الأحد، يناير 27، 2013

في ذكرى أسبوع الرفيق المرحوم جميل الحاج

-->
في ذكرى أسبوع الرفيق المرحوم جميل الحاج
الرفيق حسن خليل غريب:
بعد أن ألحقت الهزيمة بالاحتلال الأميركي، المقاومة العراقية تطارد الآن آخر فلوله
-->

أيها الحفل الكريم
يا عائلة الفقيد
رفاقه وأصدقاءه
أبا علي أيها الفقيد الغالي
لقد غادرتنا باكراً وأنت في مقتبل العمر فتركت الألم في نفوسنا والغصة في قلوبنا والدمعة في عيوننا.
لقد ترعرعت على الصدق والطيبة وعزة النفس، كما ترعرعت على محبة عائلتك ومجتمعك على حد سواء.
وكنت صادقاً مع نفسك ومع مبادئك بالحياة، إذ كنت تؤمن بأنه لا عزة لإنسان إلاَّ في عائلة سليمة ومجتمع سليم فربيَّت أبناءك على حب الغير كما يحبون لأنفسهم.
وكنت صادقاً مع نفسك ومبادئك عندما آمنت بأنه لا مجتمعاً سليماً من دون عائلة سليمة فكان أبناؤك كما أردت أن يكونوا.
يا أبا علي
ما أشدُّها قسوة على رجل في عمري أن أرثيك تلميذاً لي، وما أمرُّها على نفسي أن أرثي قبلك رفاقاً لك في عمر الورود، إذ رثيت قبلك ابن أخي حسين غريب، وعبد العظيم حجازي وجمال بنوت، وكلكم ممن كنت أتوقع أن يحملوا نعشي ويقومون برثائي وتشييعي إلى المثوى الأخير. ولكنها سُنَّة الحياة يا جميل، لا تعلم نفس متى تموت.
وما أكثرها مرارة أن أرثي أخي ورفيقي عفيف، ورفيقي وصديقي محمد حجازي أبو ابراهيم، وهم الأصغر مني سناً. ولكنني رثيتكم أنتم تلامذتي ورفاقي، ورثيتهم قبل الأوان. رثيتكم رفاقاً واكبتم مسيرة الحزب منذ أوائل السبعينيات، وشاركتم في خنادق النضال من أجل أن يحيا وطنكم، ومن أجل أن لا تُهدَر كرامة شعبكم.
أبا علي
أيها الراحل الحبيب
أرثيك الآن باسم الرفاق الذين تعاهدت معهم على سلوك طريق الآلام والمتاعب، طريق النضال من أجل مجتمع أفضل، ومن أجل وطن وأمة متحررة من الاستعمار والصهيونية في الخارج، وتطهير مجتمعنا من كل أنواع الفساد والمتاجرة باسم الفقراء والكادحين.
لقد انتميت إلى حزب البعث منذ نعومة أظافرك متوخياً من خلال انتمائك أن تسهم في معارك تحرر مجتمعاتنا أحياناً، وحراسة أرضنا وتحريرها من دنس الاحتلال أحياناً أخرى.
لقد انتميت إلى الحزب الذي يجمع في صفوفه كل الأديان والمذاهب، وكنت تؤمن بأن من تسكن الأرض الواحدة معه لهو شريك في هذه الأرض، فهو مسؤول معك عن حمايتها كما هو مسؤول معك عن تحريرها.
تشتبك أصواتكم جميعاً الهاتفة من أجل تحرر الفقراء والكادحين من كل الطوائف لتصبح صوتاً واحداً في وجه الفساد والرشوة والاستغلال، فالتجويع والحرمان لا دين له ولا مذهب. وتشتبك البنادق جنباً إلى جنب، حزمة واحدة من دون تصنيف ديني أو مذهبي، لتدافع عن الأرض فالعدو واحد، وعلى البندقية أن تكون واحدة.
آمنت يا أبا علي بأن الجميع في الوطن متساوون بالحقوق والواجبات. ويتساوى الجميع بالغرم إذا كان هناك غرماً، ويتساوى الجميع بالغُنم إذا كان هناك غُنماً.
كما آمنت بانتسابك إلى حزب البعث أن لبنان جزء أساسي من أمة عربية تحول دوائر القوى الخارجية دون وحدتها وتقدمها وتحررها. آمنت بكل قضية عربية تتعرَّض للعدوان كما آمنت بقضية لبنان. وكنت متشوقاً للدفاع عن كل أرض عربية تتعرَّض للاحتلال كشوقك للدفاع عن لبنان وتحريره.
ولذلك اعتبرت أن احتلال فلسطين كان مقدمة لاحتلال لبنان، والعدوان على العراق واحتلاله كان مقدمة للعدوان على كل أرض عربية واحتلالها. وإذا كانت قضية فلسطين عصية على الاجتثاث بفعل المقاومة الفلسطينية، كما كانت قضية لبنان عصية على الاحتلال الصهيوني بفعل المقاومة اللبنانية، كذلك كانت قضية العراق عصية على الاحتلال الأميركي وغيره بفعل المقاومة العراقية.
إن المقاومة العراقية ما تزال مستمرة ومتصاعدة حتى الآن، فهي بعد أن ألحقت الهزيمة بالاحتلال الأميركي، فهي الآن تطارد آخر فلوله بالعمل على إسقاط كل البنى السياسية التي أنشأها وراح يتلطى تحت واجهاتها. ومن هنا تعتبر المقاومة العراقية أنه لا يمكن استعادة وحدة العراق وعروبته إلاَّ بإسقاط كل العوامل التي كانت السبب في تقسيمه على أسس طائفية وعرقية، أي بإسقاط كل البنى الطائفية التي عاثت بالعراق فساداً وصراعات بين الأديان والمذاهب.
يا أبا علي
ونحن نودعك، بذكرى مرور أسبوع على وفاتك نعاهدك أننا لن ننساك، وإنا على دربك لسائرين حتى تحقيق الأهداف الإنسانية والاجتماعية، والأهداف الوطنية والقومية التي آمنت بها.
وأخيراً نتوجه إلى عائلتك، زوجتك وأولادك، إخوتك وأخواتك، وعموم عائلة الحاج وحجازي. كما نتوجه إلى أبناء بلدتك بلاط وبلدتك الثانية دبين، وكذلك إلى رفاقك وأصدقائك ومحبيك، بأحر التعازي القلبية. وندعو إلى الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يُسكنك فسيح جنانه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك تعليق واحد:

المهندس محمد حسين الحاج حسن يقول...


بسم الله الرحمن الرحيم
كل نفس ذائقه الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامه فمن زحزح عن النار وادخل الجنه فقد فاز وما الحياه الدنيا الا متاع الغرور: ال عمران (آية:185)
صدق الله العظيم



تحية الى كل مناضل ، مازال حاملا جمر الوطن... و قضاياه ، بين يديه ولم يتخلى عنه، بالزمن الاغبر هذا. حيث تحول الدين الى جسر عبور للامبريالية والصهيونية لذبح الاوطان واستعبادها بعدما رفعوا شعارهم المشهور :
من قتل بعثي دخل الجنة...اي جنة ..؟؟؟ انها جنة الامريكان والصهيونية ؟!!!!
والف تحية ...الى من مات وحافظ على العهد والوعد، من اجل الدفاع عن الوطن والامة، التي استبيحت من المي الى المي وبمعاونة رجال الدين؟؟؟
رحم الله جميل الحاج وكل رفاقه واسكنهم الله فسيح جنانه ... وألهم الاهل والاولاد والاقارب والمحبين الصبر والسلوان.
إنّا لله وإنّا اليه راجعون

المهندس محمد حسين الحاج حسن ...بعلبك--لبنان