينية السياسية: تقوم شعارات الحركات الدينية
السياسية على إعلاء أهداف الفقراء والمساكين للتحريض ضد الأنظمة الوضعية الحاكمة،
أو حتى تلك الأنظمة الدينية المعارضة لمذهب مثيلاتها. وإذا كانت تلك الحركات تريد
من تحريض الجياع والفقراء وذوي السبيل كسب المؤيدين لها، والعمل على إسقاط الأنظمة
الوضعية، أو التي لا تدين بمذهبها الديني، فإنها في الوقت نفسه لا تملك الحل، لأنه
لو استطاعت تطبيق مناهجها في الحكم، فإنها سوف تكون أكثر ديكتاتورية وابتعاداً عن
العدالة الاجتماعية من تلك التي تعمل على إسقاطها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كنا في السابق نراهن نظرياً على فشل مشاريع تلك الحركات، فقد جاءت تجارب الحكم،
بعد مرحلة ما تسمى بـ(الربيع العربي) لتؤكد خطورتها، وذلك كما حصل في تونس وليبيا
ومصر، وما ارتكبته تلك الحركات في اليمن وسورية وفي العراق، وبالأخص منها نظامها
الأكثر تخلفاً الذي حكم العراق، ولا يزال، بعد الاحتلال الأميركي والإيراني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">واستناداً
إليه، وإذا كانت مشاريع حركات الإسلام السياسي قد سقطت سقوطاً ذريعاً في التجربة،
فهذا لا يعني أنها فقدت تأثيرها في المفاصل العربية الشعبية الرخوة، طالما ظلَّت
الأنظمة الرسمية بعيدة عن توفير العمل لتلك الأوساط الشعبية، وكذلك سبل الحياة
الكريمة. وإذا ظلت مناهج الأنظمة الرسمية بمنأى عن تلك الإصلاحات فإنها تترك
الأوساط الجماهيرية الواسعة تحت رحمة تحريض تلك الجماعات.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كانت تلك العناوين الواسعة بحاجة إلى تفصيلات أكثر، فهذا يقع على عاتق الحركة
الثقافية للمنظمات الحزبية، والتجمعات الثقافية الوطنية الأهلية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ونختم
المقال بأن للحراكات والانتفاضات والثورات الشعبية في كل من العراق ولبنان وتونس
والجزائر والسودان، مجال آخر للاستفادة من المتغيرات الدولية والإقليمية، ولها
مجال أوسع في الكتابة عنها، ويكفيها سلميتها وشعبيتها وشموليتها الوطنية، والحرص
على منع اختراقها، واستمراريتها. ويكفيها، وعلى الرغم من عدم التنسيق بينها إلاَّ
أنها تمثل ثورة قومية بأهدافها ووسائلها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-86059475467433847562020-12-28T10:20:00.001+02:002020-12-28T10:20:27.658+02:00أزمة لبنان والدخول في دائرة جهنم المغلقة<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: center; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">كيف يستقبل لبنان العام الجديد؟<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: center; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">أزمة لبنان والدخول في دائرة جهنم المغلقة<o:p></o:p></span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: center; text-indent: 14.2pt;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjfmT3Xltnsx8DK5lEXwg12SB8RekB8z7lsiz_zPKRO_iLJXia0vPvh_JlX3bvYR9e6ywXvTALMrRZsgFscwQghVaVdyHTGMWtS5sC-0QGE1LId2wjvw_gfTMXKj1d2JRN7DPvDs_JIZuVo/s709/Picture2.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="344" data-original-width="709" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjfmT3Xltnsx8DK5lEXwg12SB8RekB8z7lsiz_zPKRO_iLJXia0vPvh_JlX3bvYR9e6ywXvTALMrRZsgFscwQghVaVdyHTGMWtS5sC-0QGE1LId2wjvw_gfTMXKj1d2JRN7DPvDs_JIZuVo/s320/Picture2.png" width="320" /></a></div><br /><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><br /></span><p></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
لحظة من لحظات التعبير عن غضب رئيس الجمهورية اللبنانية عبَّر عما سيؤول إليه
الوضع في لبنان إذا لم تتشكل حكومة. حينذاك أجاب: (إلى جهنم).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وكأن
رئيس الجمهورية ليس مسؤولاً عن إدارة الأزمة، وكأنه لا يعرف أنه إذا احترق بلد يجب
أن يتولى أركان السلطة مهمة إطفاء الحريق وعليه بحكم مسؤولياته الدستورية أن يكون
على رأس فريق الإطفاء. ولكن المأساة في لبنان هي أن يكون أركان السلطة أنفسهم
سبباً للحريق. وقد أحرقوا لبنان عن سابق تصور وتصميم حيث أعمتهم دخان مصالحهم
الفئوية، ومصالح ميليشياتهم، عن رؤية الحريق الذي شبَّ في كل مفصل من مفاصل لبنان،
وكل زاوية فيه، ولم يترك فيه يباساً لم يشتعل، والأمر من ذلك أن النيران أكلت
الأخضر أيضاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لو
قالها مواطن غاضب، أو ممن لا يشارك في السلطة، لكان من المقبول ما قال، لأنه لا
يملك سنتيماً من السلطة لكي نحمله المسؤولية، ونطلب منه أن يُطفئ نيران جهنم. ولكن
الذي يقولها هو رأس السلطة بالذات، ولكنه عاجز عن فعل شيء، مردداً مع التيار الذي
يرعاه: (ما خلونا نشتغل). ويأتي رأس حزب، أو راعي حزب، من المشاركين في السلطة
ليردد المعزوفة ذاتها. حتى لم يبق حزب واحد منها لم يتلوها. لتكون النتيجة أنهم
جميعاً أبرياء من دم لبنان النازف. وقد أجمعوا على اتهام الفقراء الذين نزلوا إلى
الشارع غاضبين على تقصير السلطة بأنهم الفاسدون، وأصبح كأن ثمن منقوشة الفقير هي
وضعت لبنان في بؤرة الإفلاس. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">دخل
لبنان بوابة جهنم بفعل تمسك أمراء الطوائف بنظام المحاصصة الطائفية، زعماً منهم
أنهم سيحمون الطوائف، فهدموا لبنان وخسرت الطوائف. ولم يعمل أي حزب من أحزاب
الطائفية السياسية على إنقاذه بل يعملون جميعاً على تزويده بحطب الفساد والسرقة
والنهب ليزداد اشتعالاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
ظل إصرار أحزاب السلطة على امتيازاتهم وحماية أنفسهم من المساءلة، يشهد لبنان
هبوطاً مستمراً في مناعته لمواجهة المستقبل، وكلما ازدادت أحزاب السلطة تمسكاَ
بمواقعها وطرائق أدائها في إدارة الشأن العام، سيقابله المزيد من الانهيارات في
شتى مفاصل الحياة الاقتصادية. وكلما ازداد أعداد الجائعين والعاطلين عن العمل،
تزداد معها مظاهر الاحتجاج، ومظاهر العوز، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الجرائم
والإخلال بالأمن.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
أم الآفات أن تكون سلطة سياسية غير قادرة على توفير لقمة العيش للمواطنين، لأنها ستقود
إلى آفات أخرى أشد وطأة ولعلَّ أخطرها انفلات حابل الأمن على غاربه، كما أن تقاذف
التهم بين أمراء الطوائف، خاصة في ظل انتشار الميلشيات المسلحة، التي وإن تباينت
أحجامها، فإنها قادرة على العبث بالأمن والإخلال به. ولهذا فلا أمل بعودة لبنان
إلى شبكة الخلاص سوى بتغيير هذا النظام الفاسد، الذي يستقوي فيه بعض أحزاب السلطة
بالحزب الآخر، لأنهم جميعاً مستفيدون من النهب والسرقة من جهة، وكل واحد منهم
يستقوي بقوة خارجية تحميه من جهة أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
لبنان دخل الدائرة الجهنمية المفرغة، لأن من له صلاحية تشكيل الحكومة هم أحزاب
الطائفية السياسية من جهة، وهم لن يشكلوا حكومة تفتح ملفات فسادهم من جهة أخرى،
وإذا لم تتشكل حكومة تراقب وتحاسب، نتساءل: من أي بوابة سيدخل التغيير؟ <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إذن
لا أمل يبدو في الأفق المنظور، فالساحة اللبنانية مفتوحة على المزيد من التأزيم في
شتى الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأنه
لن يكتوي بنار الدخول إلى هذا النفق الجهنمي سوى الفقير الذي يعجز عن توفير لقمة
عيشه اليومية، والفاقد لعمله، والمريض الذي لا يمكنه دفع تكاليف الاستشفاء، والذي
لا يستطيع دفع تكاليف تعليم أولاده بواسطة (الأونلاين)، والطالب الذي لا يستطيع
دفع قسط جامعته، والأب الذي يعجز عن إرسال مبلغ من مال خصصه لابنه الذي يدرس في
الخارج، والذي... والذي... ويطول النفق الجهنمي...<span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
أحزاب السلطة توفر لميليشياتها أسباب عيشهم، وحتى البعض منها يغدق عليهم لكسب
ولائهم.. ولأن المسؤولين فيها غارقون في التخمة، سواءٌ أكانت من الأموال التي
نهبوها، أو المال السياسي الذي يأتيهم رشوة من الخارج، فهم لا يعانون من أي أزمة تعانيها
الشرائح الاجتماعية المحدودة الدخل، أو تلك التي تقع تحت خط الفقر.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لكل
ذلك، فإن الأمل في اختراق الدائرة الجهنمية التي دخل فيها لبنان، يأتي من تلك
الأصوات الرافضة لمنهج الطائفية السياسية. تلك الأصوات التي أقسمت أنها لن تعود
إلى بيوتها قبل أن تحمل بشائر النور باختراق حصون الطائفيين السياسيين، وتعريتهم تماماً،
وكشف المغاور التي يسرقون فيها قوت الشعب.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-62823272572668508252020-12-14T19:43:00.001+02:002020-12-14T19:43:25.446+02:00بين ترف الوقت عند أحزاب السلطة وإرادة الصبر عند الشباب<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">بين ترف الوقت عند أحزاب
السلطة<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">وإرادة الصبر عند الشباب</span><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhXUyMNWp28PGAu2LU9GgOKwJc40npF2VK37yircs6GbZSpAhgnbh8J3mOGe6e1NPyWuOuRzjBJPPBzMmtD41_6l-W_fbUewtFktm27bx7aGdorE0UYpfDGrR-l32eXp60UBOKm3pqSD5Vh/s572/Picture1.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="188" data-original-width="572" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhXUyMNWp28PGAu2LU9GgOKwJc40npF2VK37yircs6GbZSpAhgnbh8J3mOGe6e1NPyWuOuRzjBJPPBzMmtD41_6l-W_fbUewtFktm27bx7aGdorE0UYpfDGrR-l32eXp60UBOKm3pqSD5Vh/s320/Picture1.png" width="320" /></a></div><br /><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><br /></span><p></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أولياء
السلطة في لبنان، في مواجهاتهم مع ثورة الشباب، حالهم حال من يراهنون على الوقت
الذي ينتظرون فيه نفاد الصبر عند الشباب الثوار، لكي يعيدونهم إلى مربعات التدجين
كما فعلوا مع الأجيال التي سبقتهم. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وفي
المقابل حال شباب الثورة حال من أتقنوا فن الصبر والاستمرار حتى الوصول إلى نهاية
سعيدة في صراعهم مع أحزاب السلطة. فلا تدجين يمكن أن يمر، سواءٌ أكان الترهيب بالعصا،
أم كان الترغيب بالجزرة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كانت
الأجيال السابقة، باستثناء القلة من بينهم، يعتبرون أنه ما من قطرة غيث تسقط على
أرضهم من غير سحابة تمطرها عليهم سماء أمراء الطوائف. ولا حبة قمح يمكن أن تنبت
خارج حقولهم، ولا حفنة من طحين يمكن أن تخرج من غير مطاحنهم.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
في استبار عميق لعقول الشباب الجديد، فنقرأ إصراراً لا مثيل له على التغيير، لا ينفع
معه تهديد بعصا بلطجي أعمى، ولا إغراء بجزرة لا تُشبع الأرانب. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
صفع ظهور الشباب أمراء الطوائف على وجوههم، <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ولكنهم لم يشعروا بثقلها، بل شعروا بالمهانة،
لأنهم تعودوا على آيات التبخير والتعظيم التي كانت الأجيال السابقة يغدقونها في
مقاماتهم العالية، وكانت تلك الآيات تصل إلى حدود تقديسهم، لا بل كانوا يرفضون
ويقتتلون مع من يحاول المسٍّ بها لأن المسًّ بقدسية أمراء الطوائف خط أحمر، تُقطع
اليد التي تتجاوز حدوده، أو يُقطع اللسان الذي ينقدهم بكلمة سوء.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لا
يزال أمراء الطوائف، يراهنون على ترف الوقت مستندين إلى ولاء من والاهم، وبلطجة من
حماهم. فهم يماطلون بتأليف حكومة بدون محاصصة طائفية، لا بل يصرون على تلك
المحاصصة، لكي تحميهم من فتح ملفات فسادهم جميعهم. ويقومون بتسويف الدخول إلى أي
ملف إصلاحي، لأن فتح ملف واحد سوف يثير زوبعة من ملفات أخرى. ففي مقابل كل ملف
لطرف هناك ملفات لكل الأطراف. الكل خائف، ولذلك يسهمون جميعهم بالتسويف واستخدام
ترف الوقت، لكي يصلوا إلى اتفاق يضمنون فيه إقفال الملفات جميعها على قاعدة لا ضرر
ولا ضرار. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
من يقرأ في ما يجري في كواليس تشكيل حكومة قد توقف انهيار لبنان من الإفلاس الذي
لن يشعروا به، هم وأولادهم وأقاربهم والمقربين منهم، ومن أدواتهم في ممارسة النهب
والسرقة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">هذه
القراءة تفسِّر أنهم أصبحوا من أهل الكهف الذين ناموا واستراحوا على عملة فقدت
قيمتها بعد نوم طويل. وإن استخدام ترف الوقت، لن يحميهم على الإطلاق، لأن سيف
الصبر عند أولئك الشباب الثائرين، أشد مضاء من سيفهم الذي أصيب بفلول الفساد
والنهب والسرقة، التي لن يرتقها ترفهم مهما بلغ من الاحتيال والتذاكي.</span><span dir="LTR"><o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-12063692133866443152020-12-07T04:21:00.001+02:002020-12-07T04:21:57.652+02:00من تشرين العراق إلى تشرين لبنان<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">من تشرين العراق إلى تشرين لبنان<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">مقاربات مرحلية وآفاق استراتيجية قومية</span></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg7blruEcuyfVFLPcz5As2AUaLd3MYPnxzhUVUTzGcDHh48GZh4Wt_4rQJzxSDAiuPMjBdXYE2OQsxqSNUf5C63lv2pPyn0VkWI8nlSL6EfV6GpEuQG1P97MEoVHFR4G6irhPvblQNh6Gbo/s723/Picture1.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="137" data-original-width="723" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg7blruEcuyfVFLPcz5As2AUaLd3MYPnxzhUVUTzGcDHh48GZh4Wt_4rQJzxSDAiuPMjBdXYE2OQsxqSNUf5C63lv2pPyn0VkWI8nlSL6EfV6GpEuQG1P97MEoVHFR4G6irhPvblQNh6Gbo/s320/Picture1.png" width="320" /></a></div><br /><o:p></o:p><p></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">شبكة
ذي قار/<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">مكتب
الثقافة والإعلام القومي<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">حسن
خليل غريب<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
6/ 11/ 2020<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">مدخل: التكاملية بين القضايا القومية سرُّ قوَّتها:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إذا
أنَّ في قطر عربي صوت يجد في ذرى قطر عربي آخر صداه. فالصوت العربي الرافض واحد لا
يتجزَّأ، يتمرَّد على خطوط مقاييس سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو
الجغرافية، وعلى الخطوط الطائفية، وعلى خطوط التفتيت الوهمية التي يزرعها
الاستعمار والصهيونية ودول الإقليم ذات المشاريع الدينية السياسية. وإنه على الرغم
من أن كل تلك القوى تستغل أمراضنا في الطائفية والتجزئة القطرية، يبقى صوت
الأكثرية من الشباب العربي، لا تحده خطوط الجغرافيا السياسية، ولا تحيط به خطوط
الجغرافيا الطائفية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كانت الأنظمة الرسمية مأسورة في خطوط محدَّدة لها، جغرافية كانت أم طائفية أم
عشائرية أم طبقات مستغلة لثروات الشعوب، فلأن مقاساتها تكون مفصَّلة بناء على
معايير مصالح الطبقات الحاكمة فيها بالتنسيق والتحالف مع الدول الخارجية التي
ساعدت على إنشائها، والتي تزعم أنها تحميها. لقد أسلست تلك الأنظمة انقيادها ورهنت
أنفسها لمصالح الخارج واهمة أنها تحميها من السقوط. وتجاهلت أنه يمكن تبديل جلودها
عندما تنتهي أدوارها بإسقاط السلف ليُؤتى بخلف أكثر طمعاً باستغلال أبناء جلدته من
الطبقات الفقيرة والمعوزة، ويحصل ذلك عندما تجد الدول الخارجية ضرورة لتبديل تلك
الجلود بأنظمة تختلف بجلودها ألواناً وأشكالاً، ولكنها تعيد إنتاج مناهجها للتوافق
مع المصالح الخارجية. وهكذا تعيش تلك الأنظمة على وقع استغلال شعوبها لتوفير
البيئة الآمنة لمصالح تلك الدول.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
بالنسبة للشعوب، على الرغم من استسلامها لإرادة أنظمتها الرسمية، فإنها تشعر
دائماً بالغبن والقهر ولكنها لا تعرف في معظم الأحيان طريقاً للخلاص، لأنه يتم
تدجينها بثقافة تلك الأنظمة، وسجنها في مناهج ثقافية تسليمية وتقليدية خاصة إذا
كانت أنظمة طائفية سياسية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولكن
على الرغم من سجونها تلك، فإن الأكثرية الساحقة من الجماهير تختزن النقمة والغضب
من جراء ما يصيبها من فقر وحرمان ومصادرة للحريات. وعندما تحين ظروف انفجار تلك
الخزانات، فإنها تنتظر أول فرصة تحين لها. وليس هناك من فرص حقيقية أكثر تأثيراً
من تأثير نخبة مثقَّفة تحفر في اللاوعي الشعبي إشعاعات الوعي وتحفِّزها على
التغيير. وتتوسع دوائر الإشعاعات إلى أن تبلغ درجة من الغليان فتحدث انفجاراً لم تكن
تلك الأنظمة تتوقعه، وتبلغ شدته درجة يصعب عليها احتواؤه.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
الأنظمة العربية الرسمية تقود مجتمعاتها بمنهج الاستغلال ذاته، ولأهداف خدمة
حلفائها من الدول الخارجية، تختزن تلك المجتمعات الغضب ذاته، وتصل إلى درجة من
الغليان ذاتها، ما إن ينفجر البركان في قطر عربي حتى ينفجر في قطر عربي آخر. وإذا
استعدنا مفاعيل ما حصل، في العام 2011، في أكثر من قطر عربي في توقيتات واحدة، على
الرغم من مآسيه ومصادرته وتحويل وجهته في كل من تونس ومصر وليبيا وسورية، يؤكد ما
توصلنا إليه من نتائج في الفقرة السابقة. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">حينذاك
انتشرت الانتفاضات الشعبية في وقت واحد، تحت شعارات واحدة، وهي الدليل الأكثر
إفصاحاً عن وحدة المعاناة من الفقر والحرمان، ومن قمع الأنظمة واضطهادها. كما أنها
الأكثر إفصاحاً عن حجم الغضب الشعبي الذي كان يتراكم عبر عشرات السنين التي كان
يظهر الشعب فيها وكأن الصمت والاستسلام لفَّه إلى الأبد. ولكن وحدة الشعور
بالاضطهاد، ووحدة الأهداف، شيء ونتائجها شيء آخر. ولأن لما حصل سابقاً نتائج سلبية،
فقد كان سببه سرقة نضالات الحراكات الشعبية التي قامت بها الدول المخططة لإسقاط
تلك الأنظمة من أجل تغيير جلودها بأسوأ منها. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومن
دون الخوض في تحليل تلك المرحلة لأنها كانت مدار أبحاث كثيرة سابقة، فإننا سنعتني
في هذا المقال، بدراسة تجربة ثورة تشرين في العراق، وتجربة انتفاضة تشرين في
لبنان، اللتان حصلتا في العام 2019. ولأن المقاربة بينهما سهلة المنال، يصبح الهدف
من حصر موضوع المقال بهما، جاء لكي نرصد من خلالهما كيف يمكن أن تكون عليه وحدة صوت
الشعب العربي ووحدة الآلام والمصالح الشعبية، التي عملت الأنظمة الرسمية على
تمزيقه وتفتيته. كما أننا سنعمل على المقاربة بينهما من حيث المنهج السياسي
والاقتصادي والثقافي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وهنا،
سنطرق بوابة المقاربة من حيث إخضاع العراق إلى الارتهان للخارج، والتشكيل الطائفي
السياسي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-منهج التقسيم
الطائفي بعد احتلال العراق هو الأنموذج الذي يتم تقليده في تقسيم الوطن العربي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">من
الثابت أن تخطيط إدارة اليمين المسيحي المتصهين، بقيادة جورج بوش الإبن، لاحتلال
العراق، كان مقدمة لإعادة رسم خرائط الوطن العربي على أسس طائفية، مستفيدة من
الأمراض الطائفية التي نخرت عظام القواعد الجماهيرية نتيجة الدور اللاواعي،
المملوء بالتعصب الأعمى للدين والمذهب. ذلك التعصب الذي زرعته المؤسسات الدينية
السياسية، ويأتي في طليعتها كل من فكر الإخوان المسلمين من جهة، وفكر نظرية ولاية
الفقيه من جهة أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لم
تعد قضية التحالف بين إدارة اليمين المسيحي المتصهين وإدارة كل من حركتيْ الإخوان
وولاية الفقيه، خافية على أحد. فقد برزت بشكل واضح وجلي في اللقاء الحميم المشبوه
في مشاركة التيارين في تشكيل (العملية السياسية) في العراق منذ بداية الاحتلال
والتي لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة، ولن يسقط هذا التحالف سوى في اللحظة التي
تسقط فيها العملية السياسية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-(لبننة) العراق للاستفادة من عورات نظام المحاصصة الطائفية في لبنان:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لم
يكن استغلال العامل الطائفي نظرية خُطِّط لها في دهاليز المخابرات الأميركية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيونية،
وتحتاج للاختبار. فالتجربة اللبنانية في بناء النظام الطائفي السياسي ماثلة في
مخططات التآمر على الوحدة المجتمعية العربية. خاصة أنها خضعت لاختبارات دامت أكثر
من مائة عام، وأثبتت أنها المنهج التفتيتي الصالح لتعميمه على أقطار الوطن العربي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولم
يكن من قبيل الصدف أن يُعلن الاحتلال الأميركي، منذ اللحظة الأولى للاحتلال،
بتشكيل (مجلس الحكم الانتقالي) في العراق على قاعدة تمثيل كل الطوائف فيه، خاصة من
السنة والشيعة، إلى جانب تمثيل العرق الكردي فيه. ولهذا تم تقسيم العراق في دستور
الاحتلال إلى ثلاثة أقاليم: السني والشيعي والكردي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بمثل
تلك الخطوات أخذ منهج (لبننة العراق) طريقه للتطبيق. فتم تشكيل الأحزاب الطائفية
لكل مكون من تلك المكونات. ولأنه تمت عملية (اللبننة)، فقد استلم رجال الدين دفة
إدارة العراق، حيث أسبغوا شرعية طائفية على مكونات السلطات الحاكمة من أجل حمايتها.
وخطورة تلك الشرعية تكمن في أن أخاديع الكثيرين من رجال الدين تنطلي على العامة من
الشرائح الشعبية ذات الثقافة التسليمية والتقليدية التي تظر إلى رجل الدين بعين
القداسة. وإذا بالعديد منهم، من الذين تعتبرهم العامة من المرجعيات الدينية
يُتخمون بتجميع الثروات الطائلة، هذا في الوقت الذي تتكاثر أعداد العامة من
الفقراء والمسحوقين والجياع والمرضى، وقد وصلت تلك الأعداد إلى عشرات الملايين
الجائعة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كان
من المرسوم له أن تأتمر منظومة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>اللصوص والخونة
مدعومين من رجال الدين، أو من رجال دين انخرطوا بشكل مباشر في المؤسسات السياسية، بأوامر
الحاكم المدني الأميركي، لتتحول وظيفة تلك المنظومة إلى وسيط بين الاحتلال والشعب
العراقي، يديرون عمليات النهب لمصلحته، ويقتاتون بفتات حصيلتها. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولكن
لم تنته الأمور إلى ما خطط له الاحتلال، أي أن يكون هو الآمر الناهي والجميع
يأتمرون بأمره من دون مناقشة أو اعتراض. لقد انقطع حبل ما خطط له الاحتلال
الأميركي، بعد إلحاق الهزيمة به بواسطة المقاومة العراقية المسلحة. الأمر الذي دفع
به إلى تسليم العملية السياسية ووضعها بإمرة نظام ولاية الفقيه، فكانت الفرصة
الذهبية لذلك النظام التي طالما حلم بها، وقد وصلته على طبق من ألماس. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وابتداء
من تلك اللحظة حضي نظام ولاية الفقيه بكل الثروة التي كان الاحتلال الأميركي
يستأثر بها، ولأن أحزاب الطوائف أسلست قيادها للاحتلال البديل، وهذا ما أثار حفيظة
الإدارة الأميركية ودفع بها إلى العمل، على نار حامية، لاستعادة ما حسبت أن ثروات
العراق هي حق شرعي لها تتصرف به كيفما تشاء وأنى تشاء ومتى تشاء كما أوضح دونالد
ترامب: (إن أميركا دفعت المال والأرواح ولم تحصل علي شيء، وإن إيران لم تدفع
شيئاً، ولكنها حصلت على كل شيء). ولأن لهذا تفصيل آخر، تكفي الإشارة إلى أن النزاع
الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الإيراني، في
عهد ترامب، وكذلك في عهد بادين، سوف يستمر حتى إعادة التسوية إلى مساراتها التي
سبقت هزيمة الجيش الاحتلال في العام 2011. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لن
يغير من قواعد لعبة النزاع شيء سواءٌ أكانت الإدارة ديموقراطية أم كانت جمهورية،
وهو استعادة حقوق النهب لمصلحة أميركا، على أن تبقى قواعد لعبة تقسيم العراق إلى
إثنيات طائفية وعرقية الناظم الأساس لأي احتلال. ولهذا أصبح من الواضح أن خلاص
العراق يجب أن يمر عبر تحطيم قواعد اللعبة الطائفية، فيكون تهديم (العملية
السياسية) من أهم الوسائل التي يمكنها أن تعيد استقرار العراق إلى ما كان عليه قبل
الاحتلال في العام 2003.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المحافظة على قواعد (لبننة العراق)، و(عرقنة لبنان)، من أجل حماية
مؤامرة التقسيم:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ما كان لتدخل خارجي أن ينجح، لولا وجود الضعف العربي.
وإذا كانت أطماع القوى الخارجية واضحة تماماً، فإن الكشف عن عوامل الضعف في الجسد
العربي تبقى المسألة الأهم. ومن أهم عوامل الضعف، هي الفجوة السحيقة في الثقة بين
الأنظمة العربية الحاكمة والجماهير الشعبية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الحل في انقلاب الجماهير الشعبية على قواعد (العرقنة) و(اللبننة):<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
منهج الأنظمة في الحكم قائم على تبادل المنافع مع تحالفاتها الخارجية، تبقى تلك
المنافع حكراً على طبقة حاكمة تفكر في مصلحتها أولاً، ولا ضير من أن تدعم مواقعها
مع القوى الخارجية ليتبادلا عوامل الاستمرار ثانياً، تبقى إرادة تغيير تلك
المعادلة موكولة على الصفوة الوطنية الصادقة بربط أهدافها بمصلحة الجماهير
المسحوقة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كما
أن واقع (لبننة العراق) يشكل عامل صراع دائم بين المذاهب الدينية بصورة ميليشيات
مسلَّحة تهيمن على شتى مفاصل الدولة، فإن مبدأ (عرقنة لبنان) يحمل عوامل تشريع
وجود الميليشيات المسلحة التي تحمي مصالح الأحزاب الطائفية الحاكمة، والتي تشكل
بدورها خدمة للمشاريع الخارجية التي لن تستطيع أن تمر من دون وجود أحزاب تحكم باسم
الطوائف.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وكما
احتفل حراكيو لبنان باندلاع ثورة تشرين الأول في العراق، فقد اعتبر ثوار العراق أن
اندلاع انتفاضة لبنان التشرينية أيضاً تشكل أهم داعم معنوي لهم في ثورتهم. ولهذا
انطلق شعار (ثورة العراق، وانتفاضة لبنان، وجهان لعملة ثورية عربية واحدة). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولذلك
يجمع تشرين العراق ولبنان وحدة الهموم، ووحدة الشعور بالظلم، ووحدة الموقف بالانقلاب
على الثقافة الطائفية التي تفرِّق ولا توحد؛ ونشر الثقافة الوطنية التي توحد ولا
تفرق، وكلاهما يهتفان: (نريد وطناً)، وبـ(اسم الدين سرقنا اللصوص).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأخيراً،
يبقى أن نقوم بـ(تعريب) الثورات في كل ساحات الوطن العربي، لأنه بها تتآزر وتتعاون
في مواجهة خصم واحد، يُعرف باسم تحالف مشاريع (الحركات الدينية السياسية)، أو
مشاريع (أحزاب الطائفية السياسية) مع قوى الاستغلال الأجنبية في سائر دول العالم،
وبالأخص منها الدول المجاورة للوطن العربي.</span><span dir="LTR"><o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-88146374302128781982020-11-30T10:29:00.001+02:002020-11-30T10:29:31.459+02:00الحياة نعمة من الله ومدة عمر الإنسان صنع يديه<p> </p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhssVIwQwhgtDkROxpvmB8gAql9AKvUHT4cECA4PYe8rlYS0_c48NhHP4ihcdy8NG1i48JAUT8U5yzTZd4sMhpObxnnx0VFncOPBBvQYzRZMtgFbYH6gVBFTpQLzEvWj9bKc5keSyPb5qAs/s483/Picture1.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="169" data-original-width="483" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhssVIwQwhgtDkROxpvmB8gAql9AKvUHT4cECA4PYe8rlYS0_c48NhHP4ihcdy8NG1i48JAUT8U5yzTZd4sMhpObxnnx0VFncOPBBvQYzRZMtgFbYH6gVBFTpQLzEvWj9bKc5keSyPb5qAs/s320/Picture1.png" width="320" /></a></div><br /><p></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="LTR" style="line-height: normal; text-align: center;"><span dir="RTL" lang="AR-LB" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 20.0pt; mso-ascii-font-family: "Hacen Liner Printout"; mso-bidi-language: AR-LB; mso-effects-reflection-align: bottomleft; mso-effects-reflection-angdirection: 5400000; mso-effects-reflection-angfadedirection: 5400000; mso-effects-reflection-anglekx: 0; mso-effects-reflection-angleky: 0; mso-effects-reflection-dpidistance: 0pt; mso-effects-reflection-dpiradius: .5pt; mso-effects-reflection-pctalphaend: .9%; mso-effects-reflection-pctalphastart: 60.0%; mso-effects-reflection-pctendpos: 58.0%; mso-effects-reflection-pctstartpos: 0%; mso-effects-reflection-pctsx: 100.0%; mso-effects-reflection-pctsy: -100.0%; mso-effects-shadow-align: topleft; mso-effects-shadow-alpha: 30.0%; mso-effects-shadow-angledirection: 5400000; mso-effects-shadow-anglekx: 0; mso-effects-shadow-angleky: 0; mso-effects-shadow-color: black; mso-effects-shadow-dpidistance: 2.52pt; mso-effects-shadow-dpiradius: 3.0pt; mso-effects-shadow-pctsx: 100.0%; mso-effects-shadow-pctsy: 100.0%; mso-hansi-font-family: "Hacen Liner Printout"; mso-style-textoutline-fill-alpha: 100.0%; mso-style-textoutline-fill-color: #4F81BD; mso-style-textoutline-fill-themecolor: accent1; mso-style-textoutline-outlinestyle-align: center; mso-style-textoutline-outlinestyle-compound: simple; mso-style-textoutline-outlinestyle-dash: solid; mso-style-textoutline-outlinestyle-dpiwidth: .8pt; mso-style-textoutline-outlinestyle-join: round; mso-style-textoutline-outlinestyle-linecap: flat; mso-style-textoutline-outlinestyle-pctmiterlimit: 0%; mso-style-textoutline-type: solid;">الحياة
نعمة من الله</span><span style="color: red; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 20.0pt; mso-bidi-font-family: "GE Jarida Heavy"; mso-bidi-language: AR-LB; mso-effects-reflection-align: bottomleft; mso-effects-reflection-angdirection: 5400000; mso-effects-reflection-angfadedirection: 5400000; mso-effects-reflection-anglekx: 0; mso-effects-reflection-angleky: 0; mso-effects-reflection-dpidistance: 0pt; mso-effects-reflection-dpiradius: .5pt; mso-effects-reflection-pctalphaend: .9%; mso-effects-reflection-pctalphastart: 60.0%; mso-effects-reflection-pctendpos: 58.0%; mso-effects-reflection-pctstartpos: 0%; mso-effects-reflection-pctsx: 100.0%; mso-effects-reflection-pctsy: -100.0%; mso-effects-shadow-align: topleft; mso-effects-shadow-alpha: 30.0%; mso-effects-shadow-angledirection: 5400000; mso-effects-shadow-anglekx: 0; mso-effects-shadow-angleky: 0; mso-effects-shadow-color: black; mso-effects-shadow-dpidistance: 2.52pt; mso-effects-shadow-dpiradius: 3.0pt; mso-effects-shadow-pctsx: 100.0%; mso-effects-shadow-pctsy: 100.0%; mso-style-textoutline-fill-alpha: 100.0%; mso-style-textoutline-fill-color: #4F81BD; mso-style-textoutline-fill-themecolor: accent1; mso-style-textoutline-outlinestyle-align: center; mso-style-textoutline-outlinestyle-compound: simple; mso-style-textoutline-outlinestyle-dash: solid; mso-style-textoutline-outlinestyle-dpiwidth: .8pt; mso-style-textoutline-outlinestyle-join: round; mso-style-textoutline-outlinestyle-linecap: flat; mso-style-textoutline-outlinestyle-pctmiterlimit: 0%; mso-style-textoutline-type: solid;"><o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="LTR" style="line-height: normal; text-align: center;"><span dir="RTL" lang="AR-LB" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 20.0pt; mso-ascii-font-family: "Hacen Liner Printout"; mso-bidi-language: AR-LB; mso-effects-reflection-align: bottomleft; mso-effects-reflection-angdirection: 5400000; mso-effects-reflection-angfadedirection: 5400000; mso-effects-reflection-anglekx: 0; mso-effects-reflection-angleky: 0; mso-effects-reflection-dpidistance: 0pt; mso-effects-reflection-dpiradius: .5pt; mso-effects-reflection-pctalphaend: .9%; mso-effects-reflection-pctalphastart: 60.0%; mso-effects-reflection-pctendpos: 58.0%; mso-effects-reflection-pctstartpos: 0%; mso-effects-reflection-pctsx: 100.0%; mso-effects-reflection-pctsy: -100.0%; mso-effects-shadow-align: topleft; mso-effects-shadow-alpha: 30.0%; mso-effects-shadow-angledirection: 5400000; mso-effects-shadow-anglekx: 0; mso-effects-shadow-angleky: 0; mso-effects-shadow-color: black; mso-effects-shadow-dpidistance: 2.52pt; mso-effects-shadow-dpiradius: 3.0pt; mso-effects-shadow-pctsx: 100.0%; mso-effects-shadow-pctsy: 100.0%; mso-hansi-font-family: "Hacen Liner Printout"; mso-style-textoutline-fill-alpha: 100.0%; mso-style-textoutline-fill-color: #4F81BD; mso-style-textoutline-fill-themecolor: accent1; mso-style-textoutline-outlinestyle-align: center; mso-style-textoutline-outlinestyle-compound: simple; mso-style-textoutline-outlinestyle-dash: solid; mso-style-textoutline-outlinestyle-dpiwidth: .8pt; mso-style-textoutline-outlinestyle-join: round; mso-style-textoutline-outlinestyle-linecap: flat; mso-style-textoutline-outlinestyle-pctmiterlimit: 0%; mso-style-textoutline-type: solid;">ومدة
عمر الإنسان صنع يديه</span><span dir="RTL" lang="AR-LB" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 36.0pt; mso-ascii-font-family: ae_AlMothnna; mso-bidi-language: AR-LB; mso-effects-reflection-align: bottomleft; mso-effects-reflection-angdirection: 5400000; mso-effects-reflection-angfadedirection: 5400000; mso-effects-reflection-anglekx: 0; mso-effects-reflection-angleky: 0; mso-effects-reflection-dpidistance: 0pt; mso-effects-reflection-dpiradius: .5pt; mso-effects-reflection-pctalphaend: .9%; mso-effects-reflection-pctalphastart: 60.0%; mso-effects-reflection-pctendpos: 58.0%; mso-effects-reflection-pctstartpos: 0%; mso-effects-reflection-pctsx: 100.0%; mso-effects-reflection-pctsy: -100.0%; mso-effects-shadow-align: topleft; mso-effects-shadow-alpha: 30.0%; mso-effects-shadow-angledirection: 5400000; mso-effects-shadow-anglekx: 0; mso-effects-shadow-angleky: 0; mso-effects-shadow-color: black; mso-effects-shadow-dpidistance: 2.52pt; mso-effects-shadow-dpiradius: 3.0pt; mso-effects-shadow-pctsx: 100.0%; mso-effects-shadow-pctsy: 100.0%; mso-hansi-font-family: ae_AlMothnna; mso-no-proof: yes; mso-style-textoutline-fill-alpha: 100.0%; mso-style-textoutline-fill-color: #4F81BD; mso-style-textoutline-fill-themecolor: accent1; mso-style-textoutline-outlinestyle-align: center; mso-style-textoutline-outlinestyle-compound: simple; mso-style-textoutline-outlinestyle-dash: solid; mso-style-textoutline-outlinestyle-dpiwidth: .8pt; mso-style-textoutline-outlinestyle-join: round; mso-style-textoutline-outlinestyle-linecap: flat; mso-style-textoutline-outlinestyle-pctmiterlimit: 0%; mso-style-textoutline-type: solid;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; tab-stops: 117.05pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">مقدمة نقدية في الموروث
الديني:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">من الثابت أن الفقه الديني يلزم الإنسان بأن
يؤمن بـ(قضاء الله وقدره). وعن هذا جاء في بعض التعريفات ما يلي: «</span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-themecolor: text1;">الإيمان
بالقضاء والقدر هو التصديق الجازم بقضاء الله وقدره، وإنّ كل ما يقع في الأنفس
والآفاق من خير أو شر إنما يتم بقضاء الله وقدره، وعلمه المسبق، فقد كتب الله
الأقدار قبل خلق الخليقة فلا يخرج شيء عن إرادته ومشيئته في الأرض أو في السماء</span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">»</span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-themecolor: text1;">. وقد استند الفقه إلى نصوص من القرآن، ومنها </span><span class="details"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">﴿</span></span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ عَلَى</span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">ٰ</span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;"> كُلِّ
شَيْءٍ وَكِيلٌ<span class="details">﴾</span>.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">ما جاء في النص القرآني، وما جاء في الفقه
أيضاً، من أن الأفعال التي تصدر عن الإنسان إنما هي بتقدير من الله، قمنا بتحليله
في مقالات سابقة وتوصلنا فيه إلى نتيجة تفيد أن الله إذا قام بحساب الإنسان على
فعل أمره به أن يفعله، يتنافى مع قيم العدالة التي خلقها فيه، لأنه لا يجوز حساب
الإنسان على فعل لم يقم به بمحض إرادته. ومن المؤكد أن المحاكم المدنية والدينية
أيضاً، والتي بدورها استندت إلى تلك القيم، تحكم على الإنسان في الحياة الدنيا
بالعقاب على العمل الذي قام به بعد أن تتأكد بالدليل الدامغ أنه قام به بمحض
إرادته، فهل من المنطقي أن يكون الإنسان أكثر عدالة من الله؟ <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">ومن ضمن هذه القاعدة، وبناء عليها، هل قدَّر
الله كم هو عمر الإنسان وحدد نهاية لحياته؟ أم أن طول هذا العمر أو قصره فعل من
أفعال البشر؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">يقول الفقه الديني بناء على مسلمات النص
القرآني إنما الأعمار بيد الله، <span class="details">﴿</span>فَإِذَا جَاء
أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ<span class="details">﴾</span>. ولمناقشة هذا سنورد بعض نماذج الموت ونتساءل: هل هي
بتقدير من الله؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-الجنين الذي يُتوفى في رحم أمه قبل ولادته.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-الإنسان الذي يُقدم على الانتحار.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-الذي يموت غرقاً في سفينة أو تحطم طائرة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-من يموت من جراء الحروب.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-من يموت في حادثة سطو أو سرقة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-من يموت جوعاً لأنه لم يجد ما يأكله، أو من
يموت مريضاً على أبواب مستشفى رفض استقباله...<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-ومن.... ومن ... وإلخ...<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وما هو رأي الفكر الديني في هذة القلة القليلة
من الأمثلة؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وعن ذلك، ولأن القضايا الغيبية مجرد تكهنات لا
ترقى لمستوى اليقين، ولأن لكل إنسان ذي بصيرة حقاً في التفسير والاستنتاج في مسائل
غيبية، سنحاول أن نسهم بدورنا لعلَّنا نصيب، أو قد نخطئ؛ ولكننا على الأقل سنعطي
للعقل الذي وهبناه الله حصة ودوراً لأن الله عندما خلق العقل في الإنسان فإنه لم يميِّز
أحداً عن أحد في مستوى العقل، إلاَّ ما استطاع المجتمع، بشتى مؤسساته، أن يطوِره
فيه من مدارك عقلية؛ أو ما استطاع فيه الإنسان منفرداً من تطوير تلك القدرات.
فالله فطر في الإنسان خلايا دماغية لتلك القدرات، وترك للإنسان نفسه ولمجتمعه أن
ينميها. فضعفها أو قوتها هي فعل من عمل الإنسان، لأن الله لم يخلق إنساناً عاقلاً،
وآخر جاهلاً. فتنمية العقل وإبقاء خلايا الدماغ جامدة ليست من قدر الله أو مشيئته.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">ولأنه ليس للقضايا الغيبية حدوداً واضحة من
اليقين، لا يستطيع إنسان ما أن يتهم استنتاجات الآخرين بالقصور باستخدام براهين
قاطعة بالدليل. ولذلك يُعتبر الجدل فيها، إذا ما استمر، سفسطة لأنك تقول فيها
ويقولون.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وأما عن ظاهرة الموت، ولأنها لا تزال غامضة،
تبقى لغزاً عصياً على الحل، وعن ذلك انتشر القول الشائع (تعددت الأسباب والموت
واحد).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وبناء على فهمنا للمصطلحات أعلاه، وأمام من يعتبرون
أن أسبابه تعود إلى حكمة إلهية لا يعرفها إلاَّ الله، نتساءل: ما هي الحكمة
الإلهية من وراء ظواهر الموت التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-موت جنين في رحم أمه</span></b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">: وهذا الموت قد يكون بسبب الإجهاض، أو استخدام
العنف ضد المرأة الحامل، أو بسبب أمراض موروثة لم تتم معالجة أسبابها عند الأجداد
أو الآباء والأمهات. أو بسبب خطأ يقوم به طبيب، أو تقصير من مستشفى، أو، أو ...
فهل نعفى من المسؤولية كل من كان السبب؟ وهل على الفقه أن يدافع عن كل هؤلاء
ويتجاهل أخطاءهم ويُعتِّم عليها؟ فيصبح هؤلاء أبرياء ويبقى المتهم الوحيد هو الله؟
هل هو أمر بالإجهاض، أو أمر باستفحال المرض، وأمر الأطباء بالخطأ، وطلب من
المستشفيات أن يمنعوا مريضاً من العلاج لأنه لا يملك تكاليفه؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-من يموت انتحاراً:</span></b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;"> على قاعدة النص القرآني، القائل: <span class="details">﴿</span>فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ
يَسْتَقْدِمُونَ<span class="details">﴾</span>. يستتبع التساؤل: هل أمر الله
إنساناً بالانتحار ليموت في الساعة المحددة له؟ وإذا لم يأمر بذلك، لماذا لم يمت
بالوسيلة التي حدَّدها له الله؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-من يموت من جراء
الحروب: </span></b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وهذا يجوز في مناقشته ما يجوز على الموت
انتحاراً. ويقتضي إعادة التساؤل: هل قضى الله بأن يموت الملايين من البشر في
الحروب؟ وإذا كان ذلك صحيحاً، فمن يتحمل مسؤولية اندلاع الحروب، الله أم الذين
افتعلوها من البشر؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-من يموت في حادثة سطو
أو سرقة</span></b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">، ومن يموت جوعاً لأنه لم يجد ما يأكله، أو من
يموت مريضاً على أبواب مستشفى رفض استقباله... ومن.... ومن ... وإلخ... وهل تلك
الوسائل مما حددها الله في (اللوح المحفوظ)؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">هل من أجل موت إنسان في فترة زمنية محددة،
قدَّر الله أن يتعرَّض لحادث سرقة، أو قدَّر أيضاً أن يحجب الطعام عنه ليموت
جوعاً. أو أوحى لموظف الاستقبال في المستشفى أن يقفل بابه في وجه الإنسان المريض
لكي يموت مرضاً في الوقت الذي حدَّده الله لوفاته؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">أسئلة ممنوعة في عرف رجال الدين، ولكن العقل
الذي خلقه الله في الإنسان اكتسب فطرة القفز فوق الأسئلة الممنوعة، ويلِّحُ على
الإتيان بأجوبة واضحة حتى ولو صدمت المؤسسات الدينية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">خلق الله الإنسان وخلق له العوامل التي تحافظ
على الحياة في جسده:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">ما سقناه من أمثلة أعلاه، كلها تساؤلات تصب في
موضوع الموت وأسبابه وتوقيتاته ووسائله، وهذا ما سنبدي فيه رأياً مبنياً على قواعد
الإيمان التي نعتقد بها. وأما تلك القواعد، فهي قواعد مادية، وقواعد روحية –
نفسية:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-القواعد المادية:</span></b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;"> إن حياة جسد الإنسان محدودة بالوقت الذي يفقد
العوامل التي تحافظ على صحة الخلايا التي يتكون منها. وفعل تغذية هذه العوامل لكي
تبقى أقرب ما يمكن للسلامة، عائد للإنسان نفسه، خاصة أن الله الذي خلق الجسد من
مليارات الخلايا، خلق معها عوامل تغذيتها مما تنتجه الطبيعة من مأكل ومشرب. كما
خلق المواد الأولية التي يحتاجها الجسد، وما على الإنسان مهمة أكثر من إنتاجها مما
يحيط به من المواد التي تختزنها الأرض من زراعات، وما خلقه من حيوانات على البر
وفي البحر. فإذا أحسن الإنسان استثمار تلك المواد وزوَّد حاجات جسده المادية بها،
فإنه يؤخر بذلك من سرعة تلف الخلايا، وهو سيسهم في إطالة أيام حياته الجسدية. وإذا
أساء استخدام ما هو مكلَّف به، يسهم في تقصير عمر خلايا جسده، وهذا يعني التعجيل
بموتها. وتلك حقيقة أثبتتها الأبحاث الطبية بشكل مؤكد، بحيث إنه كلما تطورت ثقافة
الإنسان الصحية، وكلما تطورت وسائل الطب، كلما ارتفع معدل مدة الحياة بين البشر.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">-القواعد الروحية
والنفسية، وما بينهما من قواعد اجتماعية: </span></b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">ولأن الجانب الروحي، وما له علاقة بالنفس غير المنظورة، وما
ينتجه تفاعلهما من قواعد اجتماعية تنظم علاقات البشر؛ وإن كان الله قد خصَّ الدماغ
في جسد الإنسان، كموجود منظور، للقيام بوظائف العوامل الروحية والنفسية، فإن الله
أيضاً اعتبر أن الأوامر، التي تصدر من الدماغ لتنظيم وظائف الجسد، تقوم أيضاً
باختزان المعارف، وتعمل على تنظيمها لتقوم بوظائف فكرية روحية ونفسية واجتماعية.
وتلك الوظائف هي التي ترشد الإنسان الفرد إلى القيام بالمهام التي أوكلها الله
إليه للعناية بنفسه، وعياً فكرياً وعلمياً، ليؤخر تلف الخلايا الجسدية بما يعني
المحافظة على الحياة أطول فترة ممكنة. وكما أنه يعمل على تنظيم علاقته بالمجتمع
الإنساني المحيط به لأن الفرد بنفسه لا يمكنه أن ينجز كل الوظائف الضرورية
لاستمرار الحياة؛ بل لا بُدَّ من أنه يحتاج إلى جهد من الآخرين لمساعدته، وكما أن
الآخرين بحاجة إلى دوره. وهكذا كل من يقصِّر بأداء دوره، فهو كأنه يسيء إلى نفسه
كما يسيء إلى الآخرين أيضاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وإذا كان الله قد خلق في الإنسان المقدرة على
صنع أفعاله، ويأتي من ضمن هذه الأفعال مقدرته على المحافظة على حياته، يكون الله
بذلك قد وضع بيد الإنسان، فرداً ومجتمعاً، قدرة على التحكم باستمرار الحياة إلى
الأمد المحدد لتلف تلك الخلايا. وإذا أساء استخدام هذه القدرة، فلا شك بأنه سيضع
حداً لها بالموت.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">إن سلامة الخلايا عائد إلى توفير العوامل
المحددة لنموها من المواد الغذائية، وهي عملية معقدة جداً لا يمكن لإنسان مهما بلغ
من الوعي الصحي والمقدرة الجسدية والعقلية أن يستطيع الإحاطة بها. ولكن توفير الحد
الأدنى منها يسهم في منع تلف الخلايا، وهذا يعني إطالة محدودة بعمر الإنسان. وكلما
ارتفعت نسبة التوفير التي تفوق الحد الأدنى، ترتفع نسبة إضافة مدد زمنية على حياة
الإنسان. فالله خلق تلك الشروط والعوامل، ورتَّب على الإنسان مسؤولية توفيرها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">واستناداً إلى هذه الرؤية، أيضاً، نعتبر أن كل
من يموت بسبب غير سبب تآكل الخلايا التي حدد الله مدة زمنية لهذا التآكل، فيكون
ذلك من صنع يد الإنسان. أو قد يكون من صنع يد إنسان آخر، كالإجهاض، والمرض، وحوادث
السير، والحروب، والسرقة، و.. و..<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">من غير المنطقي استخدم معايير إنتقائية بالنسبة
لخلق الأفعال:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">يقول الفكر الديني إن كل الأفعال هي من خلق
الله، ولكن حينما تواجهه إشكالية بعض أشكال الموت، التي ذكرنا بعضاً منها، يحمِّل
أوزارها للإنسان نفسه. وهذا دليل على أن الفكر الديني يناقض نفسه بنفسه. وهذا يقود
إلى أن الإنسان إذا كان مسؤولاً عن بعض الأعمال يعني أن الله حباه المقدرة على
فعلها، وهذا لا ينتقص من قدرة الله، وهذا الاعتراف يعني أن الله، على قاعدة أنه
لكل <span class="details">﴿</span><strong><span style="font-family: "Hacen Liner Printout";">نفس
مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ</span></strong><span class="details">﴾</span><b>.
</b>يمكنه أن يخلق في الإنسان المقدرة على صنع كل الأفعال (الخير منها أو الشر).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">فالمعايير يجب أن تكون واحدة في خلق الأفعال.
وهذا ما توصلنا إليه في رؤى سابقة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">والقاعدة التي ننطلق منها للقياس، هي أن الله
خلق الإنسان وخلق في نفسه القيم العليا، التي تدعو للخير، وهذا يعني أن الله خلق
الخير فقط، والشر بهذا المعنى هو أن الإنسان لا يعمل الخير، أي كل من يوفِّر له
السعادة الذاتية، والسعادة للمجتمع. وبهذا يكون الله قد ترك للإنسان حرية القيام
بهذا العمل الذي إذا أتقنه يكتسب السعادة لنفسه، ولمجتمعه، وإذا أخفق فيه، انعكس
شراً على نفسه وعلى مجتمعه.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">ومن غير المنطقي أن نختلق أسباباً وهمية لظاهرة
الموت:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وبناء على ذلك، كيف نفهم الحياة، وكيف نفهم
الموت؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">خلق الله الإنسان من جسد وروح، وخلق في الطبيعة
العوامل الأولى لاستمرار الحياة، من جنس وطعام. وفطر فيه غريزة المحافظة على
استمرار الحياة بممارسة الجنس، وغريزة الطعام للمحافظة على الجسد بالتفتيش عما
يغذيه ويساعده على الاستمرار. ولهذا<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>عندما
يفقد الإنسان غريزة الجنس، أو لا يمارسها، فسوف تنقرض البشرية. وإذا تكاسل ولم
يفتش عما يأكله، أو عما يشربه، فسوف يؤدي به الكسل إلى اهتراء خلايا الجسم نتيجة
عدم إمدادها بعوامل النمو، التي هي الحياة بذاتها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وأما الموت فهو نهاية لحياة البشر الجسدية،
فالإنسان ليس خالداً من حيث تكوينه المادي، بل إنه لاستمرار الحياة في خلاياه، مستلزمات
وشروط، تقصر مدة الحياة أو تطول تبعاً لتوفيرها. والخلود الإنساني هو عبارة عن
انتقال الحياة الروحية وتطورها وتصاعد هذا التطور. وبهذا المعنى عندما خلق الله
الإنسان على هذا الكوكب فلآماد محدودة مرتبطة بتوفير العوامل البيويولوجية التي
تحافظ على سلامة خلايا الجسد من الاهتراء. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">باستثناء طبيعة الفناء المخلوقة في الجسد،
والمتعلقة بإمداد خلاياه بنسغ العوامل المادية، فإن الإنسان مسؤول بشكل مباشر عن
استمرار الحياة في الجسد أو موته. وينتهي دور الله، كما نعتقد، عند خلق ظروف
الحياة البشرية. وإن الله يملك المقدرة والإرادة على خلق الكون بمثل هذه الطريقة،
أو بغيرها، إذا أراد ذلك.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">إن كل اعتقاد عن الحياة أو الموت غير ذلك، يعني
هروب من ينتدب نفسه لهذه المهمة من </span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-themecolor: text1;">تحميل المسؤولية للإنسان الفرد، والإنسان
المجتمع، ليلقيها على الله. </span><span dir="LTR"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-21442511310770321122020-11-25T19:25:00.002+02:002020-11-25T19:25:49.891+02:00تهافت المشاريع الدينية الغيبية بداية انبعاث الأمل في التغيير<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">تهافت المشاريع الدينية
الغيبية بداية انبعاث الأمل في التغيير<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
25/ 11/ 2020<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>حسن خليل غريب<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بعد
أن أُسقطت الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى في العام 1917، كانت
الحرب العالمية الثانية التي جرت أحداثها في الأربعينيات من القرن العشرين نهاية للإمبراطوريات
التقليدية في التاريخ، وهي الإمبراطوريتان الإنكليزية والفرنسية، اللتان وإن كانتا
السبب في دحر مشروع الإمبراطورية النازية ودفنه قبل أن يُبصر النور، فقد دُفنت
آمالهما في استعادة مكانتهما في التاريخ.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كانت
أهداف الحرب العالمية الأولى إسقاط الإمبراطورية العثمانية ليصفو الجو أمام
الإمبراطوريات الرأسمالية الأوروبية الغربية، والتي بسبب إنهاكها بحربين عالميتين
جاء من يرث المنهج الإمبراطوري بديلاً عنها، فقد شهدت بدايات النصف الثاني من
القرن العشرين ولادة مشروعين دوليين كبيرين، مشروع الاتحاد السوفياتي، ومشروع
الإمبراطورية الأميركية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ماتت
الإمبراطوريات التقليدية، العثمانية والإنكليزية والفرنسية، وتمَّ وأد المشروع
الإمبراطوري النازي، وخلفتها ولادة إمبراطوريات العصر الحديث، روسيا وأميركا.
وبهذا وبسرعة فائقة تقل عن نصف قرن من الزمن، لم يعرفها تاريخ الإمبراطوريات
القديمة، ماتت ثلاث إمبراطوريات، وتم وأد الرابعة قبل أن تكمل مشوارها من جهة،
وولادة إمبراطوريتين كبريين جديدتين من جهة أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
غضون نصف قرن من التاريخ تقريباً ماتت إمبراطوريات وعاشت إمبراطوريات أخرى. ولشدة
شبق بعض قادة الشعوب لحكم العالم، لم تتوقف أحلام من ورثوا مناهج الإمبراطوريات
التقليدية، فقد دخلت إمبراطوريتا العصر الحديث، أميركا وروسيا، في سباق من التنافس
والصراع، فسقطت إمبراطورية الاتحاد السوفياتي في العام 1991، لتنفتح الشهية
الأميركية بحلم حكم العالم من دون شريك، خاصة بعد أن أصبحت الأبواب مشرَّعة أمام
مالولايات المتحدة بغياب المنافس الروسي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولذلك
انطلق المشروع الأميركي تحت مسمى (نحو قرن أميركي جديد) والذي وضع منهجاً له تأسيس
إمبراطورية أميركية على مقاييس الأيديولوجيا الصهيونية، التي تقضي بالتمهيد لمعركة
الخير والشر في معركة هرمجدون في فلسطين تمهيداً لظهور (المسيح المخلص) كما يعتقد
بها التيار المسيحي المتصهين الذي إما أنه يتقارب بالأهداف مع الصهيونية العالمية،
وإما أنه من صنع تلك الصهيونية. وليس من الغريب أن يصرِّح أحد الرؤوساء
الأميركيين، قائلاً: (إن الرب كلَّف الشعب الأميركي بأن يخلِّص العالم).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تحت
شعار تصدير المشروع المذكور، بدأ تنفيذه في العام 2003 باحتلال العراق تحت حجة
إسقاط محور الشر، الذي هو مصطلح تلمودي قديم. فماذا جرى، منذ احتلال العراق؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">من
أجل تنفيذ مشروع ذلك الإسقاط، كان لا بدَّ من إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى
دويلات طائفية تتقاتل فيما بينها ليصفو الجو لتنفيذ المشروع من دون عوائق تُذكر،
ولذلك غذَّى أصحاب المشروع نزعة أطماع الدولتين الإقليميتن إيران وتركيا بوعدهما
بحصص دسمة في المشروع. وكان من غير المألوف أن تتشارك في تنفيذ مشروح واحد ضد
الوطن العربي، مشاريع سياسية متناقضة يكفر فيها أحدهما الآخر، ويستبيح أرضه وعرضه.
<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>توافق في المصالح وتناقض في الأهداف:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ليس
من الغريب فقط أن يتم التوافق بين ثلاثة مشاريع متناقضة، بل من المريب أن يضمهم
تنفيذ مشروع واحد أيضاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
تناقضاتها فهي من الحدة التي لا يمكن أن تلتقي، لأن لكل منها، كما تزعم، مشروع
إلهي تعلنه جهراً وليس سراً. ولذلك يستطيع حتى الغبي أن يتعرَّف على نوايا الآخر،
وعلى قراءة مخططه بوضوح. وهذا ما يطرح التساؤل التالي: إذا كان كل منهما يعرف
حقيقة خطورة مشروع الآخرين ضد مشروعه، فعلى ماذا يتفقون إذن؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>-فالمشروع الأميركي، بغض النظر عن أنه مشروع
رأسمالي، وقد تلتقي في معظم الأحيان مصالحه مع أكثر من قوة اقتصادية يتقاسمون فيها
المصالح، وقد تتناقض تلك المصالح فيعيدان تصويب قواعد المحاصصة. وأما لأنه يستند
بشكل أساسي إلى مشروع أيديولوجي ديني، وكأن تنفيذه جاء بأمر من الرب فهنا يكمن
مصدر الخطورة فيه. ولأنه يستند إلى أيديولوجية (شعب الله المختار) بصفته ينفذ
أيديولوجيا (اليمين المسيحي المتصهين)، فهو لا يمكن أن يقبل ربَّاً آخر.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وأما
المشروع الإيراني فهو قائم على أسس ظهور المهدي المنتظر، الذي غيَّبه رب الإسلام
الشيعي كما يزعمون أنه سوف يظهر مع جديد لإنقاذ العالم ونشر العدل فيه، وهو مشروع
يتناقض مع أي مشروع آخر إلى الحد الذي يتم تكفير من يرفضه من المشاريع الإسلامية
السياسية الأخرى، فكيف به إذا كان المشروع خليطاً من عقيدة مسيحية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> يهودية،
كالمشروع الأميركي؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وأما
المشروع التركي، فيرفض هذا وذاك من المشروعين المذكورين أعلاه، لأنه يستند إلى
وجوب بناء مشروع إلهي يتناقض معهما إلى حدود تكفيرهما معاً. ولا يجوز شرعاً، كما
يعتقد أصحاب المشروع، أن يتم تأسيس أي نظام لا يحكم بـ(شرع الله)، كما ينص عليه
القرآن والسنة النبوية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
أهداف تلك المشاريع واضحة وجلية عند أطراف التحالف، لا نبالغ إذا قلنا أن هذا
التحالف هو تحالف مريب.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لماذا التوافق حول تنفيذ المشروع المريب؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">على الرغم من أن أطراف التحالف الشاذ يدركون التناقض
الشديد بين المشاريع الثلاثة، إلاَّ أنهم انخرطوا في تنفيذ المشروع الأميركي، ولكن
كل منهم يضمر الانقلاب على صاحبه عندما يستأنس عوامل القوة الكافية لتنفيذ مشروعه
الخاص. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فبالإضافة إلى أن تحالفهم شاذ استراتيجياً لكنهم
ارتضوا التحالف المرحلي، من أجل التعاون على تذليل العوائق التي تحول دون تنفيذ
المشاريع الخاصة لأن إمكانيات مشروع واحد من المشاريع الثلاثة يعجز عن التنفيذ
بمفرده. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا كان الأمر يتعلَّق بما بدأوا بتنفيذه منذ
العام 2011، ففيه وزَّع المشروع الأميركي الأم، كما جاء في وثائق الرئيس أوباما،
الأدوار بينهم. بحيث يستقطب النظام الإيراني المكون الشيعي، والذي كان مرسوماً له
أن يحصل على هلاله في المشرق العربي. وأن يستقطب النظام التركي المكون السني ليحصل
على هلاله في المغرب العربي. وتشكل حصيلة الهلالين إضعاف للعرب جميعاً، مما يقضي
على أي حلم عربي بالوحدة. ولأن الولايات المتحدة الأميركية تعتقد بأن الأولوية في
مشروعها هو تفتيت الوطن العربي على أسس طائفية، وهذا لا يتم بغير مساعدة النظامين
الطائفيين الإيراني والتركي. ولأنها تمتلك من قوة السلاح والمال ما يفوق بمئات
الأضعاف مما يمتلكه النظامان الإيراني والتركي، كانت تخطط، بعد نجاح المشروع،
لاحتوائهما معاً تحت مظلة أوامرها ونواهيها. على أن تكون (العصا لمن عصا). <span style="mso-tab-count: 1;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">المشاريع الغيبية من أخطر مشاريع الإمبراطوريات في
التاريخ:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كل الإمبراطوريات في التاريخ السحيق وصولاً إلى
مشاريعها في عصرنا الراهن، تُعدُّ خطيرة على حاضر الشعوب ومستقبلها. ولعلَّها أشد
خطورة هي تلك التي تستند إلى عقائد دينية غيبية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن الإمبراطوريات ذات الأهداف التوسعية لأهداف
اقتصادية يمكن مقاومتها بشكل جماعي من قبل مواطني الدول التي تمَّ احتلالها، وهي
تلقى إجماعاً باستثناء قلة من المنتفعين الذين غلبت عليهم أهواؤهم بضمان مصالحهم
على حساب مصالح أبناء أوطانهم. وبالإجمال لن تستطيع الإمبراطوريات التوسعية لأسباب
اقتصادية أن تضمن وجود حواضن شعبية لها، وهنا يكمن سر ضعفها، وهذا ما حسب له
المشروع الأميركي حساباته.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أما الإمبراطوريات ذات المشاريع الغيبية الدينية
فتجد حواضن شعبية ممن يؤمنون بنصرة الدين على حساب نصرة الوطن، أو نصرة المذهب على
حساب نصرة الدين. وتظهر خطورتها في أنها تجد من يحمي احتلالها في الأقطار العربية
من المتعصبين مذهبياً، ويعمل على استمالة الآخرين من أبناء مذهبهم من الذين يرفضون
الاحتلال، تحت وابل من التهديد والوعيد، بنار الدنيا ونار جهنم الآخرة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما خطورة هذا النوع من الإمبراطوريات على الصعيد
الوطني المتعدد الانتماءات الدينية أو المذهبية، أو على الصعيد العالمي، فإنها
تؤسس لحروب دائمة لن تتوقف حتى ينتصر إله واحد من آلهة المتصارعين. ولهذا بيَّت كل
منهم الشر للانقلاب على حليفه في الوقت المناسب. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأنها تمتلك عوامل الإيمان بأنها تمتلك مشروعاً
إلهياً، ولأن المنجرفين في تيار المتعصبين لها يعتقدون بالنصر الإلهي لها، تتعقد الأمور
أكثر إلى الدرجة التي يسهل فيها الموت (في سبيل نصرة الله) كما يزعمون. وكذلك
يُشرِّعون القتل في سبيل (نصرة إلههم المزعوم).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 63.1pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وضع
التحالف في هذه المرحلة يبشِّر بالقطيعة مع المشروع المريب:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بعد
انكشافه وتهافته في أقل من عشر سنين، وإذا كان تهافت المشروع جلَّي وواضح، بعد فشل
تطبيقه، إلاَّ أنه لم يمت، بل يعمل أطرافه المشاركة فيه ليس على إلغائه بل إلى
تأجيل تنفيذه انتظاراً لمتغيرات جديدة وانتظاراً لإعادة تنفيذه في الظروف
المناسبة. ولهذا السبب على جميع القوى، على مستوى الأقطار العربية، كما على
المستوى الدولي، وبالأخص منهم الذين يدركون مدى خطورة المشاريع الغيبية المتناقضة
الثلاثة، أن يعملوا متآزرين ومتضامنين من أجل نشر ثقافة بناء أنظمة وطنية مدنية،
التي تضمن تغييراً في علاقات تلك الأنظمة لكي تسير عملية التغيير بسهولة وسلاسة.
ومن أهم الشروط التي عليهم أن يستندوا إليها، أنظمة وشعوباً، هي في نشر مبادئ
العدالة والمساواة بين جميع مواطني الدولة من دون تمييز بالنسبة للدين أو المذهب
أو العرق، والتي هي بها، وبها وحدها، يتم تجريد المشاريع الغيبية من الذرائع التي
تتلطى بها في التحريض ضد الأنظمة القائمة، وتعتبر أن قوانينها الوضعية هي السبب في
التواطؤ على مصالح الأكثرية الساحقة من الجماهير الشعبية وحرمانها من حقوقها.
ولذلك تستثمر الفقر والحاجة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>عند البشر
لإدخالهم في آمال غيبية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">علم
النفس الاجتماعي خير مرشد لتطوير مناهج أنظمة الاستغلال:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">يفهم
علم النفس الاجتماعي أن البشر يلجأون إلى الاستنجاد بالقوى الغيبية في أوقات
الأزمات والمحن، خاصة إذا لم تتوفر وجود أجوبة وضعية مقنعة على تساؤلاتهم، ولا
تمتلك حلولاً لمشاكل تلك الشرائح المعيشية. ولأن غياب مبادئ العدالة الاجتماعية من
مناهج الأنظمة الحاكمة تؤدي إلى الإفقار والعوز وعدم معالجة الأزمات الحادة التي
تعاني منها الشرائح الشعبية الواسعة، وتداويها بالقمع على من يرفض مناهجها تُعتبر
من أهم الذرائع التي تسيطر بها على عقول العامة من البشر.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
الحركات الدينية السياسية، والتي يقع في القلب منها أطراف التحالف الشاذ المشار
إليه أعلاه، تستغل قصور الأنظمة الرسمية لتعبئة أوسع الشرائح الاجتماعية حاجة
بثقافة الهروب والاستنجاد بالقوى السياسية الدينية الغيبية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لكل
ذلك، تقع على عاتق الأنظمة العربية الرسمية مسؤولية معالجة أسباب انقياد أوسع
الشرائح الاجتماعية المحتاجة للوسائل الغيبية بحيث تقع فريسة بين براثن أصحاب
الدعوات الإمبراطورية الغيبية، وذلك بسحب ذرائع الحاجة والعوز بتطبيق مبادئ
العدالة الاجتماعية والمساواة السياسية بين موطني الدولة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كما
تقع على عاتق الحركات الثورية عبء نشر الثقافة المدنية الجديدة، ورفض ثقافة
التواكل والتسليم التي تقوم حركات الإسلام السياسي بترويجها أولاً، وبالعمل الدؤوب
من أجل وضع الأنظمة الرسمية أمام مسؤولياتها ثانياً.<o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-61761070296626655432020-11-21T19:29:00.002+02:002020-11-21T19:29:57.482+02:00استقلال لبنان 2020 عيد مقاعده خالية من المحتفلين<p> <span style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center; text-indent: 0cm;">استقلال لبنان 2020</span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 85.9pt center 232.75pt; text-align: center; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">عيد مقاعده خالية من المحتفلين<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">يحتفل
اللبنانيون في هذا العام بعيد استقلالهم من الانتداب الفرنسي، بما كان يعنيه عيد
استقلال يُدخل البهجة في قلوبهم، ويحيي الآمال في نفوسهم ببناء لبنان لا يكون
ممراً للاستعمار وممنوع فيه أن يكون له مستقراً,. وإذا كانوا سيحتفلون هذا العام
فإنما يتآكلهم الخوف من كثرة من يمرون منه، ومن كثرة من يستقرون على أرضه، إلى
الدرجة التي ضاق الخناق فيه على صدورهم حتى وصلوا من كثرة المارين والمستقرين إلى
وضعهم في قلب مآوي الفقر، وحوانيت المرض، وشوارع التسول، والتفتيش في حاويات
القمامة عما تركه لهم أغنياء السلطة من فضلات.</span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> لا يظهر أن اللبنانيين سيحتفلون بعيد الاستقلال
لأنه ليس عيدهم، بل هو عيد الذين قيدوه في لوائح القوى الخارجية التي تقدمه ذبيحة
لمصالحهم ومصالح الأحزاب التي تأتمر بأوامرهم لقاء أجر يُنعمون بالقليل منه على
أنصارهم يضمنون بها لقمة من العيش تكاد لا تشبع أمعاءهم في الوقت الذي يتضوَّر فيه
جار لهم، أو أخ أو أخت رفضوا أن يأكلوا من سحت استجداه أمراؤهم من الخارج.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لن
يحتفل اللبنانيون بعيد استقلالهم هذا العام، لأنه ليس استقلالاً، بل هو عقد وقَّعه
أمراء الطوائف مع أمرائهم في الخارج. وراحوا يتبارون حول من يستطيع الحصول على
(السحت الحرام) من أمراء الخارج المجبول بالعبودية والرقيق. وبدلاً من قيد مندوب
سامي واحد أصبح في لبنان مندوبين ساميين بعدد طوائفه. وبدلاً من أم حنون واحدة
أصبح لكل طائفة أماً حنونة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
لبنان قبل الاستقلال كان للبنان مندوب يتكلم الفرنسية. وبعد الاستقلال استوردت كل
طائفة مندوباً سامياً لها، البعض منهم يتكلم الفرنسية، والثاني يتكلم الإنكليزية،
والثالث يتكلم بلكنة عربية، والرابع يتكلم التركية، والخامس يتكلم الفارسية...وكاد
لبنان أن يتحول إلى مشهد سوريالي لتعدد القوى التي تصادر القرار الوطني المستقل.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
ظل هذا الواقع السوريالي، باع أمراء الطوائف الوطن من أجل ما يزعمون أنه حماية
طوائفهم، فخسروا الوطن ولم تربح الطوائف شيئاً. لقد ضاع الوطن وتقاسمته القوى
الخارجية واستقرت على أرضه جهاراً نهارا. وأمراء الطوائف سرقوا الوطن لملء جيوبهم
وخدمة أنصارهم، وبقي القسم الأكبر من كل الطوائف جائعاً منهوكاً مريضاً، يفتش
البعض منهم عن لقمة خبز في حاويات القمامة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولحرص
المؤسسات الدينية على استمرار العلاقة مع أمراء الطوائف خدمة لمصالحها، فقد حمت
سرقاتهم بالقول إنها رزق من الله أغدقها على أغنياء السلطة من غير حساب، وتناسوا
أنه ما أصاب امرؤ من ثروة إلاَّ وكان من أموال الفقراء، والكادحين وصغار الكسبة
والعمال والفلاحين، ومن عائدات الضرائب على شتى أنواعها. فأكلوها وأكلت معهم
المؤسسات الدينية من دون حساب.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومن
يريد من تلك المؤسسات أن يبرئ نفسه فليفقأ في عين الشعب حصرمة وينشر خطاباً دافع
فيه رجل دين عن الفقراء، وحثَّ فيه رجل سياسة على أن يرد ما نهبه من أموال
الفقراء. أو على الأقل أن يُنهيه عن استكمال مشاركته في الفساد، وفي أضعف الإيمان
أن يبرر سكوته عن فساد أمراء السلطة، وغير ذلك فإن الفاسد والساكت عنه يُبحران في
قارب واحد.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">واختصاراً،
<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
الشعب اللبناني لن يشارك بالاحتفال بعيد استقلال أتخمه وارثوه بالأوزار والخطايا
الشيء الذي لا يُحصى ولا يُعدّ. فقد ارتكبوا جريمتين كبريين، وهما:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الأولى</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">: أنهم شوَّهوا
معنى الاستقلال وفسروه بأنه استغلال الشطار لكدح الكادحين، وعرق العمال والفلاحين.
فاستقلوا بقرارهم في النهب والفساد، ونهشوا في لحم اللبنانيين ولم يتركوا حتى
العضم الذي عرقوه، كما تعرق النمل العضام.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الثانية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> أنهم نقلوا
لبنان من دلف انتداب واحد إلى مزاريب انتدابات متعددة الجنسيات. ولذلك ضاع لبنان
2020 بين معارك الآخرين وتصفية حساباتهم على أرضه. فازداد اللبنانيون جوعاً على
جوع، ومرضاً على مرض، وحاجة على فاقة...<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">والأدهى
من كل ذلك، ينتظر اللبنانيون عام الـ 2021، بخوف على خوف، بينما أمراء السلطة
أفاقوا واستفاقوا كأهل الكهف يمسكون بتلابيب نظام طائفي سياسي أكل التاريخ عليه
وشرب، وهم الآن لا يبصرون أسمال الفقراء، ولا يسمعون أنين المرضى، ويسكتون عن آلاف
الجرائم التي ارتكبوها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">واستنتاجاً،<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">والحال
على هذا المنوال، لم يبق أمام الشعب المغلوب، إلاً أن يملأوا الشوارع لإقفال
بوابات الهروب أمام الفاسدين واللصوص. ولعلَّ الشعب بذلك يؤسس لاحتفالات استقلال
حقيقية في العام القادم، على أن يكون استقلالاً جميلاً خالياً من أمراء للطوائف.
وإذا كانت الدنيا لا تؤخذ بالتمنى فإن غلاب الشعب هو الحل الأمثل، والأقرب إلى
الواقع. اللهم إذا ظل مؤيدو أحزاب السلطة سادرين في سكوتهم وصمتهم، فعلى الأقلية
أن تحتفظ بحقها في متابعة النضال والكشف عن الفساد وملاحقة اللصوص أينما حلوا
وأينما رحلوا أو عملوا على تخليص رؤوسهم من القطع.<o:p></o:p></span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><br /></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-18507907164736402102020-11-11T11:15:00.001+02:002020-11-11T11:15:47.229+02:00من أين يبدأ بايدن بالدخول إلى ملفات الوطن العربي؟<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 54.7pt center 232.75pt; text-align: center;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">من أين يبدأ بايدن بالدخول إلى
ملفات الوطن العربي؟<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 86.5pt 129.0pt center 225.65pt; text-align: center;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">استقراء تاريخي واحتمالات
للمستقبل<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">يتساءل
الكثيرون عن المتغيرات التي قد تحصل في منطقة الشرق الأوسط في عهد جو بايدن،
الرئيس الأميركي المنتخب، وانقسموا بين متفائل ومتشائم، بين من يتطيَّر منه أو من
يراهن علىه. ولأن اهتمامنا يكاد ينحصر فيما سيحصل في المنطقة العربية والدول
الإقليمية المجاورة لها في المرحلة القادمة،<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>سيقتصر مقالنا على هذا الجانب دون غيره.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">الثوابت الاستراتيجية الأميركية تُلزم كل الرؤوساء الأميركيين
بتنفيذها:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بعد
العام 1948، عام تقسيم فلسطين، رست الاستراتيجية الأميركية على ثابتين اثنين: أمن
النفط العربي، وأمن (إسرائيل). وكل ما حصل من متغيرات ومشاريع لاحقة، كان لأجل
حماية هذين الثابتين. وعلى كل من الحزبين، الجمهوري والديموقراطي، أن يلتزما بهما
ويعملان على حمايتهما. ولأن احتلال العراق، كان يمثل المدخل لتنفيذ مشروع الشرق
الأوسط الجديد، فقد كان الهدف من تنفيذ المشروع هو حماية أمن النفط و(أمن
إسرائيل)، بوسائل تفتيت المنطقة على قواعد خطوط الجغرافيا الطائفية. وقد أقرَّ
الكونغرس الأميركي المشروع المذكور، في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين. ولذلك
بدأ تطبيقه على أيدي جورج بوش الإبن، الرئيس الجمهوري، وتابعه الرئيس أوباما خلفه
الديموقراطي. وهلمَّ جراً، بحيث يتابع الخلف ما بدأه السلف بغض النظر عن انتمائه
الحزبي. وهذا ما سوف نقوم باستقرائه في مقالنا هذا، للإجابة على السؤال من أين سيبدأ
جو بايدن فيما له علاقة بمنطقة الشرق الأوسط، هل يتابع من حيث انتهى أوباما، سلفه
الديموقراطي؟ أم من حيث انتهى ترامب، سلفه الجمهوري؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">الاستراتيجة الأميركية واحدة في عقيدة الديموقراطيين والجمهوريين:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بايدن
يمثَّل دولة واحدة ويعمل لمصلحة شعار (أميركا أولاً)، كما مثَّلها سلفه دونالد
ترامب. لا فرق بينهما لأنهما يُترجمان استراتيجية واحدة تضعها حكومة خفية، وعلى
حزبيهما أن يقوما بتنفيذها بفارق واحد أن يُترك له حرية اختيار وسائل التنفيذ.
ولهذا أينما ذهبت غيوم الحزبين عليها أن تمطر خيراً وفيراً على النظام الرأسمالي الأكثر
توحشاَ في العالم. <span style="color: #00b0f0;"><o:p></o:p></span></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">من هي الحكومة الخفية؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoBodyText" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">يقف وراء الحكومة الخفية أصحاب
الشركات الكبرى، والذين من أجل الاستمرار في سيادة رأس<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>المال، ترافق بناء مشروعهم الإيديولوجي مع هدف
الهيمنة على القرار السياسي الداخلي، وهذا يقتضي السيطرة على صانعي القرار
السياسي، ومفصلهم الأساسي رؤساء الجمهورية. وتضم الحكومة الخفية أربعة أطراف، وهي:
<b>اليمين الرأسمالي الأميركي، وتيار المبشرين الأميركيين المتطرفين</b>، ذوو
العلاقة الوثيقة مع اليمين الرأسمالي، والذي يروِّج أن للأمة الأميركية رسالة
إلهية عليها أن تبلغها إلى العالم على قاعدة الصراع بين الخير والشر. <b>واليمين
اليهودي المتطرف</b>، الذي يدعم اليمين </span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>»</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">الإسرائيلي</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>«</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> المتطرف. و</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-language: EN-GB;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>»</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-language: EN-GB;">تحالف </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">القوى الدولية</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">المالية والمصرفية</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-language: EN-GB;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>«</span></b><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoBodyText" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومن أجل إحكام سيطرتها على
القرار السياسي في أميركا، ومنذ العام 1919،رعت عائلة روكفلر </span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>»</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">مجلس العلاقات
الخارجية في نيويورك</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>«</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>، وتحوَّل </span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Times New Roman";"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فيما بعد- إلى مؤسسات عديدة من أجل وضع
الدراسات السياسية والاستراتيجية التي ترشد الشركات الكبرى لتحصين مصالحها. ولذلك
استقبلت آلاف المؤهلين لصناعة التفكير وقامت بتوظيفهم وإغرائهم. وأنشأت مئات
المؤسسات التي تحمل أسماء أصحابها، كمثل: روكفلر، وراند، وكارنيجي</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Times New Roman";"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>…</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> وكان
من أهم وظائفها: اكتشاف ورصد الفضاءات التي تخدم المصالح الكبرى. وإقامة علاقات
تقارب مع دوائر القرار السياسي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoBodyText" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بالإضافة إلى مؤسسات
الأبحاث، حفرت النخب الاقتصادية الأميركية علاقة متينة مع عدد من المبشرين
الدينيين للتواصل المباشر مع الناخب الأميركي بما للتبشير الديني من تأثير بالغ
الأهمية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تلك
من البديهيات التي لم يختلف عليها المحللون. ونعيد تكرارها من قبيل التمهيد للدخول
في عنوان المقال الحالي، (من أين يبدأ بايدن؟). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">يبدأ
بايدن من المسلَّمة الاستراتيجية (أميركا أولاً) كما بدأها ترامب، ومن قبله كل
الرؤوساء الذين حكموا أميركا منذ بداية تأسيسها. وماذا تعني مسلَّمة (أميركا
أولاً)؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تعني
ضمان مصلحة كل أغنياء أميركا من جمهوريين وديموقراطيين، من مالكي الثروة الصناعية
والزراعية والعقارية ورؤوس الأموال المكدَّسة في صناديق المصارف. وحتى ملكية
المصارف ذاتها. وهنا نعني أميركا الطبقة الغنية، وليست أميركا الشعب. ولهذا لا
تعترف الحكومة الخفية بمصالح الأميركيين، من غير الطبقات الرأسمالية، سوى بالمقدار
الذي يتم توظيفهم فقط لخدمة الرأسماليين. وما تنفقه تلك الطبقة من موارد الدخل
القومي الأميركي عليهم ليس أكثر من إبقاء الشرائح الواسعة من الشعب على قيد
الحياة. ولهذا أغرقوهم بالجوانب المطلبية والخدمية، وقلَّما تتم المحاسبة الشعبية
لحيتان الإدارة السياسية على مواقف تتجاوز حدود تلك المطالب.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">استناداً
إلى ذلك، فقد تابع أوباما استراتيجية جورج بوش الإبن، وبدأ عهد ترامب الجمهوري حيث
انتهى عهد أوباما الديموقراطي. وسيبدأ عهد بايدن الديموقراطي حيث انتهى عهد ترامب.
وأما كيف ولماذا؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
ابتدأت أزمة الشرق الأوسط المعاصرة باحتلال العراق، وكان قرار الاحتلال متًّخذاً
منذ عشرات السنين من قبل الحكومة الخفية، على أسس استراتيجية تتلخص بالتالي: (بناء
إمبراطورية أميركية تحكم العالم). ولهذا بدأت في تفكيك منظومة الدول الأوروبية
التي كانت ملتحقة بالإمبراطورية السوفياتية، ومرَّت بأفغانستان لتجريدها من أي
تأثير سوفياتي أولاً، وإلحاقها بالإمبراطورية الأميركية ثانياً. واستخدموا الإسلام
الديني السياسي بداية (تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لاذن)، الذي بعد إلحاق
الهزيمة بالجيش السوفياتي، انفتحت شهيته على إطلاق دولة دينية إسلامية مستقلة،
وبها خرج من العباءة الأميركية فأصبح إسقاطه حاجة أميركية. واستكمل المشروع
الإمبراطوري الأميركي حلقاته الأخيرة بإسقاط النظام الوطني في العراق لأكثر من
سبب، ومن أهمها أنه حليف سابق للاتحاد السوفياتي، هذا إضافة إلى أنه كان يسعى
لقيام وحدة عربية ببناء دولة حديثة، بما تشكله من تهديد لمخطط (كامبل بانرمان). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومن
العراق كان من المخطط له إسقاط الخطوط الجغرافية لاتفاقية سايكس بيكو، واستبدالها بخطوط
الجغرافيا الطائفية لأنها تشكل أكثر الوسائل انسجاماً مع أهداف منع قيام وحدة
عربية. وفي العراق انغرزت سرفرات الدبابات الأميركية، وأرغمت قوات الاحتلال
الأميركي على الانسحاب الذليل. وعلى الرغم من أن مشروع الانسحاب من المصيدة
العراقية كان قد اتُّخذ من قبل الحزب الجمهوري، فقد قام الرئيس أوباما الديموقراطي
بتنفيذه في العام 2011. وبذلك يكون أوباما قد بدأ من حيث انتهى مشروع جورج بوش
الإبن، سلفه الجمهوري.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
سحب أوباما الجيش الأميركي من العراق، وراح يستكمل مشروع سلفه، والذي كان من
الواضح أنه مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يعمل على تفتيت المنطقة إلى دويلات
طائفية، تضم كل أقطار الوطن العربي، ولا تستثني من خرائطها تفتيت الدولتين
الإقليميتين، إيران وتركيا.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومن
غرائب الأمور، التي ربما تدل على مدى سذاجة النظام السياسي في كل من إيران وتركيا،
أنهما انخرطا بكل ثقلهما في تنفيذ المشروع ابتداء من العام 2011. ولما ظهرت علامات
الفشل في تنفيذ المشروع المذكور، كما خططت له الحكومة الخفية في أميركا، خاصة بعد
إسقاط نظام الإخوان في تونس ومصر، وعجزه عن النفاذ في سورية بسبب التدخل الروسي.
وما إن شارفت نهاية عهد أوباما، بما خلَّفه من إخفاقات في تنفيذه، حتى كان الحزب
الجمهوري قد وضع اللمسات الأخيرة في العمل من أجل ردم تلك الإخفاقات. وقد انتخب
دونالد ترامب، فوعد بتصحيح ما لحق بتنفيذ المشروع من أخطاء وعوائق.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تصحيح أخطاء أوباما كانت بداية لعهد ترامب: <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">من
أكثر الأخطاء لفتاً للنظر، كان في التسهيلات الكثيرة التي أعطاها أوباما للنظام
الإيراني، ومن أهمها: فتح له بوابات العراق على مصراعيها، والتوقيع على اتفاقية
خاصة بالملف النووي الإيراني، بما رافق هذا التوقيع من الإفراج عن مئات المليارات
من الدولارات التي كانت محتجزة في المصارف الأميركية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فتح
بوابات العراق أمام النظام الإيراني، أتاح له فرصة كبيرة في سرقة ثروات العراق.
وإذا أضيفت لها مئات المليارات المفرج عنها، يعني امتلاك النظام الإيراني ثروة
هائلة، راح ينفقها على تنفيذ مشروعه الخاص في الاستيلاء على الوطن العربي بإنفاق
فائض الثروة على مناصريه في أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء)، ناهيك
عن زرع آلاف الشبكات الأمنية والدعائية في مختلف أقطار الوطن العربي، وفي الخارج.
وبالوصول إلى هذا السقف، لانحسب أن هذا الأمر مما كان يريح الديموقراطيين لأن
أوباما يكون بمثابة من باع دماء الجنود الأميركيين وأرواحهم إلى النظام الإيراني
الذي (سرق كل شيء في العراق، وهو لم يدفع فلساً واحداً)، كما صرَّح ترامب.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولذلك
نحسب أن أوباما، تحت رعاية الحزب الديموقراطي، كان يخطط لانتزاع ما حققه النظام
الإيراني من مكاسب فيما لو نجحت هيلاري كلينتون في الانتخابات الأميركية. وإن
الحزب الديموقراطي استعان بالنظام الإيراني، في تلك المرحلة، من أجل تنفيذ مشروع
يعود لمصلحة (أميركا أولاً)، وليس لمساعدة النظام الإيراني على بناء مشروعه
المستقل، والاسئثار بثروات العراق. ولذلك كانت الاستعانة بالدور الإيراني مسألة
مرحلية، على ذلك النظام أن يعود من بعد إنجازها إلى العمل تحت سقف المصلحة
الأميركية وليس فوقه.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لم
تكن تلك الامتيازات التي أغدقها أوباما على النظام الإيراني هي الخطأ الوحيد، بل
كانت إثارة مخاوف دول الخليج العربي الوجه الآخر، التي وصلت إلى حدود خلخلة أسس
الصداقة بين البلدين، وكادت أن تطيح بها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولما
لم يتمكن الحزب الديموقراطي أن يفعله فيما لو نجحت هيلاري كلينتون، فقد جاء دونالد
ترامب ليبدأ من حيث انتهى إليه عهد أوباما. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بايدن سيستكمل خطوات ترامب في تقليم أظافر النظام الإيراني، وإعادة
العراق لمشروع النهب الأميركي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>لقد أسس ترامب لملفين أساسيين اثنين، وهما:
تحجيم الدور الإيراني في العراق لتجفيف سرقة أمواله التي ساعدته على توسيع مشروعه
المستقل من جهة، وإعادة العلاقات مع الدول الخليجية إلى سابق عهدها بعد أن اهتزَّت
في عهد أوباما من جهة أخرى. وقد استخدم في تنفيذهما أقصى العقوبات على النظام
الإيراني إلى سقف التهديد العالي النبرة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">والسؤال المطروح الآن: من أين سيبدأ بايدن؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
بايدن لن يضحي بإبقاء العراق بين أيدي النظام الإيران ليسرق كما يشاء وكيفما يشاء.
كما أنه لن يعيد العلاقات مع دول الخليج العربي إلى نقطة الصفر كما أوصلها أوباما،
بل سيعمل على تمتين الصداقة معها، وهو يعلم أن المحافظة عليها لن يكون بأقل من
تقليم أظافر النظام الإيراني ونزع فتيل البارود الذي يصنعه مشروع (ولاية الفقيه)،
وهذا ما سيفرض عليه استكمال مخطط ترامب. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولهذا
شاء بايدن أم أبى، فإن ملف النظام الإيراني لن يعود إلى مرحلة أوباما، بل سوف
سيتابع بطريقة لا تحتمل التأجيل أو المساومة، خطى ترامب الرئيس الجمهوري، وإن كان
بوسائل أخرى. وبمثل هذا الاحتمال ستذهب مراهنات النظام الإيراني على نتائج
الانتخابات الأميركية أدراج الرياح، وعليه أن لا ينام هو أو أنصاره أينما كانوا
على فراش بايدن الذي يتوهَّم أنه فراش من حرير.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">هل يستفيد العرب من دروس المرحلة السابقة؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وهنا،
بعيداً عن التفاؤل بقدوم بايدن أو التشاؤم منه، يمكننا مناقشة مسألة الدور العربي
من زاويتين اثنتين: دور الأنظمة الرسمية العربية، ودور ثورة تشرين الأول في
العراق.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-لقد
فرض الاشتباك الخليجي مع إدارة أوباما، بعد تسليمه العراق للنظام الإيراني،
وتوقيعه الاتفاق النووي، موقفاً خليجياً كان لافتاً بجرأته عندما رفض الإجراءات
الأميركية، وهدد باللجوء إلى مصادر دولية أخرى. ولكن جاء ترامب ليصحح تلك
العلاقات، بوسيلة أقل ما يُقال عنها أنها تدل على الفجاجة والوقاحة عندما أعلن
(حماية دول الخليج مقابل أجور مرتفعة) من جهة، وأعلن مواقف حادَّة من النظام
الإيراني لم تتم ترجمتها إلى فعل ملموس من جهة أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لم
تكن تلك الإجراءات مما يجب أن ترضخ له دول الخليج، أي (الحماية بالإيجار)، لأن
الإدارة الأميركية، بجمهورييها وديموقراطييها، يهمها أن يستمر البعبع الإيراني من
أجل ابتزاز الدول الخليجية، والتي ربما لن يحيد عنها الرئيس بايدن. وهذا يقتضي
تعديل شروط العلاقات بين الإدارة الأميركية وتلك الدول، والتي يجب أن تقوم على
تبادل المصالح المتكافئة، وليس على تبادل الخدمات المأجورة بالابتزاز والتخويف من
نظام تم تدعيم أركانه من قبل الإدارة الأميركية، سواء أكان هذا التكليف يحمل هوية
الجمهوريين منهم أم من الديموقراطيين.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إنها
فرصة أمام دول الخليج العربي، أن ترفض المعادلة الأميركية التي تستند إلى قاعدة
تخليصها من الخطر الإيراني بأن تلجأ إلى حماية صهيونية من خلال توقيع اتفاقيات
التطبيع مع العدو الصهيوني، يعني نقلها من وضع سيء إلى وضع أسوأ منه. بل اعتبار
الأمن القومي العربي وحدة لا تتجزَّأ، من مشرق الوطن العربي إلى مغربه. بحيث تتم
حمايته من قبل عدوين كل منهما أكثر سوءاً من الآخر.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-أما
عن وضع ثورة تشرين في العراق، فنحن ندرك، استناداً إلى ما نحسب أن بايدن سيبدأ في
معالجة وضع العراق من الحدود التي وصل إليها ترامب، أي أنه لن يتراجع عن هدف
استعادة ثروات العراق لمصلحة (أميركا أولاً)، وإن ذلك قد يتم بوسائل أخرى غير تلك
التي استخدمها سلفه ترامب. وهذا الاحتمال يقتضي أن تدرك ثورة الشباب أن الإدارة
الأميركية لا تعمل من أجل إعادة الثروات العراقية لمصلحة الشعب العراقي، وإن كانت
تتبنى شعارات الثورة، بل على تخليصها من شباك النهب الإيراني إلى شباك النهب
الأميركي. وإنما على الثورة أن تستفيد من تخليص العراق من نظام إيراني عنصري مذهبي
يعمل على اجتثاث هوية العراق الوطنية إلى هوية فارسية تحت خيمة (حماية المذهب)
الخادعة. وذلك باعتماد سياسة تخليص العراق كلياً من الاحتلالين معاً بإسقاط
العملية السياسية القائمة على تفتيت العراق طائفياً وعرقياً.</span><span dir="LTR"><o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-62431164002321266542020-11-05T09:32:00.000+02:002020-11-05T09:32:20.220+02:00القيم العليا فطرة إنسانية ونقيضها الامتناع عن العمل بها<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: center; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 20.0pt; mso-ascii-font-family: "Hacen Liner Printout"; mso-hansi-font-family: "Hacen Liner Printout";">القيم
العليا فطرة إنسانية ونقيضها الامتناع عن العمل بها<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: center; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 20.0pt; mso-ascii-font-family: "Hacen Liner Printout"; mso-hansi-font-family: "Hacen Liner Printout";">استراحة
فكرية بعيداً عن هموم السياسة اليومية </span><span dir="LTR" style="color: red; font-family: "ae_AlMothnna","sans-serif"; font-size: 20.0pt; mso-bidi-font-family: "GE Jarida Heavy"; mso-effects-reflection-align: bottomleft; mso-effects-reflection-angdirection: 5400000; mso-effects-reflection-angfadedirection: 5400000; mso-effects-reflection-anglekx: 0; mso-effects-reflection-angleky: 0; mso-effects-reflection-dpidistance: 0pt; mso-effects-reflection-dpiradius: .5pt; mso-effects-reflection-pctalphaend: .9%; mso-effects-reflection-pctalphastart: 60.0%; mso-effects-reflection-pctendpos: 58.0%; mso-effects-reflection-pctstartpos: 0%; mso-effects-reflection-pctsx: 100.0%; mso-effects-reflection-pctsy: -100.0%; mso-effects-shadow-align: topleft; mso-effects-shadow-alpha: 30.0%; mso-effects-shadow-angledirection: 5400000; mso-effects-shadow-anglekx: 0; mso-effects-shadow-angleky: 0; mso-effects-shadow-color: black; mso-effects-shadow-dpidistance: 2.52pt; mso-effects-shadow-dpiradius: 3.0pt; mso-effects-shadow-pctsx: 100.0%; mso-effects-shadow-pctsy: 100.0%; mso-no-proof: yes; mso-style-textoutline-fill-alpha: 100.0%; mso-style-textoutline-fill-color: #4F81BD; mso-style-textoutline-fill-themecolor: accent1; mso-style-textoutline-outlinestyle-align: center; mso-style-textoutline-outlinestyle-compound: simple; mso-style-textoutline-outlinestyle-dash: solid; mso-style-textoutline-outlinestyle-dpiwidth: .8pt; mso-style-textoutline-outlinestyle-join: round; mso-style-textoutline-outlinestyle-linecap: flat; mso-style-textoutline-outlinestyle-pctmiterlimit: 0%; mso-style-textoutline-type: solid;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وفي البدء خلق الله القيم العليا، فمن طبَّقها
يكون قد لبَّى سُنَّة الله، ومن لم يُطبقها فقد خالف طبيعة الخلق والأهداف. تطبيق
القيم العليا هو القاعدة، والامتناع عن تطبيقها يعني حصول الضد منها. وإذا رمزنا
إلى القيم العليا بالخير، فنقيضها سيكون الشر حتماً. فالخير هو الطبيعة الأساس وعدم
ممارسته يكون نقيضه الشر. فالخير موجود، وأما الشر فليس موجوداً. فالشر هو
الامتناع عن تطبيق قيمة الخير. أي الشر هو انعدام القيم العليا، كما اللون الأبيض
انعدام للون.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">إن القيم العليا تعني كل ما له علاقة بتربية
الإنسان الجسدية والروحية والأخلاقية والاجتماعية تربية سليمة، وذلك بالمحافظة على
صحة خلاياها من التلف. وكل ما يتنافى مع تلك القيم، ويصدر بالضد منها، فهو تقصير
من الإنسان بتطبيقها. وهنا لا يمكننا القول بأن الله خلق الخير والشر وترك للإنسان
حرية الاختيار بينهما، لأن الشر غير موجود بذاته بل هو التقصير بفعل ما يوفر
للإنسان سعادته على الصعيدين الجسدي والروحي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">لم يخلق الله نزعتي الخير والشر في نفس
الإنسان، وإنما خلق نزعة الخير فيه، وهو ما اصطُلح على تسميته بالقيم العليا.
ولهذا ليست ثنائية الله والشيطان، أو الخير والشر، مما يفسر عمل الإنسان. لأنه لا
يجوز التشكيك بالوحدانية الإلهية، فالله لن يخلق له منازعاً في الكون، أي كل ما له
علاقة بإله يخلق الخير، وشيطان يوسوس بالشر.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">ففكرة تلازم الشر بوجود الشيطان، منافٍ
لوحدانية العلة الأولى. ولأن العلة الأولى لا تخلق نفساً تحمل خلايا فعل الخير،
وفي المقابل منها تخلق خلايا فعل الشر، لأن فكرة الألوهية تحمل الخير فقط. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">عندما خلق الله غريزة الخير فمن أجل سعادة
الإنسان، ولم يخلق فيه ما يعكِّر صفو تلك السعادة. وأما ما يعكِّرها فهو عدم تطبيق
الشروط الموضوعة للسعادة. والامتناع عن ذلك يعني فقدان عوامل السعادة. وبناء على
ذلك وعندما يفقد الإنسان السعادة، يعني ذلك توليداً لنقيضها وهو إلحاق الأذى بتلك
العوامل وهذا ما نعني به الشر. وإذا دعوت إنساناً إلى الامتناع عن عمل الشر، فهذا
لا يتناسب مع حقائق خلق الإنسان، وخلق عوامل سعادته معه. ولكن تربية الإنسان
الصحيحة تُبنى على قاعدة تنويره بأهمية السعادة كشرط لازم لحياة سعيدة. وتربيته
على إدراك ضرورة تطبيق ما وفَّره الله له من عوامل السعادة. وإذا عكست الآية
بتخويفه من نتائج الأعمال الشريرة، فكأنك تبدأ بالعملية التربوية بشكل معكوس ومناف
لطبيعة الخلق والتكوين. وأما القاعدة الصحيحة، كما نعتقد بها، فهي الحث على توفير
سبل السعادة، أي بتوفير طرائق تطبيقها، والتحذير من أن عدم تطبيقها يعني التعاسة.
لذلك تكون استثارة عوامل الخير فيه هي الأجدى والأقرب لطبيعة التكوين البشري
المادي والروحي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">فقيم الخير موجودة بالإنسان بالقوة، وعلى
الإنسان أن يعمل على إظهارها بالفعل. وهذا ما يمكن أن نسميه الجانب الإيجابي
بالعملية التربوية، فتكرارها ترسخ في الذاكرة، وتكون أكثر جدوى من تخويفه. فعملية
التربية الروحية يجب أن ترسِّخ الجانب الإيجابي، لكي يبقى الإنسان مشدوداً إلى
تطبيق كل ما هو إيجابي. وأما العملية التربوية السلبية فتقوم على التخويف من آثار
عمل الشر الذي ليس موجوداً بالفعل؛ وكلما ازداد منسوب تكرار التخويف تغرس في ذاكرة
الإنسان الهلع والرعب، كبديل للاطمئنان النفسي والسلام الداخلي في الإنسان. إن
تعزيز منسوب السلام الداخلي يعني التفكير الدائم بأفضل الطرق لبلوغ السعادة، والحثّ
على تطبيق القيم العليا. وكلما ازداد منسوب التخويف، يزداد معه منسوب الاضطراب
ويترافق معه غياب السلام الداخلي في الإنسان.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وكل هذا عليه أن يترافق مع تحميل الإنسان
المسؤولية السلبية على ما يهمله من واجباته تجاه جسده وعقله من تطبيق لمبادئ القيم
العليا ووسائل ذلك التطبيق. وإن حثَّه على الدعاء لله لكي يساعده أو أن يخفف عنه
عبء ما يعاني منه، لهو الدعوة إلى الاتكالية وهذه تتناقض مع ما غرسه الله في
الإنسان من عوامل ووسائل ومحضه حرية التصرف. فالإنسان عندما يكثر الإهمال تستفحل
فيه المتاعب، فيختار أقصر الطرق لعلاجها وهو الإكثار من الدعاء، والإكثار من
الاتكالية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وهذا ما ينطبق على منهج التسليم، وهو يقوم على
ما يعبِّر عنه الفكر الديني هو بأن تسلِّم أمرك لله. وتلك آفة أخرى تنهك الإنسان.
وعن ذلك، فإن منهج التسليم يعفي الإنسان من مسؤولية أفعاله، ويرمي الوزر على الله
بالزعم أنه أراد أن يحصل؛ وإنه في ذلك ما فيه من أخطاء فادحة تقع فيها وسائل
التربية الدينية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">وما ينطبق على منهجي التواكلية، والتسليمية،
ينطبق أيضاً على منهج التقليدية. وهذا المنهج يستند إلى أن بلوغ الإنسان لسعادته
يمر عبر تقليد رجل دين يزعمون أنه أكثر إدراكاً من الفرد العادي بما شرَّعه الله.
وفي هذا ما فيه من استهتار بالمسؤولية الفردية، وبما فيه من تشكيك من قدرة الله أن
يخلق في كل إنسان عقلاً بالقوة بشكل يتساوى فيه جميع البشر، بغض النظر عن حجمه
ولونه وبيئته الطبيعية. وتلك المساواة، كقيمة عليا، تعني أن كل فرد يمكن أن عاقلاً
ومدركاً وله قوة العمل والتمييز بنتائج ما يفعل.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormalCxSpMiddle" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-top: 6.0pt; mso-add-space: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Hacen Liner Printout"; font-size: 14.0pt; mso-themecolor: text1;">إن أقصر الطرق، وأسرعها للوصول إلى نتائج
إيجابية تساعد على بلوغ الإنسان سعادته، هو بتلقينه وتعليمه وتدريبه على تنمية
ملكاته العقلية لكي لا يحتاج إلى تقليد من هو أكثر إدراكاً منه. وأما ما يمكن أن
يشاع بأن الكثيرين من البشر قاصرون عن امتلاك مدارك عقلية، فهذا يتنافى مع وجود
دماغ له المقدرة على إدراك الكثير من شؤون حياته ووسائل الوصول إلى سعادته. وإذا
نظرنا إلى الواقع نرى فيما يقولون به من وجود أكثرية المجتمعات البشرية قاصرة عن
التفكير لهو صحيح. ولكن نحن نعتقد بأن هذا الواقع ليس مبنياً على خلل في تكوين
الإنسان، وإنما هذا إهمال واضح تاريخي وطويل يتحمل مسؤوليته المجتمع بأكمله، بدءاً
بأسرته الصغيرة، وقومه الأقربين، انتهاء بوجود دولة عصرية حديثة بتكوينها السياسي
والاجتماعي، مروراً بالمؤسسات الدينية التي اعتنت بالإنسان كما هو كائن تاريخي،
وليس كما يجب أن يكون منذ بداية تكوينه. ولذلك لم تفكر في يوم من الأيام أن ترتقي
بوسائلها وأهدافها إلى مستوى تحميل مسؤولية بناء الإنسان بناء جديداً، للإنسان
نفسه وللمؤسسات الاجتماعية والدينية، باعتبار أن أقصر الطرق لبلوغ الإنسان لسعادته
يبدأ بإعادة بنائه على أسس جديدة قائمة على إكسابه المدارك والمهارات التي تساعده
على بناء جنته على الأرض أولاً، والتي هي نسخة واقعية عن جنة متخيَّلة في مرحلة ما
بعد الموت.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-59116589585356116172020-10-31T19:15:00.000+02:002020-10-31T19:15:08.159+02:00 حكومة الحريري قبل ولادتها: ابتزاز ومساومات<p> <span style="background-color: white;"> <span style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center;">حكومة الحريري قبل ولادتها:</span></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="background-color: white; color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt;">ابتزاز ومساومات</span><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">كما
في كل مناهجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يبقى نظام الطائفية السياسية
علَّة العلل في حياة لبنان. ومن أخطرها أن هناك تحالفاً مستمراً واستراتيجياً بين
أحزابه الطائفية والعلاقة مع الخارج. فلا الخارج يستطيع أن يستخدم لبنان ممراً
ومستقراً من دون وجود هكذا نظام، ولا أحزاب السلطة تستطيع أن تستمر في حكمها من
دون دعم من الخارج واستقواء به.</span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
عدنا لمراجعة حصيلة سنة من عمر الانتفاضة، وإذا كانت أهدافها، بقدرة ساحر، تحوَّلت
إلى أهداف في ظاهرها لأحزاب السلطة الحاكمة. وإذا كانت الأهداف نفسها أصبحت أهداف
المبادرة الفرنسية، التي أرادت أن تظهر نفسها وكأنها قشة الخلاص لإنقاذ للبنانيين.
وإذا عرفنا أن قواعد اللعبة هي ذاتها بين القوى الحاكمة في لبنان، والقوى الخارجية
الطامعة فيه، لعرفنا حقيقة الشد والجذب الذي يحصل الآن في تشكيل حكومة الرئيس
الحريري. ولوصلنا إلى استنتاج أن مبدأ تبادل المصالح بين قوى الداخل وقوى الخارج، يفرض
عملهما معاً من أجل المقاربة في وسائل تشكيل الحكومة أكثر من المباعدة. وهذا ما
تترجمه حركة الرئيس المكلف ووسائله.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
جمع الطرفين تحالف تاريخي أصبح من ثوابت اللعبة في إدارة النظام الطائفي السياسي
في لبنان، وإن هذا التحالف لا يزال صالحاً لتأسيس قواعد الاشتباك بينهما، أو قواعد
التوافق، بحيث لا تتجاوز حدودهما وسائل الابتزاز والمساومات، ويبقى هدف نهب شعب
لبنان وسرقة ثرواته الجامع الأكبر. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">امتنعت
أحزاب السلطة الطائفية عن الاعتراف بأحقية الأهداف التي رفعتها الانتفاضة، بل أخذت
أوضاع لبنان وأزماته تزداد حدَّة وتعميقاً، من دون أية بارقة استجابة من تلك
الأحزاب، لا بل كانت تعمل بإصرار على وأد الانتفاضة وأهدافها. وإذا بانفجار مرفأ
بيروت يستحث اهتمام القوى الداخلية والخارجية، ولعلَّها كانت القشة التي فجَّرت البعض
من ضمائر الخارج، فظهرت بوجه المبادرة الفرنسية. أو لعلَّ أهدافها كانت لابتزاز
أحزاب السلطة بعد أن وصلت حدود الأزمات إلى حافة الهاوية، فجاءت لتمدَّ لهم حبل
الإنقاذ تحت شعارات وأهداف رفعتها الانتفاضة منذ سنوات. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
حينها جاء الرئيس الفرنسي ماكرون، أبو المبادرة وصائغها بتنسيق مع عدد من الدول
البعيدة منها أو القريبة، غاضباً معربداً، مهدِّداً متوعداً، رافعاً أهداف انتفاضة
17 تشرين، عنواناً لمبادرته، وكأنه تحول إلى أحد مؤسسيها. واستدعى أمراء الأحزاب
للمثول بين يديه، والاستماع إليه، ووافقوا على ورقته الإصلاحية، وقد ظهر لاحقاً
أنهم يضمرون وأدها. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">جاء
ماكرون ضامراً إنقاذ نظام الطائفية السياسية من الانهيار، وهو العارف أن في إسقاطه،
ستُدفن معه عوامل استقواء أحزاب السلطة بالخارج، ويأتي في المقدمة منه الغرب
الرأسمالي الذي طالما حكَّ على جراح التفتيت والتجزئة، والتي تؤكد أنه ما كان يمكن
للغرب الرأسمالي، وغيره من أنظمة الشرق الطائفية، أن يجد له قاعدة في لبنان يضمن
لها الاستقرار فيه لو لم يجد كل منها قاعدة طائفية يزعم أنها تحميها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وما
كان انصياع أمراء الطوائف وإذعانهم بالحضور إلى قصر الصنوبر، لو لم يدركوا أن
تمردهم على الخارج سيعود عليهم بالخسارة، لأنهم لو قطعوا تلك العلاقات لما وجدوا
من يحميهم من غضب الشعب اللبناني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ولأن الداخل والخارج يعرف قواعد اللعبة التي
يعطي كل من أطرافها عوامل القوة للآخر. فقوى الداخل تدرك تماماً حاجة الخارج لها.
والخارج يدرك حاجته لقواعد ثابتة في أنظمة الطائفية السياسية، تحمي تدخله وتشرعنه.
فقد عرف كل منهما حاجة الآخر إليه فدخلا بوابة التفاوض لفك النزاع بينهما بوسائل
ابتزاز أحدهما للآخر، ولذلك فُتحت بوابة المساومات لتقسيم الذبيحة اللبنانية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كان
انصياع أحزاب السلطة الطائفية إلى أوامر ماكرون وإذعانها لأوامره من قبيل منع قطع
شعرة معاوية بينهما. وعرفت تلك الأحزاب أنه بغير موافقتها والاستجابة إلى شروطها،
أو على الأقل لبعضها، لا يمكن تمرير أية مبادرة خارجية، فقد أخذت تعرقل مبادرة
ماكرون، وهذا ما أثبتت الوقائع اللاحقة صحته.<span style="mso-spacerun: yes;">
</span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وعن
هذا، فقد أسقطت قوى الداخل تكليف مصطفى أديب، الذي كان يحظى برضى وقبول واحتضان من
قبل فرنسا وحلفائها. أسقطوها لأنها تلغي أدوارهم. وبذلك راح وعد ماكرون ووعيده
هباء منثوراً. وبدلاً من تنفيذ وعيده، فقد أُغرقت مبادرته في متاهات أمراء الطوائف
من جديد. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
الدول الخارجية، الرأسمالية العالمية منها أو الطائفية الإقليمية، تعرف مدى فعالية
المساومات، على قاعدة (إذا لم يكن كله، فجُلُّه). أطلق الرئيس الفرنسي أرنباً
جديداً من فنون الرأسمالية السحرية، فكان الرئيس سعد الحريري هو ذلك الأرنب رهاناً
منها على أنه قد يكون الحل الوسط. خاصة وأنه المجرَّب بإدارة ملفات المساومات بين
أحزاب السلطة الطائفية، خاصة إنه ليس بمصلحته أن يفتح بوابات المساءلة والمحاسبة
عن جرائم الماضي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
كانت بداية تكليف الحريري تحمل مظاهر الرضوخ الواضح لأحزاب السلطة الطائفية على
الرغم من إعلانه الشكلي بأنه سيُحدث طفرة نوعية في تشكيل الوزارة، خاصة ظهوره وكأنه
يوقِّع على بياض لشروط انتفاضة 17 تشرين وأهدافها. ومن أجل الضغط عليه من قبل أحزاب
السلطة التي بغير مصلحتها أن تسمح بتمرير أية حكومة بغير تمثيلهم بشكل مباشر، أو
عبر ملائكتهم من التكنوقراط لحماية جرائمهم السابقة، فقد دخل معهم في متاهة
المساومات مرة أخرى، مستجدياً رضاها من أجل الحصول على أصواتها في جلسة إعطاء
الثقة. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأدرك
المتابعون أن مشهد تشكيل الحكومات الذي كان سائداً قبل 17 تشرين، يتكرر من جديد ولكن
بألوان ظاهرية خادعة لمن لا يتعمَّق بأهدافها. ولم يدرك الجميع أن الحريري،
بالتوافق مع أصحاب المبادرة الفرنسية يُعيد إنتاج (حكومة الوحدة الوطنية) التي
طالما ارتكبت أحزاب السلطة الجرائم باسمها. فكأن (يا إنتفاضة لا رحنا ولا جينا). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
تشكيل حكومة تكنوقراط، التي أصرَّ الحريري على تسميتها، ليس أكثر من غلاف براق لمضمون
موبوء بالطائفية، موسوم برضى أمراء الطوائف وموافقتهم، وهم لن يوافقوا على حكومة
مستقلة تحضر مصنعاً لإنتاج آلاف القيود التي ستدخلهم أقفاص السجون على ما ارتكبوه
من جرائم، أو ستغلُّ أيديهم عن سرقات جديدة وجرائم جديدة بالفساد. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
الفساد السابق، أو وسائل الفساد اللاحق، هو ما تُعدُّ له الحكومة القادمة، ولذلك
ستحصد حكومة الحريري أصواتاً تعطيها الثقة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كما
أن حكومة، كمثل الحكومة التي ستحصل على الثقة، ستحصد تواقيع الدول الخارجية وستنال
ثقتهم أيضاً طالما أنها ستعطيهم ثمناً لموافقاتهم شيكاً مضموناً لتوفير شروط
السلامة لمصالحهم.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بين
هذه وتلك من الاحتمالات، نحسب أن لبنان قادم على مرحلة تعيد فيها أحزاب السلطة
تجديد شكلها الخارجي، من دون أن تمس مثقال ذرة من مكتسباتهم. فهي ستحميهم من غضب
الشعب الذي تتعلَّق أنظاره برفع شبح الجوع الذي ستوفره صناديق النقد الدولية و مما
ستوفره بعض الهبات التي ستقدمها بعض الأنظمة الرسمية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولكي
لا يتم تمرير حكومة جديدة تثورن قراراتها بالشكل، وتشرعن واقع الفساد والنهب
بالجوهر. ولكي لا تتلهى جماهير الشعب الجائعة بفتات جديد من ثروات بلدهم، على
الانتفاضة أن تبقى العين الساهرة على مصالح أكثر الطبقات الشعبية المنهوبة الحقوق،
من خلال مأسسة هيئاتها الرقابية للكشف عن وجوه المحتالين، والقانونية لملاحقة كل
قضايا الفساد السابقة، وكذلك اللاحقة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-49621544497060488492020-10-20T19:08:00.000+03:002020-10-20T19:08:36.437+03:00عيد ثورة تشرين العراقية الأول ثبات استراتيجي على طريق التغيير الكامل<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">عيد ثورة تشرين العراقية الأول<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">ثبات استراتيجي على طريق التغيير الكامل</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بعد
مرور سنة على انطلاقة الثورة العراقية، يطغى على المشهد العراقي صورة الصراع
الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الإيراني، وهو
متحول لم يكن موجوداً ما قبل تلك الانطلاقة بمثل هذه الصورة الحاسمة. ويمكننا أن
نبني عليه نتائج تصب بعضها في مصلحة الانتفاضة، وقد يظهر بعض منها قد يتسبب ببعض
الإرباكات لها. ولهذا، وقبل الدخول في استعراض ما نحسب أن له تأثيراً عليها، أن
نمهد لما نراه من أهداف لهذا الصراع.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><b>تمهيد: إذا
كانت إيران الملالي الداء، فإن أميركا ليست الدواء:<o:p></o:p></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
معرض الصراع الدائر بين أميركا وإيران، نتذكر القصة الرمزية التي يصف بها أحد
الأدباء القدامى حالة الصراع بين الأقوياء، وموجزها التالي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">سمع
حمل صغير وامه النعجة، صفيراً حاداً في السماء، فرفع الحمل نظره ليستكشف الأمر،
فإذا بنسرين يتعاركان بشراسة وريشهما المنتوف ينتشر في السماء. فرفع الحمل صوته
بالدعاء لهما ليصلح الله ما بينهما. فقالت النعجة لابنها: يا حملي الوديع، لا تدعو
لإصلاح ذات البين بينهما فهما يتقاتلان للفوز بافتراسك. فالمنتصر منهما سيستأثر
بلحمك. وإذا صلح ذات البين بينهما سيفترسانك معاً، ويتقاسمان ذبيحتك.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
من يتوهمون بأن تتحول أميركا إلى صديق يعيد العراق إلى أهله لن يصلوا إلى نتيجة،
لأن أميركا لا تقاتل إلاَّ من أجل مصالحها الخاصة، وتعمل على تقليص نفوذ إيران لتستفرد
بافتراس العراق. ولا ننسى أنه ما كان لإيران نصيب بالوصول إلى العراق لولا أميركا،
فهي سمحت للنظام بالتسلل وهي التي سلَّمته العراق بعد هزيمتها العسكرية. فما هي
تأثيرات صراع القوتين على ثورة تشرين في عامها الأول؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ثورة
العراق تضع الميليشيات الإيرانية تحت المجهر الإعلامي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بين
الخامس والعشرين من تشرين الأول من العام 2019، وشقيقه في العام 2020، مسافة سنة
واحدة، كانت حبلى بالمفاجآت والتحولات. فما قبله كانت الأرض تنذر بظهور المارد
العراقي من قمقمه ليملأها عدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، فكان الأول من تشرين 2019،
موعد المارد مع ثورته المنتظرة. ولكنه بنظر الظالمين والجائرين، كان كأنه حلماً
سرابياً عند القائمين به، فلم يأخذوه على محمل الجد، وإنه لا يحتاج إلى كثير من
العناء لاجتثاثه. وسلُّوا سيوفهم لنحره، ومنُّوا النفس بالقضاء عليه قبل أن يستفحل
أمره. وكان في مقدمة الناحرين، عشرات من الميليشيات العراقية التابعة للنظام
الإيراني. ولعلَّ نظام (ولاية الفقيه) الذي زعم أنه يمثل مركزية من يقفون على
أبواب الانتظار، كانت الأكثر فتكاً بـ(مارد الثورة الحقيقي). فقتلت وخطفت وخرَّبت
بساحات الاعتصام ما لم يفعله (الشيطان الأكبر) في زمن احلاله للعراق. وإذا
بالشيطان الأميركي الأكبر يجد شيطاناً إيرانياً أكبر منه.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">قبل
ثورة تشرين الأول في العراق، كانت أخبار الميليشيات قليلة جداً، وكانت المعلومات
عنها ضحلة بالقدر الذي لم تنل اهتمام المتابع العادي، وكان من المعروف أنها مجرد
ميليشيات طائفية أسهمت في المواجهة مع داعش. ومكافأة لها تمَّ دمجها بالأجهزة
الأمنية الرسمية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أما
بعد تشرين، وخاصة عندما انكشف دورها في إجهاض الثورة، بالتضييق والحصار والقتل
والملاحقة والخطف، تكاثرت التقارير لتكشف عن دورها الأمني الخطير، وكذلك دورها في
تخريب الاقتصاد العراقي لأنها تشكل الذراع الطويلة بيد النظام الإيراني، حيث كانت
الحارس الأقوى للمصالح الإيرانية في السيطرة على مفاصل التجارة، واحتكار شركات
النهب والسرقة وتهريب النفط، وتعطيل المصانع العراقية لترويج البضائع الإيرانية. ...
ومن جراء تلك الجرائم الكبرى كان قادة الميليشيات يكدسون الأموال الخاصة
بالمليارات، التي تشكل جزءاً يسيراً من الأموال التي كان يتم تهريبها لدعم
الاقتصاد الإيراني. تلك الأموال التي لولاها لكان انهار بوتائر أوسع. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كانت
الميليشيات الولائية، نسبة لولائها للنظام الإيراني، تتشكل ممن يزعمون بأنهم ينتظرون
ظهور (الإمام المهدي المنتظر)، وهو غطاء ديني يسترون به جرائمهم لتضليل العامة من
أنصارهم، والخطورة فيه أنه غطاء طائفي يجذب إليه أصحاب النفوس البريئة، ويستقطب
كذلك النفوس الدنيئة من اللصوص والخونة، وأصحاب النفوس التي يملأها التعصب للمذهب.
<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
البعث بعقيدته القومية، واتجاهاته التقدمية الحضارية، يشكل العائق الأكبر في
مواجهة المناهج الاستعمارية الصهيونية خاصة أنه كان يوظَّف ثروات العراق لمصلحة
الشعب العراقي، وخدمة القضايا القومية، كان قرار اجتثاثه قراراً أميركياً صدر في
الأيام الأولى للاحتلال، هو الذي فتح شهية النظام الإيراني للتنكيل به بواسطة
ميليشياته ومنعه من الظهور وحقه في ممارسة النشاط وذلك من أجل استباحة العراق من
دون حسيب وطني أو رقيب. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
القرار الخطير يصب في معرض صراع الأفكار الذي تقوده أميركا لاجتثاث الفكر القومي،
بما يمثِله من خطورة على المذهب الرأسمالي الذي يعمل على عولمة الثقافة العربية
وفق مقاييس السوق. كان أيضاً مطلباً إيرانياً للقضاء على الفكر القومي الذي يُعتبر
النقيض الأشد خطورة ضد ترويج الفكر الطائفي الذي يستند إلى الولاء للدين أو المذهب
على حساب الفكر الوطني الجامع لكل الأديان والطوائف. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تحولات
مهمة كانت حصيلة العام الأول من عمر الثورة:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">والآن
يستقبل العراقيون الثوار الخامس والعشرين من تشرين الأول من العام 2020، مما
يدفعنا إلى التساؤل: عندما نتفحَّص نتائج ما جرى في عام واحد، ماذا تحقق من أهداف
معلنة من أهدافها؟ يؤكد لنا أن ما كان قبل تشرين العام 2019، واستناداً إلى
التحولات التي حصلت في العام الفائت، لن يجد له ما يشبهه فيما بعده. ونلخِّص
التحولات باثنين رئيسين، وهما:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-أولاً: التحول الأول: انكشاف
واضح لأهداف الميليشيات المرتبطة بإيران: <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-تعريف
الميليشيات العراقية: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">هي مجموعات مسلحة من العراقيين، ولكنها تدين
بالولاء للنظام الإيراني. وهم من<b> </b>الذين يزعمون أنهم يمهدُّون لـ(ظهور
المهدي المنتظر) لكي يملأ الأرض عدلاً. وإذا كانت الثورة قد عرَّتهم من أكثر
الأوراق التي تغطي عورات مزاعمهم بأنهم (ينصرون الحسين)، التي تغطي ادعاءهم
بـ(حماية المذهب). فكان هتاف (باسم الدين باكونا الحرامية)، تعرية سياسية لمزاعمهم
الزائفة، لذا سنقوم في هذا المقطع، بتعريتهم عقيدياً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لمن
المخزي أن نؤمن بأن من يمهِّد لظهور (المهدي المنتظر)، قطيع من الرعاع اللصوص. فهم
جميعهم من الذين أفقروا الشعب العراقي وفي الطليعة منهم من يزعم أنهم شيعة (المهدي
المنتظر). وإذا كان من المعتقد أن (المهدي المنتظر) سيملأ الأرض عدلاً، فمن الزور
أن يكون من يمهد لظهوره لصاً ومجرماً وظالماً؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كان (المهدي المنتظر) سيملأ الأرض عدلاً، فإن من أهم واجباته، ليتمم رسالته، أن
يخلصَّها من اللصوص والحرامية والمجرمين والظَلَمَة. وإن أول من سيخلِّص (المهدي)
الأرض منهم هم الذين سرقوا وأجرموا وظلموا، وكل من أفتى لهم. وهؤلاء هم ذاتهم قادة
الميليشيات وأنصارهم وحشودهم، الذين يمثِّلهم (الحشد الشعبي). وكل من يخلِّص
العراق اليوم منهم، فهو الوحيد الذي يُعتبر من أنصار المهدي. ولأن الثورة المندلعة
الآن، هي التي تقوم بهذا الدور، فمارد الثورة هو الصادق الصدوق، بنشر العدل في
الأرض بعد أن ملأها هؤلاء ظلماً وجوراً، ويأتي في المقدمة منهم أصحاب العمائم
الذين يتباكون على الحسين، ومن الذين يزعمون أنهم يعملون على التمهيد لظهور حفيده.
كانوا يخدعون الناس بأن الحسين استشهد لأنه خرج يطلب حقاً، فإذا بهم ينحرون الثوار
الذين خرجوا للمطالب بالحقوق المسلوبة. فشتان ما بينهم وما بين الحسين.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">سواءٌ
أكانت نظرية المهدوية (أمراً إلهياً) كما يعتقد بعض الشيعة، وهي ابتكار تلجأ إليه
الجماعات التي تتعرض للظلم والاضطهاد؛ أم كانت قضية رمزية تمثِّل انتظار المظلومين
ظهور من يخلِّصهم ممن ظلمهم، فهي لن تصل إلى خواتيمها المرجوة منها سوى بمحاربة
الظالمين والفاسدين. وكل من يعمل على محاربتهم يكون (المهدوي الصادق). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فمن
يزعمون في العراق، أو مرجعيتهم في إيران، أنهم يؤسسون لـ(الدولة المهدوية) هم كذبة
ومنافقون لأنهم يمارسون بالضد من الأمر الإلهي الذي يزعمون بأنهم مكلفون بتنفيذه،
لأنهم يملأون أرض العراق اليوم، ومنذ أن وكَّلتهم أميركا بإدارة شؤون احتلاله،
ظلماً وأيما ظلم، وجوراً وأيما جور، وفساداً وأيما فساد. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
المزاعم بأن نظرية الظهور إلهية تجد أسباب تهافتها في أن الخمينية لم تجزم بأنها
واقعية حتى، ويدعم ذلك ما جاء في كتاب (الحكومة الإسلامية) للخميني: (إنتظرنا 1200
عاماً ولم يظهر المهدي. وقد ننتظر 1200 عاماً أخرى وقد لايظهر. وقد لا يظهر إلى
آخر الدهر). وأما إصراره على بناء نظام سياسي في مرحلة غيبة المهدي المنتظر، على
الرغم من مخالفته للنظرية الإثني عشرية التي لا تجيز قيام نظام سياسي قبل ظهوره،
فهو دليل على شدة شبق الخمينية لإيصال رجال الدين إلى السلطة لتكوين منظومة دينية
سلطوية أشد ديكتاتورية من كل نظام سياسي آخر. خاصة وأنه يشرِّع قتل معارضيه قبل
محاكمتهم. وقد أثبت التاريخ فشل الدول الدينية الذريع عبر تاريخ الشرق والغرب
معاً. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-في
مواجهة النظام الأكثر خطورة على مصالح العراق، خاصة أنه تم استنزاف ثرواته
الطبيعية، وموارده الاقتصادية على شتى صنوفها. وبعد محاولات شعبية عديدة في
الانتفاضة ضد الواقع المزري القائم.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>برزت
ثورة تشرين من العام 2019، لتعلن أهدافها في إسقاط (العملية السياسية) التي تحمي
الفاسدين والمجرمين العابثين بأمن العراقيين السياسي والاجتماعي والاقتصادي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">رفع
الثوار شعارات محاربة الظلم والجور، وخاصة وكلاء إيران الذين أسسوا لعشرات
الميليشيات التي تسرق وتنهب وتقتل باسم (المهدي المنتظر)، وكشفوا الزيف عن
أكاذيبهم باستغلال مشاعر البيئة الشعبية، مرددين (باسم الدين باكونا الحرامية)،
خاصة أن الحرامية يمثلون دور من ينصر المهدي المنتظر لأنه سيملأ الأرض عدلاً، فإذا
بهم يتصدرون صفوف من يملأ الأرض ظلماً وجوراً. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
ثوار العراق يحاربون الظلم والجور، فهم (المهدويون الحقيقيون). ولا (مهدوي حقيقي)
سوى من امتلك قرار تخليص نفسه بقوة الإيمان بالحقوق المسلوبة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">3-مشهدية
المهدويين المزيفين والمهدويين الحقيقيين:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وكأننا
في المشهد السائد على أرض العراق الآن، تدور معركة بين الخير الذي يدعو إليه ثوار
تشرين، والشر الذي تمارسه الميليشيات الولائية (الحشد الشعبي)، والذين لا يخجلون
من أنهم من أنصار إيران. وفي معرض اقتلاعهم كأداة للظلم والجور، ومن أجل وصف قذارة
ما يقومون به،<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>نتذكر ما قاله المتنبي
بكافور الأخشيدي، وزبانيته منذ مئات السنين: <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">نامت
نواطير (العراق) عن ثعالبها<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فقد بشمن
ولم تفن العناقيد<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولكثرة
ما ارتكبوا من جرائم وظلم وفساد، صحَّ فيهم قول المتنبي أيضاً، وهو القائل:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ </span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span></span><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وكل
ما يمكننا التعويل عليه في مرحلة التعارك الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الإيراني، هو
أن الأميركي يقوم بتصفية الوجود الإيراني لأنه استأثر بسرقة ثروات العراق من دون
مشاركته بجزء من تلك السرقات؛ علماً أن تصفية هذا الوجود هو أحد أهم مطالب ثوار
تشرين، كأحد سبل الخلاص من أحد عدوين يحتلان العراق. خاصة أنه لا يعمل على قاعدة
الاستيلاء على الثروات فحسب، بل على قاعدة اقتلاع الهوية القومية والوطنية
والدينية، لاستبدالها بهوية أخرى أجنبية في هويتها وأهدافها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ثانياً: التحول الثاني:
صمود لثورة الشباب وانقلاب على المفاهيم الغيبية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وعن هذا التحول، يمكننا
تقسيمه إلى فروع، ومن أهمها:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-الانقلاب على المفاهيم
الغيبية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
مفهومنا للتحوّل ليس بما حقق من إنجازات مادية ملموسة فحسب، بل بمقدار ما نجح في
الصمود والاستمرار في مواجهة أعتى وسائل القمع أيضاً. لأن مجرد استمراره لسنة،
يعني أنه أنجز مرحلة مهمة من رسالته وأهدافه، وأثبت تصميمه على الاستمرار.
والاستمرار هو الخطوة الأساسية للقيام بالتغيير. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لذا
يمكننا أن نصف ما حصل بالتحول، هو ما استطاعت الثورة أن تحققه في الكشف عن أكاذيب
عدد لا يُستهان به من رجال الدين الشيعة العراقيين الذين يروِّجون لمزاعم نظام
الملالي في طهران وأكاذيبهم حول بناء نظام (المهدوية) التي يزعمون أنها ذات
(مرجعية إلهية). فأحدث هذا الكشف تحولاً مهماً في ثقافة أعداد كبيرة من قوى الشعب
العراقي، وخاصة في الأوساط التي تم تضليلها بشعارات التمهيد لظهور المهدي المنتظر،
وشعارات حماية المذهب، ونصرة الحسين وآل بين رسول الله... وأحلوا مكانها نظرية
المهدوية الثورية الرمزية التي تعني تفجير الثورة على الفساد واللصوص وآكلي حقوق
الفقراء والمعوزين والمضطهدين. وهذا ما أنجزته ثورة تشرين خلال عامها الأول. وعن
ذلك ارتفعت هتافات الثورة، حتى في قلب المناطق التي اعتبرها نظام الملالي أنها
تشكل حاضنتهم العقيدية الشعبية، وأصبح الشعار يتردد على كل لسان، بعد أن كان من
الممنوعات المقدَّسة: (باسم الدين باكونا الحرامية).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-مواجهة
قاسية مع الميليشيات الإيرانية، (أي الدم في مواجهة مع السيف):<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إذا
كانت السلمية شعاراً يأخذ بالاعتبار إلغاء عامل عسكرة الانتفاضة لأنها تحمل خطرين
بالغين، وهما: غياب تكافؤ القوى العسكرية مع الميليشيات، ومنع تحويل الثورة إلى
حرب أهلية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فكانت
السلمية استراتيجة سليمة، ولكنها في الوقت ذاته كانت مكلفة بالأرواح والإصابات
الأخرى التي أدت إلى استشهاد المئات، وإلى إعطاب جسدي جزئي للآلاف من الثوار. وإذا
كانت الخسائر فادحة من جراء سلوك <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الثورة السلمية
إلاَّ أنها ضمنت للثورة حواضن شعبية واسعة لم تكن لتتوفر في حال عسكرتها. والتي
ستكون خسائرها أكثر اتساعاً وأكثر حجماً وأقل شعبية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كما
كانت داعش ابتكاراً أميركياً </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> إيرانياً من أجل تعزيز
مخطط التفتيت الطائفي في الوطن العربي ابتداءً من العراق. وتلك حقيقة كشفت عنها
مراسلات هيلاري كلينتون مع الخامنئي مرشد النظام الإيراني. فقد كان تشكيل (الحشد
الشعبي الشيعي) قراراً إيرانياً وجد تبريراً له في مواجهة (داعش السنية). ولما غابت
داعش كان يجب أن يغيب الحشد الشعبي بعد أن فقد مبرر وجوده. ولكن كان تشكيل الحشد
الشعبي قراراً استراتيجياً شبيهاً بتشكيل (الحرس الثوري الإيراني). فمهمة الحرس
الثوري، كبديل للجيش النظامي الإيراني، كان حماية النظام في إيران، فإن مهمة الحشد
الشعبي هو حماية (العملية السياسية) التي استولى عليها ذلك النظام بالكامل، ومنع
التأثير عليها حتى من قبل أميركا. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولهذا
السبب يصر الجانب الأميركي في الصراع الدائر حالياً على حل الحشد وتسليم أسلحته
لمصلحة الجيش العراقي، وبمثل هذا التدبير تسحب أميركا البساط من تحت أرجل النظام الإيراني.
وحتى لو صبَّ هذا القرار في المصلحة الأميركية، إلاَّ أنه يرفع السيف المسلط على
رقاب كل المعارضين للوجود الإيراني في العراق أو الرافضين له، ويأتي ثوار تشرين في
المقدمة منهم. وإذا حصل هذا الأمر سيوفِّر حماية أكثر للثوار بعد أن كانت ميليشيات
الحشد ترتكب أكثر الجرائم فظاعة بحقهم، وكانت توفر للسلطات الأمنية الرسمية غطاء
للتنصل من مسؤولية القمع.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن
سكة تجريد الميليشات من سلاحها، قد ارتفعت وتيرة المطالبة بها والعمل من أجل
تحقيقها، فقد وجدت تعبيراتها الظاهرة في إحراق الثوار لمواقع إيرانية معروفة،
وكذلك حرق مكاتب الميليشيات حيثما وصلت أيديهم. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">3-إسقاط
الحكومات على التوالي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">استجابة
ظاهرية لمطالب الثورة، كان تغيير الحكومات يقوم على التجديد في جلودها، وليس في
منهجها. وأما المنهج فهو نشر الفساد والإفساد. والتغيير الشكلي كان يطال تغيير
الحكومة من قناع إيراني يعمل لمصلحة النظام الإيراني، إلى قناع أميركي يعمل لمصلحة
الرأسمالية الأميركية، والعكس صحيح. وهذا ما يعيه الثوار أن التغيير الحكومي لن
يكون جذرياً سوى بإسقاط منهج (العملية السياسية برمته. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
المنهج السائد، على الرغم من التغييرات المتواصلة في شكل الحكومة، لم يتغيَّر.
وأما المطلوب فهو أن يحاكي التغيير ما ترمز إليه قصة (الحمل والنسرين)، وهو أن على
العراقي أن يختار واحداً من بين مفترسين متعاركين، إمأ أن يقوم افتراسه على طريقة
الرأسمالية الأميركية، أو على طريقة خداع المهدوية الإيرانية، وإما عن طريق
توافقهما معاً. وإذا كانت الطريقة الأميركية رفعت شعارات الثورة، فأصابت إعلامياً
ولكنها استخدمت شعارات حق باطنها باطل، فإن الثورة رفضت الطريقتين معاً. وهي
مستمرة من دون الوقوع فريسة بينهما فرفضتهما معاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
خيارات الثورة استراتيجية لا تراجع عنها، ومن الخطورة بمكان أن تنزل تحت سقفها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">4-في
النتائج المرحلية، تقدم للثورة، وتراجعات في بعض العوائق التي تعمل على كبحها:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بمجرد
الاعتراف بشرعية أهداف الثورة تكون قد سلكت الخطوة الأساسية على طريق الألف ميل.
ولهذا، ولأنه ليس لدى الثائرين ما يخسرونه بعد أن قام التحالف الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الإيراني بهدم
الهيكل العراقي بكامله، ولم يوفر لقمة العيش اليومية من تخريبه، فليس أمام الثوار
سوى أن يتابعوا مسيرتهم لأنها الطريق الوحيد الذي يقودهم إلى شاطئ الأمان. وأما
على المستوى المرحلي، فأن يُنهك أحد الخصمين ألخصم الآخر. ويتم ذلك، بأن يستفيد
الثوار من المرحلي لتعزيز أهدافه الاستراتيجية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأخيراً،
كل التحية لثوار تشرين وصمودهم، فثورتهم أصبحت حقيقة على الأرض، فرضت نفسها وشقَّت
طريقها، ولن يستطيع أحد إلغاءها، أو إلهاءها، بعد أن امتلكت التجربة النضالية
والثقافية التي تحصَّنها من كل المنزلقات التي يتم التخطيط لها.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span dir="LTR"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-62558802995142259972020-10-11T17:13:00.002+03:002020-10-11T17:13:22.821+03:00بعد مرور عام على انتفاضة 17 تشرين<p> </p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">بعد مرور عام على انتفاضة 17 تشرين<o:p></o:p></span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEizN9wrc39wkTn54eWUXFYkynS_Za0cfRuZKaLkrnChT6K4yUepC2QYU_YzRRw0vIAhSu2HkwPvPySUE1UgBr6SpKFXaMY7Na7jD0E8-2SUwHV8BK8ilIMHQFlqAO1pfgwFQD1RndU7FbkQ/s424/Picture1.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="176" data-original-width="424" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEizN9wrc39wkTn54eWUXFYkynS_Za0cfRuZKaLkrnChT6K4yUepC2QYU_YzRRw0vIAhSu2HkwPvPySUE1UgBr6SpKFXaMY7Na7jD0E8-2SUwHV8BK8ilIMHQFlqAO1pfgwFQD1RndU7FbkQ/s320/Picture1.png" width="320" /></a></div><br /><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><br /></span><p></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">تراكم نضالي شعبي وانهيارات في بنية النظام الطائفي
السياسي<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><span style="color: #04ff00;">دراسة مساهمة في تسجيل تاريخ الانتفاضة</span><span style="color: red;"><o:p></o:p></span></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">حتى
هذه اللحظة لا تزال التساؤلات ترتفع حول مصير انتفاضة 17 تشرين، بين مراهن على
أفولها ومراهن على نتائجها، بين متفائل وبين متشائم. فهل هناك من نقطة ضوء تبدو في
آخر النفق؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">الذين
يراهنون على أفولها هم أولئك الذين انكشفت عوراتهم التي لا حدود لها بالبشاعة
والإجرام، هم أمراء الطوائف ممن سرقوا ونهبوا وباقوا بكل المحرمات الشعبية.
ومراهنتهم على أفولها ليست قائمة على أسباب موضوعية بأكثر منها مراهنات سرابية
وذلك خوفاً من انكشاف عوراتهم أكثر وكثر أمام أنصارهم والمستفيدين من فتات سرقاتهم
ونهبهم خوفاً من جوع وإملاق.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وأما
الذين يراهنون على نتائجها الإيجابية فهم الذين قرأوا التاريخ وتمعنوا في سياقاته
في حالات مشابهة لما يجري، وتأكدوا أن الشعب إذا جاع فلن (يستطيع حتى الله أن يظهر
لهم بغير صورة رغيف الخبز) كما قال غاندي، الفيلسوف الهندي العقل المدبر للثورة
الهندية السلمية في مواجهة الاحتلال البريطاني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وبين
متشائم ومتفائل، لا مكان للتخمينات القائمة على التمنى، (ولكن تُؤخذ الدنيا
غلابا)، إذ طالما يتحرَّك الشباب بثقافة جديدة، من دون استسلام للأمر الواقع،
سيكون مصير الانتفاضة مرتبطاً بتلك الحركة، ودائماً سيكون (في الحركة بركة)، ولا
شيء غيرها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">ففي
حركة الشباب، بغض النظر عن أعدادهم في المراحل الأولى، ستُمطر على لبنان زخات من
التغيير، لعلَّ من أهمها بعد مرور سنة هو مقدار الرعب الذي دبَّ في نفوس أمراء
النهب والسرقة، وكلما انكشف حجم سرقاتهم، كلما اقترب أنصارهم من مرحلة تحطيمهم
كأصنام ربضوا على عقول أولئك الأنصار وصدورهم.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">المسافة
التي اجتازتها الانتفاضة، في هذا العام، تُقاس بمقدار ما هدمته من جدران الماضي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">إذا
كانت خرائطه كاملة، يبتدئ البناء الجديد بهدم البناء القديم جداراً جدارا. ولذلك
بعيداً عن التمنى، لنحاول إحصاء غلال الانتفاضة خلال عام. وعن هذا الأمر، لن يكون
مقياسنا كم جنت حتى الآن، لأن مقدمات التغيير تكون بمقدار ما هدمته من عوائق عن
طريقها. وعن ذلك أخذ بناء النظام الطائفي السياسي في لبنان يشهد مجموعة من
الانكشافات والانكسارات والتراجعات الملموسة والظاهرة للعيان، إذ أخذت بعض جدرانه
تنهار واحداً تلو الآخر، أو على الأقل أخذت أركانها تتخلخل.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">أولاً:
على صعيد انكشافات النظام الطائفي السياسي:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">تتمثل
الانكشافات بمجموعة من المظاهر التي لن تجد من يستطيع إخفاءها من جديد، أو التستر
عليها، أو الدفاع عنها، ومن أهمها نعدد ما يلي: </span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>1-المظهر الأول:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> <b>انكشاف هيبة أمراء
الطوائف على حقيقتها</b>، حيث أصبحوا عاجزين عن الدفاع عن جرائمهم، لا بل أخذوا
يرفعون شعارات الانتفاضة نفسها، وأخذ البعض منهم يتنصل من مسؤولية الفساد، ويُلقي
المسؤولية على شركائه الآخرين. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على مدى الرعب الذي
انتابهم جميعاً بعد أن عرَتهم الانتفاضة من أوراق التوت التي تستر جرائمهم الأكثر
من أن تُحصى. ومن أهم البراهين على ذلك أنهم أقلعوا عن اتهام المنتفضين بتهمة
العمالة للسفارات، وسؤالهم عن ثمن المنقوشة التي يسدون بها جوعهم. وبذلك تكون الانتفاضة
في عامها الأول، قد أسقطت الهالة القدسية التي غلَّفوها بشعارات (حماية الطائفة)
التي كانت تغطي عوراتهم، لأن الأكثرية الساحقة من أبناء الطوائف جميعاً عرفت الجوع
والفاقة ونقص في الخدمات، وزيادة في البطالة. وهذا المظهر إن دلَّ على شيء فإنما
يدل على أن كل أمراء الطوائف كانوا يكذبون على أبناء طوائفهم، وإن صحَّ زعمهم أنهم
يحمون أبناء طائفتهم لما كان بينهم غني حتى التخمة، وجائع حتى العظم. ولذلك، وبما
لا جدال حوله فقد ظهروا جميعهم بأنهم أكثر من أكلوا حقوق طوائفهم، ولم ينفع تغطية
هالتهم القدسية استخدام وسائل البلطجة التي مارسها حراسهم على المنتفضين.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">لقد
برهن استخدامهم للبلطجية الزيف الذي كانوا يغطون بها ديموقراطية انتخاباتهم
النيابية التي ظهرت بلباسها الحقيقي (ديموقراطية البلطجة والمال الحرام). تلك
الديموقراطية، التي هي وسيلة حق، فيما لو تمَّ تطبيقها بمعايير صحيحة، ولكنهم
شوَّهوا صورتها بحمايتها بالأزلام والأموال، والوعد بتنفيعات أنصارهم من دون غيرهم
للإمساك بنتائجها. وأما تنفيع الأنصار وحشدهم للدفاع عنهم، فهي ليست أكثر من وسائل
ميليشياوية ورثوها في الحروب الأهلية في المراحل السابقة. في تلك المراحل كانت
الميليشيا الأقوى، رجالاً ومالاً وسلاحاً، هي التي تفرض نفسها على الميليشيات
الأخرى من منافسيها أم كانوا من أنصارها وأزلامها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">2-المظهر الثاني:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> <b>انكشاف
خضوع أمراء الطوائف لأوامر السفارات</b>، وتلقي الأموال منها باعتراف الكثير منهم
بشكل واضح وعلني. والاعتراف خير الأدلة على إدانتهم. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">هذا
الانكشاف يحصل في الوقت الذي خجلوا من سؤالهم للمنتفضين الفقراء من أين أتوا بثمن
المنقوشة التي يأكلونها في ساحات الاعتصام، أو ثمن قنينة الماء التي تسد عطشهم في
حرارة الصيف. وبان، أيضاً، للقاصي والداني براءة الفقراء من تهمة (العمالة
للسفارات)، في الوقت الذي ظهرت حقيقة أولئك الأمراء بأنهم الوحيدون الذين يخضعون
للخارج ويُسلموا مفاتيح لبنان إلى الخارج تسليما. وإذا أردنا أن نأتي بالدلائل،
فهي أكثر من أن تُحصى، ومن اهمها ما اعترف به هؤلاء بشكل واضح وصريح وعلني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">3-المظهر الثالث: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">خلافاً لما
يزعمون بأن النائب منهم يمثِّل اللبنانيين، كل اللبنانيين، انكشفوا أمام
اللبنانيين جميعاً أن (كرعوب كل نائب منهم معلَّق بطائفته)، ولا شيء غير طائفته. لا
بل إنهم يخضعون لأوامر زعمائهم الذين لا يمثِّلون كل أبناء طائفتهم. وفي الوقت
الذي كانوا يغطون به كذبهم بتحالف البعض منهم مع بعض أمراء الطوائف الأخرى، فلم
تكن أهداف تلك التحالفات أكثر من واجهة لتبادل المصالح الضيقة على قاعدة أعطني
فأعطيك، واستر على عوراتي أستر على عوراتك.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">من
أكثر الانكشافات وضوحاً وأسفاً، أن مبدأ (حماية الطائفة) كانت من أكثر الأكاذيب
التي جرَّعوها للناس البسطاء. تشاركت فيها النخبة السياسية مع المؤسسات الدينية
المستفيدة من إغراءات مال السلطة السياسية، بينما في حقيقة الأمر أن الحماية
الحقيقية كانت في حماية مصالحهم، والتي أكدت الوقائع أنهم جمعوا الثروات الهائلة،
والتي إن صرفوا منها على أبناء طوائفهم، لم تكن أكثر من أجور للمحظيين من أزلام
هذا الزعيم أم ذاك، أو يصرفون من فتاتها لحراسهم من الفقراء. هؤلاء الحراس الذين
حوَّلوهم إلى بلطجية ووضعوهم في مواجهة أنسبائهم من المحتاجين لرغيف الخبز. ولأن
الأكثرية من أبناء طوائفهم يكادوا يموتون من الجوع والبطالة والمرض، أصبح مبدأ
(حماية الطائفة) من أكثر المبادئ انكشافاً، وكان من الأصح أن يُقال بـ(مبدأ حماية
زعماء الطوائف ومؤسساتهم الدينية والسياسية).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">4-المظهر الرابع:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> <b>مزيد من إنكشاف
هرمية الفساد من فوق إلى تحت</b>. التي على الرغم من مخالفتها للدستور الذي كانت
مواده تنص على ممارسة التوزيع الطائفي للسلطات لمرة واحدة، فقد تحوَّل المرحلي إلى
ثابت في مفاهيم الأحزاب الطائفية الحاكمة. ولو بدأنا بالتوزيع الطائفي من فوق
لوجدنا أن هرمية السلطة بسلطاتها الرئاسية والتشريعية والتنفيذية، تتقاسمها
الطوائف بشكل سافر، بتوزيع الرئاسات الثلاث بين الطوائف الأكثر عدداً، ونياباتها
بين الطوائف الأقل عدداً. وتتوسع رقعته نزولاً إلى وظائف الفئة الأولى بحيث تستفيد
منها الطوائف جميعاً على قواعد المحاصصة بينهم. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">كانت
الكوتا الطائفية في المؤسسات الرسمية عبارة عن نصِّ يعالج قضية مرحلية، يقوم على المحاصصة
بين الطوائف من أجل نزع المخاوف التي كانت تساور البعض منهم على أن يتم إلغاؤها
لاحقاً لبناء نظام مدني يتساوى فيه اللبنانيون جميعاً بالحقوق والواجبات. ولكن النص
المرحلي تحوَّل إلى عرف دائم استمرأ فيه أمراء الطوائف لذة حصر التعيين بالوظائف
بين أيديهم. ولذلك خضعت آليات التوزيع، بأوامر من الرأس السياسي الأعلى للطائفة، واسفاد
منها المحازبون والأنصار فقط، ولن يستطيه الوصول إليها أحد غيرهم، وخاصة منهم
الذين لا يعلنون الولاء للأسياد.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">إن
هرمية السلطة وتوزيعها حصصاً يجعل من الدولة مزرعة بالمعنى الكامل لمفهوم المزرعة.
يتحول فيها الزعيم إلى راعٍ لا تردعه قوانين ولا تشريعت سوى تلك التي تضمن مصالح
رأس الهرم وأتباعه في إقطاعية طائفية استولوا على مقدراتها، وتحديد مصيرها. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وستناداً
إليه، وإذا كانت الوظائف كلها خاضعة للمحاصصة، فسوف يكون ولاء الموظف لأمير
طائفته، كـ(ربٍّ لنعمته). وسوف يعمل لتمرير ما يريده منه هذا الأمير أم ذاك.وبمثل
هذا المفهوم يصبح من النادر أن ترى موظفاً يعمل للمصلحة العامة سوى بالقدر الذي
يخدم فيه زعيمه الطائفي السياسي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">ولأن
كل أمير سياسي طائفي يحتاج إلى ضمان حمايات من القبضايات الميليشوية فهو يحتاج أيضاً
إلى تمويلهم، والتمويل بحاجة إلى سرقات. وباستثناء التمويل الخارجي للإمارات
الطائفية، ولأنه ليس غير الدولة تُعتبر البقرة الحلوب الأساسية لهم، يلجأ الأمراء
إلى اتباع وسائل الفساد، من رشوة وتهرب ضريبي، وتلزيم المشاريع لمن يخصص قسماً من
أرباحه لأميره... ولهذا عبَّر أحد القضاة عن تلك الحالة قائلاً: أينما مددت يدك في
زوايا الدولة </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> المزرعة لخرجت
ملآنة بملفات الفساد والإفساد. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وإذا
كان أمراء الطوائف يملأون كراسي الرئاسات الثلاث، كرأس لهرم السلطة، فإنهم نزولاً
بحاجة إلى مساعدين لهم يملأون المواقع في السلطة التشريعية والسلطة القضائية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وأما
عن السلطة التشريعية، فلن يستطيع أحد الوصول إلى مقاعدها سوى بتسميته في لوائحهم
الانتخابية، ومن شذَّ منهم عن عصا الطاعة فلا مكان له في نعيم مجلس النواب. وإذا
ما عرفنا أيضاً أن ثلثي مجلس النواب من أصحاب الرساميل ورجال الأعمال لعرفنا كيف
ستكون وجهة إقرار القوانين. وهنا تكمن أهم مساوئ النظام الديموقراطي في لبنان.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وأما
عن السلطة القضائية فتكوينها لا يشذُّ أيضاً عن تركيب أية مؤسسة سياسية أو إدارية.
ولأنها تخضع للمحاصصة أيضاً، فسوف يكون القضاة من عجين تلك السلطة وسوف ينفذون
أوامر من أمر بتعيينهم في وظائفهم، بحيث تضمن أحكامهم مصالح (أولياء نعمتهم). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وإذا
عرفنا أن لكل أمير طائفي حصة في كل إدارات الدولة، ومن ضمنها السلطة القضائية، فلن
يجرؤ أحد على محاسبة أمراء السلطة الطائفية، لأنهم محميون بالقضاء. ومن هنا، وإذا
أردت أن تحاسب الصغار على فسادهم، فعليك أن تحاسب أمراءهم على تعويدهم على
الإفساد. وإذا أردت أن تحاسب الموظف على فساده فعليك أن تحاسب أميره الذي يحميه
لأنه يتقاضى منه الحصة الأكبر من سرقاته.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">ثانياً:
الانكسارات</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">
فتتمثَّل في مجموعة من المظاهر والوقائع، ومن أهمها: <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">1-غياب خطباء الأحزاب
الطائفية عن المنابر، وانقطاع دابر مواكبهم المحمية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">: لقد ارتاحت الشوارع في
لبنان من ضجيج صفارات مواكب السيارات الرسمية، تلك التي كانت تُقفَل الشوارع أمام
العامة لكي تسهل السير أمام المسؤولين، ولا ضير إن تأخر العامة عن أعمالهم. كما
خلت المنابر من آلاف الخطب التي كان المسؤولون من أحزاب السلطة ينشرون فيها ثقافة
الاستزلام. وانكفأوا إلى جحورهم مرغمين أمام نقمة الشباب الذين تصدوا لهم أينما
حلوا أو رحلوا. ولعلَّ في ذلك إفادة لهم لكي يقلِّدوا المسؤولين في دول العالم
المتمدن حيث يتجول رؤوساء وزرائهم على الدراجات الهوائية للانتقال من مكان إلى
آخر. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">2-غياب ملحوظ لمثقفي
السلطة عن وسائل الإعلام:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> كانت وسائل الإعلام تستضيف العشرات من مثقفي
السلطة، الآكلين من خبز أحزابها، الضاربين بسيوفها. ولعلَّ هؤلاء بانكفائهم، إما
أنهم خجلوا من أنفسهم لأنهم خانوا مطالب أبنائهم وأقربائهم وفقراء الطبقات التي
وُلدوا فيها. وإما أنهم أحسّوا أخيراً بآلام شعبهم، أو انكفأوا أمام نظرات الغضب
التي كانت تبدو ظاهرة في وجوه من استمعوا إلى أكاذيبهم وتفاهاتهم في الدفاع عن
الأحزاب التي استأجرتهم كمحايدين.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">3-سقوط حكومتين واعتذار
الثالثة قبل أن تبصر النور</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">: أسقطت الانتفاضة في الأيام الأولى وزارة الرئيس
سعد الحريري، وضغطت من أجل أن يُكحَّل الرئيس حسان ذياب وزارته ببعض الوزراء
كمستقلين ولكنهم محازبين للسلطة من غير المكشوفين أمام الرأي العام، الأمر الذي
أدى إلى إسقاطها بعد أن ذابت ثلوجها، وبانت مروجها. وأخيراً وليس أخيراً، وعلى
الرغم من أن تكليفه تمَّ تحت ضغوط خارجية فرنسية لكن شروطها كانت تستجيب لمطالب
الانتفاضة، فقد استقال الرئيس المكلف مصطفى أديب، قبل أن تبزغ حكومته إلى النور
خوفاً من رئيسها الذي قدَّم استقالته قبل أن يلقى مصير حكومة الرئيس حسان ذياب.
والحبل على جرار السقوط والإسقاط إذا لم يتم تشكيل حكومة تستجيب لمطالب الانتفاضة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">4-رفع محامو الانتفاضة
عشرات الشكاوى ضد معظم مسؤولي أحزاب السلطة:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> وإن كان بعض القضاة
يحتفظون بها في أدراج مكاتبهم لحماية أولياء نعمتهم، إلاَّ أن عيون الانتفاضة
ساهرة ولن تنساها مهما طال الزمن.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">5-إحالات ولو شكلية لبعض
رموز إدارة الفساد أمام القضاء:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> تحت ضغط الانتفاضة والإعلام المؤيد لها،
فقد أُرغمت حكومة الرئيس ذياب على تقديم بعض الأضاحي من المسؤولين الكبار في
الدولة ممن تحميهم بعض أحزاب السلطة الحاكمة، لأمرائهم وتغطية لجرائمهم. ولكن أي
خلل سيحصل، وهو سيحصل طالما بقيت التشكيلات القضائية لم يتم إقرارها، سيظل تحت
رقابة محامي الانتفاضة، وكذلك تحت رقابة المحامين الوطنيين من الذين أعلنوا وقوفهم
ضد الفساد الذي استشرى في كل زوايا النظام الطائفي السياسي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">ثالثاً:
ما بعد انتفاضة تشرين، لن يعود إلى ما كان قبلها:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">ما
قبل انتفاضة 17 تشرين، التي كانت نتيجة للتراكمات التي أٍَّسَّستها حراكات السنوات
الست الماضية، كانت وقائع الفساد مخبأة فيما يشبه العنبر الرقم 12 في مرفأ بيروت.
ولما وُجد فتيل إشعالها أحدثت انفجاراً نووياً هائلاً دمَّر الجزء الأكبر من مدينة
بيروت، وراحت من بعده تتوالى ردات زلزالية أخرى. ولهذا كانت انتفاضة 17 تشرين
بمثابة الفتيل الذي أحدث انفجاراً في العنبر الرقم 12 الذي عشِّشت فيه أمنيوم فساد
النظام. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">انكشافات
مخجلة، وانكسارات متواصلة، وتراجعات لم تعهدها مرحلة ما قبل انتفاضة 17 تشرين.
كلها من أهم المتغيرات التي راحت تهدد جسد النظام الطائفي السياسي في لبنان
بالانهيار. وهذه تمثِّل حصيلة سنة كاملة من عمر انتفاضة 17 تشرين، وهذا يُعتبر
بداية لانهيارات متواصلة في المستقبل. وبعملية الهدم التي تحصل ستبنى الانتفاضة
جدراناً، إذ لا يمكن العودة إلى الوراء طالما ظلَّ حراك المنتفضين حياً يُرزق.
وسيكون كذلك لسببين رئيسين، وهما: حمايته الشعبية في لبنان والحماية الدولية من
جهة، واكتسابه الكثير من الخبرات، ووضوح رؤيته النظرية والعملية من جهة أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">أولاً:
الحراك وحمايته من قمع أجهزة السلطة وقمع بلطجة أحزابها:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">1-الحماية الشعبية:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> لأن أهدافه
وشعاراته تستجيب لمصالح أوسع الجماهير الشعبية. ولأنها خبرت مصداقيته فقد فرض نفسه
كهم يومي في ذاكرة الجماهير الشعبية. وقبل تفجير الانتفاضة قلَّما كنت ترى عائلة
تقف مسمَّرة أمام نشرات الأخبار، وأما بعد الانتفاضة فقد عافت تلك الأسر المسلسلات
الروتينية، وراح تتابع أخبار الانتفاضة ساعة بساعة. وقلَّما كنت ترى الأسر اللبنانية
تهتم بمناقشة ما يجري، وبعد الانتفاضة راحت تلك الأسر تناقش قضايا الفساد التي ارتكبها
النظام الطائفي السياسي. وقبل الانتفاضة كانت كل أسرة تدافع عن أمير طائفتها، ومن
بعدها ارتفعت علامات الذهول من خطورة ما ارتكبه هؤلاء الأمراء. وهلمَّ جرَّاً من
مظاهر عديدة كمثلها إن دلَّت فتدلُّ على أن الثقافة الشعبية التي تم<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>تدجينها على نمط الثقافة التقليدية التي كانت
لا تستطيع أن تفهم بأن تكون طائفة من دون زعيم، فتحوَلت الثقافة الجديدة للدعوة الشعبية
بأن تكون المواطنة هي الزعيم الأوحد لكل الطوائف.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وإذا
كان علينا أن نخرج بخلاصة، فعلى شباب الانتفاضة وشاباتها أن يثقوا بأن انتفاضتهم
وفَّرت لهم حاضنة شعبية تستطيع توفير الحماية الحقيقية لهم.</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">2-حماية المثقفين
الوطنيين:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">
وتمثلها قطاعات واسعة من النُخب السياسية والثقافية والإعلامية والحقوقية، وأساتذة
الجامعات. هذا ناهيك عن عدد من وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">كانت
معظم وسائل الإعلام منكفئة عن الاهتمام بقطاعات واسعة من المثقفين الوطنيين، إلى
الدرجة التي كان يُخيَّل للبعض أن المثقفين، وخاصة تلك التي قدَّمنا أسماءها في
بداية المقطع، غائبين عن الاهتمام بشؤون الوطن، وخاصة هموم الشعب المغلوب على
أمره. ولكن بعد الانتفاضة، وبعد أن تكاثرت وسائل الإعلام التي وضعت الانتفاضة على
جدول برامجها، راحت تستقطب الآلاف من المثقفين الوطنيين على شاشاتها، فتحوَّل
المشهد الجديد إلى انتفاضة نخبوية للمثقفين الوطنيين، فكانوا على تعدد اختصاصاتهم،
ذخيرة على غاية من الأهمية، وانكشف الواقع عن وجود نقمة نخبوية كبيرة كانت تنتظر
أن تنفتح أمامها وسائل الإعلام لكي يأخذوا دورهم الذي طالما تمنوا أن يلعبوها. وإذا
كان هناك مما علينا أن نسجَّله، فنقول لشباب الانتفاضة وشاباتها أن هناك حاضنة من
المثقفين الوطنيين على غاية من الأهمية، لأنها سوف تشكل للانتفاضة حاضنة واعية
متبصِّرة ترسم لها مساراتها الواعية التي تحميها من الوقوع في الخطأ. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">3-حماية الرأي العام
العربي والدولي:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> باستثناء أحزاب وقوى حركة التحرر العربية المؤيدة للانتفاضة
الشعبية في لبنان، أخذت تطفو في الآونة الأخيرة مظاهر تأييد دولي للانتفاضة،
ولعلَّ مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون هي الأبرز والأهم فيها. وإن كان تأيدد المنظمات
المدنية الدولية هي الأكثر مصداقية، نعتبر المبادرة الفرنسية من أهم المبادرات
الدولية. ولننا نشكك بمصداقية الأنظمة الرسمية، سوف نعتبر المبادرة الفرنسية مهمة
ومؤثرة إلى المرحلة التي يُشتمُّ منها أنها أخذت تنحو باتجاه ضمان مصالحها على
حساب مصلحة الشعب اللبناني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">لقد
حملت مبادرة ماكرون أكثر أهداف الانتفاضة أهمية، التي إذا تمَّ تطبيقها نعتبر أنها
تقدُّم مهم في تاريخ الانتفاضة. وإلى الحين الذي تظهر فيها التواءات عنها، على
الانتفاضة أن تتابع سيرها لتحقيق ما سوف تغفل المراحل اللاحقة تطبيقه.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وإذا
كان ما يجب أن نوجز به هذا المقطع، نعتبر أن الحماية الدولية، في مراحلها الراهنة،
تشكل حماية مهمة للانتفاضة خاصة ضد قمع سلطة الأحزاب الحاكمة من جهة، وفي الضغط
على تطبيق البنود الخاصة بمكافحة الفساد من جهة أخرى. وهي من أهم الحمايات في هذه
المرحلة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">ثانياً:
الطفرة النوعية العملية والنظرية: <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">منذ
انطلاقة الشباب الأولى في العام 2014، كان عديدها لا يتجاوز العشرات من الشباب
الذين وعوا خطورة المتاهات التي تحفرها أحزاب السلطة الحاكمة للدولة اللبنانية.
وتصاعدت الانطلاقة لتبلغ المئات في أحسن أحوالها. كان العديد في ذلك الوقت يدفع
إلى التساؤلات والاستهجان، وخاصة من قبل أحزاب السلطة من جهة، والأغلبية العظمى من
الشعب اللبناني من جهة أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وأما
استهجان أحزاب السلطة فهو أنهم كانوا ينظرون إلى تلك المظاهر ولا يكترثون بها،
وكانوا يراهنون على أن أولئك هم شلة من الشباب المغامر الذين لن يمر وقت طويل حتى
تُبحَّ أصواتهم فينكفئون. وأما تساؤل الأغلبية العظمى من الشعب الذي اعتبرت أن
شعارات الحراكيين تعبِّر عن وجعهم، فكانوا يائسين من وصولهم إلى أية نتيجة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وأما
بين الاستهجان والاستغراب، فكان التفاؤل الأكثر سائداً بين أولئك الشباب، تصب في
مجرى مفاهيمهم للتغيير على القواعد الثابتة التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">-يبدأ
التغيير بقلة مؤمنة، ويزداد عديدها كلما كانت شعاراتهم وأهدافهم تعبِّر عن أهداف
الأكثرية الشعبية التي تعاني من تسلُّط الطبقة الحاكمة، وهذا ما حصل في 17 تشرين.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"><o:p> </o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">1-تراكم
التجربة العملية والطفرة النوعية في 17 تشرين: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">علينا أن لا ننسى أن
انتفاضة 17 تشرين، كانت تتويجاً لحراك شبابي ابتدأ منذ ست سنوات مضت. وإذا كان من
الواجب أن نتكلم عن تراكم التجربة، فعلينا أن لا نغفل تاريخية التجربة. ولذلك،
يمكننا تسجيل النقاط التراكمية التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">أ-تمدد
الانتفاضة أفقياً وعامودياً:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> بالإضافة إلى تعدد القوى واللجان المنخرطة في
النشاطات، وبعد أن كانت نشاطاتها تكاد تكون منحصرة في العاصمة بيروت، فقد امتدت
أفقياً لتشمل معظم المدن الكبرى في شتى المحافظات. وبعد أن كانت محدودة بقطاع
ضيِّق من الشباب فقد امتدت لتضم إلى صفوفها عشرات من الحراكات المدنية على مساحة
الأراضي اللبنانية، ومن شتى أطيافه. وبعد أن كان عددها محدوداً بالمئات، تجاوزته
لتصبح بالآلاف، وأحياناً كثيرة بعشرات الآلاف. ومن جراء التوسع الأفقي والعامودي،
اكتسبت انتفاضة 17 تشرين، تجارب كثيرة، بالتنسيق فيما بينها حول تعدد الوسائل
اليومية وتحديد الأهداف المرحلية.. وامتلكت إصراراً أكبر على الاستمرار.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">بـ-ازدياد
أعداد القادة الميدانيين:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> أنتج الحراك قيادات شعبية موثوقة واحتضنها والتف
من حولها. وإذا كانت المراحل السابقة تشهد صعود بعض القيادات في ساحات محدودة، وقد
أثبتت التجارب أهليتهم في الاستمرار، فقد أنتجت انتفاضة 17 تشرين المزيد منهم في
مختلف الساحات.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">جـ-توسع
رقعة الوسائل الإعلامية التي تخدم أهداف الانتفاضة:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> بانضمام شابات وشباب ممن
هم مؤهلون لإعلام وسائل التواصل الاجتماعي، فقد شهدت مرحلة 17 تشرين تطوراً
إعلامياً مشهوداً له بالكفاءة، الأمر الذي أخذ إعلام الانتفاضة ينتشر بسرعة كانت
تساعد على التنظيم والحشد، أو بأقل الإيمان متابعته من قبل شريحة لا يُستهان بها
من الشعب اللبناني. هذا ناهيك عن أن رقعة وسائل الإعلام قد أخذت تتوسع وانضمت بعض
محطات التلفزيون إلى قافلة الوسائل التي أعطت مساحات من الوقت لمتابعة يوميات
الانتفاضة، هذا بالإضافة إلى اللقاءات مع المتخصصين في شتى الشؤون النظرية التي
تخدم أهداف الانتفاضة. وكان من الملفت للنظر، أنه حتى وسائل الإعلام التابعة
لأحزاب السلطة كانت تشارك مرغمة في نقل بعض الآراء المخالفة لتوجهات تلك الأحزاب
واتجاهاتها. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">2-التراكم
النظري والطفرة النوعية في انضمام نخب من المثقفين الوطنيين: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">عندما ابتدأ
الحراك الشبابي قبل ست سنوات فقد ابتدأ لأن الحراك كانت له أسبابه الموجبة، وهو
امتلاك القوى التي أسٍّست له رصيداً من الملفات التي تؤشِّر على وجوج الفساد في
شتى زوايا دولة النظام الطائفي السياسي، والتي على أساسها انطلق الحراك من أجل
الضغط على الأحزاب الحاكمة فيه للقيام بإصلاحات تصب في مصلحة الشعب اللبناني. ولكن
بعد انتفاضة 17 تشرين، وبعد أن وجد آلاف من المثقفين الوطنيين ضالتهم فيها، حققت
الانتفاضة بوجودهم طفرة ثقافية نظرية واسعة لكثرة ما بذله هؤلاء المثقفين من جهود
في تغذية التراكم النظري في شتى الحقول المعرفية التي تحتاجها أية انتفاضة إصلاحية
أو تغييرية جذرية. ولكل تلك العوامل، فقد تراكمت الخزينة النظرية، وأصبحت ملكاً
للانتفاضة التي تخدم أهدافها، ومن أهمها:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">أ-الحيازة
على الملفات الكبرى حول الفساد.</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> وهذه الملفات تكفي مؤونة لعمل القضاة
لسنوات هذا إذا توفَّر العدد المؤهل والنزيه للنظر فيها بحيادية مهنية ورسالية
وأحكام عادلة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">بـ-حيازة
ملفات ودراسات عن مجمل قضايا الإصلاح المرحلية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">. وخاصة منها تلك التي
تبدأ بمعالجة مزاريب الفساد والإفساد التي تُعدُّ الخطوة الأولى لمنع انهيار
الدولة المالي، والغوص في مسائل الإصلاح المالي والاقتصادي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">جـ-
وإذا كانت الأزمة الاقتصادية الحادة تستدعي الإسراع بإيجاد الحلول المرحلية السريعة
من أجل إنقاذ لبنان من مجاعة حقيقية، فإن الانتفاضة تمتلك الرؤية الواضحة لإنقاذ
الدولة من السقوط النهائي، لكنها لن تكتفي بإصلاح مؤقت، لأنه سيبقى مهدداً طالما
ظلَّت أحزاب السلطة الحاكمة متمسكة بمصالحها السياسية والاقتصادية، فإن الانتفاضة
ترى أن الحل الاستراتيجي لإنقاذ لبنان لا يمكن أن يكون سوى عبر تحقيق العناوين
الرئيسة التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">-الأولى: تغيير الثقافة
الشعبية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">
التي تجاوز عمرها سنين الهرم والتخلف، واستبدالها بثقافة شابة تتوافق مع متغير
العصر.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">-الثانية: إسقاط نظام
الطائفية السياسية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> بشكل جذري وحاسم، واستبداله بنظام المواطنة
والدولة المدنية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">-الثالثة: نقل لبنان من
واقع مجتمع الاستهلاك إلى سقف مجتمع الإنتاج</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;"> بتعزيز الصناعة والزراعة،
وهو المنهج الوحيد الذي ينقذ لبنان اقتصادياً وسياسياً، وينتقل به من منهج المنفعة
المصرفية والخدمات إلى منهج بناء الدولة المحصَّنة من الاستناد إلى صندوق النقد
الدولي بوظيفته الاستعمارية القائمة على إغراق الاقتصاد الوطني بالقروض التي تُثقل
كاهل المواطن بالديون.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">وأخيراً،
<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">بين
هذا وذاك من دراستنا هذه التي نرجو أن تمثِّل جزءاً من تسجيل تاريخ حقيقي لواقع
انتفاضة 17 تشرين، نناشد أبناء الانتفاضة وبناتها إلى الإمساك بالنواجذ
بانتفاضتهم، لأنها تمثِّل الضمير الشعبي لأنها تعبِّر عن حقوق الجماهير اللبنانية
المقهورة. كما عليهم أن يحرصوا على حمايتها من أهداف ومخططات إحباطها من قبل أحزاب
السلطة الحاكمة وصولاً إلى اليوم الذي يتمنون فيه إعلان موتها. وعليهم أن يعوا أن
لكل ثورة ضمير، وانتفاضتكم هي ضمير الثورة، فإذا مات الضمير تموت الثورة. وليكن شعاركم
الدائم: إن انتفاضة 17 تشرين لن تموت، بل ستبقى أمانة في رقاب الوطنيين الصادقين.<o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-21947508364853888612020-10-04T20:02:00.002+03:002020-10-04T20:02:49.635+03:00من العراق ابتدأت أزمات المنطقة الحالية وعلى أرض العراق ستنتهي<p> <span style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center;">من العراق ابتدأت أزمات المنطقة الحالية وعلى أرض
العراق ستنتهي</span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><o:p></o:p></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">عندما
نحصر بداية الأزمات العربية الراهنة انطلاقاً من احتلال العراق فلأن مشروع الهيمنة
الأميركية على العالم كان قد بلغ ذروته بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في العام 1991.
وحسبت الإدارة الأميركية أن الظروف أصبحت مؤاتية لها في تنفيذ مشروع هيمنتها على
العالم ابتداءً من العراق لسبب أساسي كونه يشكل مركزاً لمحور إذا انهار تتداعى
الدول المحيطة به كـ(أحجار الشطرنج). وفي هذا المقال، ولكي نفقه منهج الاستراتيجية
الأميركية، في تلك المرحلة، نعيد إلى الذاكرة تصريحين أدلى بهما الرئيس جورج بوش
الإبن، أحدهما أدلى به قبل احتلال العراق، والثاني أدلى به بعد الاحتلال فوراً:</span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-جاء في التصريح الأول: </span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>»</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إ</span><span lang="AR-EG" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-bidi-language: AR-EG;">نها حرب باسم الله و قد اختار الله الشعب الأمريكي للقيام بها</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>«</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>. وفيه
ما يعزِّز مضمون ما كتبه هنري كيسنجر في السبعينيات من القرن العشرين: </span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>»</span><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">على حلفاء
أمريكا أن يواجهوا</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">حقيقة أنهم جنود في إمرة
القائد الأمريكي، وأن يقوموا بالتالي بأداء المهام</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">المطلوبة منهم
لأن في ذلك ضماناً لمصلحة أمريكا ولمصالحهم هم</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>«</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وجاء في التصريح الثاني،
الذي صدر عن جورج بوش، بعد انتهاء الحرب على العراق واحتلاله.<span style="color: black; mso-themecolor: text1;"> وفيه صرَّح من على ظهر حاملة الطائرات
الأمريكية (أبراهام لينكولن) في الأول من أيار/مارس 2003: «لقد أمنا حماية
أصدقائنا، ومن العراق سنعيد رسم خارطة المنطقة».<o:p></o:p></span></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">يؤكد
التصريح الأول أن الاستراتيجية الأميركية نسخة طبق الأصل عن الأهداف التلمودية
اليهودية التي توظِّف إمكانيات أحد أكبر الدول العظمى من أجل تحقيق أهدافها. ويؤكد
التصريح الثاني أن احتلال العراق يشكل بداية لتنفيذ ذلك المشروع. ولهذا وبناء على
مضامين التصريحين معاً، سنقوم بالبرهان على ما جاء في عنوان المقال.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">المقاومة
العراقية شكَّلت عقدة النجار في وجه المشروع الأميركي </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
تمَّ احتلال العراق، وأنجزت الإدارة الأميركية الشق العسكري منه ليشكل العراق نقطة
الانطلاق لتنفيذ المرحلة الثانية، وراحت تعد نفسها من أجل استكمالها، ولكن
المقاومة العراقية دقَّت الإسفين الذي عرقل المشروع، وأرغم الجيش الأميركي على
تجرع كأس الهزيمة في العام 2011، بحيث راح حلفاء الإدارة الأميركية يستفيدون منها
في تقوية مواقعهم لتخليصهم من خطر وضعهم تحت الحكم الأميركي، كقوة وحيدة تجكم
العالم. وأما معارضوها فقد استفادوا منها أيضاً لأنها كفتهم مؤونة الصراع معها.
وبهذا تكون المقاومة العراقية قد دفعت الدماء والأرواح بينما المستفيدون من
نضالاتها لم يدفعوا شيئاً، واستفادوا من نتائجها بكل شيء. وإذا كان الجميع قد
استفاد، ولكن أكثرها استفادة كان نظام ولاية الفقيه في إيران، ولأن استفادته كانت
على أكثر من صعيد، سياسي وأيديولوجي واقتصادي، سوف نميزه في كلامنا عنه في هذا
المقال.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">الهزيمة
الأميركية في العراق كانت السبب في انتفاخ الدور الإيراني:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كان
النظام الإيراني أعجز من أن يحقق هدفاً واحداً في العراق خاصة بعد فشل عدوانه علىه
الذي استمر حوال السنوات الثماني. ولأنه تجرع السم عندما وافق على وقف إطلاق النار
في 8/ 8/ 1988، راح يمارس التقية، كمبدأ أيديولوجي أساسي، كابحاً جماح شبقه في
بناء حكومة عالمية، انتظاراً لظروف ملائمة له. ومارس التقية أيضاً في ستر علاقاته
الحقيقية مع أميركا (الشيطان الأكبر)، التي شكلت غطاء خادعاً لعلاقاته المستورة
معها، بحيث ظهرت على حقيقتها بعد احتلال العراق. فإذا بالتنسيق بينهما قبل احتلال
العراق وبعده كان يمثل الموقف الحقيقي له. وازدادت الحقيقة بالظهور بعد استلامه
وراثة احتلال العراق في العام 2011، إثر استلام العراق باتفاقية واضحة وقعها معه
باراك أوباما، الرئيس الأميركي الأسبق. وخلاصة القول، نستطيع الحكم بأنه حيثما
يكون المشروع الأميركي خطيراً سيكون المشروع الإيراني موجوداً. وظل هذا التنسيق
قائماً إلى الوقت الذي فشلت فيه الإدارة الأميركية في تمرير مشروع ما يُسمى بـ(مشروع
الشرق الأوسط الجديد). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وبعد
أن فقدت الولايات المتحدة الأميركية الأمل في تقسيم الوطن العربي، الذي يعني في
نهايته تقسيم الدول الإقليمية المجاورة لهذا الوطن، جاء دونالد ترامب، الرئيس
الحالي للولايات المتحدة الأميركية، ليسترد الوديعة العراقية التي وضعها سلفه في
عهدة النظام الإيراني. ومنها بدأت الإشكاليات بين الإدارتين تتصاعد وتتكاثر. وأما
الأسباب فهي التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ربما
لم تستشعر الإدارات الأميركية السابقة خطورة مشروع ولاية الفقيه وجديته، وإذا كانت
قد استشعرت خطورته فإنما كانت على ثقة بأنها تستطيع أن تحتويه. ولهذا وثقت به
وعقدت معه أكثر من اتفاقية، إشراكه في الحرب ضد العراق أولاً، وتسليمه العراق
وديعة لتغطية وقع الهزيمة العسكرية عليها ثانياً. وإذا كان الخميني قد وضع احتمال
تأخير (ظهور الإمام المهدي المنتظر) 1200 عاماً أخرى، أو توقَّع عدم ظهوره إلى
(أبد الدهر)، فإن الوصول إلى حكم العراق، بعد الهزيمة الأميركية، يكون قد أعاد
إحياء حلم (نظام ولاية الفقيه). ساعتئذٍ تدفقت أوراق القوة بين أيدي النظام
الإيراني، ومنها وفي المقدمة فتح خزائن العراق لتصب عائداتها في جيوب ملالي
النظام، الأمر الذي امتلكوا فيه ثروات هائلة راحوا يستخدمون فوائضها في إعادة
إحياء حلم الظهور، فصرفوا منها ببذخ لافت، فانفتحت أمامهم بوابات الحاضنات
الشعبية، وأبواب العواصم العربية، وأبواب القوى السياسية. وهذا ما دفع بالملالي
إلى العمل على تحقيق حلم يتساوى بخطورته مع خطورة الحلم التلمودي الصهيوني. وهذا ما
نعبِّر عنه باختصار. الحلمان يهدفان إلى بناء حكومة عالمية على شتى أنحاء الكرة
الأرضية. وكلاهما يهدفان إلى بناء نظام ديني له صفات القدسية. وكلاهما مبنيان على
معتقدات أنهما ينفذان (أوامر إلهية). وكلاهما يعدان لمعركة بين الخير والشر في
هرمجدون على أرض فلسطين، المنتصر فيها يحكم العالم.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">معركة
هرمجدون على أرض العراق بين محوريْ الشر:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">علماً
أن معركة الخير والشر لا تحتاج إلى (رعاية إلهية)، ولكنها تحتاج إلى قوة المال
والسلاح. وهنا لا تستوي المعركة بين وعدين إلهيين متناقضين، إله المسيح المخلص،
وإله المهدي المنتظر. فكلاهما أضغاث أحلام يستثيران الغرائز الطائفية، الأكثر
مالاً وسلاحاً سيكون المنتصر في المعركة، والمنتصر منهما لن يحقق العدالة
والمساواة في العراق أو غيره. ولذلك سيكون انتصاره بداية لتأسيس حروب جديدة طالما
ظلَّ قائماً على أسس دينية غيبية، وليس صراعهما أكثر من تحميل البشرية أهوالاً
جديدة وكوارث جديدة وآلاماً<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>جديدة، وزيادة
في الفقر والمرض، وهذا يؤدي إلى رفضهما معاً. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
الصراع بينهما على أرض العراق لا يشكل الآن مصدر خسارة لأي منهما، فثمن الصراع
وتكاليفه يتم دفعها من دماء وأرواح وثروات الشعب العراقي. كما أنها لا تصب في
مصلحة أي كان على سطح الكرة الأرضية، بل هو خسارة لكل شعوب العالم. فمن الأهمية
بمكان في هذه المرحلة بشكل خاص، أن يعي العراقيون مخاطر ذلك الصراع لكي لا يكون
العراق كبش محرقة بين الخصمين اللدودين؛ وأن لا يدفع الشعب العراقي من جديد تكاليف
صراع المشروعين الغيبيين. وإذا كان لا بد من الحصول على نتائج إيجابية مرحلية مما
يحصل، فهو أن يواجه الشعب العراقي مشروعاً واحداً لا مشروعين. فالقضاء على مشروع
ولاية الفقيه أقصر الطرق لتحرير العراق من الاحتلال الأميركي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">مقاومة
مشروع ولاية الفقيه في العراق وانعكاساته الإيجابية على الوطن العربي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
موازين القوى بين المشروعين المتصارعين، الأميركي والإيراني، تتفوَّق القوة
الأميركية، من حيث المال والسلاح، بما لا يُقاس على القوة التي يمتلكها نظام ولاية
الفقيه. وبمقارنة سريعة بين القوتين يمكننا وضع الاستنتاج التالي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-إنه من المعروف أن اقتصاد
الولايات المتحدة الأميركية هو من أقوى اقتصاديات العالم، وترسانتها العسكرية من
أقوى تلك الترسانات. هذا هو الواقع بمعزل عما تستطيع أن توفره من دعم من قبل
حلفائها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-ومن المعروف أيضاً أن
الاقتصاد الإيراني هو الأضعف لأنه ناء تحت أثقال معركة مع العراق بإمكانياته
العسكرية المحدودة، ولهذا يصبح أعجز من أن يواجه قوة كمثل القوة الأميركية. وهذا
ما ينطبق على قوتها العسكرية التي تعتمد في الجزء الأساسي منها على الاستيراد من
الخارج. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وأما السبب الذي جعلها
تمتلك فائضاً يعزز اقتصادها الذاتي، فكان يكمن في الفرصة التي وفرتها له الهزيمة
الأميركية في العراق منذ العام 2011. حينذاك استولى النظام المذكور على الثروة
العراقية من خلال استيلائه على مفاصل العملية السياسية الفاسدة التي ترتكز إلى
وسائل النهب والسلب لتحصيل أسباب بقائها حاكمة في العراق. ولذلك اعتمدت وسائل النهب
التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-السيطرة على مصادر النفط
من خلال استيلائها على المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهذا يعني أن
عائدات الثروة النفطية تحوَّلت إلى نوع من الخراج يصب في صناديق (الولي الفقيه)
كغنائم حرب. ولأن العراق أصبح مصدر التمويل الأساسي للنظام فقد استخدم من أجل
توطيد دعائم احتلاله للعراق بتأسيس عشرات الميليشيات المسلحة التي وظفتها لحماية
العملية السياسية وحصرها بأيدي نخبة من السياسيين من جهة، ونخبة من رجال الدين
الذي هم أكثر من خدع قطاعات شعبية واسعة في العراق، وكان من أشد مخاطر الأدوار
التي لعبتها تلك الطبقة هي أنها أضفت صفة القدسية على العملية السياسية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إذن،
من عائدات سرقة ثروات العراق، وعائدات احتكار أسواقه الاستهلاكية، راح نظام ولاية
الفقيه يوظفها في تحقيق الأهداف التالية: <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-قسم يتم صرفه لتعزيز
مواقع عملائها الكبار في العراق من خلال نهب جزء منها لتكديس ثرواتهم الشخصية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وقسم
كموازنات لعشرات الميليشيات التي تحرس الوجود الإيراني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-والفائض الباقي يستخدمه
النظام الإيراني من أجل تمويل الحرس الثوري الإيراني كمؤسسة تحمي أمن طبقة الملالي
الحاكمة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">و-قسم يتم صرفه على تعزيز
المواقع السياسية والعسكرية خارج إيران والعراق وهم من يستخدمهم النظام كأدوات
لـ(تصدير الثورة). ولذلك شمل هذا القسم بأعطياته كلاً من أنصارها في سورية ولبنان
وفلسطين واليمن.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-في
فترة وجيزة، بعد تسليم أميركا العراق لنظام الملالي حقق مكتسبات عديدة خارج إيران:
ومن دون الخوض بالتفاصيل، لأنها أصبحت معروفة، فقد سيطر، باعتراف واضح منه، على
أربع عواصم عربية. تلك المكاسب التي نسبها إلى (النصر الإلهي)، ربما عزَّزت عنده
الشعور بقدرته على مواجهة أية قوة في العالم. وهذا ما يفسر رفض النظام الرضوخ
للأوامر الأميركية التي قضت بإعادة قواعد التحالف بينهما إلى معادلات ما بعد
الاحتلال الأميركي للعراق، وقبل الهزيمة الأميركية والانسحاب منه في العام 2011.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">نظام
ولاية الفقيه على طريق الهزيمة في الصراع الأميركي </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الإيراني:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">غني
عن القول بأن الطرفين المتصارعين متفقان على سرقة العراق، والهيمنة على الوطن
العربي، لذلك لا نرى في نتائج الصراع بينهما أكثر من فائدة مرحلية، هي أن الإدارة
الأميركية التي سلَّمت العراق للنظام الإيراني عليها تقع المسؤولية الراهنة في
إخراجه منه. وأما مواجهة الأطماع الأميركية لاحقاً فسوف تقع على عاتق الشعب
العراقي، وهذا ما سوف نقوم بالإشارة إليه في المقطع الأخير من المقال.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وعن
نتائج الصراع، وقبل أن تتأكد على أرض الواقع، فهي واضحة نظرياً. ووضوحها يستند إلى
أسانيد عملية ومن أهمها أن من يحسم أي صراع عسكري هما عاملان رئيسان: المال
والسلاح. وغني عن القول بأن موازين العاملين، وبما لا يقاس، يمتلكهما الطرف الأميركي.
ولأننا نساوي بين أهداف المتصارعين وعدم شرعيتهما، فإننا نرى أن الاحتلال الإيراني
أشد خطورة لأنه يستند إلى مشروع أيديولوجي استيطاني مدعوم بحواضن شعبية مضلَّلة،
أو نخب انتهازية مستفيدة من رشواته المالية. ولذلك نحن نعتقد بصلاحية القول:
(اللهم نجني من (أصدقائي)، وأما أعدائي فأنا كفيل بهم). ولذلك كما استطاع شعب
العراق أن يلحق الهزيمة بالاحتلال الأميركي سابقاً هو الذي يستطيع أن يلحقها به
لاحقاً. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">هزيمة
مشروع ولاية الفقيه يوفر على الوطن العربي تعقيدات كثيرة:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
أهمية إخراج نظام ولاية الفقيه من التأثير في الساحة العراقية، سياسياً ومالياً،
تعني إخراجه من معادلة الصراع الدائر بين الأمة العربية وأعدائها، وهو سوف يوفِّر
الكثير من التعقيدات على أزمات العرب في المرحلة الراهنة. فإخراجه من العراق أو
على الأقل تقليص نفوذه إلى الحد الأدنى، يعني تعريته من وسائل القوة المالية التي
تدرها عليه الساحة العراقية. وغني عن القول أنه لولا سرقات النظام من العراق لما
كان يستطيع أن يمد يد العون إلى أي تنظيم أو قوة أو حزب على الساحة العربية. ولذلك
يعني إخراجه من العراق انقطاع سبل الحياة أمام مشروعه خارج إيران. وإن تجفيف المال
السياسي عن أذرع النظام على الساحة العربية يعني إضعافها إلى الحد الأدنى، وإنه
كلما تم إضعاف تمويلها سيتم تقليص قوتها إلى أدنى الحدود، وإن أية حركة من تلك
الحركات عندما تشعر أن مشروع ولاية الفقيه قد أصيب بالضعف ستضعف معه أواصر العلاقة
التي سوف تصل بمرور الزمن إلى الزوال. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
إضعاف الحركات والأحزاب القوى السائرة في ركاب مشروع ولاية الفقيه، إضعاف للتيارات
الدينية السياسية التي تدين بالولاء للدين والمذهب. وتعزيز الولاء للوطن، سيؤدي
إلى تخليص الأقطار العربية التي أُغرقت بمبادئ عابرة للأوطان. وحيثما حلَّت
النزاعات التي وضع نظام ولاية الفقيه نفسه طرفاً فيها، سيؤدي إضعاف الحركات
الموالية له، وهذا ما يمكن أن يكون بداية لوضع حلول للقضايا الوطنية المستعصية بعد
أن تزول من أمامها بعض العراقيل، ولعلَّ من أهمها ضعف المراهنة على قيام دول دينية
أو مذهبية، خاصة بعد انهيار أحلام حركة الإخوان المسلمين، والذي يلحق به انهيار
أحلام أصحاب نظرية ولاية الفقيه. وهذا ما يحدو بالمراهنين على قيام دولة دينية،
إلى العودة إلى مفاهيم المواطنة التي وحدها تضمن العدالة والمساواة بين كل
المواطنين.</span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">المقاومة
الشبابية السلمية استراتيجة ما بعد إسقاط مرحلة الاحتلال الإيراني:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>في أول لقاء لبول بريمر، حاكم العراق العسكري
للاحتلال الأميركي، كما جاء في مذكراته، قال إنه كان مربكاً كيف سيواجه أقطاب
(المعارضة العراقية) إذا شكوا أمامه عن حجم الدمار الذي لحق ببلدهم العراق. ولكن
المفاجأة كانت في أنهم سألوه عن رواتبهم. فكان حكمه عليهم بأنهم مجموعة من
المرتزقة اللصوص الذين لا يكترثون سوى بمنافعهم الشخصية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وفي
أول مواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية والنظام الإيراني، أعلن هؤلاء اللصوص
أنفسهم، بناء على أوامر قاسم سليماني، أنهم سيحررون العراق من الوجود الأميركي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ونتساءل:
لماذا حصر أولئك اللصوص مشكلة احتلال العراق بمقدار الرواتب التي سيتقاضونها من
الحاكم الأميركي. ولكنهم أعلنوا انحيازهم للنظام الإيراني بعد أن أعلن دونالد
ترامب قراره باستعادة أموال العراق المنهوبة من قبل حليفه الإيراني لمصلحة الشعب
الأميركي؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
الجواب عن ذلك، أن الذين يمسكون بـ(العملية السياسية) هم لصوص. وإن ما يفسِّر
وقوفهم إلى الجانب الإيراني على الرغم من أنهم كانوا جنوداً في أجهزة المخابرات
الأميركية، كان مقدار ما يجنونه من سرقات. لقد فتح النظام الإيراني أبواب السرقات
الخاصة على مصراعيها، وهذا بالطبع أكثر دسماً من قيمة الرواتب التي طلبوها من
الحاكم العسكري الأميركي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
العملية السياسية أصبحت عبارة عن تلزيمها إلى لصوص، سواءٌ أكانت تحت رعاية
الاحتلال الأميركي أم كانت تحت هيمنة النظام الإيراني. ولهذا لن تتغير مناهج
الاحتلال أياً كانت صفته، أميركية أم إيرانية، لأن هدف كل منهما نهب العراق لمصلحة
غير مصلحة العراقيين. كما أنها لن تتغير لأن المكلفين بإدارتها هم لصوص، يستطيع
الواحد منهم أن يغيِّر البندقية الأميركية ببندقية إيرانية، والعكس صحيح أيضاً.
ولهذا على هدف إسقاط العملية السياسية في العراق أن يبقى ثابتاً بعد إنهاء مرحلة
الاحتلال الإيراني في الصراع الدائر بين الإدارتين الأميركية والإيرانية. وإنه لا
تغيير حقيقي في العراق من دون إسقاط إدارة يتولى شؤونها لصوص، همهم أن يسرقوا، سواءٌ
أكانت السرقة حسب الطريقة الأميركية أم كانت حسب الطريقة الإيرانية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">في النتائج:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">أصبح من الواضح أن تعقيدات الأزمة
الراهنة على المستويين العربي والدولي قد ابتدأت في العراق، لأنه كان من الواضح
أيضاً، حسب تصريحات من المسؤولين الأميركيين، أن العراق كان البداية في استراتيجية
أصحاب (مشروع القرن الأميركي الجديد)، الذي كان يهدف لصياغة نظام جديد في منطقة
الشرق الأوسط. وإن هذا المشروع أصيب بالشلل بفعل مقاومة الاحتلال في العراق.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">وأصبح من الواضح أيضاً، أن مشروع
ولاية الفقيه عاد إلى الانتعاش بقوة بعد أن تسلَّم النظام الإيراني حماية الاحتلال
بعد الهزيمة الأميركية. وأن استلامه لاحتلال العراق وفَّر له قوتين، مالية
وسياسية. وإن امتلاكه قوة السياسة والمال في العراق، أغراه بإحياء مشروعه الذي كان
أشبه بالميت بعد هزيمته في عدوان الثمانينيات من القرن العشرين. ولكن هذا المشروع
بدأ يتجه نحو الفشل.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">لقد هُزم مشروع اليمين المسيحي المتصهين
في العراق. والآن تخوض الولايات المتحدة الأميركية معركة إضعاف الوجود الإيراني في
العراق. وسوف تنتهي بهزيمة مشروع ولاية الفقيه. وفي مواجهة المشروعين استطاع الشعب
العراقي بمقاومته المساحة، أن يُلحق الهزيمة بالاحتلال الأميركي، ويلعب الآن دوراً
كبيراً في ضرب الحواضن الشعبية للنظام الإيراني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">كل ذلك يدفع بنا إلى الاستنتاج أن
الأزمات المعقدَّة، العربية والعراقية، بعد إضعاف الاحتلالين في العراق، سوف تؤدي
إلى بزوغ ضوء بداية الحلول لتلك الأزمات في نهاية النفق. وتلك المرحلة ستبدأ
بالعراق، وتنعكس نتائجها على سورية ولبنان واليمن.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">وهل يصح استنتاجنا: إن الأزمات
المعقدة، عربياً وإقليمياً، ابتدأت في العراق وستشهد نهاية لها ابتداء منه؟</span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-37077841698144848782020-09-28T19:14:00.003+03:002020-09-28T19:14:43.296+03:00سايكس بيكو في مرحلتها الثالثة وخطوط تقسيم الجغرافيا النفطية<p style="text-align: justify;"> <span style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center;">سايكس بيكو في مرحلتها الثالثة وخطوط تقسيم الجغرافيا
النفطية</span></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgpCS1UrL6r5h-kuGIWBxDoYeAvJx_LXiNbxadRwoEALLmvEJCzhtITBw8Q7GVQX360xdDBnT319cH7EfIjTpfsl_esfyCqtV5oAAjIt57sLZ2uhHICcVgUnzzfW7DFYrTcKffrOPCeRl0P/s1280/%25D8%25A3%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A7+%25D9%2588%25D8%25A5%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="720" data-original-width="1280" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgpCS1UrL6r5h-kuGIWBxDoYeAvJx_LXiNbxadRwoEALLmvEJCzhtITBw8Q7GVQX360xdDBnT319cH7EfIjTpfsl_esfyCqtV5oAAjIt57sLZ2uhHICcVgUnzzfW7DFYrTcKffrOPCeRl0P/s320/%25D8%25A3%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A7+%25D9%2588%25D8%25A5%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586.jpg" width="320" /></a></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: right;"><span style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt; text-align: justify;">في
أعقاب احتلال العراق في العام 2003، كتمهيد لاحتواء المنطقة العربية، ولأنها مُنيت
بالفشل الذريع بفعل انطلاقة المقاومة الوطنية العراقية وإلحاق الهزيمة بقوات
الاحتلال الأميركي، إندلعت حروب تقسيم المنطقة على قواعد الجغرافيا الطائفية، في
العام 2011، حسب خرائط برنارد لويس، واستناداً إلى نتائجها الفاشلة أصيبت بالكثير
من الندوب والكسور، ومن أهمها:</span></div><p></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-إسقاط الأنظمة التي قامت
حركات الإسلام السياسي بتأسيسها على جماجم الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر، ومنع
وصولها إلى الحكم في سورية وليبيا.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-بروز أطماع دول الإقليم
في بناء أحلام إمبراطوروية قديمة كانت قد سقطت، ولكنه تبيَّن أن أحلامها لم تسقط،
بل عادت إلى الظهور المستقل بفعل مشاركتها في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولما
كان حلم بناء إمبرطورية أميركية يحتاج إلى دعم وإسناد ومشاركة من دول الإقليم من
أجل اكتمالها، لم تضع الولايات المتحدة الأميركية في حسبانها أنها أفلتت عفاريت
الأطماع الإقليمية من قمقمها، إذ راحت كل منها، إيران وتركيا، تعمل من أجل بناء
مشروعها الطائفي الخاص بها. ولذلك راحت الأحلام الإمبرطورية الإقليمية تسلك مسارات
الاستقلالية في تنفيذ أحلامها خارج الخطوط التي رسمتها الولايات المتحدة الأميركية،
مستفيدة من خلخلة الأنظمة العربية الرسمية وتفتيت نسيجها الاجتماعي والسياسي
والجغرافي وأصبحت أكثر عجزاً من أي وقت مضى. وهذا واقع يتناسب مع أطماع الدول
الإقليمية، وهو الوقت الذي يسمح لها، كما حسبت، بتنفيذ مشاريعها من دون عقبات
تُذكر، لأنها تمتلك في المجتمع العربي، حواضن شعبية تستند إليها. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولما
لمست القوى الدولية، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأميركية، مخاطر المشاريع
الإقليمية على مصالحها. ومنذ تلك اللحظة، وكما تدل الوقائع على الأرض، أخذت مسارات
مشروع الشرق الأوسط الجديد ووسائل تنفيذه تتغيَّر وتخرج عن الأهداف التي رسمتها
الإدارة الأميركية، فما هي تلك المتغيرات التي حصلت؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">مفاهيم
سايكس بيكو بطبعاتها الثلاث<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ترافقت
اتفاقية سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بيكو مع أهداف
تقسيم الوطن العربي، وهذا ما أعطاها طابع المفهوم المستقل المرتبط ارتباطاً وثيقاً
مع التفتيت والتقسيم، ولذلك سوف نستخدم مصطلح (سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو) لكل
مشروع استعماري يهدف إلى تحقيقهما. وبمراجعة تاريخية لمشاريع التقسيم استطعنا أن
نميِّز ثلاثة منها، وهي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو العام
1917بخطوطها الجغرافية السياسية. وهي التي تم تنفيذها ابتداء من نهاية الحرب
العالمية الأولى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو بخطوطها
الجغرافية الطائفية. وهي التي وضعها برنارد لويس في أواخر السبعينيات من القرن
العشرين، وأقرَّها الكونغرس الأميركي في أوائل الثمانينيات من القرن ذاته. وابتدأ
تنفيذه النظري باحتلال العراق، وتنفيذه العملي في العام 2011.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">3-سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو بخطوطها
الجغرافية النفطية، وهي التي يتم اعتمادها بعد تعثُّر مخطط التقسيم الطائفي. وهو
موضوع مقالنا هذا.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كان
من المرسوم له دولياً، وبالتحديد أميركياً، أن تستفيد كل الأطراف المشاركة، دولياً
وإقليمياً، من المشروع المرسوم للتقسيم حسب الخطوط الجغرافية الطائفية (مشروع
الشرق الأوسط الجديد) الذي وضعه برنارد لويس، ولكن على أن تكون أميركا هي من يحدد حجم
الحصص ومقاديرها. ولكن انفلات الأحلام الإقليمية من قيودها الأميركية، أخذت
المسارات الأميركية في التنفيذ تتبدَّل من أجل إعادة الأحلام الإقليمية إلى
أحجامها الطبيعية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
وجدت الولايات المتحدة الأميركية أن سايكس بيكو الجديدة، القائمة على قواعد
التقسيم والتفتيت الطائفي، قد خلقت لها من المشاكل والتعقيدات أكثر مما كانت
تتصور، ووجدت أنها لن تؤدي الأغراض التي من أجلها رسم برناد لويس خطوطها. ومن أجل
تصحيح تلك المسارات، فقد وُلِدت سايكس بيكو ثالثة، ولكنها بطبعتها الجديدة هو
تحويل الخطوط من طائفية إلى خطوط جغرافية نفطية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">سايكس
</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو الثالثة
تجمع بين الخطوط الطائفية والخطوط النفطية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">علماً
أن المشروع الجديد، كما يعبِّر عنه مصطلح (اتفاقية سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو) بخطوطها
الجغرافية النفطية، هي خليط يجمع، أينما تيسَّر لها الجمع، بين الخطوط الجغرافية
الطائفية، والخطوط الجغرافية النفطية لأنها تكون أكثر طواعية للهيمنة عليها لأن
الكيانات الطائفية تكون عادة بحاجة إلى حماية خارجية في مواجهة أي عامل داخلي. ولأن
المشروع بحلة سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو يتضمَّن الهدف الاستراتيجي حماية (أمن النفط)
كهدف استراتيجي دائم بغض النظر عن شكله ولونه، فقد وضعته الإدارة ، بحلته الجديدة
(سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو
الثالثة)، من أجل الهيمنة على الجزء الأكبر من النفط، بعد أن عجزت عن الاستيلاء
عليه كاملاً عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد، المتمثل بطبعة سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو الثانية.
وهذا ما يستوجب رفع السؤال التالي: لماذا تراجعت الولايات المتحدة الأميركية عن
مشروعها الأول واستبدلته بمشروعها الثاني؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">المتغيرات
الإقليمية والدولية فرضت نزول أميركا تحت سقف مشروع الشرق الأوسط الجديد:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بعد
فشلها، باحتلال العراق في العام 2003، وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد في العام
2011، حصلت متغيرات جديدة على المستوى الدولي والإقليمي ومن أهمها متغيران اثنان:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المتغير الأول:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بروز القوة الروسية،
وانخراطها بقوة في منع سقوط الأرض السورية بأيدي المخططين للشرق الأوسط الجديد، لأنها
تشكل لها آخر بقعة جغرافية في المنطقة العربية، التي بخسارتها تخسر روسيا آخر موطئ
قدم لها في المياه الدافئة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المتغير الثاني:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بعد الفشل شبه
الكامل لمشروع تقسيم المنطقة العربية حسب الخطوط الطائفية، برزت أطماع الدول
الإقليمية، إيران وتركيا، بالاستقلال عن المشروع الأميركي الأم لحصد أكبر حصة لهما
في الخريطة العربية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">نتيجة
بروز هذين المتغيرين، وعلى قاعدة أن مرونة المنهج الرأسمالي الأميركي، لا يعمل وفق
مبدأ (إما الكل أو لا شيء)، بل وفق مبدأ (ما لم تحصل عليه كله، فليكن جُلُّه)، كان
على الولايات المتحدة الأميركية أن تُكيِّف استراتيجيتها وفق تلك المتغيرات. ولما انسحبت
أميركا من العراق، كانت قد تركت (وتد جحا) فيه وفق الاتفاق الدفاعي الذي وقَّعت
عليه مع (حكومة العملية السياسية)، ذلك الوتد كان عبارة عن قواعد عسكرية وظيفتها
حماية آبار النفط العراقية. كما أعلنت انسحابها من سورية، وتركت (وتد جحا) فيها
لحماية آبار النفط في شمالها. وما بقاء تلك القواعد الرمزية سوى للمساومة بقوة
وجودها العسكري الرمزي لتوظيفه في الحصول على أكبر حصة ممكنة من نفط القطرين
العربيين، وذلك عندما تحين فرصة الاتفاق النهائي مع القوى المهيمنة على كل منهما.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ففي
العراق، ولأنها دفعت الثمن بالأرواح وبالمال، تعمل الولايات المتحدة الأميركية، بعد
وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات الأميركية المتحدة، استخدمت الحصار
الاقتصادي ضد النظام الإيراني، لاستعادة ما تحسب أن النظام المذكور سلبه منها من
جهة، والاستيلاء على القرار السياسي بواسطة حكومة مصطفى الكاظمي من جهة أخرى. وعلى
ضوء تلك الضغوط، نحسب أنها سوف تكسب معركتها مع النظام الإيراني، سواءٌ أكانت
الإدارة الأميركية ذات صفة جمهورية أم كانت ذات صفة ديموقراطية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
في سورية، وبفشل مشروع إسقاط النظام السوري، بسبب التدخل الروسي، وتفرُّد النظام
التركي بتنفيذ مشروعه بمعزل عن أميركا ثانياً، فقد أرغم العاملان معاً على تغيير
آليات الاستيلاء على النفط السوري بكامله، إلى الرضى بالحصول على جزء منه في
الشمال، عبر حمايتها للأكراد.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">القوى
الأوروبية دخلت طرفاً فاعلاً في صياغة بنود اتفاقية سايكس </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو النفطية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">جنباً
إلى جنب الضغط الأميركي، أخذت الدول الأوروبية تدخل كطرف مباشر في الصراع الدائر
ضد أطماع الدول الإقليمية، بحيث تتقاطع مع الولايات المتحدة الأميركية في جوانب،
وتتلاقى معها في جوانب أخرى، ولكن هدف الاستيلاء على النفط واحتكاره والسيطرة على
منابعه وتسويقه كان يجمعهما، ولكن هذه المرة بتقسيم الحصص بينهما. وإنه من سياقات
الأحداث أخذت المواقف الأوروبية تتقارب مع المواقف الأميركية بالنسبة للضغط على النظام
الإيراني من أجل إضعاف إمساكه، بعد أن تضخَّم دوره وإمكانياته، بما حصل عليه من
مكتسبات جغرافية وسياسية واقتصادية في أربع عواصم عربية، وإعادته إلى حجمه الطبيعي
كملحق بالمشروع الرأسمالي الدولي. وهذا ما راح يؤكده الموقف الفرنسي، بمبادرته
تجاه الوضع في لبنان. وإن تقاسم الهيمنة على القرار النفطي في بعض الدول العربية
يبدو واضحاً في تناغم واضح بين كل من الإدارة الأميركية والدول الأوروبية. ومن أهم
مظاهر التناغم والتنسيق كان الإسناد الأميركي للقوى الأوروبية في حوض البحر الأبيض
المتوسط للإمساك بالقرار النفطي في كل من ليبيا ولبنان، يقابله إسناد أوروبي للإدارة
الأميركية في حوض القطاع الشرقي للوطن العربي للإمساك بالقرار النفطي في كل من
العراق وسورية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأصبح
من الواضح أيضاً أن الجهود الغربية تنصبُّ في العمل على إضعاف العامل الإقليمي في
التأثير على الساحة العربية. والذي يعني إضعاف إمساك النظامين الإيراني والتركي
بالقرار النفطي في مشرق الوطن العربي ومغربه.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وهنا
تجدر الإشارة إلى أن الدول الأوروبية، بعد أن كانت من القوى الملحقة بالقرار
الأميركي قبل احتلال العراق وبعد احتلاله، فقد ارتفع سقف دورها إلى الموقع المقرر
في مستقبل الثروة النفطية في حوض البحر الأبيض المتوسط. وهذا ما جعلها تعمل بحيوية
لا نظير لها في المرحلة الراهنة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">المشروعان
التركي والإيراني يترنحان تحت وطأة الضغطين الأميركي والأوروبي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">آخذين
بالاعتبار الصراع التاريخي، الفارسي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> العثماني، نرى بداية من
المفيد أن نوضح رؤيتنا بالنسبة للدورين الإيراني والتركي، في مرحلة ما بعد العام
2011، بالإشارة إلى أنهما كانا ينسقان مواقفهما في دائرة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط
الجديد، بطبعة سايكس </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بيكو الثانية المرسومة حسب الخطوط الجغرافية
الطائفية تحت الإمرة الأميركية، ولكن هذا التنسيق أخذ يضعف وحل بديلاً عنه التسابق
على حيازة حصة أكبر في مرحلة المشروع بطبعته الثالثة أي المرحلة الحالية، الأمر
الذي دفع النظام التركي للتدخل في الشأن الليبي واللبناني من جهة، والذي دفع
بالنظام الإيراني إلى الدفاع عن مكتسباته بالحصول على أربع عواصم عربية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كانت الأطماع التاريخية قد جمعت النظامين اللدودين، وبعد أن أُصيب الضغط التركي
بالوهن بعد مغامرته الفاشلة في ليبيا، فإن الأطماع الفارسية أخذت تشكل الخطر
الحقيقي لأن النظام الإيراني قد استولى استيلاء شبه كامل على أربع عواصم عربية،
وأمسك بها إمساكاً خطيراً، وخطورته تكمن في أنه استند إلى قطاعات شعبية واسعة تدين
له بالولاء الأيديولوجي الطائفي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بين
هذا الموقع الإقليمي وذاك، تتميز المرحلة الحالية بتضافر الجهود الغربية، أميركياً
وأوروبياً، لمواجهة الاستيلاء الإقليمي على الوطن العربي. وهذا ما جعله في أدنى
حدود الضعف. وآثاره واضحة الظهور في الوهن الذي أصاب النظام التركي في محاولة
الاستيلاء على ليبيا. وكذلك الوهن الذي أصاب النظام الإيراني في العراق من خلال
حصار ميليشياته وملاحقتها لتجريدها من السلاح، وقطع دابر استيلائها على ثروات
العراق. وأما ما يُقال عن مراهنة النظام الإيراني على نتائج الانتخابات الأميركية فهو
نوع من الأوهام.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">صحيح
أن أية إدارة أميركية حريصة على إبقاء النظام الإيراني حياً يُرزق للاستفادة من
تأثيره في تفتيت نسيج المجتمع العربي طائفياً، ولكن مصلحة الاقتصاد الأميركي،
بحماية منابع النفط، هي الهدف الاستراتيجي لأية إدارة أميركية. ولهذا فقد غاب عن أذهان
الحالمين بدولة ولاية الفقيه أن الرأسمالية الأميركية لا ترى أية أولوية تسبق هدف
بناء اقتصاد أميركي قوي يسمح لأميركا بالمحافظة على سيطرتها على الاقتصاد العالمي.
ولكن على النظام الإيراني أن لا يحلم بأكثر من أن يكون خادماً في بلاط الإمبراطور
الأميركي. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">النظام
الإيراني سيخرج مرغماً من معادلة توازن القوى في صراعه مع الإدارة الأميركية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">اتفقت
الإدارة الأميركية مع النظام الإيراني قبل احتلال العراق، وازداد الاتفاق تعميقاً
بعد احتلال العراق، فدفع العراق الثمن باهظاً، وباهظاً جداً. والآن يتصارعان،
وسيكون الثمن من دماء العراقيين وأرواحهم وأرزاقهم أيضاً. وإذا كان من مصلحة
للعراقيين فستكون عبر انتظار نتائج صراع الحليفين في أن يلغي أحدهما الآخر، وأما
النتائج فلن تكون في مصلحة النظام الإيراني، لأن الهدف الغربي المشترك، أوروبياً
وأميركياً، هو تجفيف مصادر القوة المالية للنظام، وهو ما يعني إضعافاً لتأثيره
وتأثير حلفائه أينما كان في الوطن العربي، وخاصة في العراق وسورية ولبنان واليمن. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
استشراف المستقبل للتحرر من هيمنة الاستعمار: <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لا
بد في نهاية المقال من الإشارة إلى أنه إذا كان الداء في هذه المرحلة متمثلاً بلجم
قوة الأطماع الإقليمية في الوطن العربي والعمل على اقتلاعها، فإن الدواء لن يكون
عبر الهيمنة الخارجية، وبالأخص منها الهيمنة الغربية على هذا الوطن. ومن أجل
مواجهة مفاعيله الخطيرة على العرب كلهم، كما على الدول الإقليمية. ولأن هناك
ترابطاً وثيقاً بين مصالح الشعب العربي وأنظمته الرسمية من جهة، ومصالح دول الجوار
العربي من جهة أخرى، يمكن لتضافر جهود الجميع، علىهم أن يدركوا أن العلاقات
الصادقة القائمة على حسن الجوار من جهة، وقيام الأنظمة الرسمية بتطبيق قواعد
العدالة الاجتماعية من جهة أخرى، تشكل طريق الخلاص للجميع. ولأن هذا الأمر يحتاج
إلى بعض التفصيل نترك الكلام عنه لمقال آخر. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: #4f0000; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: #4f0000; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-53375017656124574342020-09-21T19:56:00.001+03:002020-09-21T19:56:29.495+03:00 في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني<p style="text-align: center;"> <span style="background-color: white; color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center;">في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني</span></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEghJZ3g0D6c0mpMiDhyPY7m413_G6lBhgYfyfOC2w2zknPEd4c4TdDrDY-e_QzXrfCNQnggVp-ieyRfzVTJXyHaDx-_rs2sGYgJRSVVNAUeyb_8D_OWbB9LTLNWmWqwXlfO5ZLj4H3ujLnY/s652/%25D9%2585%25D8%25A4%25D8%25AA%25D9%2585%25D8%25B1+%25D9%2583%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="380" data-original-width="652" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEghJZ3g0D6c0mpMiDhyPY7m413_G6lBhgYfyfOC2w2zknPEd4c4TdDrDY-e_QzXrfCNQnggVp-ieyRfzVTJXyHaDx-_rs2sGYgJRSVVNAUeyb_8D_OWbB9LTLNWmWqwXlfO5ZLj4H3ujLnY/s320/%25D9%2585%25D8%25A4%25D8%25AA%25D9%2585%25D8%25B1+%25D9%2583%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586.png" width="320" /></a></div><br /><p></p>
<p align="center" dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">يبقى الرفض الشعبي هو السلاح الأقوى</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b style="text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تمهيد:</span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لم نتوهَّم
يوماً أن النظام العربي الرسمي يضع من بين أهدافه وحدة العرب السياسية، وذلك على
الرغم من أنهم يدركون أن (قوة العرب في وحدتهم). كما لم نتوهَّم يوماً أن مواجهة
العدو الصهيوني يمكن أن تكون عبر التوازن في القوى العسكرية النظامية لأن الدول
التي تملك السلاح لن تسمح للعرب بأن يصلوا إلى مرحلة التوازن تلك.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">طالما أن هدف
الأنظمة الرسمية العربية المحافظة على السلطة لتنمية أرباح حكامها وتكديس الثروات
في خزائنهم دون النظر إلى مصلحة المجتمعات التي تحكمها. وهو منهج رأسمالي أكثر توحشاَ
من المنهج الرأسمالي السائد لأن الرأسمالية التقليدية تضمن حرية الأفراد
الاقتصادية ولكنها في الوقت ذاته تعمل على ضمان مطالب شعوبها.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وطالما هدف
الرأسمالية العالمية السطو على ثروات الشعوب الأخرى، وطالما تدير الصهيونية حكومات
خفية في العالم بقوة رأسمالها، فإنها سوف تحافظ على التفوق العسكري للعدو الصهيوني
من جهة، وأن تضمن بقاء الدول العربية ضعيفة تحتاج إلى حمايتها. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">هذا الواقع هو
ما خططت له الرأسمالية في مؤتمر كامبل بانرمان في العام 1905، ومن أهم أهدافه
الاستراتيجة أن تمنع العرب من إقامة وحدة سياسية بعد تقويض الإمبراطورية العثمانية
في الحرب العالمية الأولى، فقد وافقت بناء لطلب من الصهيونية العالمية إعطاء ما
أطلقوا عليه (وطن قومي لليهود) في فلسطين، خاصة أنه يتميز بعاملين اثنين: صداقته
للغرب، وعداؤه للعرب. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في المعادلة
التاريخية بين رأسمالية الأنظمة العربية الرسمية المتخلفة، ورأسمالية الصهيونية
المتوحِّشة وحلفائها من الدول الغربية، نستطيع أن نفسِّر الأسباب التي أدَّت إلى
إعلان التطبيع الرسمي بين الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين من جهة، مع
العدو الصهيوني من جهة أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن بقاء هذه
الأنظمة حاكمة، سواءٌ منها تلك التي أعلنت التطبيع أو التي لم تعلنه حتى الآن، يصب
في مصلحة الصهيونية العالمية والرأسمالية الدولية. ولأن هذه المعادلة تضمن مصلحة
الطرفين، يبقى الشعب العربي هو المتضرر من اتفاقيات التطبيع لأن الثروات التي يجب أن
تُصرف في سبيله، يتقاسمه فريقان: فريق نظامي رسمي، وفريق أجنبي رأسمالي صهيوني.
وهذا ما يدفعنا إلى رؤية خطورة المشهد الراهن من زاوية شعبية، وليس من زاوية
الرؤية القاصرة التي تعالج فيها تلك الأنظمة خطورة ما يجري وما يُحاك من مخططات
التطبيع.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-أولاً: فلسطين
قضية قومية عربية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كانت قضية
فلسطين في مخطط مؤتمر كامبل بانرمان، محطة مفصلية في بداية التاريخ العربي الحديث
والمعاصر، ليس لكونها قضية توراتية يهودية فحسب، بل أيضاً لأنها قضية استعمارية
يُراد منها فصل الجزء الآسيوي للوطن العربي عن الجزء الأفريقي من أجل تسهيل
السيطرة على الوطن العربي بكامله. وهذا بحد ذاته هدف استراتيجي ينال من حقوق الشعب
العربي في ثرواته بكل أقطار الأمة العربية. ولهذا اعتبرت الحركة الثورية القومية
العربية قضية فلسطين قضية مركزية. واعتبارها قضية قومية مركزية فلأن المقصود منها
ليس احتلال أرض فلسطين واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم فحسب، بل المقصود أن يكون
احتلال فلسطين الخطوة الأولى في المشروع الصهيوني الذي اتَّخذ من فلسطين ذريعة
توراتية، تحت شعار (أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)، لتنفيذ مشروع رأسمالي
يحكم العالم بقطبية صهيونية واحدة.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فالقضية
الفلسطينية ليست قضية حقوق الإنسان الفلسطيني بقدر ما هي قضية الحق العربي في
الدفاع عن نفسه لإحباط أكبر مشروع استيطاني يهدف إلى احتلال الهلال الخصيب من
الوطن العربي، الذي يشمل فلسطين ولبنان وسورية والأردن والعراق، وصولاً إلى أرض
النيل. ففلسطين هي البداية حيث لن تتوقف أطماع المشروع الرأسمالي عند حدودها، بل
على طريق الخطوة خطوة ستمتد لتضم كل المساحة الجغرافية المحددة في أهداف الصهيونية
العالمية. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">من هذه الحقيقة
تبدو خطورة المشروع واضحة لكي تنبِّه الغارقين في أحلام الحركات الإسلامية
السياسية في بناء دولة دينية، والغارقين في أحلام بناء دول قطرية تعمل على النأي
بنفسها عن الصراع العربي </span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني بحجة
حماية أنفسها. وكذلك الغارقين بأوهام اعتبار القضية الفلسطينية مجرد قضية من قضايا
حقوق الإنسان. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن قضية فلسطين
ليست قضية صراع (فلسطيني </span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> إسرائيلي)، بل
هي قضية وجودية تنال بخطورتها كل المكونات الدينية والطائفية والقطرية في الوطن
العربي. تأتي خطورة المشروع من أنه مشروع استراتيجي مفتوح أمام أهداف التوسع إلى
أي جزء من أجزاء الأمة العربية. ولهذا يصبح قضية أمة عربية بأكملها، إذ أنه عندما
يكتمل بناء المشروع سوف يصبح قضية الأردن ولبنان وسورية والعراق ومصر. ومنه لن
تتوقف عجلته بل تمتد لتشمل الوطن العربي بأكمله وسوف يتحول إلى أرض وشعب مسلوبان
السيادة على ثرواتها، وعلى قرارتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. وتشمل
خطورته كل هذه القضايا، خاصة أن الاستراتيجية الصهيونية ليست توراتية فحسب لبناء
دولة دينية يهودية، بل هي مسألة تعمل من أجل الاستيلاء على ثروات العالم، وفي
المقدمة منها ثروات الوطن العربي.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-ثانياً: مقاومة
التطبيع مهمة نضالية شعبية عربية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن الأنظمة
الرسمية بقصور منابتها الفكرية وضعف شعورها بالوطنية وانتماءاتها القومية، حصرت
اهتماماتها بحماية نفسها وثروات المشاركين فيها. ولأن خطورة المشروع تتخطى الشعب
الفلسطيني لتصل إلى الشعب العربي، وتتخطى الأرض الفلسطينية لتصل إلى الأرض
العربية. ولأن الشعب العربي هو المتضرر من مناهج الأنظمة العربية الرسمية خاصة
بتحالفها مع القوى الاستعمارية، وأخيراً تطبيعها مع المشروع الصهيوني. لكل ذلك
نعتبر أن مقاومة التطبيع مهمة شعبية عربية بامتياز.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">مقاومة التطبيع:
وظائفها <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وآلياتها:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ليست مقاومة
التطبيع شعبياً مهمة نظرية فحسب، بل لها قواعدها وأسبابها الواقعية والملموسة التي
يجب أن تلامس مدارك كل المستويات الثقافية للمجتمع العربي، وبالأخص منها المستويات
الشعبية. ولكي نترجمها إلى حالة ثقافية ، تقع على عاتق أحزاب وقوى وتيارات حركة
التحرر العربي مسؤولية صياغة أسس لثقافة شعبية تختص بإبراز مخاطر التطبيع على
المصالح الشعبية استناداً إلى مخاطر المشروع الرأسمالي الغربي </span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني. وفي هذا الإطار سنبرز بعض
الجوانب، ومن أهمها ما يلي:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-خطورة بناء
دولة دينية يهودية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن بناء دولة
دينية يهودية، وهذا ما وافق عليه (الكنيست الإسرائلي) منذ سنوات قليلة باعتبار
(الدولة الإسرائيلية) تقوم على أيديولوجية قومية يهودية، يعني الاعتراف ببناء دولة
دينية تعمل على تطبيق المبدأ التوراتي الذي ينص على أن اليهود هم (شعب الله
المختار). هذا المبدأ الذي يمتلك، كما يزعم، حقاً إلهياً، بقيادة شعوب الأرض
الأخرى. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومصدر الخطورة
في هذا المبدأ أنه يمتلك الحق بنسخ كل ديانة سماوية أخرى، وبالأخص منها الديانة
المسيحية، التي تعتبر تعاليمها متناقضة مع المصلحة اليهودية. والبرهان على ذلك كان
منذ أن وافق اليهود، في العصر الروماني، على التضحية بالمسيح من أجل حماية مصالح
اليهود من غضب الرومان. ولولا موافقتهم لما كان الإمبراطور الروماني قد وافق على
الحكم بموته صلباً. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإنه باستثناء
جماعة اليمين المسيحي المتطرف، المنتشرة في أميركا بشكل رئيسي، أي الجماعة التي تؤمن
بالتمهيد لمعركة هرمجدون على أرض فلسطين، أي المعركة الأخيرة بين الخير والشر، فإن
إعادة صلب المسيحيين كلهم أمر وارد مرة أخرى في التاريخ، وسوف يحصل ذلك عندما
تكتمل فصول إعادة بناء هيكل داوود تمهيداً لاستعادة النواة الأولى للأرض المقدسة
التي رُمز لها بشعار توَّج بوابة (الكنيست الإسرائلي): (أرضك يا إسرائيل من الفرات
إلى النيل). <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ماذا تعني
الانتهاء من تلك المرحلة؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">منذ اللحظة
التي يحقق فيها العدو الصهيوني تلك المرحلة ستبدأ مرحلة اجتثاث المسيحية، وسوف
يليها مرحلة اجتثاث الإسلام. وهذا كله يعني بداية حروب مقدَّسة ملوثَّة بالدماء لن
تنتهي إلاَّ بتحقيق الحلم التوراتي والذي ينص على سيادة (شعب الله المختار) على
العالم كله.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن تطبيق
التطبيع الرسمي للعدو الصهيوني مع بعض الأنظمة الرسمية العربية، تحت حجة نشر
السلام، ليس هو بأقل من أكذوبة يستخدمها الصهاينة من أجل تذليل العقبات أمام تنفيذ
مشروعهم الخطير. وهو وإن استطاع أن يخدع بعض تلك الأنظمة، وهو قادر على خداع القسم
الآخر منها، فلأن تلك الأنظمة لا ترى القضايا سوى بعين المحافظة على أموالها، هذا
في الوقت الذي عليها أن تدرك فيه أن أموالها ستتحول إلى إهراءات الهيكل اليهودي
عاجلاً أكان أم آجلا.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-الأيديولوجيا
الصهيونية عنصرية دينية متزمتة:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ليست الصهيونية
سوى طبعة حديثة لليهودية، ولأن اليهودية تأمر بقتل حتى الأب أو الأخ أو غيرهما...
إذا دعا إلى دين آخر غير الديانة اليهودية، كما تنص التوراة، فهي لن تكون على حياد
بين الاعتقاد اليهودي وغيره من الاعتقادات بأديان أخرى. وهي لن تؤمن، كما آمن
السيد المسيح، (أن من ضربك على خدك الأيمن فدر له الأيسر). وكما دعا القرآن الكريم
المسلمين بـ(أنكم كنتم خير أمة أُخرجت للناس)، بل ستقابل الدولة التوراتية كل تلك
الدعوات بـ(أن تقتلهم قتلاً)، وإذا دخلت أرضهم، فعليها أن تقتل الأطفال وتبقر بطون
الحبالى وتحرق الزرع وتهدم الحجر.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لن ينج أحد من
شرور العنصرية الصهيونية، التي تحصِّن نفسها بنصوص توراتية تعتبرها نصوصاَ مقدسة.
وإن من يعمل على التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري، هو كمن يساعد على تقريب
أهدافه ويجعلها سهلة المنال. وهو بدلاً من أنه يتخيَّل بأن التطبيع سيحميه، فإنه
يوقِّع على قرار إعدامه بمحض اختياره.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن هذه الحقيقة
لن تكون بتأسيس دول دينية مسيحية أو إسلامية لمقاومة الدعوة الصهيونية، كما تحث
على ذلك الحركات الدينية السياسية، إسلامية أو مسيحية؛ بل إن الحلول لا بُدَّ من
أن تكون بتأسيس دول مدنية تحترم حرية الاعتقاد وتحميها. وإنها بغير ذلك فإنها تعمل
على بناء دول تحمل فيروسات القتال المقدس، الذي ستصب نتائجه لمصلحة من يملك المال
والسلاح، ومن يملكهما هي الصهيونبة العالمية من دون منافس. وهيهات أن تحصل الحركات
الدينية الأخرى على مثل تلك النتائج.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">3-الأيديولوجيا
الصهيونية رأسمالية متوحِّشة:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد طبَّقت
اليهودية مبدأ (الاقتصاد محرك للتاريخ) منذ البداية. وكدَّس اليهود، قبل ظهور
الحركة الصهيونية العالمية، الأموال بشتى الوسائل. وكان جشعهم قد انفلت من أية
قيود أخلاقية، وذلك باستخدام الربى الفاحش. وكان لتأثير استخدام اليهود الوسائل
اللاأخلاقية في تجميع الأموال في المجتمع الأوروبي ردتان من الفعل:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الأولى:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> كراهية اليهود
كرهاً وصل إلى حدود العنصرية. وكان من أهم تأثيراتها العمل على الخلاص منهم
بمساعدتهم على تأسيس نظام سياسي في المنطقة العربية، وعلى أرض فلسطين.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الثانية:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الرضوخ إلى
الإرادة الصهيونية تحت تأثير قوة رساميلهم. ولهذا مثَّل الصهيونية في مؤتمر كامبل
بانرمان أحد أعضائها، فكان له مقعد جنباً إلى جنب ممثلي الدول الأوروبية.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما بالنسبة
للأولى، فقد عبَّر عنها شكسبير، الشاعر الإنكليزي، بمسرحيته الشهيرة (تاجر البندقية)،
عندما صوَّر (تشيلوك) المرابي اليهودي في مدينة البندقية في إيطاليا، بأبشع صور
الوحشية، وذلك بعرضه لمشهد تقديمه بدعوى ضد مواطنه (أنطونيو) الذي عجز عن سداد دين
له كان قد استلفه من تشيلوك نفسه. ولما عجز عن السداد طلب تشيلوك من القاضي اقتطاع
كيلو غرام من لحم أنطونيو بدلاً من المبلغ المدين.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما بالنسبة
للثانية، فقد خضع العالم الأوروبي، قبل الحرب العالمية الأولى، لطلب مندوب
الصهيونية الذي حضر مؤتمر كامبل بانرمان (1905 </span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> 1907)، بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين لتكون
حاجزاً يمنع التقاء الجزئين الآسيوي والأفريقي من الوطن العربي، حيث جاء في
المقررات أن إعطاء هذا الوعد يضمن لتلك الدول وجود شعب يهودي في فلسطين يكون
صديقاً للغرب، وعدواً للعرب.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فإلى من طبَّع
من الأنظمة الرسمية، ومن هو آت على التطبيع في المستقبل، عليهم أن يدركوا بأن
التطبيع مع (عدو للعرب) تصرف غير مسؤول، وإنه ليس تطبيعاً من (أجل السلام)، بل هو
توقيع على المزيد من الحروب التي لن ينجو منها أحد منهم. وسيكون أولها قطف رؤوس
أولئك المسؤولين عن تلك الأنظمة، وتوقيع على أنهم يقبلون بقيود الاستعباد
الصهيوني.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إذا
كانت مشهدية المسؤولين المطبعين على صورتين: صورة العبيد الذين يخدمون في بلاط
الإمبراطورية الصهيونية على هذا المثال، فكيف ستكون عليه مشهدية الشعب العربي؟
إنها بلا شك سيكونون بمثابة عبيد يخدمون عبيداً.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">4-الإيديولوجيا الصهيونية نقيض للأيديولوجيات الدينية الأخرى،
ونقيض للأيديولوجيات الوضعية التي تنشد العدالة الاجتماعية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كما
تبرهن الحقائق أعلاه، وإذا قُيِّض للأيديولوجيا الصهيونية أن تحقق حلمها، ستضع
نفسها أمام تناقضات لامتناهية مع الأيديولوجيات البشرية كلها. سواءٌ أكانت منها
الدينية أم كانت الوضعية. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-على صعيد الأيديولوجيات الدينية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">: إن مبدأ (شعب الله المختار)،
كما تنص عليه التوراة، لا يمكنه العيش في ظل تعددية دينية. وما على الدول الدينية
الأخرى سوى حل من اثنين لا ثالث لهما، الرضوخ للشعب اليهودي بقوة (الأمر بالقتل)
الذي تؤمن به الديانة اليهودية، أو الغرق بحروب مقدِّسة لن تنتهي. وغالباً ما ستكون
النتائج لمصلحة (شعب الله المختار) لأنه يمتلك سلاحيْ المال والآلة العسكرية. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولذلك
يُعتبر النداء موجهاً للحركات الدينية المسيحية والإسلامية بالإقلاع عن أوهامها
التي تزعم أنها (إلهية) أيضاً، لسحب الذرائع التي تتلطى بها اليهودية </span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيونية لإعادة بناء هيكل سليمان لإعادة
ما تزعم أنها حقوق تاريخية لليهود في فرض السيادة على العالم. ولأنها بغير ذلك،
ستوفِّر الذرائع لتدعيم أهداف الأيديولوجيا الصهيوينة. ولن ينتزع تلك الشرعية
المزعومة سوى الدعوة لقيام أنظمة مدنية تضمن حرية الاعتقاد الديني وتحميها.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-على صعيد الأيديولوجيات الوضعية:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> إن المخطط اليهودي
التاريخي كان يعمل على مراكمة الرأسمال اليهودي بشتى الوسائل والطرق، من دون رادع
أخلاقي أو إنساني، إلى الدرجة التي نعتقد بها أن المنهج اليهودي في تكديس الرساميل
كان مبنياً على أن من يملك المال يملك العالم، أي إن الاقتصاد (محرك للتاريخ) ومن
يملكه يسيطر على العالم. وليس من المستغرب أن يكون المنهج الرأسمالي ابتكار يهودي
بامتياز. وبسبب سيادة هذا المنهج سيكون خصماً شرساً في مواجهة المناهج الاقتصادية
الأخرى، وخاصة المناهج الاشتراكية، وما يستتبعها من فصائل تنادي بالعدالة
الاجتماعية والمساواة السياسية.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
وظيفة امتلاك الرأسمال، حسب المنهج اليهودي، لن تكون لمصلحة غير اليهود، فالله (الذي
اختار شعباً) فلكي يكون سيداً وليس عبداً أما من كان غير يهودي فعليه أن يكون
عبداً للشعب المختار. فوظيفة الرأسمال بالمفهوم اليهودي، أكثر قسوة من المفهوم
الرأسمالي التقليدي الذي يعمل على مساواة كل المواطنين بالحقوق الاقتصادية
والاحتماعية والسياسية. ولذلك تتمثل الخطورة في أن المفهوم الرأسمالي اليهودي أشد
وحشية من المفهوم الرأسمالي التقليدي.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>من كل هذه المقدمات نعتبر أن مقاومة التطبيع مع
العدو الصهيوني هو مهمة إنسانية شمولية، لأن المشروع الصهيوني يستهدف العالم
بأسره، بأديانه وأعراقه، بمناهجه الدينية والوضعية. ولكن لأن مهمتنا قومية عربية
سنخصص العرب والمسلمين بنتائج هذه الدراسة.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-ثالثاً: وسائل المواجهة الشعبية لمشاريع التطبيع</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إذا
كان الوجه النظري واضحاً أمام الشعب العربي، فإن تحديد وسائله والعمل على تنفيذها
هو الوجه الآخر، المكمِّل، ولهذا نرى ما يلي:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-المقاومة الإعلامية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بداية،
ومن أجل تعميم ثقافة رفض التطبيع على المستوى الشعبي، هناك العديد من الوسائل،
تبدأ بوسائل التواصل الاجتماعي، كأبسط وسائل الإعلام المتاحة، وتمر بالبوسترات،
والمقالات، ونقل أخبار جرائم العدو الصهيوني، والكشف عن أكاذيب الدول الاستعمارية،
وغيرها، الكثير من الوسائل والقواعد. وربما استحداث صفحات خاصة لمخاطر التطبيع،
وكل ما يتفتق عنها من وسائل أخرى، خاصة من قبل من هو مختص بإعلام وسائل التواصل
الاجتماعي....<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-المقاومة الشعبية السلمية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">باعتبار
القضية الفلسطينية قضية عربية قومية، مركزيتها الساحة الفلسطينية، يمكن تحديد
المهمات وتوزيعها على مستويين: فلسطيني وقومي عربي.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أ-على المستوى الفلسطيني: في الأرض المحتلة، وفي الشتات:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كل
ما سوف نقوم بتحديده أو الإضاءة عليه، يتعلَّق بعامل أساسي واحد، وهو وحدة القوى
السياسية على الأرض المحتلة، أو ما تُسمى بمنطقة الحكم الذاتي. ولكن ما تجب
الإشارة إليه هو أن الشقاق الواقع بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ضاعت فيها القضية
الفلسطينية الأم، وراح الإعلام يُروِّج، بحسن نية أو بسوئها، باستخدام مصطلحات
تفتيتية تارة (قطاع غزة)، وتارة أخرى (الضفة الغربية)، بدلاً من استخدام (القضية
الفلسطينية) كمصطلح جامع وذي دلالة وطنية. وعن ذلك ندعو القيادات الفلسطينية
المعنية إلى الاتفاق لرفع اللًبس عن استخدام تلك المصطلحات.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-على مستوى الأرض المحتلة: وخاصة في الضفة الغربية وغزة. <o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بالإضافة
إلى حركة الانتفاضات الشعبية، ولأن ما أنجزته الانتفاضات المتواصلة منذ الثمانينيات
من القرن الماضي وصولاً إلى هذه اللحظة، نعتبر أن الشعب الفلسطيني خلاَّق في
ابتكار الوسائل والأساليب. ولأننا نعتبر أن تلك الساحة أساسية لأنها تجذب اهتمام
وسائل الإعلام الدولي، كما تجذب اهتمام الحركات المدنية والإنسانية، نعتبر كذلك أن
تجربة الفلسطينيين غنية، وعليهم أن لا يغفلوا أهمية دورهم ومركزيته، واعتبار أي
دعم شعبي عربي أو دولي له علاقة كبيرة يخدمها عوامل الإدامة والاستمرار والتجديد
في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-على مستوى الوجود الفلسطيني في الشتات:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">حيثما
تسمح الظروف، على شتى الفصائل الفلسطينية، أن تعتمد الإعلام الموحد المباشر في نشر
ما يساعد على الكشف عن مخاطر التطبيع، هذا إضافة إلى استخدام شتى وسائل التحركات
من تظاهرات واعتصامات، وندوات، ومحاضرات من أجل منع التعتيم على الحقائق مما قمنا
بتحديده في بداية هذه الدراسة.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بـ-على المستوى القومي العربي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">عود
على إعادة التذكير باعتبار القضية الفلسطينية قضية قومية عربية مركزية، لا يسعنا
سوى إلقاء عبء مسؤولية ترجمة هذا المبدأ الاستراتيجي إلى حركة نضالية شعبية عربية
في مواجهة مشاريع التطبيع الرسمي. ومن أجل توسيع بوابات ثقافة الرفض الشعبية. ومن
دون الخوض في تفاصيلها لأن أطراف حركة التحرر العربية لها تجاربها وأفكارها
الخلاَّقة. ولكن ما نتمناه هو إعادة تفعيل تلك الوسائل وهو أضعف الإيمان. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-رابعاً</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">:
</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">من
نتائج الدراسة:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">نختم دراستنا بالقول: إذهبوا بتواقيعكم الرسمية
ظناً منكم أنكم ستحمون ثرواتكم من المرابين الصهاينة الأكثر وحشية في التاريخ.
ولكنكم لن تنالوا بتوقيعكم سوى الرفض الشعبي، لأن الشعب العربي، إضافة إلى الرفض
الشعبي العالمي، يحمون كرامتهم من العبودية للرأسمال الصهيوني، ويعملون على خلاص
دولهم من العبودية للصهيونية. وحتى لا تُتَّهم دراستنا بالتحريضة الخالية من
المضمون الموضوعي، نضع أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي، بشكل خاص، الأسئلة
التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">-ألم تتساءل الأنظمة الرسمية العربية: ماذا
ستجني من الاتفاقيات الجديدة؟ وإذا لم يدركوا مآلات من سبقهم بالتوقيع عليهم أن
يضعوا نصب أعينهم الإجابة على التساؤلات التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-هل
توجهوا إلى النظام المصري بالسؤال: ماذا جنى الشعب المصري من اتفاقية كامب ديفيد؟
وهل يجهلون أن السادات عندما قام بتوقيعها كان يريد توفير نفقات الحرب عن كاهل
الشعب المصري؟ وإذا كانوا يجهلون تلك النتائج فليسألوا (القطط السمان المصرية)، في
عهد حسني مبارك، كم جنى الشعب المصري من فوائد؟<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-هل
توجهوا إلى النظام الأردني بسؤال: ماذا جنى الشعب العربي في الأردن من فوائد اتفاق
وادي عربة؟ وإذا كانوا يجهلون تلك النتائج فليسألوا: هل الاقتصاد الأردني نجا من
كوارث اهتزازه في أية لحظة؟<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-هل
توجهوا بالسؤال إلى السلطة الفلسطينية: ماذا جنى الشعب العربي الفلسطيني من فوائد
اتفاق أوسلو؟ وإذا كانوا يجهلون ذلك، فليسألوا السلطة: كم بقي من بنود من تلك
الاتفاقية لم تسط عليه أكاذيب العدو الصهيوني الذي وعده الفلسطينيين بالسلام؟<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأخيراً،
<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كان تشيلوك اليهودي قد طالب باقتطاع كيلو غرام من لحم أنطونيو الإيطالي لأنه عجز
عن سداد دينه، فكم ستقتطع الصهيونية العالمية من ملايين الأطنان من لحم الشعب
العربي لسداد الديون التي تسلِّفها صناديق النقد الدولية لأنظمتهم الرسمية؟<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 181.3pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
الحل في مواجهة التطبيع الرسمي فسوف يكون بالرفض الشعبي الذي هو السلاح الأقوى في
مواجهة التطبيع من جهة، ومواجهة المشروع الصهيوني </span><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الاستعماري الخبيث من جهة أخرى.</span><span dir="LTR"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>
<p align="right" class="MsoNormal" dir="LTR" style="text-align: right;"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-2372893406727769482020-09-15T12:13:00.001+03:002020-09-15T12:13:21.709+03:00 أمراؤكم أصنام فحطموها<p style="text-align: center;"> <span style="background-color: white; color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center; text-indent: 14.2pt;">أمراؤكم أصنام فحطموها</span></p><p style="text-align: center;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEimAv-DT8KXc_zGUYcUDCU1EQPx2aWNLs6Xkpw3xdpl5Zct7RBZnVoLqaG5zjaW_wLkGYcUs7DVOs4VqLOpla_t44C_oH1x2DQvHdB3S9j67KAZwRJ9qZ1VhZcE68Z5MDkwiSbP_MuYUaGe/s158/%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D9%2586%25D9%2585.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="100" data-original-width="158" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEimAv-DT8KXc_zGUYcUDCU1EQPx2aWNLs6Xkpw3xdpl5Zct7RBZnVoLqaG5zjaW_wLkGYcUs7DVOs4VqLOpla_t44C_oH1x2DQvHdB3S9j67KAZwRJ9qZ1VhZcE68Z5MDkwiSbP_MuYUaGe/s0/%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D9%2586%25D9%2585.jpg" /></a></div><br /><span style="background-color: white; color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center; text-indent: 14.2pt;"><br /></span><p></p>
<p align="center" dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: center; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">إنهم أسياد عليكم وفي رقابهم قيود العبيد<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt; text-indent: 14.2pt;">ما لا تكشفه
الأيام السابقة أمام أعين اللبنانيين من مساوئ أمراء طوائفهم وجرائمهم ستكشفه
الأيام اللاحقة. وسيأتي اليوم الذي تنكشف فيه عنترياتهم أمام أنصارهم الذين يهتفون
لهم: (بالدم والروح نفديكم).</span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في المراحل
القادمة ستكشف متغيرات الأحداث اللثام عن أن أولئك الأمراء ليسوا أكثر من خدَّام أمام
أباطرة الدول الخارجية، يأتمرون بأوامرهم، ويؤدون أمامهم فروض الطاعة والإذعان.
حينذاك، ستبدو قيود العبيد التي تلف أعناقهم جلية واضحة، فيظهر أسيادنا عبيداً من
دون شك يخضعون لتهديد أولياء أمورهم ووعيدهم، فينفذون ما يُطلب عندما تُرفع العصا
فوق رؤوسهم. وبمثل ذلك المشهد يتأكد قول الشاعر المتنبي: (لا تشتري العبد إلاَّ
والعصا معه، إن أسيادنا عبيد مناكيد). وبدورنا نكمل ردحه بكافور مصر، ونقول له:
إذا كان كافور واحد قد حكم مصر، فإن لبنان يحكمه الآن عشرات منه، بل مئات.</span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">انفجار مرفأ
بيروت كانت القشة التي قصمت ظهورهم:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">قد تكون مأساة
انفجار مرفأ بيروت، في الرابع من آب اللهاب، هي تلك المناسبة التي سرَّعت بتعرية
أمراء الطوائف في لبنان من آخر ورقة من التوت التي تغطي ما اعتبر أنصارهم أنها ثياب
القداسة والزعامة والسيادة والأبوة ووضعتهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم بعد أن أذابت
حرارة انفجار المرفأ ما كان يعتبره أنصار أحزاب السلطة ثلجاً، بل كان وهماً يغطي
عوراتهم السوداء. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد بدأت
الحكاية عندما انفجر غضب بركان مانوييل ماكرون، الرئيس الفرنسي، الذي جاء إلى
لبنان، بعد انفجار المرفأ مباشرة، مؤنباً أمراء السلطة الحاكمة مهدداً متوعداً ومحذراً.
فانصاع الجميع ومثلوا بين يديه في قصر الصنوبر مطواعين مستمعين من دون أية خطابات
رنانة من الوزن الذي يظهرون فيه أمام أنصارهم، وكان سكوتهم أمام مواعظ ماكرون
وإرشاداته التي تحمل التهديد والوعيد بكشف عوراتهم أكثر فأكثر، أشبه بإعلان الطاعة
والمبايعة له، وكأنهم من أنصاره الأوفياء. واستمعوا إلى الدروس والإملاءات، ووعدهم
ماكرون أنه سيعود ليمتحنهم إذا ما كانوا قد حفظوا الدرس أم لم يحفظوه.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وقبل موعد
الامتحان، بأربع وعشرين ساعة، أي في الأول من أيلول من العام 2020، وبعد أن هدَّد الرئيس
الفرنسي بضرب بعض الأمراء على جيوبهم، وهو المكان الذين يوجعهم فيه، لأن جيوبهم هي
الهم الوحيد الذي يفكرون بالمحافظة على ما سرقوه وخبَّأوه فيها. فكلفوا رئيساً
للحكومة بأربع وعشرين ساعة، وهو ما كانوا يحتاجون فيه لأشهر من أجل إنجازه. وما
وطئت قدما الرئيس الفرنسي أرض المطار، حتى كان الإعلان عن الرئيس المكلف يسابقه.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا كنا لن
نخاطب أمراء السلطة، فلأننا لن نطلب الحل منهم لأنهم المجرمون، ولا يجوز أن يكون
المجرم قاضٍ في جريمة ارتكبها. بل نخاطب الأنصار والمؤيدين والمصفقين والهاتفين
(بالدم والروح) لنطلب منهم أن يتفكَّروا كم كان المشهد مذلاً في أن يقف من
اعتبروهم أمراء لهم في حضرة أحد أمراء الرأسمالية طائعين خاضعين خانعين، يتمنى كل
واحد منهم أن يحظى ببسمة منه أو بكلمة رضى.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">سقط اللثام عن
الأسياد المزعومين، فهل من يسمع ويرى؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أمراؤكم، يا
أهلنا، ليسوا أمراء سوى في مخيلاتكم. بل هم عبيد لأسيادهم الذين يملكون مفاتيح خزائن
الذهب والفضة. أمراؤكم يا أهلنا أمراء على الضعفاء ممن ارتهن لإرادتهم، ولكنهم
بالحقيقة عبيد يُقادون بقيود العبيد. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن أشدَّ مظاهر
العبودية عند أمراء السلطة، أصحاب الحكمة والأبوة والسيادة والعطوفة والفخامة
والمعالي والسعادة والباكوات والأفندية والباشاوات، هو في أن يعيدوا تكرار ما
أملاه عليهم سيدهم. وما أملاه عليهم، هو أن يستجيبوا إلى صوت الشعب، صوت الشباب
والشابات الذين ملأوا الساحات منذ سنوات. قال لهم بالفم الملآن أنه لا مساعدات
خارجية من دون الاستجابة لمطالب الإصلاح الشبابية، بإقفال مزاريب الهدر والسرقة أولاً،
والعمل ثانياً من أجل بناء دولة مدنية يتولى إدارتها الذين يتميزون بالخبرة
والكفاءة والنزاهة. وبذلك وضع الإصبع على الجرح الأساس، وهو أنه لا علاج في لبنان
سوى بإعادة بناء دولة مدنية حديثة.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فيما أعلنه
الرئيس الفرنسي من شروط تلبي لوحدها المواصفات المطلوبة للإفراج عن القروض
الدولية. وفي هذا الإعلان رسالتان بالغتا الدلالة، ويمكننا إيجازها بما يلي:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الرسالة الأولى:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> والتي على
الرغم من تسييسها، تُعتبر شهادة دولية بمشروعية الانتفاضة الشعبية التي بلغت ست
سنوات من العمر، واكتمل بعض من عقدها في السابع عشر من تشرين الأول من العام 2019.
<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الرسالة الثانية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">، موجَّهة
لأحزاب السلطة التي واجهت الانتفاضة بالاتهامات، ليس أقلها أنها انتفاضة السفارات.
وتلك الشهادة تشكل صفعة قاسية لأولئك الذين اتهموا الشباب، وعملوا على شيطنتهم
بشتى الأكاذيب والتهم، فإذا بالأسياد الموهومين يظهرون عراة في أحد أقبية تلك
السفارات. ظهروا جميعاً: (كلن يعني كلن).<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إذا كان الداء في أمراء الطوائف
لكن الدواء ليس عند الدول الرأسمالية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لن نتوقف أمام
شهادة الدول الرأسمالية التي اعترفت بمشروعية انتفاضة الشباب، لأنها في الكثير من
الأحيان تريد استغلالها لمصالح رأسمالية، بل نتوقف عندها لأنها لجمت ألسنة أمراء
السلطة عن توجيه أصابع الاتهام إليها، لا بل أنها أُرغمت على الاعتراف بتلك
المطالب. وراحوا جميعهم يتبارون بالتودد لتلك الانتفاضة لعلَّهم يمتصون الغضب
الشعبي بوعود عرقوبية، ولكن الانتفاضة تعي أسباب أكاذيبهم ولن تقع في أحابيلها.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن تاريخ
العلاقات بين الدول الرأسمالية وأمراء الطوائف حافل بالتواطآت والجرائم في حق
الشعوب، وخاصة في لبنان، لأن تلك الدول تتعهَّد أمراء الطوائف بالعناية الفائقة
لتدجينهم بأسوار من التبعية لشركاتهم الصناعية، وجعلوا منهم طبقة وسيطة بين تلك
الشركات والمستهلكين من مواطنيهم. وإذا كان الرأسمال متوحشاً فلأن هذا منهجه في
الحكم، وأما إذا كانت الطبقات الحاكمة تمتص دماء المحكومين فهذا مما لا تتقبَّله
حتى الدول الرأسمالية، وهي على الرغم من توحشِّها عندما تمتص دماء الشعوب الأخرى إلاَّ
إنها تضع مصلحة بلادها في المقدمة. وأما في نظامنا الرسمي، فتضع الأحزاب الحاكمة
مصلحتها في المقدمة، وهي تسرق مرتين. في المرة الأولى عندما تتحالف مع الرأسمالية
بنهب ثرواتنا. وفي المرة الثانية عندما تسرق مواطنيها لمصلحة طبقاتها الحاكمة. وفي
تواطئها مع الرأسمالية يصح قول الشاعر سليمان العيسى عندما سخر من رعاة الشعب قائلاً:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لا يُلام الذئب
في عدوانه إذا كان الراعي عدو الغنم<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولهذا نرى <b>أنه
إذا كان الداء في أمراء الطوائف لكن الدواء ليس عند الدول الرأسمالية</b>. ولكي
نبدأ بالتصحيح لا بُدَّ من مساءلة الرعاة في حقولنا الوطنية أولاً. وإذا كنا نريد الاستفادة
من الضغط الذي تمارسه فرنسا على رعاة الوطن، فإنما لأننا نعتقد بأن الضاغط يعرف
أسرار أولئك الرعاة وهو الذي يستطيع الكشف عن الكثير من أسرارهم. وبهذا يمكن
الحراك الشعبي أن يستفيد من التناقضات التي تحصل بين قوى تتشارك باستغلالنا
واستعبادنا ونهب ثرواتنا ومصادرة قرارنا.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">الكشف عن هوية
عملاء السفارت الحقيقيين:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ووقوفنا أمام
مغازي الرسالة الثانية لنؤكد أن الانتفاضة لم ولن تقف على أبواب السفارات لتكتسب
مطالبها مشروعية، بل لأن قوة تلك الانتفاضة هي من قوة الحق في تلك المطالب. وإن
كنا على ثقة تامة بأن مشروعية المطالب التي رفعها المنتفضون لن تمر عبر بوابة هذه
السفارة أو تلك، ولكن اعتراف معظم تلك السفارات بها تعطيها قوة الانتشار وقوة
المشروعية الدولية والإنسانية. وما وقوفنا أمام الرسالة الثانية سوى للتأكيد على
أن أمراء الأحزاب هم الذين يقفون أمام السفارات الخارجية بصفوف منتظمة، لا بل
يركعون أمامها. ولذلك لبَّى جميع الأمراء أمر ماكرون للاجتماع تحت سقف السفارة
الفرنسية ليس لكي يناقشوا سبل الخروج بلبنان من عنق زجاجة الأزمة، بل ليتلقوا
الأوامر بتنفيذ ما تراه الدول التي فوَّضته ممراً رئيسياً للحد من تعميق الأزمة
قبل انحدارها إلى مستويات أكثر إيلاماً.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">الضرب على جيوب
أمراء الأحزاب الحاكمة ضغط حقيقي لقبول الآوامر:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بين هذه
الرسالة أو تلك، يأتي التهديد بتجميد أموال بعض الأمراء في الخارج، هو الأمر
الأكثر إيلاماً وحرجاً وكشفاً للعورات. وإعلان بعض الأسماء في المرحلة الأولى هو
مقدمة لقرارات أخرى قد تليها، إذ أنه كلما طالت عرقلة تشكيل الحكومة والبدء في
ورشة إصلاح فورية، كلما تصاعدت قرارات تجميد رساميل أمراء آخرين. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لم تهتزَّ
كراسي أمراء السلطة أمام هول المجاعة التي ضربت الأكثرية العظمى من الشعب
اللبناني. كما لم تهتز أمام هول فاجعة مرفأ بيروت. لأن لا هذا الهول أو ذاك، هدَّد
جيوبهم، ولذلك لم يكترثوا وكأن شيئاً لم يحصل. ولكن عندما وصل الموسى إلى ذقون
جيوبهم فقد اهتزَّت عروشهم، وكراسيهم. وإذا افترضنا أنهم سيكابرون، سيبقى شبح
تجويع الجميع بمن فيهم الأمراء يحوم في مخيلاتهم، خاصة عندما يرون مدخرات ما سرقوه
ونهبوه أصبحت في خبر كان، والأكثر إيلاماً لهم أنهم سيبقون عراة من القداسة
والاحترام أمام أنصارهم . <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لم تعد المرحلة
مرحلة قواعد الاشتباك التقليدية، معركة العض على الأصابع: (يخسر من يصرخ أولاً)،
لأن ما هو مرسوم للبنان، صورة على غاية من المأساوية، وتلك الصورة ليست أقل من
تجويع الجميع، بمن فيهم أنصار أمراء السلطة وسوف يحصل ذلك عندما سيصلون إلى مرحلة
لن تساوي فيها الليرة اللبنانية شيئاً يشترون بها ولو رغيفاً من الخبز.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أحزاب السلطة
يشترون سكوت أنصارهم بلقمة تكاد لا تسد جوعهم<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إنها معادلة
مثيرة ومؤلمة، يعمل أمراء السلطة على ربط أنصارهم بتوفير رغيف من الخبز ليعضوا على
الجرح المعيشي الضاغط، ولكنهم سيصلون إلى مرحلة يعجزون فيها عن ضخ المساعدات الهزيلة
لهم. وفي المقابل يقوم الضغط الدولي على تجويع كل لبنان، شعباً وحكاماً، لتنفيذ
مشروع ربما يغرس الضوء في آخر النفق المظلم.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولكي لا يدفع
جميع اللبنانيين ثمن دفاع أمرائهم الحاكمين عن مصالح الدول الخارجية والوقوع ضحية
صراعاتهم، ويضيع مستقبل الأجيال القادمة سدى. وإذا كان هذا ما يساعدنا على رؤية
المشهد اللبناني الآن، نتوقف<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فقط لنقول
لأنصار أمراء السلطة أنهم سيصلون إلى الحائط المسدود، وهو مشهد تجويع لبنان
بالكامل، وما عليهم سوى إدارك المصير المفجع حيث لا تنفع فيه طائفة ولا أمير
لطائفة، ولا تنفع فيه مساعدة هزيلة من هنا، أو صندوقاً من المعونات من هناك. وليقف
الجميع صفاً واحداً، جنباً إلى جنب، مع الانتفاضة الشبابية الشعبية، من أجل تحطيم
أصنام الطائفية الذين وصلوا بهم وبلبنان إلى أنفاق مظلمة. وليعلموا أن أمراءهم
عبيد لدول خارجية، وما كان لعبد أن ينظر لمصلحة شعب يتوهم أنه سيده. وليتعظوا بما
قاله المتنبي لكافور الإخشيدي، الذي نشر الفساد في مصر، قائلاً:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لا تشتري العبد
إلاَّ والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">نامت نواطير
مصر عن ثعالبها فقد بشمن وما تفنى العناقيد<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في أهداف
الانتفاضة البلسم الشافي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-background-themecolor: background1; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كما وعى شباب
وشابات الانتفاضة مصالح كل أبناء الشعب اللبناني، بكل تشكيلاته وشرائحه
الاجتماعية، ومن شماله إلى جنوبه؛ آن للشعب المقهور أن يعرف بأن من يأتمر بأمر عبد
يحسب أنه سيد، لن يجني سوى المزيد من العبودية، وما يستتبعها من الركوع والجوع.
هذا وفي حال العكس فإن ثعالب السلطة ستحصد المزيد من عناقيد الشعب، ولن تشبع. بل ستأكل
الأخضر واليابس، ولن ينال الجماهير المقهورة والمقموعة والمستسلمة سوى الفتات الذي
يجود به أمراء السلطة وأزلامهم.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><o:p> </o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: #4f0000; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: #4f0000; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-16692197914982304372020-09-09T08:52:00.000+03:002020-09-09T08:52:26.336+03:00<p style="text-align: center;"> <span style="background-color: #fcfce5; color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center; text-indent: 14.2pt;">التكاملية في
حياة البشرية</span></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMIYBSTvTvolCCsXfvkvDXr97e_-N_7nT2iHRHwKDzcpQjKuYWfkkTtJhhhbbtm_yhjSAvgNxKVf7b8xxi0s_DOi-P2MMXISndHvTLL_at4dcVEp1XFOOGYgjC5SeUKMiICJS4a0FUlbRK/s803/external-content.duckduckgo.com.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="803" data-original-width="800" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMIYBSTvTvolCCsXfvkvDXr97e_-N_7nT2iHRHwKDzcpQjKuYWfkkTtJhhhbbtm_yhjSAvgNxKVf7b8xxi0s_DOi-P2MMXISndHvTLL_at4dcVEp1XFOOGYgjC5SeUKMiICJS4a0FUlbRK/s320/external-content.duckduckgo.com.jpg" /></a></div><br /><p></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">مدخل في تعريف بعض المفاهيم:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-مفهوم التراكم الإيجابي في تاريخ الفكر
البشري:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">يأخذ البعض علينا، وهو محق، أن ما نكتب فيه
وعنه تكرار لما أتى به الكثيرون من المفكرين والمنظرين الأسبقين. ونحن نعترف بذلك،
ولكننا نقوم بتكرار ما نراه واجباً لتكراره من كلام الأقدمين والسابقين
والمعاصرين، لأننا نعتبر أن فيما قالوا فيه وكتبوا عنه وبشَّروا به، هو من التراث
الذي لا غنى عن تكراره لأننا مقتنعين بصلاحيته لعصرنا كما كان صالحاً لعصرهم، وهو
صالح لبيئتنا كما كان صالحاً لبيئتهم. ولأننا نعتقد أن تكوين الإنسان لم يتغيَّر
منذ طهوره الأول على سطح الكرة الأرضية، وأسئلته وحاجاته هي ذاتها أيضاً، نعتبر ما
أتى به السابقون ممن نكرر ما قالوا به، ينطلق من حاجتين اثنتين، وهما: <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الأولى:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الحاجة لنشر ما نجده
صالحاً حتى ولو عفى عليه الزمن آلاف السنين، وهو واجب علينا، كما هو حق لمن أبدع
ووضع اللبنات الأولى لتلك الأفكار. وهذا ما نقصد به من حاجة البشرية للاحتفاظ
بالتراكم الإيجابي لقضايا المعرفة من أجل الاستفادة منه في كل زمان ومكان. وهو على
العكس من العملية المناقضة له، أي عملية التراكم المعرفي السلبي، الذي أظهرت
التجارب الإنسانية عدم صلاحيته سوى للمرحلة التي نشأ فيها، بزمانها ومكانها.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الثانية:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> لأنها لا تزال صالحة،
بمعنى أنها أفكار خالدة. وخلودها يعود إلى صلاحيتها الإنسانية العامة، فهي مبادئ
يحتاجها الإنسان في كل زمان ومكان. وللتبسيط أكثر، نعطي أنموذج استمرار الحياة
البشرية بعامليْ الغذاء من طعام وشراب. وحاجة الإنسان لتطبيق أسس العدالة
والمساواة وما يعادلها من مبادئ أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وباختصار، نعتقد أن حالة التراكم الإيجابي
في فكر الشعوب على شتى تعريفاتها، وفي فكر المجتمعات المختلفة التي يمر بها مجتمع
من المجتمعات، مسألة على كل من ندب نفسه للخوض في بحار الفكر أن يساهم فيها، إما
بإعطاء الجديد الذي ينبني عليها، أو بنشر ما تراكم من إيجابيات أفرزته الأفكار
السابقة. وإذا كان التراكم المعرفي الإيجابي ضرورة وحاجة للبشرية من أجل اختصار
الزمن، فإن التراكم السلبي أيضاً يجب أن يخضع لمناخل نقدية فكرية والتحذير من
مخاطره، لأنه من دون ذلك، ستتجمد الحركة الفكرية والعلمية في المجتمعات.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن الحركة الفكرية يجب أن ترتبط بمصلحة
المجتمع البشري، فإنه لا فائدة لتلك الحركة إذا لم تنتج نفعاً لهذا المجتمع، ولكل
فرد فيه. وهذا ما يُلزمنا بتحديد مفهومنا لمبدأ المنفعة.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-مفهومنا لمبدأ المنفعة:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">المنفعة ليست هنة في سلوك البشر، بل هي من
أهم مبادئها لأنه ليس هناك إنسان يعمل من دون الحلم بأن عمله سيدر عليه فائدة
تساعده على الاقتراب من شروط سعادة الإنسان. ولذلك نعتقد بأن المنفعة هي من أهم
الحوافز التي تلزم الإنسان بالقيام بعمل يُنتج ويدر ربحاً يساعد على تحسين حياته.
ولذلك نعتقد بأن مفهومنا للمنفعة يتلخص بما يلي: لأن الإنسان عضو في جماعة بشرية
تتكامل نتائج عمله مع نتائج أعمال الآخرين، يُلزم الإنسان أن يوازن بين المنفعة
التي يحصل عليها ومنفعة الآخرين، لأنه من دون إحداث هذا التوازن سيفقد البشر عامل
التعاون والتكاملية مع الآخرين، وإذا حصل الافتراق بين المنافع سيحصل الصراع
حتماً، ويضيِّع الإنسان فرصاً أفضل لتحسين عوامل إنتاج المزيد من المنافع.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ويهمنا هنا أن نميز بين المصطلحين التاليين:
(التكاملية النفعية في حياة الإنسان)، و(التكاملية النفعية في الحياة البشرية).
وإذا كانت المنفعة تكاملية على الصعيد الفردي، فهي تشمل كل الوسائل التي تؤدي إلى
منفعة ثنائية تركيب الإنسان الجسد والروح. ولأن الفرد جزء من المجتمع فلن تكون
هرميته سليمة إذا لم تكن قاعدته السوية الجسدية والروحية متوفرة عند الفرد. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا كانت التكاملية الفردية تستند إلى
مجموع الشروط الواجب توفيرها لمنفعة الحياة الفردية، فهي ستكون حتماً مستندة إلى
العمل الذي يؤديه الإنسان الفرد من أجل بلوغ أرقى درجات المنفعة. ولأن الفرد هو
جزء من مجتمع أوسع، ويزداد اتساعاً كلما ارتقى ليصبح فرداً من الإنسانية كلها،
عليه أن يمتلك وعياً كاملاً بأنه لا يستطيع بمفرده أن يلبي شروط توفير سعادته، بل
لا بُدَّ له من أن يتكامل عمله مع أعمال الآخرين، ولهذا السبب فلن تتوفر سعادة
الفرد الكاملة سوى بتوفير شروط سعادة الآخرين، يعطي ما تؤهله له إمكانياته
للآخرين، ويأخذ من الآخرين ما تؤهلهم لهم إمكانياتهم.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وباعتبار أن التكاملية في الحالتين ترتبط
بثنائية المادة والنفس، نعتقد بأنه لا سعادة متكاملة من دون توفير شروط تنمية
مادية تلبي استمرارية سريان الحياة كشرط أساسي في استمرار المجتمع البشري، فإن
التنمية الروحية والنفسية، ومنها تنمية الطاقة الفكرية، شرط ضروري لتطوير وسائل
الحياة السعيدة. فإذا اعتنى الإنسان بتوفير وسائل حياته المادية من دون العناية
بالوجه الآخر، فسوف يتساوى مع الحيوان، لأنه ينتظر ما تقدمه له الطبيعة من مواردها،
مع عجزه عن ابتكار وسائل أخرى تتجاوز مستوى الغريرة التي خُلق عليها. بينما الإنسان
يمتلك عوامل ما فوق الغريزة، وهو تميزه بالقوة العاقلة التي تؤدي للإنسان خدمات
أكثر تطوراً لإنتاج ما يجعل حياته أكثر سهولة وأكثر سعادة. وبهذا تؤكد الوقائع
النظرية أنه لا منفعة فردية يمكن أن تتحقق من دون ارتباطها بالمنفعة الجماعية.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">3-ارتباط توفير المنفعة العامة بمؤسسات
متخصصة:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ظهر أنه لا منفعة فردية يمكن أن تحصل من دون
ارتباطها بمنفعة الغير. وكلما كان الارتباط أكثر وعياً كانت المنفعة أكثر جزاء
للأنا وللآخر. ولهذا وُجدت المؤسسات الجمعية، سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية
وفكرية وعلمية، لتؤدي وظيفة أساسية في تحسين ظروف الأفراد والجماعات. وتنقسم تلك
المؤسسات إلى شريحتين اثنتين، وهما ما تمَّ التعارف عليهما، بالتاليتين:<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المؤسسات السياسية التي تدير كل المرافق
العامة التي لها علاقة مادية بتطوير حياة الإنسان المادية.</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> ولعلَّ أهمها
ما له علاقة بالإنتاج المادي ذي العلاقة بإدامة حياة الإنسان. وما له علاقة
بالإنتاج التربوي الإنساني التي تحدد وظائف الأولى من جهة، وتحدد وظائف التثقيف
التربوي ذات العلاقة بتنوير مدارك الفرد والمجتمع بحقوقه على تلك المؤسسات من جهة
أخرى. وفي كلي التقسيمين يجب أن لا تُغفَل المخططات العلمية التي ترسم مسارات
تطبيقهما على الوجه الأكمل الذي يساعدهما على تنفيذ الواجبات الملقاة على عواتق
المكلفين بالتنفيذ. وباختصار تُعتبر أهدافها المعلنة أو المفترضة نظرياً أنها تعمل
لمنفعة الفرد والمجتمع.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المؤسسات التي تُعرف بالمؤسسات الروحية،</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> وهي عبارة عن مؤسسات
نشأت عن حاجة الإنسان إلى معرفة أكثر المصادر ثقة بتحليل مصائر البشرية في الشؤون
الغيبية. هذه المؤسسات بلغت شأواً كبيراً من التطور والتنظيم خاصة في المراحل
الراهنة. ولا تتمايز مؤسسة دينية منها عن الأخرى سوى بشكليات وظائفها. ومن الأهداف
المعروفة، حسب تعريفات مؤسسيها، أنها تختص بالدفاع عن حقوق البشر في حيازة موقع
سعيد بعد الموت. وكذلك، وكما تعلن أيضاً، أنها تدافع عن حقوق الذين سُلبت حقوقهم
بشكل خاص. وباختصار تُعتبر أهدافها الظاهرة أنها تعمل لمنفعة الفرد والمجتمع.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">4-المؤسسات السياسية والروحية بين النظرية والواقع:<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لا جدال حول أهمية الأهداف النظرية المعلنة
وموثوقية المختصين الذين صاغوها عبر التاريخ البشري، خاصة أن أهدافها النظرية تدعو
لتطبيق شروط المنفعة الفردية للإنسان والعامة للمجتمع. ولكن، وبدراسة تاريخية
لتحديد مدى مصداقية التطبيق أو كذبه، أظهرت أن بين النظرية والتطبيق بون شاسع.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تعاونت في الغالب الأعم المؤسستان السياسية
والروحية، تحت ستار أهمية دور كل منها في حياة الشعوب، بحيث تدير الأولى شؤون
البشر الدنيوية وتدير الأخرى شؤونهم الروحية الغيبية. وإذا كانت نشأة الدولة
الحديثة فصلت بين دور كل من المؤسستين، فإن الشعوب التي لا تزال متخلفة عن
الالتحاق بموكب مفاهيم الدولة الحديثة، خاصة منها الأنظمة ذات المنهج الطائفي
السياسي. ففي تلك الأنظمة عموماً تبقى العلافة مستورة وغير معلنة، تتلقى فيه
الأنظمة السياسية الدعم من المؤسسات الروحية بالامتناع عن لعب دور الكاشف لأخطائها
حتى على حساب منفعة الطبقة الفقيرة التي تزعم تلك المؤسسات أنها من أهم مهماتها.
وأما في أنظمة الطائفية السياسية فإن التحالف واضح ومعلن من دون خوف أو خشية.
وبمثل تلك الوقائع تكون المؤسستان قد خرجتا عن أهدافهما التي رُسمت نظرياً. وتكون
كل منهما راحت تعمل لمنفعة المؤسسات وليس لمنفعة الفرد أو لمنفعة المجتمع.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن هذه المقدمات تدل على أن تكاملية المنفعة
بين الفرد والمجتمع تحولت إلى تكاملية للمنفعة المتبادلة بين المؤسسات التي تزعم
أنها ما وُجدت إلاَّ لمنفعة الفرد والمجتمع. فيكون المطلوب أن تقوم تلك المؤسسات
بتصويب الخلل بين دورها النظري، وبين دورها الذي تمارسه.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا كان من المترتب علينا أن نقوم بتحميل
المسؤوليات والمحاسبة، فلا مفر من أن نعتبر أن الوعي الفردي للحقوق والواجبات تقع
على عاتق الفرد أولاً، وعلى من يجب أن يساعده على الوصول إلى هذا المستوى من
الوعي.</span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-70871563538621573982020-08-31T11:13:00.001+03:002020-08-31T11:13:32.219+03:00المفهوم الرابع من المفاهيم الشاذة في معاجم الأنظمة الطائفية السياسية<p></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">في الكوارث
الوطنية الكبرى تحل صناديق الإغاثة الطائفية بديلاً للصندوق الوطني الجامع: <o:p></o:p></span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiolM3uR3NGrvDNIWAbFfC6tQwc0bpd2rfMfbVtu-AgqgTV68qRFEQ6U2e7w1i_GmyviNzoRT6W56TnQCScjfErcXn9d1xP9NGidw2O7Ie4qHiGMthxyRST0PYyvXIwrP2PTXx-EOydWpip/s402/Picture1.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="402" data-original-width="399" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiolM3uR3NGrvDNIWAbFfC6tQwc0bpd2rfMfbVtu-AgqgTV68qRFEQ6U2e7w1i_GmyviNzoRT6W56TnQCScjfErcXn9d1xP9NGidw2O7Ie4qHiGMthxyRST0PYyvXIwrP2PTXx-EOydWpip/s0/Picture1.png" /></a></div><br /><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><br /></span><p></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">المفهوم
الرابع من المفاهيم الشاذة في معاجم الأنظمة الطائفية السياسية<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في المفهوم الوطني العام لصناديق الإغاثة في
الكوارث:</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لأن كل دولة مسؤولة عن مواطنيها جميعاً من دون
تمييز طائفي أو عرقي، ولأن الدول معرَّضة لكوارث طبيعية أو اجتماعية أو اقتصادية
أو أمنية، عادة ما تواجه الدول تلك الكوارث بإنشاء صناديق إغاثة عاجلة لتلبية
حاجات المنكوبين ممن وقعوا ضحايا لتلك الكوارث. ولهذا تُنتخب لإدارة تلك الصناديق
هيئة وطنية يتم اختيار أعضائها من ذوي الكفاءة والنزاهة لكي تقوم بإيصال المساعدات
إلى مستحقيها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في مفهوم الأمر الواقع لصناديق الإغاثة في أنظمة
الطائفية السياسية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">جرياً على عادة تقاسم الحصص في أنظمة الطائفية
السياسية، كما هو حاصل في لبنان، يخضع تشكيل لجان الإغاثة حسب التمثيل الذي يزعمون
أنه عادل بين الطوائف، بحيث يتقاسم رؤوساء الكتل السياسية الطائفية، والمؤسسات
الدينية الملتحقة بها، تسمية أعضاء تلك اللجان بعيداً عن قواعد الكفاءة والنزاهة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولأن المؤسسات الطائفية، وحسب قواعد حماية الطائفة
المزعومة، تعمل جهدها لكي تنال كل منها أكبر حصة من حصص الإغاثة لرعاياها من
الطائفة. وبهذا الشكل، وللمساواة في توزيع الحصص بين الطوائف يعمل ممثلوها، بشتى
الوسائل، للحصول على الجزء الأكبر من مساعدات الإغاثة، وهذا ما يؤدي إلى وصول بعض الكثير
منها إلى من لا يستحقونها. والبعض منها يذهب إلى جيوب أمراء الطوائف وتابعيهم
وصناديق أحزابهم.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كيف واجهت المؤسسات الطائفية في لبنان الكوارث التي
حصلت؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد واجه لبنان الكثير من المحن، خاصة بعد الحرب
الأهلية في العام 1975. ولعلَّ أكثرها حدَّة عمليات التهجير الطائفي في الحرب
الأهلية. وتلك التي كانت نتيجة للعدوان الصهيوني على لبنان، منذ ما بعد العام
1969. لا شك بأنها كانت تشكل كوارث أمنية واجتماعية. ولهذه الأسباب أنشيء عدد من
الصناديق والمجالس الخاصة، ومن أشهرها: <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-مجلس الجنوب الذي وُضع تحت رعاية أحزاب الشيعة
الطائفية. وكانت الأهداف من إنشائه معالجة تأثيرات العدوان الصهيوني على الجنوب،
قبل الحرب الأهلية وبعدها. واعتداءات آذار 1978. وعدوان حزيران 1982. وعدوان
عناقيد الغضب في العام 1996. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-صندوق المهجرين الذي وُضع تحت رعاية مارونية
ودرزية بشكل عام، واستفادت من السرقات فيها أحزاب طائفية أخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">3-المساعدات العربية بعد عدوان تموز 2006. ورعتها
تنظيمات الأمر الواقع الشيعية. وأغدقت فيها تزويراً على أتباعها ومناصريها، أو كل
من حظي فيها بوساطة مسؤول فيها أو وجد حظوة لديها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">4-في مواجهة كارثة الانهيار المالي في العام 2020،
ولأن الدولة فقدت إمكانية معالجتها لأن حكومة أحزاب الطائفية السياسية كانت السبب
في نهب كل مواردها. ولأن الدول العربية والعالمية حجبت المساعدات عن لبنان لأسباب
سياسية، حالت دون تشكيل صناديق جامعة للطوائف، أنشأت كل منها صناديقها الخاصة التي
حصرت نشاط توزيع ما تيسَّر لها من أموال بمساعدة ليس أبناء طائفتها كلهم، بل
بمساعدة أزلامها وميليشياتها فقط.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وكانت تلك التجربة من أبشع ما يمكن أن يجري في دولة
واحدة، يزعم فيها أمراء طوائفها أن مجلس نوابها يمثِّل كل لبنان، في الوقت الذي
بالكاد يمثل جزءاً من طائفته. وهو الجزء الذي أعلن انتماءه لميليشيات تلك الطوائف
طمعاً بالحصول على مساعدة قد لا تملآ معدة، أو تروي غليل.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا ما أضفنا تجربة ما بعد الانفجار الكارثي الذي
حصل في مرفأ بيروت في الرابع من آب من العام 2020، إلى لائحة الصناديق المشبوهة
باللوثة الطائفية؛ لوجدنا أن المفاهيم الشاذة تنخر في تشويه تلك الكارثة، وتعززها،
وتشارك فيها الدول الأجنبية الراعية للطوائف. وإذا استثنينا المساعدات العربية
التي نعتبرها فرض عين على أنظمتها الرسمية بحكم الانتماء القومي، والتي استُغلَّت
لمصالح أمراء الطوائف أيضاً، يمكننا أن نرى صورة المساعدات الأخرى التي وصلت من
الدول الأجنبية. وأما الصورة فكانت جلية واضحة أن ما جاء من الدول الإقليمية فقد
تم توزيعه حسب الانتماء الطائفي لتلك الدول. وما جاء من دول غربية فقد اتجه بمسالك
ومسارب طائفية أيضاّ. وظلَّت النُتف القليلة مما سلم من سطو أمراء الطوائف بأيدي
المنظمات المدنية التي على الرغم من هزالها فقد استخدمتها تلك المنظمات ووزعتها
على قواعد وطنية وإنسانية. وهي على الرغم من ذلك شكَّلت الأنموذج الوطني الإنساني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">واختصاراً فقد عمَّ الشذوذ في لبنان، حسب مفاهيم
أحزاب السلطة الحاكمة، وأخضع فيه كل ما هو إنساني أو وطني إلى مكاييل طائفية
ينخرها السرقة والفساد والتزوير والضحك على ذقون هذا الشعب المسكين والمقهور
والمقموع. ووُضعت المعونات والمساعدات في خدمة تعزيز مواقع أمراء الطوائف، والتي
يُضرب المثل فيها بابتكار شتى طرق الاحتيال لنهب ما يتبقى منها لمصلحة صناديق
تمويل الأنصار من الميليشيات المقنَّعة هنا أو هناك في دهاليز أحزاب السلطة الطائفية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p><br /><p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-64354952369445072182020-08-25T11:18:00.001+03:002020-08-25T11:18:22.656+03:00المفهوم الثالث: مصادرة حق الدولة في عقد الاتفاقيات مع دول خارجية والمحافظة على وحدة المؤسسات الأمنية<p style="text-align: center;"> <span style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center;">مصادرة حق الدولة في عقد الاتفاقيات مع دول خارجية</span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 50.5pt 79.9pt center 232.75pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">والمحافظة على وحدة المؤسسات الأمنية<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 50.5pt 79.9pt center 232.75pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: #00b0f0; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">المفهوم الثالث من مفاهيم شاذة في معاجم الأنظمة الطائفية السياسية<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 50.5pt 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">من الواضح أن
الاتفاقيات المعترف بها دولياً ووطنياً يجب أن تحصل بين دولة ودولة، ولكن في نظام
الطائفية السياسية راحت تعقد بين طائفة ودولة. أو أحياناً كثيرة بين ميليشيا
ودولة. وعن ذلك<b> </b>تنص الدساتير والقوانين على أنه من حق الدولة، ممثلة
بمؤسساتها الدستورية، عقد الاتفاقيات والمواثيق مع الدول الأخرى. ومن حقها أيضاً
أن تعقد المعاهدات الدفاعية مع أية دولة تريد. ومن حقها أيضاً أن تعلن حالة الحرب
أو حالة السلم. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">وباختصار على
الدولة الوطنية أن تحدد السياسة الخارجية من جهة، وسياسة السلم والحرب من جهة
أخرى، والقيام بواجب المحافظة على الأمن الداخلي بقواها الأمنية الموحدة من جهة
ثالثة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أولاً: الاتفاقيات الدولية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">وعن الاتفاقيات
الدولية، سنعرض النصوص والتشريعات ذات العلاقة في لبنان من زاويتين: من زاية
نظرية، ومن زاوية الأمر الواقع. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-من الزاوية النظرية</span></b><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">،</span></b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;"> في لبنان حصرت المادة 52 من الدستور اللبناني،
عقد <span style="background: #FCFCE5;">المعاهدات الدولية برئيس الجمهورية وإبرامها
بالاتفاق مع رئيس الحكومة، بعد موافقة مجلس الوزراء. أما المعاهدات التي تنطوي على
شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها
سنة فسنة، فلا يمكن ابرامها إلا بعد موافقة مجلس النواب. وقد حصرت أيضاً الفقرة 5
من المادة 65، بمجلس الوزراء، شؤون الحرب والسلم، التعبئة العامة، الاتفاقات
والمعاهدات الدولية. <o:p></o:p></span></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-ومن زاوية الأمر الواقع</span></b><b><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">:</span></b><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;"> كما ثبتتها أعراف المتصرفية الأولى، منذ أكثر من قرن
ونصف القرن، واستناداً إلى الاعتراف لكل دول أجنبية بفرض وصايتها على طائفة من
طوائف لبنان، وهذا يجيز ضمناً لكل طائفة بالاستقواء بدولة خارجية. فقد تحوَّلت
الأعراف إلى تشريعات ليس لها قوة القانون بل لها قوة الأمر الواقع. وغنيٌّ عن
البيان أن قوة الأمر الواقع سمح للموارنة أن يستقووا بفرنسا أيام الانتداب الفرنسي.
وأن يستقووا بأميركا لاحقاً. وأن يستقوي السنة بمصر والسعودية. وهذا أدَّى لاحقاً
إلى أن يستقوي بعض الشيعة بإيران بعد انتصار (الثورة الإسلامية) فيه في العام 1979.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">وإن
كان الدستور الذي وُضع في عهد الانتداب الفرنسي، <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>في العام 1926، قد أشار إلى مسألة التوزيع
الطائفي للمواقع السياسية باعتبارها مؤقتة، فقد تحوَّل المؤقت إلى ما يشبه قانوناً
للأمر الواقع. واستمر رفض الطوائف اللبنانية إلغاء ذلك (المؤقت)، حتى عندما نص
تعديل الدستور في مؤتمر الطائف، في العام 1989، إلى ضرورة الإلغاء.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">لقد
كان من تأثيرات هذا الواقع الذي فرضته أحزاب السلطة الطائفية، والذي لا تزال تفرضه
لحماية مكاسبها، أن البعض منها عمَّق العلاقات مع الخارج إلى الدرجة التي أرتقت
إلى عقد اتفاقيات معها على شتى الصعد، وكان ما أخذ يمارسه حزب الله من أبرزها
وأكثرها صدماً للبنية الوطنية في لبنان. فقد أعلن أنه امتداد أيديولوجي لنظام
ولاية الفقيه، ولم يخف أهدافه في أن يصبح جزءًا منها. وتطورت العلاقات ابتداء من
أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، لتبدأ بالإعداد العقيدي، وتدريب المجموعات
عسكرياً ودعوياً. وقد بلغت أقصى درجاتها في السنوات العشر الأولى من القرن الواحد
والعشرين. بحيث أصبح الحديث عن هذا المستوى قد بلغ حداً عالياً ليس من الصراحة
فحسب، بل من المباهاة والفخر أيضاً. وفي تلك المرحلة، وخاصة بعد العام 2006، أصبح
الحديث عن دولة حزب الله داخل الدولة اللبنانية، أمراً معترفاً به، إلى أن بلغ
حدوده القصوى في أن يستطيع الحزب مع عدد قليل من حلفائه أن يشكل حكومة اكتسبت
مواصفات الحكومة التي يسيطر عليها الحزب. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">إذن،
من تأثيرات استفادة حزب الله من مظلة النظام الطائفي السياسي في لبنان، أنها بلغت
الذروة، عندما عقد اتفاقيات من جانب واحد مع كل من النظام السوري والنظام
الإيراني، كان من خلالها يحصل على الأسلحة والأموال الكافية التي تجعله أقوى أحزاب
السلطة في لبنان على الإطلاق. وامتلك من فائض القوة الداخلية ما جعله يمتلك قرار
الحرب والسلم مع العدو الصهيوني، يؤقتهما بما يتناسب مع ظروف الصراع بين النظام
الإيراني وكل من أميركا والأنظمة العربية المتضررة من تغوُّل نظام الملالي ومشروعه
في السيطرة على الوطن العربي. وفائض القوة أيضاً جعله مؤهلاً للتدخل في الشؤون
السورية والعراقية واليمنية واللبنانية والفلسطينية. وقد مارس سياسة خارجية تصب
بكاملها في مصلحة النظامين المذكورين، وقد كان البوق العالي في بث روح العداوة ضد
أخصامهما العرب والدوليين. ولعلَّ الأزمة الاقتصادية التي بلغت ذروتها في النصف
الأول من العام 2020، آخذين بالاعتبار فساد نظام الطائفية السياسية، كانت بفعل
إثارة العداوات التي أيقظها حزب الله على المستوى العربي والدولي، من أهم أسباب
رفع يد المساعدة العربية والدولية عن لبنان. وهي ما أدَّت إلى انهيار الاقتصاد
اللبناني بالكامل.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ثانياً: انتقال حق
الدولة اللبنانية وواجبها في المحافظة على الأمن الداخلي إلى حق للميليشيات.<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">حصرت المادة
65، الفقرة 2، من الدستور بمجلس الوزراء، <span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="background: #FCFCE5;">السهر على تنفيذ القوانين والأنظمة والإشراف على أعمال
كل أجهزة الدولة من إدارات ومؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية بلا استثناء. <o:p></o:p></span></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">ودائماً، وكما هي العادة في لبنان في وجود ثغرة كبيرة بين
الجانب النظري في القوانين وبين أسباب الامتناع أو الاحتيال في تطبيقها. نصوص
للقوانين تصلح لبناء دولة تقوم بواجباتها كما هي الدولة الحديثة، فاستعانتنا بنص
الدستور اللبناني لتعريف واجبات الدولة بالنسبة للأمن الداخلي، ليس أكثر من نعي
لتلك النصوص التي تغتالها نصوص الميليشيات الطائفية ودورها في تهديد السلم الأهلي
كلما اهتزت قواعد المحاصصة التي أرسى قواعدها أمراء الطوائف، أو إذا أراد احدها أن
يعيد تأسيسها من جديد كلما امتلك عوامل قوة جديدة يريد الاستفادة منها في تحسين
شروط هيمنته على الطوائف الأخرى. ولأن حزب الله امتلك من أسباب القوة في عهد
الدخول السوري في لبنان ما لم تمتلكه الطوائف الأخرى، أخذ يميل باتجاه تصحيح قواعد
المحاصصة لتصب في مصلحته، والأكثر خطورة من كل ذلك، أنه وضع كل ما أكتسبه من عوامل
القوة في خدمة مشروع ولاية الفقيه التوسعية على حساب الوطن العربي، وهذا الأمر فرض
عداوات دولية وعربية للبنان، أخذت تلقي بأثقالها الشديدة الوطأة على اللبنانيين. <o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">وإذا ما أضفنا إلى هذا الواقع ما نتج من آثار سلبية جراء
الحرب الأهلية التي ابتدأت في العام 1975، على تكوين الأمر الواقع في لبنان. فقد
جاء اتفاق الطائف، في العام 1989، برعاية سورية وعربية كانت على توافق معه، هذا
بالإضافة إلى استمرار الرعاية الأميركية لذلك الاتفاق، فقد وصل رؤساء الميليشيات
الطائفية التي شاركت بالحرب إلى المشاركة ببناء السلطة بعد اتفاق الطائف. هذا
علماً أن رؤساء الميليشيات احتلوا المقاعدة السياسية، واحتل مساعدوهم المقاعد
الإدارية في المؤسسات الرسمية، وجزء من الميليشيات العسكرية أصبحت جزءاً من مؤسستي
الجيش والأمن الداخلي، هذا ناهيك عن أجهزة المخابرات الرسمية على شتى مستوياتها
واختصاصاتها، وأما الجزء الباقي من تلك الميليشيات فقد خضع لنظام مساعدتهم مالياً
من صناديق أحزابهم الطائفية. وبمثل هذا الواقع ما لا تستطيع الميليشيات من الوصول
إلىه بواسطة السلطة الرسمية، فهي تمتلك الاحتياطي الكافي من تلك الميلشيات المسلحة
من دون مظاهر، تستخدمها الأحزاب الطائفية في تنفيذ فرض سلطتها ضد كل خارج عن
إرادتها.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">إنه بلا شك أمن داخلي هش، تستطيع أية ميليشيا أن تهدده. فوحدة
الجيش والأجهزة الأمنية رهن بقرار أمراء الطوائف، فهم بستطيعون تقويضها عندما
تتناقض مصالحهم. وأصبح قرار السلم الأهلي أو الحرب الأهلية ملك أيديهم.<o:p></o:p></span></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="background: #FCFCE5; color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وماذا عن
العراق في ظل الاحتلال؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p dir="RTL" style="background: #FCFCE5; direction: rtl; line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">وأما في
العراق، ولأن الاحتلال الأميركي فرض دستوراً يضمن مصالحه. وعلى الرغم من أن بعض
مواده تنص على مفاهيم وطنية في ظواهرها إلاَّ أنها استنتسابية في بواطنها ولا
تُعتبر مقياساً لمحاسبة الميليشيات على أساسها، بل علاجها يقتضي اقتلاع عملية
الاحتلال من أساسها وتحرير العراق من الاحتلال، الذي يعني تحريره من التبعية
للخارج، وتخليصه من مرض النقص في المناعة الوطنية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><span style="color: black; mso-themecolor: text1;"><o:p> </o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-28566315102903687002020-08-20T11:42:00.002+03:002020-08-20T11:42:22.540+03:00(المفهوم الثاني): سقوط مفهوم الأمن الوطني الواحد، لمصلحة أمن ميليشيات الأحزاب الطائفية <p style="text-align: center;"> <span style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center;">سلسلة مفاهيم شاذة في معاجم أنظمة الطائفية السياسية (المفهوم الثاني):</span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: #00b0f0; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">سقوط
مفهوم الأمن الوطني الواحد، لمصلحة أمن ميليشيات الأحزاب الطائفية <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16pt;">مع الفوارق بالدرجة والوضوح، وليس بالمفهوم النوعي
العام، حلَّت ميليشيات الأحزاب الطائفية في كل من لبنان والعراق، محل المؤسسات
العسكرية والأمنية الموحدَّة وأمسكت بالقرار الأمني إلى جانب المؤسسات المشتركة.
وقد برز نفوذ الميليشيات في مظهرين أساسيين، وهما:</span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المظهر
الأول:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">
فرض اعتراف الدولة، مباشرة أو مداورة، بشرعية تلك الميليشيات كأمر واقع. وأصبح لكل
ميليشيا أجهزة أمنية واستخباراتية ومواقع تدريب على السلاح، هذا ناهيك عن تخزينه،
وبالكميات والنوعيات. وهي ذات صلاحية باستيراد السلاح من الجهة التي تريد.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المظهر
الثاني:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">
كل حزب من أحزاب السلطة الطائفية حصة في المؤسسات الأمنية والعسكرية، تأمر
بتعيينهم من بين أنصارها من الموثوق بولائهم لأحزابها أكثر من ولائها للدولة.
وبمثل هذا الوجود يستطيع أي حزب طائفي أن يعرقل أية خطة أمنية أو عسكرية أو حتى
مخابراتية لا تتم من دون موافقته عليها. وهذا الوجود هو بمثابة (احصنة طروادة)
للأحزاب الطائفية، وهو الأمر الذي يعيق المؤسسات العسكرية والأمنية الموحدة من
تنفيذ أية خطة لها صلة بالمحافظة على السلم الأهلي، أو بحماية حدود الدولة
الجغرافية. إذ يصبح هذا السلم على كف عفريت طائفي، إذا تمَّ تجاوز مصالح هذا الحزب
أو ذاك. ففي هذه الحالة تستطيع الآحزاب الطائفية لا أن تهدد السلم الأهلي فحسب،
وإنما تهدد وحدة تلك المؤسسات أيضاً. وهذا يشكل أحد أشد المخاطر على المؤسسات
الرسمية المنوط بها حماية الأمن الداخلي وأمن السلم الأهلي، لأنه إذا عجزت
قياداتها تحت ضغط الأحزاب عن إلزام المنتسبين إليها بتنفيذ الأوامر، فسوف تتفتت
وقد يتقاتل أبناء المؤسسات الواحدة، وينزلون إلى خنادق متقابلة. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تلك تجربة عرفتها أحداث الحرب الأهلية الدامية التي
حصلت في لبنان بعد العام 1975، حينذاك انقسم الجيش اللبناني إلى ألوية طائفية، كل
لواء منها محسوب على طائفة يأتمر بأوامر زعمائها، وأصبح أحد أدوات الميليشيات
المسلحة يأتمر بأوامر قيادة تلك الميليشيات وبما يضمن مصالحها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما في عراق ما بعد الاحتلال الأميركي، ووكيله
الاحتلال الإيراني، فتكاثرت الميليشيات حتى داخل الطائفة الواحدة، وقد عرفت
الشيعية السياسية خاصة أكبر عدد من الميليشيات التي أعلنت ولاءها للنظام الإيراني،
والتزمت جانب الدفاع عنه شريطة إعطائها الحرية بأعمال السرقة والنهب وفرض الخوات،
وتقاسم العائدات مع ذلك النظام. وعن ذلك، كشفت آخر التقارير أن الميليشيات تقاسمت
مناطق النفوذ في كل محافظات العراق. تلك الميليشيات حلَّت مكان الدولة، وشكلت
دويلات ميليشياوية تدير مؤسسات أمنية وعسكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية تحمي
سرقتها للثروات الطبيعية والسيطرة على مفاصل الحياة الاقتصادية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما عن تزوير المفاهيم فحدِّث ولا حرج، فقد زعمت
تلك الميليشيات أنها وطنية بامتياز خاصة عندما اضطربت العلاقة بين النظام الإيراني
وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. حينذاك نُسبت لتلك الميليشيات أنها عضو فيما
يسميه النظام الإيراني (محور المقاومة والممانعة) لتطهير الأرض العربية من الوجود
الأميركي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وعن واقع تلك الميليشيات نجد من الضروري إلقاء
أضواء خاصة عنها، لما لها من علاقات وثيقة مع أطماع النظام الإيراني في الوطن
العربي، وزيادة نفوذ قوته الإقليمية الخاصة في مجرى الصراع الذي يجري تحت اسم
مشروع الشرق الأوسط الجديد. وبما له علاقة بتمويل الميليشيات الأخرى في أقطار
عربية أخرى غير العراق.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كان الإعلان عن انتساب تلك الميليشيات في العراق
وغيره إلى (محور المقاومة والممانعة) المزعوم يشكل غطاء وهمياً لأهداف خطيرة ضد
الأمة العربية. ونحن نحسب أن تلك الميليشيات ما كانت لتنتسب إلى ذلك المحور لولا
وجود أسباب أخرى، ذات منافع خاصة ومجزية لزعمائها وكوادرها الأساسيين. وتلك
الأسباب تعود للدفاع عن مصالح مالية هائلة تحصل عليها قيادات الميليشيات. ومن
المفيد التفصيل في بعض وقائعها لما له علاقة بالسؤال القائل: إذا كان ضرع النظام
الإيراني قد جفَّ نتيجة الحصار الاقتصادي الأميركي الخانق، فكيف يستطيع هذا النظام
تقديم مساعدات لحلفائه وأصدقائه في العراق واليمن وفلسطين وسورية ولبنان؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بحثاً عن جواب على السؤال، نختصره بنتيجة سريعة
نقوم بتفصيل بعض جوانبها. والنتيجة السريعة هي أن (محور الممانعة والمقاومة) تحول
إلى محور للمقاولة في العراق وعلى حساب آلام الشعب العراقي ونهب ثرواته الطبيعية،
وهذا ما أكدته الوقائع والمعلومات، والتي تدل على ما يلي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-يشكل
الحرس الثوري الإيراني خلية أزمة للتنسيق بين شتى الميليشيات الموالية لنظام ولاية
الفقيه </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">يتم استخدام بطاقة</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> Qi
Card</span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"> </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">من قبل شخصيات الميليشيات المدعومة من إيران الذين يديرون مخطط
"موظفين أشباح" (فضائيين) على نطاق واسع لسرقة مئات الملايين من
الدولارات من الرواتب الحكومية، وقد سُجِّل حوالي 70.000 جندي (فضائي).</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-كل ميليشيا
لها قيادة تشرف على عملياتها العسكرية والأمنية والاقتصادية وتنظم شؤونها في شتى
الحقول. ولعلَّ من أهمها: (</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">عمليات
التضليل الروتينية لنقاط التفتيش، والاحتيال المصرفي، والاختلاس من الرواتب
الحكومية</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">).
</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">وغالباً ما تضم الحكومات العراقية (أشخاصاً
لهم صلات ببعض أسوأ مشاريع الكسب غير المشروع التي ابتليت بها البلاد</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">). (</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">إن أولويتهم القصوى هي الحفاظ على نظام عراقي يتم فيه بيع كل
شيء).</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"> (</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">الفساد ليس مجرد مشكلة سياسية أساسية، ولكنه المحرك الأهم
لمعظم المشاكل الأمنية). إذ (تبدو الحياة السياسية في العراق وكأنها حرب عصابات،
في كل وزارة حكومية، يتم تخصيص أكبر الغنائم بالاتفاق غير المكتوب على فصيل أو آخر</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.(</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>
(الفساد هو الطريق الثالث للسياسة العراقية: لمسه يمكن أن يقتلك أنت أو أقاربك
بسهولة). (عام 2014، عندما استولى داعش على المدن، كانت النتيجة الرئيسية هي ظهور
سلالة جديدة الميليشيات التي ساعدت في هزيمة داعش، والمعروفة مجتمعة باسم الحشد
الشعبي</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> والحشد اتحاد فضفاض للجماعات المسلحة، اعترف
رئيس الوزراء حيدر العبادي بها كجزء من قوات الأمن في البلاد، ويتقاضون رواتب
منتظمة مثلما يحصل عليه الجنود وضباط الشرطة)</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> ومن أهم تلك الجماعات هي كتائب حزب الله
التي (بنت إمبراطورية اقتصادية، من خلال شق طريقها إلى الشركات الشرعية والعقود
الحكومية). و(الشركات العادية والبنوك تم طردها من قبل أولئك الذين يدعمون الأحزاب
السياسية والميليشيات الرئيسية).</span><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>-تسيطر كل ميليشيا على محافظة من محافظات العراق، بحيث تشكل
المرجعية الآمرة الناهية في جغرافية سيطرتها، ابتداء من الأمن الداخلي انتهاء
بالأمن الاقتصادي، الذي هو الغاية من تشكيلها، وهو تكديس الثروات بالنهب والفساد
والخوات، بحيث تتقاسم الأرباح مع قيادة الحرس الثوري الإيراني، ويذهب القسم الضئيل
منها إلى أفراد القاعدة الأمنية من جنود ورتباء وقادة مجموعات لتضمن ولاءها
وسيطرتها عليها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وما
وصل من تقارير يدل على أن المساعدات التي تُصرف إلى عملاء نظام ولاية الفقيه في
الأقطار العربية تكون نتيجية مساعدتها في تأسيس شركات وهمية بالتعاون مع
الميليشيات العراقية تجبي عائداتها لمصلحة تقوية نفوذها في أقطارها. وقد كشفت
المعلومات أن حزب الله اللبناني قد حاز على نصيب وفير من عائدات شركاته ومؤسساته
في العراق، وخاصة في محافظة البصرة الغنية بالنفط ومرافئ التهريب. هذا ناهيك عن
أنه يلتزم تهريب أموال قيادات الميليشيات نقداً إلى لبنان من أجل تبييضها، والتي
بلغت كما أشارت التقارير عشرات المليارات من الدولارات. وقد تكشف تقارير لاحقة عن
تفاصيل أكثر، وهذا ما يفسِّر مظاهر الغنى الفاحش التي يبدو عليها وضع الحزب المالي
في لبنان. وذلك بتقديمه الرواتب المرتفعة في وضع لبنان المالي المنهار، وخاصة في
حالة انهيار الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها. كما يفسر الوضع المالي لأنصار
حزب الله في لبنان من الذين يستلمون مساعدات مالية بشكل مباشر، أو عبر توفير فرص
فتح شركات لهم للمقاولات في العراق.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-بانتظار
صدور تقارير أكثر وضوحاً، وأكثر تفصيلاً، قد تنكشف وسائل تمويل أصدقاء نظام ولاية
الفقيه في أكثر من قطر عربي، من المرجَّح أن تكون مساعدتهم تتم عن توفير فرص لهم
في شركات المقاولات في العراق.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-83425022302291202852020-08-15T19:51:00.002+03:002020-08-15T19:51:32.266+03:00-المفهوم الأول: الوحدة الوطنية في مفهوم أحزاب الطائفية السياسية:<p style="text-align: center;"> <span style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 16pt; text-align: center;">مفاهيم
شاذة في معاجم أنظمة الطائفية السياسية (المفهوم الأول)</span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: #00b050; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 18.0pt;">-المفهوم
الأول: الوحدة الوطنية في مفهوم أحزاب الطائفية السياسية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تمهيد للملف</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تؤكد كل دساتير العالم على أن وحدة الأرض والشعب من
أساسيات بناء الدولة العصرية. وعلى كل مواطن أو مجموعة واجب المحافظة عليها، والدفاع
عنها. وخلافاً لهذا المبدأ نجد في نظام الطائفية السياسية في لبنان، وكذلك في
العراق ما بعد الاحتلال، مفاهيم شاذة لا علاقة لها ببناء وطني سليم. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومن أجل الكشف عن تلك المفاهيم، سنفتتح ملفنا هذا
بالنظر ببعض ما استطعنا التقاط فكرته من تلك المفاهيم التي تتناسب مع مصالح أحزاب
الطائفية السياسية ولكنها تتناقض تماماً مع مصلحة الوطن ولذلك اعتبرناها شاذة. وهي
شاذة فعلاً لأن لكل طائفة من طوائفه مفاهيمها الخاصة حنى ولو تناقضت مع المفاهيم
الوطنية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولكي نحيط بها كلها لتشكل ثقافة موحَّدة للوطنيين
من الرافضين لنظام الطائفية السياسية، نعتبر هذا الملف مفتوحاً أمام كل من يلتقط
فكرة حول مفهوم شاذ منها، ولذلك ندعو الأحزاب الوطنية، والكتاب والمثقفين
والمفكرين في لبنان من أجل الإسهام في هذه الورشة وذلك من أجل الكشف عن واقع أحزاب
النظام الطائفي السياسي ومفاهيمه الشاذة التي يعمل كل حزب منها على تثبيتها على
حساب وحدة الثقافة الوطنية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 18.0pt;">-المفهوم الأول: الوحدة
الوطنية في مفهوم أحزاب الطائفية السياسية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">من أهم مفاهيم الدولة الحديثة أن ينقسم المواطنون
إلى فئتين: فئة حاكمة، وفئة معارضة. تلك معادلة تفرضها الأعراف والقواعد
الديموقراطية. تتسلم الحكم فيه أكثرية نيابية حازت على أكثرية المقاعد في المجلس
النيابي. ولها وحدها صلاحية الحكم في شؤون الدولة الداخلية والخارجية. ويكون من
صلاحية المعارضة أن تراقب وتعلن رأيها في كل ما يصدر عن الحكومة من قرارات. ولا
تُسمى أية حكومة بأنها (حكومة وحدة وطنية) إلاَّ في حالات الطوارئ القصوى لمواجهة
حدث طبيعي أو بيئي أو أمني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما في لبنان والعراق، القطران المحكومان بنظام
الطائفية السياسية، فتختلف المقاييس التي تُصاغ بها مفاهيم (حكومة الوحدة
الوطنية)، وتحلُّ بها مقاييس مصالح الطوائف بدلاً من المقاييس الوطنية الجامعة.
وفي تشكيلها تعتمد الأحزاب الطائفية الممثلة في المجلس النيابي مبدأ توزيع المقاعد
الحكومية بين تلك الأحزاب. ولذلك على رئيس الحكومة المكلَّف أن يمثَّل في حكومته
جميع المكونات الطائفية باعتماد مبدأ (مقاييس توزيع الحصص على الطوائف). ولذلك فلا
يمكن أن تمر أية حكومة لا تعتمد تلك المقاييس. وإذا حصل العكس من ذلك، ترتفع أصوات
من لم يتمثل فيها بالاعتراض والاتهام بأنها ليست حكومة لـ(الوحدة الوطنية). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن مفهوم الوحدة الوطنية في هذين النظامين، لا شكَّ
بأنه مفهوم شاذ. لأن العدالة في هذا المفهوم لا يقوم على أساس الكفاءة والنزاهة،
والعدالة والمساواة بإعطاء كل المواطنين فرصاً متساوية في حق التمثيل النيابي أو
الحكومي، أي أن تختار الحكومة لإدارة الدولة من هو أكثر كفاءة في حقله وأكثر نزاهة
بعيداً عن مقاييس التمثيل الطائفي. وبدلاً من ذلك تلتزم (حكومة المحاصصة
الطائفية)، التي زعموا أنها (حكومة وحدة وطنية)، بتوزيع المسؤوليات حسب التمثيل
الطائفي، حتى ولو كان ممثلو الطائفة أقل كفاءة ونزاهة من غيرهم من الطوائف الأخرى.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وعن هذا، والأكثر شذوذاً هو أن يتم اختيار ممثلي
الطوائف في مؤسسات الدولة، السياسية والإدارية والعسكرية والأمنية، من قبل الحلف
المعقود بين الأقلية السياسية الحاكمة والمؤسسات الدينية المتحالفة معها، بحيث لا
يحظى بالوصول إلى وظيفة إدارية أو سياسية من لا يرضى عنه ذلك التحالف. وبهذا
الامتياز يبقى من الصعب اختراق صفوف الطبقة الحاكمة لأنها تتحكم بمفاصل الدولة من
أكبرها وصولاً لأصغرها. وحيث إن الأقليات الحاكمة للأحزاب الطائفية تشارك كلها
بالحكم، لن تجد معارضة جدية في ظل هكذا نظام، وتتحول الحكومات إلى نسخة مصغَّرة عن
المجلس النيابي. وبدلاً من أن يشكَّل المجلس سلطة رقابية على أداء الحكومة فإنه
يتحوَّل إلى سلطة تغطي على الحكومات أداءها السيء، وبمثل هذا الدور تختفي المعارضة
وأهميتها في تشكيل رقابة على الحكومة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">واستناداً إلى هذا الواقع أصبح مفهوم (حكومة الوحدة
الوطنية) من مهازل نظام الطائفية السياسية. وارتكبت أبشع الجرائم السياسية
والاقتصادية والاجتماعية بحق الشعب اللبناني. وما المشهد الذي يظهر به لبنان في
هذه المرحلة سوى أكبر تلك المهازل، وهو من النتائج البارزة التي أظهرت كم أصبح
مفهوم الوحدة الوطنية هشاً ومزوراً وشاذاً في مكاييل حكم الطوائف. ولأن كل طائفة
تأتمر بقرارات الدول الخارجية المرتبطة بها وبمصالحها تحولت ما تُسمى بـ(حكومة
الوحدة الوطنية في لبنان) إلى حكومات الارتهان إلى إرادة الخارج ومصالحه.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وكذلك الحال في العراق، لا يصل إلى المجلس النيابي
أو إلى توزيره في الحكومة كل من ليس مدعوماً من حزب طائفي. ولن يصل أي حزب طائفي
إلى المجلس النيابي أو يتمثَّل في الحكومة إلاَّ من كان مدعوماً من قوة خارجية.
ولأن قوة التأثير قبل العام 2011 كان للحاكم العسكري الأميركي كان الرضى الأميركي
هو كلمة السر لوصول من يريد أن يصل إلى الحكم والإدارة. وبعد العام 2011 تحول
التأثير للحاكم المخابراتي الإيراني، أصبح رضاه يشكل المفتاح للوصول إلى السلطة
السياسية أو للسلطة الإدارية في المؤسسات. ولأن كل الميليشيات الفالتة في العراق
تحوز على رضى القوة الخارجية المؤثرة، ولأن كل ميليشيا طائفية لها الحق بأن تتمثل
في المجلس النيابي أو في الحكومة، تحول مفهوم (حكومة الوحدة الوطنية) إلى مفهوم
شاذ يشارك فيها كل من ارتضى أن يتنازل عن قرار بلاده المستقل والخضوع إلى إرادة
وقرارات القوة الخارجية المهيمنة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإنه عن هذا المفهوم نتج الكثير من المفاهيم الشاذة
الأخرى التي سنضعها تحت مناخل النقد والكشف عن مساوئها ومخاطرها ليس على مستوى
علاقة الحكم مع المواطن في لبنان والعراق في الشؤون الداخلية فحسب، وإنما ستتكشف
الكثير من الجرائم على مستوى علاقة كل من الدولة اللبنانية والعراقية مع الدول
الخارجية أيضاً.<b><o:p></o:p></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما المفاهيم التي سننشرها تباعاً، فهي التالية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 18.0pt;">-المفهوم الأول: الوحدة الوطنية في مفهوم أحزاب
الطائفية السياسية: <o:p></o:p></span></b></p>
<p align="left" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt 186.7pt center 232.75pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المفهوم الثاني: <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>سقوط مفهوم الأمن الوطني الواحد، لمصلحة
ميليشيات الأحزاب الطائفية .<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 50.5pt 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;">-المفهوم الثالث:
مصادرة حق الدولة في عقد الاتفاقيات مع دول خارجية والمحافظة على وحدة المؤسسات
الأمنية.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المفهوم الرابع: في الكوارث الوطنية الكبرى تحل
صناديق الإغاثة الطائفية بديلاً للصندوق الوطني الجامع: </span></b><b><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 50.5pt 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span lang="AR-SA" style="color: black; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-themecolor: text1;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>-<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="left" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt 186.7pt center 232.75pt; text-align: right; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: 79.9pt center 232.75pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><span style="mso-tab-count: 1;"> </span></span></b><span dir="LTR" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="LTR"><o:p> </o:p></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-87674443464448336432020-08-10T10:34:00.000+03:002020-08-10T10:34:35.191+03:00 بعد أن أفلت مشروع الشرق الأوسط الجديد عفاريت الدول الإقليمية<p style="text-align: center;"> <span style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy", serif; font-size: 18pt; text-align: center;">بعد أن
أفلت مشروع الشرق الأوسط الجديد عفاريت الدول الإقليمية</span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">في
العام 2011، وبعد انطلاقة مشروع الشرق الأوسط الجديد مستغلة انتفاضات الشعب العربي
التي انطلقت من تونس، وتحت دخانها، راحت الإدارة الأميركية تعمل على تنفيذ مشروعها
التفتيتي للوطن العربي، تحت الإشراف المباشر للصهيوني هنري برنار ليفي، الذي عرَّف
الإعلام عنه بأنه (مهندس الربيع العربي).<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ومنذ
أن استفاقت الدولة الروسية على خطورة ذلك المشروع لأنه يستهدف اقتلاعها من المنطقة
العربية، راحت تعمل على إفشاله بداية باستخدام حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن
سوَّقته الإدارة الأميركية تحت غطاء (حماية المدنيين السوريين) حينها صرح الرئيس
بوتين، قائلاً: (لقد خُدعنا في ليبيا، ولن نخدع مرة أخرى في سورية). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">منذ
تلك اللحظة علق منشار المشروع المذكور في عقدة النجار في سورية، فتأجلَّ تنفيذه،
ولو بعد تدمير هائل تعرَّضت له الدولة السورية. ومن الواضح، أن تراجع ذلك المشروع
كان انتظاراً لظهور فرصة مناسبة أخرى أمام التحالف الأميركي - الصهيوني. ولكن
انطلاقة المشروع فتحت شهية دول الإقليم المجاورة للوطن العربي فوجدت أن التراجع عن
التنفيذ قد يُغلق الأبواب أمامها ولن تجد فرصة أخرى خاصة أن الوهن قد أصاب أقطار
الوطن العربي، بحيث راح كل منها يلعق جراحه ويفتش عن مخرج ليداويها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وخلال
فترة التأجيل الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني، ربما لمعالجة
الثغرات في التنفيذ، ومن أهم تلك الثغرات أن النتائج أخذت تصب في مصلحة الدولتين
الإقليميتين، إيران وتركيا، وذلك بسبب تقدمهما عليه بنقاط نوعية تتمثل باستطاعتهما
إيجاد حواضن شعبية واسعة في الأوساط الطائفية في الأقطار العربية، يوفرها كل من
تنظيمات ولاية الفقيه والإخوان المسلمين. ولذلك رست صورة المشهد في مرحلة الترقب
الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني، على
الشكل التالي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-في
الجانب الإيراني</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">: حصَّل الجانب الإيراني في مرحلة تنفيذ المشروع على مكاسب خلال
تسع سنوات ما عجز عنه المشروع الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني طوال عشرات
السنين. ولعلَّ أكثر تلك المكاسب وضوحاً وقوة، الاستيلاء شبه الكامل على العراق،
وعلى الجانب الأهم في القرار السوري بعد القرار الروسي. وفي لبنان استطاع تشكيل
حكومة من لون واحد تمسك بالقرار اللبناني. وفي اليمن عرقل أي مشروع عربي لحل
القضية اليمنية وسيطر على المساحة الجغرافية الأكبر، ومعظم الحجم السكاني فيه.
وسيطر على نصف القرار الفلسطيني المتمثل بدعمه لحركة حماس في غزة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وبسبب
استئثاره بمعظم ما تمخَّض عنه المشروع من نتائج إيجابية، أصاب العلاقات الأميركية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الإيرانية بعض
الارتباك، الأمر الذي دفع بالنظام للتمسك بقوة بما حصل عليه من نتائج، خاصة أنه
راح يبني آمالاً على استكمال مشروعه الخاص، ووصل به فائض القوة التي امتلكها إلى
الشعور بأنه يمكنه مواجهة حليفه. فحصل الاشتباك على قواعد اقتصادية ناعمة، لم
تُثنه عن المواجهة. وهي لا تزال مستمرة بينهما ولكن بطرق لا تطال سوى القشرة
بالاشتباك الذي ظاهره عسكرياً، وباطنه طريقة العض على الأصابع التي يخسر فيها من
يصرخ أولاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-في
الجانب التركي:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> بعد أن تعرقل تنفيذ المشروع على الأرض السورية، وإسقاط نظام
الإخوان المسلمين في تونس ومصر، وأخيراً في السودان. والقسم الأكبر منه في ليبيا،
أصاب نظام أردوغان الخوف من أن يخسر كل أوراق القوة التي كسبها في المراحل الأولى
لتنفيذ المشروع. ويظهر أنه استغلَّ فترة الإرباك في القرار الأميركي في مرحلة
انشغال إدارة ترمب بالانتخابات الأميركية، فأخذ يشحذ سلاحه من أجل العمل على تنفيذ
ما عجز عن تنفيذه في مرحلة ما بعد العام 2011. ويكون من المفترض أنه أراد أن يستغل
أوراق قوته التي كانت لا تزال كامنة في الزوايا التالية:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-<b>علاقته
المتينة مع حكومة السراج</b>، خاصة أنها تعتمد في قوتها على تنظيمات الإخوان
المسلمين الإرهابية التي تسيطر على طرابلس العاصمة، وذلك استباقاً لمتغيرات جذرية
قد تحدثها حركة الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر. فاستند إليها في إعادة السيطرة
على ليبيا كلها بعد أن استطاعت حركة حفتر منذ العام 2014 تحقيق متغيرات وازنة على
الساحة الليبية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-لا
تزال <b>حركة النهضة في تونس</b> تحافظ على حيويتها وأوراق قوتها الشعبية على
الرغم من إسقاط حكوتها ذات اللون الواحد. وهي جاهزة للاستفادة مما قد يحصل عليه
حليفها التركي من مكاسب على الأرض الليبية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-على
الرغم من إسقاط نظام <b>الإخوان المسلمين في مصر</b>، وتراجع مسروعها في مصر،
إلاَّ أن جمر تأثيرهم لا يزال كامناً تحت الرماد، فهي تنتظر أي تغيير قد يحصل في
ليبيا لتلتقطه وتعيد بناء مشروعها في مصر من جديد.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وفي
السودان، وعلى الرغم من إسقاط نظام البشير المتحالف مع <b>الإخوان المسلمين</b>،
فإن حاضنتهم الشعبية لا تزال على قيد الحياة، وقد تقوم بحركة صحوة جديدة إذا ما
حصلت متغيرات في المحيط العربي للسودان.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وأما
في سورية، وفي ظل التواجد الروسي الاستراتيجي في سورية، ظلَّ نظام أردوغان، وسيبقى
شريكاً في القرار السوري، وهذا ما سوف تحافظ إدارة بوتين علىه طالما تخشى من
استعادة استقطابه من قبل الإدارة الأميركية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إذن
استعادة النظام التركي دوره في إحياء تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد يصبح
مفهوماً من خلال توظيف أوراق القوة التي يمتلكها بمعزل عن الإدارة الأميركية صاحب
المشروع الأساس. وهو قد بدأ بالتنفيذ ابتداء من ليبيا، في مرحلة تُعتبر فيها
الإدارة الأميركية في أضعف حالاتها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إعادة
تنفيذ المشروع بواجهات إقليمية:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بعد
أن كان المشروع يُنفَّذ بواجهة وقيادة أميركية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> صهيونية، ظهرت
الفرصة الثانية في هذه المرحلة، بوجه إقليمي تقوده تركيا. وما زخم التدخل التركي
وحجمه الآن على الأرض الليبية سوى البداية. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كانت
الواجهة الأميركية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيونية عند بداية تنفيذ المشروع في العام 2011،
تستفز المشاعر العربية والإسلامية، ولولا المشاركة الإيرانية والتركية لما كان
تنفيذه ليستقطب قبولاً لما تمثِّله الواجهة الأميركية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوتية من
قبح يستفز المشاعر الشعبية. ولهذا السبب كانت المشاركة الإيرانية والتركية تشكل
خطورة أكبر على الوضع العربي لأنها تتميز بتوفير عاملين أساسيين لا تتوفر لنسخة
المشروع الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني، وهما:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-يتمثَّل العامل الأول بالحاضنة
الشعبية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">
التي يوفرها نظام ولاية الفقيه في إيران في قطاع واسع من الشرائح الشيعية في الوطن
العربي. وتلك التي يوفرها نظام الإخوان المسلمين في تركيا في قطاع واسع من الشرائح
السنية فيه.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-والعامل الثاني يتمثَّل بالتجاور
الجغرافي،</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">
وهو وجود إيران على البوابة الشرقية للوطن العربي، ووجود تركيا على بوابته
الشمالية. وهو ما يضمن الإمداد اللوجستي العسكري لهما في مشروعهما لاستقطاع حصة كل
منهما من الأرض العربية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">نجاح تنفيذ المشروع مضمون
بائتلاف دولي </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> إقليمي:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإذا
كان من غير الممكن أن يتم تنفيذ المشروع بنسخته الأميركية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيونية من
دون إسناد ومشاركة إقليمية؛ فإنه أيضاً لا يمكن تنفيذه بنسخته الإقليمية من دون
رعاية أميركية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> صهيونية.
ولهذه الأسباب لا نرى موجباً لفصل النسختين عن بعضهما، بل هما متكاملتان وتصبان في
نتيجة واحدة، وهو إعادة تفتيت الوطن العربي وتقسيمه حصصاً بينهم. ولكل تلك الأسباب
أيضاً، نحسب أن تنفيذ المشروع<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>تنفيذهبدأ
بواجهات إقليمية، ودعم ومساندة أميركية صهيونية. ومن أهم مظاهرها ثلاثة أشكال: <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الشكل الأميركي الذي
يعتبر أن منع وحدة الأمة العربية، وفرض التفتيت والتقسيم ونشر التخلف، من أهدافه
الاستراتيجية منذ مؤتمر كامبل بانرمان (1905 </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> 1907). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-والشكل الإيراني، بأهدافه
التاريخية والأيديولوجية، والذي ازدادت وتيرة تنفيذه سرعة وقوة بعد استلامه العراق
من قبل الإدارة الأميركية في العام 2011. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-وأما الشكل التركي،
بأهدافه التاريخية والأيديولوجية أيضاً، والذي كاد يُصاب بالهزيمة بعد أن أفلس
بإخضاع الساحة السورية، فراح يلتف على فشله من خارج تلك الساحة، ولجأ إلى البوابة
الليبية، حيث هي مؤهلة للانفتاح أمامه بواسطة حكومة السراج المدعومة بالميليشيات الإرهابية
التي تربطها أصلاً بحكومة أردوغان روابط عقيدية وثيقة. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وما
الخلافات التي تحصل أحياناً بين أشكال التنفيذ الثلاثة لا علاقة لها بجوهر
الأهداف، وإنما بقشور المتغيرات التي تحصل من هنا أو هناك. ولهذا يتم توزيع
الأدوار دائماً ويبقى الهدف واحداً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كل
الأدوار في تنفيذ المشروع تصب في خدمة الملك كما في لعبة الشطرنج:<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وبناء
على معادلة التكامل بين الأطماع الدولية والإقليمية، تنقسم لعبة الشطرنج إلى أربعة
أدوار، تتوزَّع بين الملك والوزير والقلعة والفيل وعموم البيادق، وكان مبتكر
اللعبة قد حدد دور كل منها. وللمقاربة بين أصولها وأصول الأرضية السياسية التي
تدور عليها أحداث اللعبة، فنرى التالي:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">1-الملكان: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">الثنائية في
الصراع الدولي، بين المعسكرين: الأميركي وحلفاؤه من الدول الكبرى. والروسي وحلفاؤه
من الدول الكبرى أيضاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">2-الوزيران: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ويمثلهما
الدولتان الإقليميتان الأساسيتان تركيا وإيران.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">3-القلعتان والفيلان</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">: ويمثلهما بعض
العرب عملاء الملكين والوزيرين، ويأتي في المقدمة منهم حركات الإسلام السياسي:
مشروع ولاية الفقيه، ومشروع الإخوان المسلمين.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">4-البيادق: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">عامة الناس من
الطائفيين المنفعلين بالمشروعين الإسلاميين السياسيين. وهم عادة ما يكونون من
المنفعلين بالوباء الطائفي، أو من المستفيدين من بعض مساعدات لا تكاد تدرأ عنهم
جوعاً أو مرضاً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">تسلسلاً
تصاعدياً، ينحصر دور البيادق، وهم من الحاضنة الشعبية للطائفيين، في حماية
العملاء، ويأتمرون بأمرهم وهم من المحسوبين على الهوية العربية، ويلعبون دور
(أحصنة طروادة) الذين تمَّ توظيفهم لاختراق أمن الدول التي ينتمون إليها. ووظيفة
أحصنة طروادة (حركات الإسلام السياسي) أن يقوموا بحماية الوزراء، وهما النظام
الإيرني والتركي. ودور الوزراء (التركي والإيراني) حماية الملكين (الغربي
والشرقي). وإذا انتهت اللعبة فسيبقى الملك، وتكون النتائج في أن تدفع القلعة
والفيل والبيادق، الثمن ولن يخسر الملك شيئاً. وبهذا يكون المشروع الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني قد
وظَّف العاملين الإيراني والتركي في خدمة المشروع الأم، مشروع الشرق الأوسط
الجديد.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
لماذا يتجددَّ تنفيذ المشروع بواجهة تركية بعد عرقلته لسنوات طويلة؟<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
كسب النظام الإيراني كل شيء، ولم يدفع شيئاً. وكاد النظام التركي يخسر كل شيء بعد
أن دفع الشيء الكثير. ومن أجل حفظ التوازن بالحصص في تقسيم الوطن العربي، راح
النظام التركي يفتح بوابات أخرى للعودة إلى ميدان التنافس من أجل استعادة حلم تم
تقويضه في الهلال الذي رُسمت معالمه في بدايات تنفيذ المشروع التفتيتي.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أصبح
من الواضح أن مشروع الشرق الأوسط الجديد، تفرَّع إلى ثلاثة مشاريع متقاربة النوايا
والأهداف، يتم تنفيذها بأدوات عربية وعلى الأرض العربية، يدفع فيها الثمن (البيادق
العربية) تحت قيادة وتحريض حركات الإسلام السياسي. تلك الحركات التي تدعم وتساند
وتقبل كل دعم ومساندة حتى ولو كانت مصادرها من التحالف الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وإن
ما يجب الإشارة إليه، إنه وإن تناقضت مسارات المشاريع الثلاثة في بعض المراحل، كما
هو حاصل الآن، فإن تفتيت الوطن العربي هو النتيجة المؤكدة. وإن ما يظهر الآن من
تناقضات بين المشاريع الثلاثة، هو حول نسبة الحصص. ولأن المشروع الأميركي </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني هو
المشروع الأم الذي أيقظ المشاريع الإقليمية من سباتها، فهو لن يرضى على الإطلاق أن
تستفرد أية قوة إقليمية بحصة نظيفة من جسد الوطن العربي ما لم تكن تحت سقف خيمته
وإشرافه ورهناً لقراره. وهذا ما تؤكده شروط لعبة الشطرنج، التي تحصر مهمة جميع
الأحجار بحماية الملك. ولذلك وإن استفاقت النزعات التاريخية الفارسية والتركية،
الشيعية والسنية، فغير مسموح لأي إمبراطورية، أو شبه إمبراطورية، أن تقصي المصالح
الغربية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيونية
وتتجاهلها. تلك المصالح التي من أجلها اندلعت حربان عالميتان أكلت أخضر العالم
ويباسه من أجل إسقاط أية قوة في المنطقة العربية لا تخضع لنفوذهما، ومن غير
المسموح لأية سحابة أن تمطر خارج أرض الإمبراطورية الغربية </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيونية.
وعلى الجميع أن يعملوا لحماية ذلك الملك، الذي لا يستطيع أن يرى أية قوة تعمل خارج
خيمته. وهذا ما يدفعنا إلى توجيه التساؤل للدولتين الإقليميتن، إيران وتركيا، إلى
متى تركبهما أحلام سرابية غير قابلة للحياة. وإلى دعوتهما إلى الخروج من سرابية
تلك الأوهام، وإعادة تقييم ما ارتكباه من أخطاء في حق جيرانهم العرب. ودعوتهما إلى
الاتزان والعقل ووعي حقيقة ثابتة تنص على أنه لا يمكن لأية قوة في العالم أن تنال
من أمنهما طالما محيطهما العربي محصناً ضد الاختراق، وإنه لا يمكن لأية قوة في
العالم تستطيع اختراق أمن أقطار الوطن العربي طالما كانت محمية بجدران إقليمية
محصنة ضد اختراقها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">دق
ناقوس الخطر إلى من أصيبوا بعمى الأوهام<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">كما
أصبح من الواضح أن النظام العربي الرسمي تنازل عن سيادته للقرار الوطني، وعمل على
تلزيمه للتحالف الاستعماري </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt;">–</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"> الصهيوني الأم، ووزَّع
ولاءه بين هذه الدولة الإقليمية وتلك. ومن المؤسف حقاً أن بعض هذا النظام كان يدفع
نفقات التنفيذ المالية. كما من المؤسف حقاً أن يدفع الشعب العربي نفقات الأرواح
والدمار.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
هذا الوضوح في وقائع الأمور، وإن كان مريراً، وحتى شديد المرارة يجب أن لا يدفع
لليأس، لأن في الأمة من لا يزال يمسك رباطة الجأش والعزيمة على الاستمرار في
مقاومة أكثر المشاريع استهدافاً لوجود الوطن العربي. إنها ثورة الشباب المستمرة
التي ابتدأت طلائعها تظهر في القطر الليبي منذ العام 2018، وفي السودان منذ أواخر
العام 2018، وكذلك في الجزائر. ويتم تتويجهما بثورة الشباب في العراق في أول تشرين
الأول من العام 2019، وانتفاضة الشباب في لبنان في 17 تشرين الأول 2019. هذا ناهيك
عن استمرار الثورة الفلسطينية في حراكها المتعدد الوسائل.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إنها
إشعاعات الأمل التي لن تنطفئ مهما ادلهمَّ الظلام. إنها الجرس الذي لا بُدَّ من أن
يخترق آذان الأنظمة العربية الصماء. إنه الناقوس الذي لا بدَّ من أن يُنذر دول
الجوار العربي بأن أحلامهم ليست مشروعة، بل ما هو مشروع هو عودتهم عن غيٍّهم
والإيمان بأن أمن الوطن العربي هو الضمان الحقيقي لأمنهم.</span><span dir="LTR"><o:p></o:p></span></p>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-17796304694579613582020-08-04T12:18:00.000+03:002020-08-04T12:18:03.015+03:00كما اللون الأبيض انعدام للون فإن الشر هو انعدام لفعل الخيرمن سلسلة مقالات (اجوبة صادمة)<div> كما اللون الأبيض انعدام للون فإن الشر هو انعدام
لفعل الخير<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg_5hv2AmLWkaAqjz10dauP4F9tbebKFlumx_vJukuvR-glpEf-KUnU-AJCzt83kkjRednX_UGfyPG9uHQvf9ud8Pa68rCGbxypkPyNqfPUIwtYSJE8b1eVInOW5p7OK5d8u7uAfeNLRjue/s388/Picture1.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="134" data-original-width="388" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg_5hv2AmLWkaAqjz10dauP4F9tbebKFlumx_vJukuvR-glpEf-KUnU-AJCzt83kkjRednX_UGfyPG9uHQvf9ud8Pa68rCGbxypkPyNqfPUIwtYSJE8b1eVInOW5p7OK5d8u7uAfeNLRjue/s0/Picture1.png" /></a></div></div><div> فكرة الله، احترام للذات البشرية: </div><div> بين من يعتقد بوجود إله خلق الكون
وسيبقى الكون خالداً بإرادة هذا الإله، ومن يعتقدون أن الكون خلق من عدم، ومصيره
العدم. يبقى الاعتقادان نظرية غيبية مجرَّدة قائمة على الافتراض والاستقراء
والاستنتاج. وهنا يتساوى الاعتقادان بإمكانية الإصابة والإخفاق. ولذلك لا يستطيع أي
منهما أن يدحض بيقين أسباب الآخر باعتقاده طالما استند الإثنان إلى القواعد الغيبية
في تفسير ما توصلوا إليه. ولهذا ليس هناك كافر ومؤمن. فكل منهما كافر من وجهة نظر
الآخر. والأمر كذلك، فليؤمن من يشاء، وليكفر من يشاء. أما نحن فنرى التمييز بين
الاعتقادين، بأننا ننحاز إلى جانب المقولة المنطقية التي تقول: (لا معلول من دون
علة). منطلقاً من هذا الاعتقاد، ومستنداً إليه، وإن كان مبنياً على نرجسية بشرية،
أقول: بأنه لن يتساوى مصير الحجر والشجر والحيوان مع مصير الإنسان. وإذا كان العدم
مصير كل من هذه الموجودات فهذا ليس مصير الإنسان لأنه يُعتبر سيدها على الكرة
الأرضية، والدلائل والبراهين العيانية على ما نقول به، أكثر من أن تحصى. ويكفي
الإنسان أنه يستطيع أن يُسخِّرها جميعها لخدمته. وأما لماذا الإنسان يتميَّز بما
ذكرنا، فلأنه يمتلك مقدرة عاقلة، تدل تجارب التاريخ وتطور الحضارة البشرية على تلك
المقدرة. فمسار الحضارة والتطور البشري يتصاعد بشكل يثير الدهشة والإعجاب. وهي تصل
إلى مستوى التطور التصاعدي الهائل. إن المقدرة العاقلة عند الإنسان جزء من ذات الله
الذي خلقها على غاية من التعقيد مما يعجز أحياناً عقل الإنسان على إدراكها. ووهبها
المقدرة على التطور التصاعدي. وهذا ما يفسِّر النقلات النوعية فيها على شتى الصعد.
وإذا كانت الحضارة المادية قد تصاعدت بهذا الشكل الهائل، والتي فيها تسود النزعة
المادية على ما عداها من النزعات النفسية والروحية، فهذا يفسِّر لنا مدى خطورة
الافتراق بين التطورين، ومدى خطورة غياب التوازن بينهما، الذي إذا ما اختلَّ فسوف
تعاني البشرية من آثارها البشعة على مستقبلها الأقرب فالأبعد. لقد حاولت الأديان أن
تردم الهوة بين التطورين، ولكنها فشلت وضلَّت الطريق لأنها استخدمت مقاييس البشر
المادية في تهذيب النفس والروح، وحصرت وسائلها بالعبادات دون غيرها من العناية
بتربية النفس والروح تساوقاً مع سموها وتعقيدها. ولعلَّ أخطر تلك الوسائل عند
الأديان، هي الزلفى إلى الله لأنها تعتبره الأقوى؛ وتعتقد بذلك، كما لو كان الله
إنساناً نرجسياً ترضيه الأدعية والصلوت والعبادات، والله أبعد ما يكون عن ذلك.
ولعلَّ أهم تلك المعضلات، كانت مسألة خلق الأفعال، إذ أخطأ الذين ينسبونها إلى
الله، والاعتراف بقدر الله ومشيئته، ونكران مقدرته على أن يهب الإنسان حرية اختيار
أفعاله. فإذا حصل خير من الأفعال فهي بفضل من الله، وإذا حصل شر فبقدر مكتوب منه.
وعلى الرغم من ذلك تقوم بتحميل الإنسان وزر ما يحصل، على فرضية أن الله سيحاسب
البشر على نتائج تلك الأفعال؛ فالعقاب لمن يخطئ، والثواب لمن يصيب. إشكالية العلاقة
بين الخير والشر: ليس الشر كما هو معروف عنه أنه متلازم لثنائية (الخير والشر)، وهو
ليس نزعة قائمة بذاتها، بل هو انعدام لوجود شيء آخر، وهو انعدام الخير. الله الذي
نؤمن به، كما نعتقد، لم يخلق في الإنسان نزعتين، نزعة الخير ونزعة الشر، بل هو خلق
نزعة الخير فقط، ومن لم يمارس تلك النزعة فكأنه يعمل شراً. فعمل الخير، إذن، هو
الفطرة التي خلق الله الإنسان عليها. أي حضَّ الله البشر على القيام بأفعال الخير
من أجل سعادتهم، فمن فعل خيراً فلنفسه ومن أجل سعادته، ومن خالف هذه النزعة فكأنه
يمتنع عن فعل ما يصب في توفير تلك السعادة، وهذا ما تمَّ الاصطلاع عليه بـ(فعل
الشر). تلك فرضية اقتضى قولنا بها أسباب ووقائع ونتائج استنباطية زوَّدتنا ببراهين
للدفاع عنها. وهذا ما سوف ندرسه في هذه المقالة. أولاً، وقبل أي شيء آخر، نرى أن ما
نبحث عنه، هو من المقولات الغيبية الماورائية. ففكرة الله استنتاجية واستنباطية
تعود أصولها إلى البحث عن وجود قوة تفوق قوة البشر، لا بل تقهرها. والبحث عن فرضية
وجود خالق للكون. وتراوحت الفرضيات بين وجود الله أم عدم وجوده. ولأن فكرة الله ما
ورائية، فهي لا تتساوى مع مستوى الواقع العياني الملموس أو المنظور أو المحسوس، بل
ترقى إلى مستوى المنطق النظري البرهاني المجرد. ولهذا نعتبر أن المسألة المطروحة
مسألة قديمة تعود أصولها إلى أول محاولة للعقل البشري انكبت على البحث في فكرة
الله، وتعود جذورها إلى متلازمة (العلة والمعلول)، أي أنه لا بد لأي موجود مصنوع من
وجود صانع له. فالكون الواسع بكل تفريعاته وتعقيداته لا يمكن أن يُخلق من عدم، ولا
بُدَّ من وجود صانع له. فكانت فكرة وجود (العلة الأولى) التي اصطلح على تسميتها
باسم (الله). واستتبع وجود هذا البرهان العقلي، البحث في وجود الإنسان ومصيره قبل
الموت كواقع عياني، ومصيره بعد الموت كافتراض ما ورائي غير منظور أو ملموس. ولهذا
ابتكر الإنسان وجود (فكرة الله)، واعتبر أنه مخلوق من مخلوقاته. ولأن الإنسان يمثل
الوجود العاقل على هذه الأرض، فهو يشكل محور هذا الكون المنظور (الكرة الأرضية).
ولأن ظاهرة الموت استدعت وجود أسئلة عن مصير الإنسان بعد الموت، اكتنز تاريخ العقل
البشري الكثير من الأسئلة المعقَّدة التي وجد أن البحث عن أجوبة لها مهمة عسيرة
وأكثر تعقيداً ولكنه لم يستسلم بل ظل مستمراً في البحث عنها على الرغم من أنه لم
يجد حتى الآن براهين عيانية تقنع الأكثر تفكيراً عقلانياً، وكذلك الأكثر سطحية.
فالبراهين العيانية جامع مشترك بين المستويين. ومن بين أهم تلك الإشكاليات، أمام من
يبحث عن مصيره بعد الموت، كانت إشكالية الحساب بعد الموت. وقد ساد حتى الآن عند من
يعتقدون بوجود إله، ووجود حساب بعد الموت، أن من فعل خيراً سوى يلقى حساباً يؤدي
إلى خلاص نفسه ودخولها إلى الجنة. وإن من فعل شراً سوف يلقى حساباً يؤدي إلى دخول
نفسه إلى النار. تلك الإشكالية قادت إلى إشكالية أخرى تتلازم معها، هي السؤال عمن
خلق تلك الأفعال التي يتم محاسبة الأنفس عنها. هل هي من خلق الله، أم هي من خلق
الإنسان. وتلك، بلا شك، كانت من أهم المعضلات التي واجهت الفكر الديني في شتى مراحل
ظواهره. وما زالت تشكل حتى الآن المعضلة الأهم، والأكثر جذباً لحركة العقل البشري.
والتي منها انبثقت ما تُسمى بـ(ثنائية الخير والشر). ترابط خلق الأفعال بفكرة
الخضوع والسيطرة: تعود أصول خلق الأفعال إلى بداية العلاقة بين القوي والضعيف.
القوي الذي يمتلك المواد الأولية التي لا يمكن للحياة أن تستمر بدونها. فالطفل
الوليد بحاجة إلى قوة الأب الذي يوفر الغذاء، وقوة الأم التي تحضن الأطفال. والأب
بحاجة إلى مساعدة توفرها قوى أكثر مقدرة منه. وهكذا تتكامل الحياة البشرية بوجود من
يملك، ووجود من لا يملك. فالذي يملك هو الأقوى، والذي لا يملك هو الأضعف. وبدلاً من
وجود حالة التكامل والتبادل بالخدمات فقد سادت فكرة الخضوع والسيطرة. وهذه الفكرة
عزَّزت نزعة الخاضع إلى كسب رضى الأقوى، ونزعة الأقوى للسيطرة على من هم بحاجة
إليه. وكانت النزعتان مرتبطتين بمسألة خلق الأفعال. فكانت البدايات المعرفية تقوم
على أن الأقوى هو من يخلق الأفعال، وهو الذي يحاسب الآخرين ليستحوذ على إرادتهم
ويضمن خضوعهم له، وطلب رضاه. فطاعته خير، والتمرد عليه شر. واستناداً إلى هذه
البدايات المعرفية، نسبت بعض الدعوات، وخاصة الدينية منها، خلق الأفعال إلى الله،
وكأنها تعيد المقولة المعرفية بأن الله هو الذي خلق الأفعال بالبشر ويحاسبهم عليها
تماماً كما كانت خاضعة لمقولة العلاقة بين الإنسان المسيطر والإنسان الخاضع؛
فالمسيطر له الحق في كل ما يفعله لأنه لم تكن سيطرته خاضعة إلى أي قيد من القيود،
يتصرف تجاه الضعيف كمالك له مثله كمثل أية مادة أخرى يستطيع امتلاكها. ولا ضير أن
يحاسبهم على أفعال لم يصنعوها، وذلك ترابطاً مع نزعة السيطرة التي يتميز بها الأقوى
بين البشر. فهو من يملك قوة فعل كل شيء، وفي ما يفعله الخير كله، وفي ما يرفضه الشر
كله. استناداً إلى التجربة الإنسانية العيانية المعاشة، ابتدأ تكوين المعرفة
الدينية، فاعتبرت أن الله القادر الوحيد والأقوى، شبيهاً بالإنسان القوي القادر،
وأضفت عليه صفات إنسانية يمارسها القادر من بين البشر، ولنسمه (الحاكم، أو المالك).
وتلك مواقع بشرية يستخدم فيها سلطته للهيمنة والسيطرة على غيره من البشر ممن هم
بحاجة إليه. يهب الطعام لمن يشكر، ويحجبه عمن يتمرد على الأوامر. ويمارس الضعفاء
دور المسكين المحتاج لأعطيات الأقوى، ولا ضير من أن يقدموا إليه فروض الطاعة
والخضوع لنيل الرضى والمغفرة. بينما الله خالق الكون، كما نعتقد به، خلق الإنسان
ليس ليكون عبداً، بل خلقه ليكون حراً مسؤولاً عن أفعاله. هذا هو الله، الذي لا
يحتاج إلى عبودية ولا شكر، بل هو يمثل دور قيم الأبوة والأمومة. وبحيث كانت تلك
القيم من قيم الله، فكما أن الأب والأم لا يحتاجا إلى شكر من أولادهما، ويمتنعان عن
عقابهم مهما كانت الأسباب، فكذلك هو الله الذي خلق تلك القيم. وأما عن السؤال عما
إذا كان المخطئ والمصيب يتساويان في الحساب، فلنترك هذا الأمر لأننا لن نصل منه إلى
أية نتيجة طالما ظلَّت تخضع لأسباب غيبية. وبدلاً من ذلك، لنتفرَّغ إلى استكناه ما
نعتبره أهم غاية خلق فيها الله الإنسان، وهو هدف أن يكون الإنسان سعيداً يتمتع
بحياة سعيدة وذلك بسلوك الطرق السليمة للوصول إليها، وهو ما نرمز إليه بوسائل تطبيق
أفعال الخير التي تعني الإنسان ضمن مجتمع، سواءٌ أكان المجتمع صغيراً أم كان
كبيراً، تبدأ من علاقة الأبوين بطفلهما، وتنتهي عند حدود المجتمع العالمي الأوسع.
الله خلق فطرة الخير وعلى الإنسان أن يستفيد منها لصنع أفعاله: ولأننا عالجنا تلك
الإشكالية في مقالة سابقة، عرضنا فيها قناعتنا بما جاء في كتابات الأولين عنها،
خاصة ما أتت به فرقتا القدرية والجبرية، على الرغم من تعارض هذه الاستنتاجات
والبراهين مع الفقه الديني، واعتبرنا فيه أن أعمال الإنسان هي من فعل الإنسان،
وليست من خلق الله وقدره، فإننا سنتابع في هذه المقالة، موضوع ما يتم تسميته
بثنائية (الخير والشر)، ولعلنا نستطيع أن نعبِّر فيه عن وجهة نظرنا، وعلى أن تكون
بشكل أكثر وضوحاً لدى القارئ. نعتقد أولاً أن الله خلق في الإنسان فطرة الخير فقط،
ولم يخلق فيه نزعة الشر، وهذا ما يقوِّض الأسس التي قالت بها الأديان السماوية
والتي أدَّت إلى ثنائية (الله والشيطان)، ومنها افترضت أن هناك نزاعاً دائماً بين
الله والشيطان، أي بين الخير والشر. وفي هذا النزاع كأنني بالأديان السماوية قد
افترضت وجود إلهين، واحد يأمر بالخير، والآخر يأمر بالشر. وفي هذا الافتراض ما فيه
من تناقض مع نظرية التوحيد الإلهية. بينما تعريفنا هو أن هناك إلهاً واحداً يدعو
للخير فقط، ولا يصدر عنه ما يدعو إلى الشر أو السماح بوجود من يدعو إليه ويأمر به.
وفي هذا تقويض لثنائية (الله – الشيطان)، وكذلك ثنائية (الملاك – الشيطان). وبهذا
نريد القول بأن الله غرس فطرة الخير فقط في نفس الإنسان العاقل، ورسم له وسائل
تطبيقها. فإذا طبَّقها حصل على سعادته، وإذا فشل فقد تلك السعادة. وهنا نجد أنه لا
بُدَّ من البدء بتوضيح رؤيتنا في تعريف هذه الفطرة. الخير هو الفطرة التي خلقها
الله في الإنسان: إن الله خلق الإنسان ليكون سعيداً في حياته، وخلق فيه كل ما
يساعده للعمل على توفير تلك السعادة. وترك له حرية خلق أفعاله، لأنه لو خلقها فيه
ويخضعه للحساب لكان ما يصدر عن الله منافياً لقواعد العدالة، وتلك من الصفات التي
لايجوز أن نفترضها عند إله عادل. وعندما خلق الله إرادة الخير فقط، ورسم فيها حرية
الاختيار، فقد خلق في الإنسان العوامل التي تساعده على توفير سعادته. فإن أحسن
تدبيرها فسيبقى سعيداً، لذا يكون استمرار السعادة مرتبطاً بإرادة الإنسان طالما
ظلَّ محافظاً على القيام بالأفعال التي تحافظ على سلامة أعضائه الجسدية والنفسية،
وكذلك القيام بدوره المنوط به بمساعدة الآخرين. وإن أساء التدبير فسوف ينحدر إلى
مستوى التعاسة الذاتية، والامتناع عن القيام بدوره الاجتماعي سوف يساهم بخلق
التعاسة عند الآخرين، وهذا ما نعني به ارتكاب الشر عندما يمتنع عن صيانة عوامل
الخير بالنسبة للذات وبالنسبة للآخر. تعريف عمل الخير: لأن السعادة، كهدف مقصود
للبشر، نعتبر كل ما يصب في توفيرها هو فعل للخير، وكل إهمال لها هو شر. وفعل الخير
ينقسم إلى أفعال مادية، وأفعال نفسية. فالله، حسب فرضية العلة والمعلول، خلق
الإنسان من روح وجسد. ولكل منهما عوامل تساعد على تنميته لتبقى عناصر تكوينها
سليمة، وسلامتها دليل على الحصول على السعادة الجسدية، وكذلك السعادة النفسية. وهذه
التنمية هي فعل من أفعال الخير. وإذا أهمل الإنسان هذه التنمية، فسوف تصاب العناصر
التي توفر السعادة بالتلف، وهذا ما يؤدي إلى عكس السعادة، وهذا ما نسميه بفعل الشر.
وفعل الشر مترابط ومتلازم مع فعل الخير، لو لم يوجد هذا لانتفى وجود ذاك. فموضوعة
الشر ليست قائمة بذاتها كما هو حاصل لفعل الخير، وهذا شبيه بتعريفنا للون الأبيض
الذي لا وجود له، وهو ما نسميه بـ(انعدام اللون)، وكذلك فإن فعل الشر هو انعدام فعل
الخير. أي ليس هناك عمل من أعمال الشر، بل هو تقصير في عمل الخير. فعمل الشر
المتعارف عليه في التقليد المعرفي، ليس عملاً له شروطه ولا موجباته ولا آلياته، بل
هو انعدام عمل الخير. في مواجهة الحساب يتحمل الظالم والمظلوم مسؤولية نسبية: لأن
الإنسان خالق أفعاله يتحمل مسؤولية الإصابة في خلقها أو الإخفاق فيها. ولأن القوى
الأخرى، المساعدة للفرد في خلق الأفعال لها دور محوري في خلق أفعال السعادة، ولا
يستطيع الفرد أن ينجح في عملية الخلق من دون العوامل المساعدة، يتحمل العامل
المساعد، حسب تعريفنا له، مسؤولية مماثلة. وهذا ما يمكننا تعريفه بمبادئ الحقوق
والواجبات. فمن يقصر في واجباته مسؤول عن التقصير، ومن يقصر بالحصول على حقوقه فهو
مسؤول أيضاً. ولذلك، يتحمل الفرد المسؤولية على مستويين: الأول، إخفاقه في خلق
الأفعال. والثاني، امتناعه عن مطالبة العوامل المساعدة بحقوقه عليهم. وظيفة رجل
الدين الحثَّ على الالتزام بالحقوق والواجبات: آخذاً التكوين المعرفي في علاقة
الأضعف بالأقوى بين أبناء البشر، بحيث يؤدي الأضعف فروض الطاعة للأقوى، اختصر رجل
الدين، ومن بعده المؤسسات الدينية، وظيفته بالدعوة إلى عبادة الله، وأتقن فنون
القيام بها. ونحسب أن تلك الوظيفة ترتبط تاريخياً ومعرفياً بالدعوة إلى طاعة الأقوى
التي تعود جذورها إلى تقديم فروض الطاعة للأسياد التي سادت في العصور الأولى لنشأة
الإنسان، والتي قام الفقهاء والكهنة، في شتى العصور اللاحقة، اتصالاً بالمراحل
الحاضرة، لترويجها والحضِّ عليها. ولما كانت عبادة الأقوى هي التقليد الذي لم تشذُّ
عنه الأديان السماوية، فقد كانت تلك عادة انعكست على تعريف علاقة المخلوقات بالخالق
بعد أن سادت رؤية التوحيد الإلهي. وصوَّرت الأديان السماوية الله بشكل بشري يغضب
وينتقم ويعتبر البشر عبيداً له عليهم أن يؤدوا فروض الطاعة والعبادة له. ولأن الله
الذي نعتقد به لا حاجة لعبادة البشر، ولأنه خلقهم بأفعالهم ليصلوا إلى مستوى متقدم
من السعادة الذاتية، وحثَّهم على الفعل الذي يحافظ على سلامتهم الجسدية والنفسية،
وهو ما رمزنا له بفعل الخير لخدمة الذات وخدمة الآخرين، نعتبر بناء على ما تقدم أن
من ينتدب نفسه للإرشاد الديني أن يحث على قيام الإنسان بواجباته تجاه نفسه، وأداء
حقوق غيره، على قاعدة أنه ليس هناك أقوى وأضعف، بل هناك تكامل جماعي يؤدي فيه كل
فرد واجباته. وفي هذه القاعدة ما فيها من الأصول القيمية التي تساعد على الوصول إلى
السعادة التي أرادها الله، وليس إلى تعليم فنون العبادات التي لا يحتاجها الله على
الإطلاق. فمن دعا إنساناً للمحافظة على واجباته تجاه ذاته، وتجاه غيره من البشر.
وكل من حثَّ إنساناً على المطالبة بحقوقه ممن عليهم أن يؤدوا تلك الحقوق، خاصة أن
الله خلق البشر لأجلها، لكان أجدى وأنفع للبشر من كل العبادات التي لا يحتاجها
الله. ونحن نعتقد بذلك لأن الله، بكماله، خلق البشر ليس لذاته، بل خلقهم ليكونوا
سعداء. ولم يخلقهم ليعبدون.
</div>مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-52994505989318189132020-07-30T09:52:00.000+03:002020-07-30T09:52:16.290+03:00قوة الحراك الشعبي تُقاس بقوة مطالبه ومشروعيتها الشعبية<p align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center; text-indent: 0cm; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">قوة الحراك الشعبي تُقاس بقوة
مطالبه ومشروعيتها الشعبية<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">لقد
ابتدأت التساؤلات، في الآونة الأخيرة، تتصاعد عن مصير انتفاضة لبنان التي شهدت
أكثر فصولها اتساعاً على مستوى شمولها الساحة اللبنانية، وانتشارها بين صفوف شتى
الشرائح الاجتماعية والسياسية والأطياف الدينية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">بعض
تلك التساؤلات ازدادت بين أحزاب السلطة الحاكمة، وبعضها الآخر على مستوى الجماهير
الشعبية بشتى تلاوينها والتي شملت تلك التي تدين بالولاء لتلك الأحزاب. ومستوى
الحراكيين أنفسهم الذين لا يزالوا قابعين في خيم الاعتصام أو أولئك الذين يتحركون
في شتى الاتجاهات حيث توجد المؤسسات الحكومية الأكثر ضلوعاً في جرائم الهدر
والفساد والرشوة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
ظاهرة جديدة في لبنان بحجم تلك الانتفاضة التي هزَّت عروشاً بنتها أحزاب السلطة من
جرائم السرقة والنهب والضحك على ذقون الأنصار والمحازبين المنساقة لأطروحاتها
الفاسدة، لن يكون من المستغرب أن تكون محوراً لأنظار من هو ضدها ومن هو معها،
لمعرفة وضعها الراهن الآن بعد عشرة أشهر من اندلاعها. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">فأما
أحزاب السلطة فتتمنى أن ينزاح عن كاهلها عبء ثقيل إذا ما استمر فهو يهدد مصيرها
السياسي ومصالحها المالية. ولذلك فهي لا تترك منفذاً لضربها إلا وسلكته، سواءٌ
أكان على طريق الترهيب بواسطة أدواتها المخصصة لـ(البلطجة)، أو بواسطة مثقفيها من
الإعلاميين، أو حتى برشوة أنصارها بصناديق من المؤن التموينية أو بإغرائهم
باستمرار دفع رواتبهم ومساعداتهم الهزيلة. وبالطبع بين هذا وذاك يُصرُّ أمراء
الأحزاب الحاكمة وقديسيها على إجهاض تلك الانتفاضة التي هزَّت مكانتهم التي وصلت
إلى حدود القداسة بنظر أتباعها.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
فقراء أنصار أحزاب السلطة فيتساءلون، على الرغم من مرارة ما يتساءلون عنه، عن مصير
الانتفاضة ليس كرهاً بها ولكنهم يستجيبون إلى نداء بطونهم الخاوية وعجزهم عن مواكبة
الانهيار الهائل في عائداتهم أو رواتبهم على ضآلتها. هؤلاء وإن كانوا يخشون غضب
الأسياد والأمراء، لكنهم يدعون من كل قلوبهم أن تستمر الانتفاضة حتى لا يفقدوا
الأمل في إزاحة كابوس المجاعة والعوز الآتي إليهم، والذي يزيد من همومهم كل يوم
كابوساً على كابوس.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
الحراكيون أنفسهم، فهم بدورهم يتساءلون أيضاً، خاصة بعد أن تقلَّصت أعداد
المشاركين في نشاطاتهم. وتساؤلاتهم لا تنم عن إحباط لأنهم تجاوزوا مرحلة الإحباط،
ولكنها تنم عن الشعور بالخيبة من غياب الفقراء عن النزول إلى الشارع لتدعيم الصوت
الوحيد الذي يعبِّر عن آلامهم وحاجاتهم.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وبناء
على هذا التقسيم، يُعتبر الصراع الدائر بين أحزاب السلطة كطرف أول وبين الحراك
الشعبي كطرف ثاني، بمثابة صراع على من يستطيع كسب الأكثرية الشعبية الصامتة، أو
المقهورة على أن تمارس الصمت. والتي بكثرتها إلى جانب هذا الطرف أو ذاك تُعطي
الأرجحية بكسب المعركة. فالأكثرية الشعبية تمثل المساحة الرمادية بين المشروعين،
مشروع الانتفاضة، ومشروع حماية نظام الفساد والسرقة والنهب. وكل منهما يراهن على
أن من يستطيع كسبها إلى جانبه، كأنه يوفِّر عوامل النجاح لطرف في معركته ضد الطرف
الآخر.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">ولذلك،
في المشهد الراهن، تبدو أحزاب السلطة متفوقة بحق القوة لأنها تستطيع حتى الآن أن
تدجِّن الأكثرية الشعبية، وتصادر قرارها بفعل عوامل القوة التي تؤثر بها عليها.
ولعلَّ من أهم مصادر قوتها على الأكثرية الشعبية موجودة في المزيد من الحقن
الطائفي، أو توفير الوظائف للبعض منها، أو بما تستخدمه من ضخ مساعدات ضحلة من حصص
التموين أو المساعدات المالية التي تسد بعض الرمق ولكنها لا تغني عن فاقة في
مواجهة فاتورة طويلة من الحاجات المعيشية. وفي حسابات القوة تُعتبر أحزاب السلطة،
بالنسبة للأكثرية الشعبية، أكثر قوة وتأثيراً من عوامل القوة التي تمتلكها
الانتفاضة الشعبية.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وأما
مشهد الانتفاضة الشعبية الراهن، فهي وكما امتلكته قوى الحراك الشعبي منذ سنوات
سبقت انتفاضة 17 تشرين الأول، فهي لا تزال تمتلك قوة الحق بما تختزنه من صدقية في
رفع أهداف شعبية، كانت ولا تزال تلامس عواطف الأكثرية الشعبية وتأييدها، من دون
استطاعتها أن تجذب العدد الأكبر منها إلى الشارع كما كانت عليه أعدادها في بداية
الانتفاضة قبل عشرة أشهر. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">وهي
وإن نجحت في ملء الشوارع والساحات بعشرات الآلاف من الشعب اللبناني، ومن شتى
الانتماءات الطائفية، ومن شتى المناطق الجغرافية، لكنها لظرف أو أكثر فقد قلَّت
أعدادها الآن بما لا يُقاس بما كانت عليه أعدادها في الأشهر الأولى من الانتفاضة
الأولى الأم. ولعلَّ في مرحلة الانحسار الشعبي تلك ما أثار شهية المحللين على رفع
السؤال: ما هو مصير الانتفاضة الشعبية في ظل هذا الانحسار الشعبي بعد مرور عشرة
أشهر على انطلاقة الانتفاضة؟<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">انطلاقاً
من مفهومنا لقوة الحق الذي هو سلاح الحراك الشعبي في مواجهة الحق بالقوة الذي هو
سلاح أحزاب السلطة، لا نرى بديلاً عن حتمية الانتصار الذي يقف إلى جانب قوة الحق.
ولكي لا نكون رومانسيين في إطلاق الشعارات، بل نؤمن بأن الدنيا لا تؤخذ بالتمني، ولكن
تؤخذ الدنيا غلابا. يدفعنا إلى التأكيد بأن قوة الغلاب تمتلكها الانتفاضة في
تعبيرها عن حقوق الشعب المأكولة والمسروقة والمنهوبة، وهي تضعف بمقدار ما يتم
إضعاف من يرفع صوت الشعب، وهنا لا تُقاس قوة الحق بعدد من يطالب به، بل بما يمتلك
من شرعية إنسانية ووطنية، وبقوة تعبيره عن الحقوق الشعبية بالعدل والمساواة. ولأن
صوت الحراك هو صوت الشعب الحقيقي، فهو يمتلك القوة إذن. وهذا ما يُوجب على
المنتفضين، على قلتهم الآن، أن يتسلحوا به.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">أما
وأن قلة العدد فيه ما يُحبط البعض، فعليهم أن يتأكدوا أن من لم ينزل إلى الشارع
الآن، سينزل غداً. لأن وطأة الأزمة تزداد وتتفرع، وإن صناديق التموين لن تلبي كل
حاجات الفقراء، وهي تسكت بعض الجوع، ولكنها لا تعني شيئا أمام هموم الشعب الأخرى.
فعلى ذلك الصوت أن لا ينطوي على نفسه، لأن من لم يسمعه أو هو مقهور على الامتناع
عن سماعه، سيبقى صوت الانتفاضة أمنية راسخة لا يتمنى الصامتون أن يسكت، لأنهم
سيجدون أنفسهم في يوم ما بين الصارخين في الشوارع والساحات بعد أن ينكشف الضعف
والكذب في أخاديع أحزاب السلطة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
أحزاب السلطة، ستصل في مرحلة من المراحل إلى الإفلاس الإعلامي والأخلاقي
والتبريري، خاصة بعد أن تجف مواردها التي تحصل عليها من الخارج أو من سرقات
الداخل، وساعتئذ لن تجد ما يغطي على كذبها بعد أن يتمَّ تجفيف مواردها، وستفقد
الشعرة التي كانت تربطها مع الفقراء والمحتاجين. وإننا نعلم أن سرعة التضخم الذي
يعاني منه الاقتصاد اللبناني، وخاصة السرعة الهائلة التي تنهار فيه العملة
الوطنية، ستجعل ما يتم تقديمه من مساعدات على قواعد طائفية بدون قيمة أو معنى،
لأنها لن تكفي أكثر من سد جوعة مؤقته، سوف تذوب بسرعة البرق. ولكن هل كرتونة
تموينية ستسدد فاتورة الكهرباء والمستشفى والمدرسة وإيجار المنزل، ووو...<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">إن
قوة الحراك الآن، وفي هذه المرحلة، لا تُقاس بعديده، بل تُقاس بقوة مطالبه
ومشروعيتها الشعبية. وإن قتله تحت هذه الحجة أو تلك كأنه قتل للضمير، وقتل الضمير
هو خسارة المعركة. وهذا ما يحدونا لوضع صورة لمستقبل الحراك على قاعدة أنه قوي
بالفعل بقوة الأهداف التي يرفعها:<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-مبدأ الاستمرارية لا جدال
فيه على الرغم مما ستتحمله القلة القليلة من أبناء الانتفاضة وبناتها من أعباء
وجهود وتضحيات، وتخويف وإحباط وزرع اليأس في النفوس.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-الانتفاضة ليست ضعيفة، بل
هي قوية بأكثر مما نتصور، فهي وإن كانت قليلة العدد في الساحات والتظاهرات، لكنها
قوية بمن يحيط بها ويحميها من مثقفين ومفكرين وسياسيين وذوي اختصاص، ووسائل
إعلامية وطنية، ونقابات لعلَّ نقابة المحامين الأكثرها تأثيراً.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-إن استمرار الانتفاضة
يشكل ناقوس النعي الدائم لأحزاب السلطة، والكشف عن جرائمها المعروفة، والعمل على
كشف ما ظلَّ مستوراً منها حتى الآن، أشد إيلاماً وأكثر وطأة على المجرمين، وإنهم
سيتنفسون الصعداء إذا ما بشرَّهم الناعي بموت الحراك في الشوارع، فعلى الانتفاضة
أن تستمر لكي لاتدع أعين المجرمين تغفو للحظة واحدة.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-المحافظة على لامركزية
الانتفاضة، وتوسيعها إلى أكثر مما هي عليه الآن، لكي لا تُثبت أن هناك مساحات
مملوكة لهذا الحزب المشارك بالسلطة أو لذاك. وذلك تطبيقاً لشمولية الاتهام (كلن
يعني كلن). <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-العمل على تفعيل وسائل
الحراك بوسائل جديدة، ولعلَّ شعارها الأخير بالدعوة إلى العصيان المدني يعابر من
معالم التصعيد بالوسائل.<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; margin-right: 25.55pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">-أن لا يخشى المنتفضون ممن
يتفرجون عليهم من على الشرفات، وأن لا يعتبروهم من المعادين لانتفاضتهم، بل هم
أكثر ممن يدعون لها بالوصول إلى أهدافها لأنها أهداف لهم. فهؤلاء إلى أن يحين
الظرف المناسب ليترجموا دعاءهم من على الشرفات إلى فعل نزولهم للمشاركة في
الشوارع، فهم ممن تربوا على ثقافة التواكل والتمني، فهم لا يزالوا ممن يؤمنون
بالمثل التالي: (اليد التي لا تستطع كسرها، قبِّلها وادع عليها بالكسر). وهم سوف
يغادرون مواقع التواكل إلى مواقع الفعل إذ أنهم سيشاركونكم، وإن جاؤوا متأخرين،
بكسر الأيادي، التي كانوا يقبلونها، بأنفسهم. <o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p> </o:p></span><span style="text-align: right;"> </span></p><br />مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-4160114530278052523.post-17803254062832981652020-07-25T20:04:00.001+03:002020-07-25T20:04:47.538+03:00عرض كتاب (تهافت الأصوليات الإمبراطورية) (الحلقة الرابعة 4/ 4)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; text-align: center;">
<b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";">عرض كتاب
(تهافت الأصوليات الإمبراطورية)<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj0y1X9ZMo6tO9mPnV_Pd7Bih7YvQRPNMdJZe-l_9y9z69B69RAOauE7Tf3Z9Kk9v04FB415DnjSgot4gX7vxmy5riosKyg1DhaoQCF8HYZR62Vz4fU14-rw_3GKX65pavAOZzXSsdZuPMf/s1600/Picture1.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="105" data-original-width="284" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj0y1X9ZMo6tO9mPnV_Pd7Bih7YvQRPNMdJZe-l_9y9z69B69RAOauE7Tf3Z9Kk9v04FB415DnjSgot4gX7vxmy5riosKyg1DhaoQCF8HYZR62Vz4fU14-rw_3GKX65pavAOZzXSsdZuPMf/s1600/Picture1.png" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; text-align: center;">
<b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: "Lotus Linotype"; mso-hansi-font-family: "Lotus Linotype";"><br /></span></b></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: normal; margin-right: 0cm; text-align: center;">
<b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif";">(الحلقة الرابعة 4/ 4)<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: normal; margin-right: 0cm; text-align: center;">
<b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "GE Jarida Heavy","serif";">(الفصل السابع والثامن)</span></b></div>
<a name='more'></a><b><o:p></o:p></b><br />
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 25.55pt; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 66.2pt center 232.75pt; text-indent: -11.35pt;">
<b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-الفصل السابع:<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 25.55pt; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 66.2pt center 232.75pt; text-indent: -11.35pt;">
<b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">آليات العمل الجبهوي من أجل النضال الوحدوي</span></b><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-size: 16.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";"><o:p></o:p></span></b></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 66.2pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">في هذا الفصل يركِّز الباحث على ضرورة ابتكار آليات
ضرورية من أجل التجديد في حركة الفكر لقوى وأحزاب حركة التحرر العربية، وإدامة
الزخم النضالي من أجل مواجهة القوى المعادية للمشروع القومي العربي. وعن هذا
يركِّز على عاملين أساسيين:<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 25.55pt; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 66.2pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-العامل الأول:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";"> وسائل المقاومة الشعبية على شتى مستوياتها.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 25.55pt; mso-line-height-rule: exactly; tab-stops: 66.2pt center 232.75pt; text-align: justify; text-indent: -11.35pt;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-العامل الثاني:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";"> ابتكار صيغ ورؤى للعمل الجبهوي بين أطراف حركة التحرر
العربي.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 20.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">وعن العامل الأول، فقد أفرد الباحث له مقطعين، يتناول
الأول فيهما (</span></b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">المقاومـة الشعبية العربيـة تردم المسافـة بين مفهوميْ النصر
والهزيمـة)، وفيه ينقد مرحلة النقد التي سادت في الخمسينيات والستينيات من القرن
العشرين التي غرقت فيها حركة التحرر العربية في نقد الأنظمة الرسمية وعجزها عن
الانتصار على الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين. وفيها تناسى الناقدون أن تحقيق
عوامل التوازن العسكري بينه وبين الدول العربية شبه مسحيل. وهذا ما أبعدهم عن
التفتيش عن عوامل القوة الكامنة في المقاومة الشعبية المسلَّحة. وهذا ما استكمله
الباحث في المقطع الثاني (نحو تأسيس مفاهيم جديدة للصراع مع المشاريع المعادية).
وفيها دعا الباحث إلى تعميق البنى المعرفية الجديدة، بحيث تكون مهمة المثقف دراسة
متغيرات المراحل، لا أن يتقوقع في مفاهيم ما قبلها. لأن (تجميد تلك البُنى يتعارض مع
أهداف توليد حركة معرفية عربية تصب في خدمة قضايا الأمة). على أن تكون تلك الأهداف
واقعية (تستخلص من تجارب الأمة دروساً تدفعها إلى التفتيش عن وسائل تكون أقرب إلى
التحقيق منها إلى الفشل). وأشار الباحث إلى ثلاث تجارب، من أهمها: المقاومة
الفلسطينية، والعراقية، واللبنانية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 19.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">ولذلك
أنهى الباحث إلى (الترويج لثقافة المقاومة العربية الشعبية الطويلة الأمد، وتضع
الجماهير العربية أمام مسؤولياتها في رفد حالة النضال المقاوم بالإمكانيات
والقدرات، وهي حتماً<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>قليلة التكاليف،
وبمقدور الجماهير الشعبية أن تقدمها).<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 20.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">وعن
العامل الثاني، فقد حلَّل الباحث شروط نجاحه، في أربعة مقاطع، نقد في المقطعين
الأول والثاني، غياب الشارع العربي وغياب حركة حزبية عربية ناشطة. وفي المقطعين
الأخيرين، قدَّم رؤيته وأفكاره التي يحسب أن تصب في مصلحة بناء إطار جبهوي ناجح.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 20.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">في
ظل غياب النظام العربي الرسمي النتخاذل أساساً، والذي يجد في التغيير انقلاباً على
مصالحه، فقد حمَّل الباحث مسؤولية غياب الشارع العربي في مساندة القضايا العربية
لإطراف حركة التحرر العربية. لأنها (ممزقَّة ومفتَّتة، فالقوى العلمانية
تتشرذم<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>إلى ثلاث: قطرية وقومية وأممية.
أما القوى الدينية، فتتشرذم إلى ما يوازي الأديان، والأديان تتشرذم إلى ما يوازي
عدد المذاهب في كل دين).<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 19.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">وهنا
يتساءل الباحث: (هل هذا الوضع الراهن يدعو إلى القنوط واليأس؟). ليجيب أن في تجارب
المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان دروساً تعيد الأمل إلى الشعب العربي، ويدعو
حركة التحرر العربية إلى التقاط الفرصة والاستفادة من انتصارات تلك المقاومات.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">ولكن كيف تستفيد
أحزاب وقوى حركة التحرر العربية من الضفحات المشرقة التي سطرتها المقاومة الشعبية
العربية، فيحددها الباحث بما يلي: قيام حركة نقدية داخلية لكل طرف فيها، وإلى
تذليل عوامل الإعاقة التي تحول دون انخراطها في عمل جبهوي موحَّد. ومن أجل ردم هذه
الهوَّة، يقدم الباحث الأفكار التالية:<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-تحويل الدعم
الخارجي التكتيكي للمقاومة في لبنان وفلسطين إلى عامل دعم استراتيجي يأخذ بعين
الاعتبار شروط عدالة القضية، وليس ما تقدمه من أثمان تصب في مصلحة الداعمين. ولأن
إيران هي التي تقدم هذا الدعم، يشكك الباحث في مصداقيته الإنسانية والأخلاقية. وما
يدعم صحة هذا التشكيك، تحالف النظام الإيراني مع أميركا علانية ومع الصهيونية بشكل
مستور في العراق. وتساءل: هل يمكن لإيران أن تتحالف مع الامبريالية والصهيونية في
العراق وتعاديهما في لبنان وفلسطين؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">وهنا، يحمِّل
الباحث مسؤولية لحزب الله في أن ينجو من الفخ المنصوب له. وإذا كان يدري هذه
الحقيقة، وهو يعيها لأنه جزء لا يتجزأ من منظومة ولاية الفقيه. فعلى القوى المؤيدة
له أن تعي حقيقة أهداف النظام الإيراني الحقيقية من دعم المقاومة اللبنانية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">ويستطرد الباحث
بالتأكيد على النقاط التالية: التكامل بين المقاومات الثلاث حاجة قومية. وغياب
الرؤية القومية يؤدي إلى استراتيجية جزئية، لذا تكون بداية التوحد في الاتفاق على
تحديد ثوابت الصراع. وتحديد مفاهيم المقاومات الاستراتيجية والفرعية. ويعتبر
أخيراً أن توحيد مركزيات المقاومة شرط ضروري لإحراز النصر الاستراتيجي.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">وفي
نهاية الفصل بحسب الباحث أنه (ليست المهمة بالسهولة الميسورة، ولكنها ليست
بالمستحيلة أيضاً. فصعوبتها تكمن في كثرة الإيديولوجيات التي ترسم خطى تياراتها،
ورفض استحالتها يكمن في أن الشعب العربي سيكون الداعم الأكبر لها، فهو مع أية
وحدوية في مواجهة العدوان الخارجي بغض النظر عن شكلها ولونها).<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoBodyText" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 25.55pt; margin-top: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-indent: -11.35pt;">
<b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt; mso-bidi-language: AR-SA;">-وفي خاتمة الكتاب:</span></b><span lang="AR-LB" style="color: red; font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;"><o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoBodyText" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify;">
<span lang="AR-LB" style="font-family: "Lotus Linotype"; font-size: 16.0pt;">يدعو الباحث
إلى ردم هوة الاختلاف حول الهوية القومية بين أطراف حركة التحرر العربي. وبناء أسس
لفكر قومي عربي متماسك وواضح.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">اعتبر
الكاتب أن <b>الاختلاف حول الهوية الثقافية والهوية القومية ، تشكل أزمة أساسية
تعيق طريق حركة التحرر العربي. </b>عن هذه الأزمة يتساءل الباحث: هل (التيارات
الثقافية التي تجر أجزاء الأمة إلى وحدات أخرى تقع خارج حدودها إلاَّ تيارات تكتسب
هوية ما بعد القومية؟ وإذا كنا حتى الآن لم ننجز بناء الأسوار السياسية لقوميتنا،
فهل يمكننا الاعتراف بمرحلة ما بعد القومية؟).<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">وخطورتها
تكمن في أن (الهوية الثقافية العربية أصبحت كالعربة التي يجرها عدة أحصنة، كل حصان
منها يجرها إلى اتجاه يعاكس تيار الأحصنة الأخرى، وفي مثل تلك الحالة سوف تنشطر
العربة وتتشظى. والثقافة عندنا، حتى ولو كانت لغتها العربية، ومنتجوها من الذين
يسكنون الأرض العربية، الثقافة التي لا تدعم أحصنتها قطر الدائرة وتشدها إلى
التماسك فإنها ليست ثقافة عربية).<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">ويستطرد
الباحث: إن (التيارات الثقافية ذات المشاريع السياسية القطرية والأممية، لعلها
الأكثر تأثيراً في الحفر تحت أسس الثقافة القومية من أجل تقويضها. ومن كل ذلك
نستنتج أن هناك أزمة ثقافية عربية فعلية، هناك اختلاف حول تحديد هويتها).<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">ويعالج
الأزمة من خلال دراسة تيارات ثلاثة، وهي: <o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-تيار
الثقافة القومية العربية التي تعمل لمصلحة بناء دولة قومية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-تيار
الثقافة الدينية السياسية التي تعمل لمصلحة بناء دولة دينية عالمية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-تيار
الثقافة المادية الصرفة التي تعمل لبناء دولة مدنية عالمية. <o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">وبعد
عرضها يعرض الباحث أمام الجميع بحث الإشكاليتين التاليتين:<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 19.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-الأولى:
إشكالية تعريف الهوية الثقافية نتيجة لإشكالية الاختلاف حول هوية الأمة<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 19.0pt; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">-الثانية:
تقوية جدران صمود الفكر القومي مسؤولية التيارات القومية.<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">وعن
ذلك ، ومن أجل بناء فكر قومي متماسك وواضح، يدعو الباحث إلى اعتبار ثوابت الفكر
النظري هي التي عليها أن تصوب متغيرات الخطاب السياسي. ودعوته تلك تعود إلى ما
يعتبره اختلاف </span></b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">(معالجات المفكرين العرب والحركات السياسية القومية لطبيعة
العلاقة بين أصالة الفكر القومي وحداثته، وبين حداثته وعصرنته. فهم، حتى الآن، لم
يتجاوزوا حدود التوفيق بالعلاقة بينهما، أي عملوا على تغليب خصوصيات الثقافة
التُراثية على ثوابت التشريعات القومية الحديثة، كما عملوا على تزويجهما بشكل لا
يؤدي إلى صياغة علاقات سليمة بينهما. بينما الوصول إلى تعريف لا يخضع لمعايير
الإيديولوجيا هو الأمر الموضوعي المطلوب، لأن هذه المعايير غالباً ما تتأثَّر
بالحركة السياسية والبيئة الثقافية السائدة، فتنتج تعاريف قد تكون قاصرة عن الوصول
إلى الحدود الموضوعية. ومن أجل التوفيق بين عناصر الموضوعية والعوامل الإيديولوجية
ليتكاملا، لا بدَّ من أن يكون للأيديولوجيا سقف موضوعي يحميها من الغرق في تغليب
الذاتي على الموضوعي).<o:p></o:p></span></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<br /></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-indent: 14.2pt;">
<b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";">ملاحظة: من يود الاطلاع على
الكتاب كاملاً، يمكننا تزويده بنسخة </span></b><b><span dir="LTR" style="color: red; font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt; mso-ansi-language: EN-US;">pdf</span></b><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-size: 16.0pt; mso-bidi-font-family: "Lotus Linotype";"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>.<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="Style7" dir="RTL" style="line-height: 22.0pt; margin-right: 0cm; mso-line-height-rule: exactly; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL">
<br /></div>
<br /></div>
مدونة العروبةhttp://www.blogger.com/profile/10038221872112616829noreply@blogger.com0