لقد تنوَّعت معالجات المفكرين العرب والحركات السياسية القومية لطبيعة العلاقة بين أصالة الفكر القومي وحداثته، وبين حداثته وعصرنته. فهم، حتى الآن، لم يتجاوزوا حدود أدلجة العلاقة بينهما، أي عملوا على تغليب خصوصيات الثقافة التُراثية على ثوابت التشريعات القومية الحديثة، كما عملوا على تزويجهما بشكل لا يؤدي إلى صياغة علاقات سليمة بينهما.
منذ الخروج السوري من لبنان، في نيسان من العام 2005، دخلت التيارات السياسية فيه مرحلة جديدة من الاصطفافات والتحالفات، التي وصلت إلى مراحل فرز حاد بينها، وانقسمت على قاعدة مشروعين متصارعين على قاعدة الهيمنة على القرار اللبناني كجزء من القرار العربي، وبما يحقق لكل منهما مصالحه ومن أهمها تقاسم النفوذ في الوطن العربي.
كان الهدف من احتلال العراق إسقاط آخر حصون المقاومة ضدالمشروع الأميركي
نص مقابلة مع الباحث والكاتب حسن خليل غريب
نُشرت المقابلة في مجلة المشاهد السياسي
العدد /602/ تاريخ 6/ 10/ 2007
إلتقت المشاهد السياسي، الباحث والكاتب حسن خليل غريب، وكانت لها جولة أفق فكرية وسياسية حول مدارات الفكرين القومي والديني، وكل ما لهما من تأثير في المرحلة الراهنة التي يعيشها الوطن العربي.
قبل احتلال العراق وقف العالم بأسره خانعاً وخاضعاً للهيمنة الأميركية عندما استولت إدارة المحافظين الجدد على موقع القرار الأول وتفردت بحكم العالم، حيث مانعها من مانع، واستسلم لها من استسلم، وركع أمام جبروتها من ركع.
مثَّل تموز في تاريخ العروبة المعاصر أكثر من محطة نوعية، فكانت ثورة 23 تموز/ يوليو 1952 في مصر، ومرَّت بثورة 14 تموز 1958 في العراق، واستقرت على 17 – 30 تموز في عراق العام 1968. وإن كان مفجرو تلك الثورات ينتسبون إلى حركات وأحزاب متعددة