الاثنين، يونيو 06، 2011

دبابات القذافي تقتل مدنيين ليبيين

-->
دبابات القذافي تقتل مدنيين ليبيين
أما صواريخ الأطلسي فهي برد وسلام على إبراهيم
إن دموع الإدارة الأميركية، وحليفتها البريطانية، وانضمام فرنسا وإيطاليا وألمانيا الى زمرة المناحة والندب على الديموقراطية الضائعة في ليبيا، راحت تنسكب مدرارة على أطفال ليبيا ونسائها وشيوخها. وأجازت لنفسها نتيجة تلك العاطفة الزائفة أن تستخدم صواريخها العابرة على من تسميهم (كتائب القذافي) لتلجمها عن قتل المدنيين. والمثير أكثر من كل ذلك، أن جيوب الصناعيين والتجار والرأسماليين الأميركيين، وكل الزمر الغربية المتحالفة معها، قد انفتحت الى أقصى حدود الكرم والشهامة، فإنهم من أجل أن يشكلوا حماية للمدنيين الليبيين، أمروا بصرف نصف مليار دولاراً يومياً كثمن لتلك الصواريخ، وكله من أجل عيون أطفال ليبيا ونسائها.
ومن جانب إنساني، ولأن شعب ليبيا عليه أن يتحمل قسطاً من نفقات حمايته الأطلسية، أمرت الإدارة الأميركية، بطريق القرصنة التي لن يشرِّعها إلاَّ من أراد أن يصبح إمبراطوراً على العالم، فسطا قرار الإدارة على الأصول المالية للدولة الليبية لكي يصرف منها على المعارضة في الخارج التي انتدبها لتنوب عنه في تقديم الثمن البشري من أبناء ليبيا الذين تم تضليلهم تحت شعارات حماية المدنيين وتطبيق الديموقراطية (على الطريقة التي قدموها في العراق، أو التي سكتوا عن تطبيقها في فلسطين على الطريقة الصهيونية).
وكلما طالت مرحلة اغتيال القذافي، وكلما انفطر قلب الاستعماريين على المدنيين في ليبيا المصنوعين من مشتقات النفط الليبي، راح ديفيد كاميرون، رئيس حكومة المملكة البريطانية، يطالب باستخدام المزيد من الصواريخ لقتل كتائب القذافي، وكأن تلك الكتائب ليست من لحم ودم ليبي (رحم الله طوني بلير حيث طُبِّق شعار مات الملك من جراء العدوان على العراق، عاش الملك بالعدوان على ليبيا).
ومن المشهد الليبي نرى من عجائب الأمور وغرائبها الشيء الكثير، وهي أن قذائف دبابات القذافي ومدفعيته وصواريخه تقتل المدنيين، بينما صواريخ التوماهوك تنزل على البنى التحتية، والمدنيين الليبيين، برداً وسلاماً. وهل بناءً على ذلك يمكننا أن ندرك مدى قسوة القذافي وديكتاتوريته، كما نرى مدى رحمة الاستعمار وديموقراطيته؟
وإذا كانت المفاضلة بين الإثنين هي الإشكالية، فنحن نرفض الإثنين معاً، ولكن إذا كان لا بُدَّ من أحدهما، فنحن نرفض بالمطلق أن تنوب ديموقراطية الرأسمالية عن أي شيء آخر، لأنها ستبتلع الديكتاورية وحقوق الشعب معاً. إضافة إلى كل هذا ستجتاحنا ديموكتاتورية الاستعمار والصهيونية، فنفقد حقنا بالديموقراطية والثروة معاً.
أما الحل، كما نراه، فهو إنقاذ أنفسنا بمنع وصول سيف الرأسمالية إلى رقابنا أولاً، والمحافظة على قيمنا بالكرامة والاستقلال ثانياً. أما عن صراعنا ضد الديكتاتورية فهو شأن وطني والثوار العرب لديهم الوعي والكفاءة بالتمييز حول كل ما يجري، وهم لن يبادلوا الأسوأ بالسيء.
وهل يجوز أن نلعن ديموقراطية الغرب ونمتنع عن دفع ثمنها من دم الليبيين وأرواحهم، وبنى ليبيا التحتية؟

ليست هناك تعليقات: