الاثنين، يوليو 26، 2010

ثورة 17-30 تموز

-->
حسن خليل غريب:
ثورة 17-30 تموز حضَّرت الأمة لمقاومة كل طامع بأرضها وثرواتها وسيادتها


كلمة في احتفال «البالتوك» بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لثورة 17 30 تموز، الذي نظمته الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، وهذا نصها:
في البداية لا يسعني إلاَّ أن أتقدم من قائد المجاهدين، الرفيق عزة الدوري، بأحر التبريكات والتهاني بالذكرى الثانية والأربعين لثورة 17/ 30/ تموز. وعبره أتقدم بأحر التهاني لكل العراقيين وأبناء الأمة العربية. كما إلى شهداء البعث وفي المقدمة منهم صدام حسين، الشهيد الرمز، شهيد البعث والعراق والأمة العربية، خاصة وأنهم افتدوا أمتهم بأرواحهم.
وفي هذه المناسبة أيضاً أتوجه بالتهاني إلى كل مناضلي البعث القابعين بشموخ وإباء في سجون الاحتلال الأميركي، وفي المقدمة منهم، الرفيق طارق عزيز وإلى كل رفاقه وأبناء شعبه، وهم الذين دفعوا من حريتهم الشيء الكثير، ولا يزالوا يدفعون.
إخواني ورفاقي في الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية
إخواني ورفاقي في كل فصائل المقاومة العراقية وفي المقدمة منهم جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، وكل مقاوم إلى أي فصيل انتمى، وفي كل موقع يقاوم على أرض العراق الطاهرة.
إذ أتوجه بالتحية إليهم فإنما  هي تحية للمقاومة التي كانت استراتيجية للبعث منذ ولادته. المقاومة التي جاءت لتشكل بديلاً لعجز الأنظمة عن توفير مستلزمات صد العدوان عن الأمة واحتلال أقطارها قطراً قطراً.
ليس أجدر من ذكرى ثورة تموز كمناسبة نتوجه بالتحية منها للمقاومين، فهي الثورة التي جمعت معاني المقاومة ضد التخلف ببناء مشروع نهضوي ينقل الأمة من عصر الاستهلاك إلى عصر الإنتاج. كما هي الثورة التي حضَّرت الأمة لمقاومة كل طامع بأرضها وثرواتها وسيادتها على نفسها. فثورة تموز وظَّفت إمكانيات السلطة ووضعتها في خدمة المقاومة الشعبية، وكان حصول المقاومة الوطنية العراقية على نتائج سريعة في دفع العدو الأميركي للهروب من العراق من أهم مظاهر إبداع حزب البعث في استراتيجية المقاومة.
أيها المناضلون والمقاومون في كل مكان
إنها تحية للمقاومة التي نزل فيها القائد البعثي إلى الخندق مع المقاتل جنباً إلى جنب. فهم يقاومون في الخندق معاً، وكذلك أمام المقصلة والمحكمة، وفي المعتقل وفي الشارع، إنها تحية للمقاومين الذين يطاردون أحلام الغزاة حتى في مخادعهم. وهؤلاء الغزاة يهربون وشبح الموت والإفلاس يلاحقهم حتى في عقر دارهم.
إنهم يقاومون أيضاً كل إفرازات الاحتلال حتى لا يَدَعوا أحداً منهم يرتاح ويستريح. وحتى يحولوا أحلامهم إلى مر وعلقم.
قيل: لا يضيع شبر أرض يحميه مقاوم مهما طال الزمن، إلاَّ أنكم أنتم جميعاً فعلتم بمقاومتكم ما لم يفعله مقاوم آخر في شتى أنحاء المعمورة، فأنتم أحرزتم بوقت قياسي أكثر الإنجازات التحررية أهمية في التاريخ، فمن إنجازاتكم استفادت كل الشعوب التوَّاقة للتحرر، وستستفيد كل الشعوب التي كانت موضوعة على لائحة العبودية لأميركا.
فوق هذا وذاك، لقد استفاد من حصاد سواعدكم حتى أولئك الذين يكنون العداء لحزب البعث العربي الاشتراكي، أولئك الذين تجاهلوا مقاومتكم، وراحوا ينسبونها إلى مجهولين، وكأن العراق سيتحرر بقدرة ساحر لا هوية له. هم يستفيدون من دماء العراقيين وأرواحهم وفي الطليعة منهم البعثيين، بينما دفعهم العقوق والحقد إلى إنكار أي فضل للحزب لأنه يمثل العروبة ويحميها بالدم والروح، وهم يكنون العداء له لهذا السبب وحده.
إن عطاءاتكم أيها المقاومين، في المتراس والخندق والشارع، وفي الأسر والمعتقل، لا تزال تشكل الأمل في تحرير العراق، بل وفي زرع الخوف والرهبة في نفس كل طامع لئيم في أرضنا العربية وثرواتنا، وفي نفس كل من يتجرأ على المساس بكرامة العروبة والعرب.
أيها المناضلون أينما كنتم
أيها الشعب العراقي الأبي
يا أبناء القوات المسلحة العراقية
أيها الأخوة العرب
إذا كان الله تعالى ينصر المظلوم، فإنما غرس في نفسه الإيمان للتضحية بالروح والدم لدرء الظلم عن نفسه، والله تعالى لم ينصر مظلوماً تقاعس وهرب من ساحة الدفاع عن أرضه وعرضه وشرفه وكرامته.
إن المقاومة عمل جميل وتصبح أجمل إذا كان مخططاً لها، وما أجمل من يخطط لمقاومة قبل أن تُحتل أرضه؛ فيوفر لها مستلزماتها من رجال وعتاد. ولهذا كانت المقاومة العراقية أجمل المقاومات في العالم لأن الإعداد لها سبق الاحتلال بسنوات، وكان حزب البعث من أجمل الأحزاب لأنه هو الذي أعد لها ووفَّر مستلزماتها، وخاض غمارها قيادة وقواعد.
إن أجمل المقاومات هي التي تنجز عملها بوقت قياسي، ولأن المقاومة العراقية حققت ذلك، فهي أجمل المقاومات على الإطلاق.
وإذا كانت المقاومة حقاً لكل مواطن وواجباً عليه، فقد كان الحزب حريصاً على أن يكون لكل عراقي الفضل في تحرير أرضه. كل عراقي مهما كان دينه أو مذهبه، مهما كانت منطقته، وأياً كان الحزب الذي ينتمي إليه. إن عقيدة المقاومة ودينها ومذهبها في مفهوم البعث هي تحرير العراق وخلاصه، وعودته ليكون أمانة في رقبة العراقيين كل العراقيين.
وكما أن المقاومة ليست تحريراً للأرض بنضال العراقيين جميعاً فحسب، فهي عمل دائم ومستمر بعد التحرير أيضاً. هي بناء وإعمار. وكما شارك العراقيون بشتى انتماءاتهم السياسية والدينية في تحرير أرضهم، فمن واجبهم كما أنه من حقهم أن يشاركوا في إعادة بنائه.
وأخيراً وإلى أن نلتقي بعد التحرير، وهو قريب إن شاء الله، نقولها: عاشت الأيدي التي تحرِّر الأرض، وتعيش الأيدي التي ستبنيها من تحت الركام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات: