الجمعة، يناير 03، 2014

معارك الأنبار الخطوة الأولى على طريق تحرير العراق

معارك الأنبار الخطوة الأولى على طريق تحرير العراق

منذ أن انطلقت انتفاضات المحافظات الست في أنبار العراق منذ عام تقريباً ترافقت معها حملة واسعة من أكاذيب حكومة المالكي بإسناد واسع من الإعلام الأميركي - الإيراني. وبعد انقضاء عام على تلك الانطلاقة، وبعد استمرارها وصمود الشعب العراقي بشكل لافت، يبدو أنها وضعت حكومة الاحتلال المركَّب في وضع حرج أمام أولياء أمره الذين نصَّبوه رئيساً للحكومة لدورتين متتاليتين. وبعد زيارتين متعاقبتين للمالكي إلى كل من واشنطن وطهران وُضِع أمام أمر واقع خُيِّر فيه بين أن يقمع الانتفاضات في المحافظات الست وبين وضعه خارج أي مسؤولية في الحكومة.
وبين هذين الخيارين كان لا بدَّ له من أن يستمر في استخدام القمع، ولكن هذه المرة أن يرفع وتيرته بزجِّ كل القوى العسكرية التي جنَّدها للمهمات القذرة، خاصة أن واشنطن وعدته بتوفير كل الأسلحة النوعية التي تساعده على تنفيذ مخططه، وأن طهران وعدته بتوفير كل خبراتها وقواتها المختصة بقمع المظاهرات والاعتصامات على طريقة حرب الشوارع. ولهذا بدأ المالكي بتنفيذ مهمته في أواخر شهر كانون الأول من العام الفائت.
أطلق رئيس حكومة الاحتلال المركَّب حملته باتجاه مدينة الرمادي تحت وابل من الأكاذيب والخُدع مسنوداً بسيل هائل من وسائل الإعلام التي أكثريتها الساحقة مأجورة لإرادة المخطط التآمري على العراق، وتُسدَّد أثمان خدماتها من أموال دول غربية وشرقية وإقليمية. وعلى تلك القاعدة بدأ المالكي حملته الإعلامية بأنه سيعمل على فضِّ الاعتصامات لأنها أصبحت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية. وعلى أنغام تصريحاته صدحت جوقات الإعلام المأجورة تردد تصريح المالكي وتؤكده، وتعمل على فبركة الأخبار وإخراجها بالشكل الذي تخدم به أهداف الحملة العسكرية القذرة، بواسطة (فرق الموت القذرة) مثل: قوات (سوات) والميليشيات الطائفية، وفرق الاغتيالات، وقوات النخبة الإيرانية... ولقد أكَّدت التقارير الموثوقة كل تلك الوقائع، وسوف تتسنى الفرصة المناسبة لمن يُصدِّر تلك التقارير لدعمها بالبيِّنة المرئية والمسموعة والمكتوبة.

هدف الهجوم على الأنبار اجتثات مقاومة الشعب العراقي
وأما التقارير فقد برهنت على أن ما يجري ليس معركة بين حكومة المالكي وبين الإرهابيين، ومنهم (داعش)، بل هي معركة بين طرفين:
-طرفها الأول (إرهاب المالكي) بمن يمثله ومن يدعم إرهابه من داخل العراق وخارجه.
-وطرفها الثاني الشعب العراقي مستنداً إلى المقاومة العسكرية المسلحة.
من مارس الإرهاب والخيانة ليس مؤهلاً أن يحارب الإرهاب والخونة وإلاَّ فعليه أن يحارب ما بنفسه أولاً ويقاضيها ويسائلها. وليس من المنطقي أن تحاضر العاهرة بأصول الشرف. وهذا ما ينطبق على المالكي بالشكل والمضمون. فمن هو شبيه بالمالكي يقوم بمحاربة الشرفاء والوطنيين واللاطائفيين، ولن يقوم أبداً بمحاربة الخونة والطائفيين والتكفيريين فقط، بل هو يعاضدهم ويساعدهم أيضاً.
ففي مثل هذا الواقع، لن تكون حملته العسكرية القمعية موجَّهة إلاَّ لإنهاء المقاومة العراقية، خاصة أن المقاومة أعلنت، منذ الأيام الأولى لإعلان البدء بالاعتصامات، أنها ستفرض حمايتها للجماهير العراقية المعتصمة. وليس من الغريب أن تفي المقاومة بوعدها عندما حاولت قوات المالكي، قوات المهمات القذرة، أن تنفذ تهديدات المالكي. فمنذ دخلت تلك القوات إلى مدينة الرمادي حتى كانت قوات المقاومة، التي شكَّلها أبناء العشائر العراقية، بالمرصاد. وبها انطلقت الشرارة الأولى للمعركة ضد الجحافل الطائفية، فوجدت صداها في الفلوجة البطلة، وهكذا انتشرت المواجهات في شتى أنحاء المحافظات الستة. وتوالت الأنباء التي تنشرها مواقع الأنترنت من أرض الواقع لتؤكد سيطرة جيش أبناء العشائر على مدن بكاملها، أو على أجزاء كبيرة من تلك المدن. وبهذا أثبتت المقاومة أنها تستطيع حماية جماهيرها في مواجهة حكومة الاحتلال والمرتزقة والتكفيريين من صنع تلك الحكومة. وليس هذا فحسب، بل استطاعت أيضاً أن تبطل مسرحية (داعش) وتدخلها ضد قوات المالكي، بينما تؤكد التقارير أن ما زعمت حكومة المالكي، والأبواق الإعلامية المساندة، أن أبناء العشائر يقاتلون (قوات داعش) أن تلك القوات كانت من صنع مخابرات تلك الحكومة. فكان الهدف من مسرحية داعش هو زرع البلبلة بين سكان تلك المدن. كل هذا مع العلم أن المقاومة العراقية أعلنت أنها لن تترك ساحة في العراق لكل أنواع الطائفيين من التحرك عليها. وأما السبب فلأن كل تيار له انتماءات طائفية فإنما تصب أهدافه في مخطط تقسيم العراق. كما أن المقاومة، التي تقاتل من أجل منع التقسيم وتقاتل ضد الداعين إليه، لن تسمح لأية قوة مهما كان انتماؤها المذهبي بالعمل في المناطق التي يسيطر عليها الوطنيون.

المقاومة العراقية تستأنف من الأنبار معركة تحرير العراق من فلول الاحتلال
تؤكد التقارير أن المعارك بين قوات فلول الاحتلال والمقاومة العراقية ليست محصورة في الرمادي والفلوجة وسامراء، بل تصل حتى الموصل في الشمال، وهي تغطي ساحات المدن الكبرى في المحافظات الست. وهي تتمدَّد حتى المناطق المحيطة ببغداد، وتنعكس تأثيراتها الإيجابية على عدد من المناطق التي تقع جنوب بغداد. وفي هذا الصدد فإن المعارك وصلت إلى مقتربات العاصمة بغداد مثل المدائن وابو غريب وعرب جبور وبابل ومناطق شمال بغداد وديالى وغيرها، وهذه الوقائع كلها إنما تؤشر على أن الخطوة الأولى للمقاومة العراقية بدأت مسيرتها، في مرحلة جديدة، لتحرير العراق من فلول الاحتلال. وهي كما بدأت خطوة المقاومة الشعبية في العاشر من نيسان من العام 2003، وألحقت الهزيمة بالاحتلال الأميركي، بدأت خطوتها الأولى في مسيرة استئناف معركة تحرير العراق من فلول الاحتلال الأميركي، المدعوم سياسياً وأمنياً وعسكرياً من النظام الإيراني. وهي تحصد الآن النصر تلو الآخر، وسيحصد عملاء (العملية السياسية)، وأسيادهم من الفرس، الهزيمة تلو الهزيمة.
على النظام الإيراني أن لا يتجرع السم مرة أخرى
وإذا كنا لا نلوم العملاء بمواقفهم وأفعالهم لأنهم يستفيدون من السرقة والنهب والفساد والجريمة، فما بال النظام الإيراني لا يفكر بأنه سيذوق طعم الهزيمة المرة التي ذاقها حلفاؤه الأميركيون؟
أليس من المنطق والإنسانية وحسن الجيرة أن يرعوي النظام الإيراني ويستفيق من أضغاث أحلامه وينسحب من العراق الآن قبل الغد؟
ألا يوفر على شعبه الكثير من اكتناز الحقد والضغينة التي تتراكم في نفوس العراقيين؟
ألم يفكر أن الشعب الإيراني قدَّم التضحيات الكثيرة من أجل أن يُسقط نظام الشاه، ولم يستكن حتى أسقطه؟
ألم يفكر أن الشعب الإيراني يعلم أن للظالم نهاية؟
ألا يظن أن الشعب العراقي سيلاحق الظالمين حتى إسقاطهم؟

لقد بدأت القادسية الثالثة، وعلى النظام الإيراني أن لا يتذوق السم مرة أخرى.

ليست هناك تعليقات: