الجمعة، يونيو 06، 2014

يبقى تكتيك إنهاك ميليشيات المالكي هو العقيدة العسكرية للثورة العراقية



المسافة بين المرحلة الراهنة والتحرير الكامل
يبقى تكتيك إنهاك ميليشيات المالكي هو العقيدة العسكرية للثورة العراقية
 في 6/ 6/ 2014

إن هياكل العملية السياسية التي يقودها نوري المالكي في العراق تتآكل، أو هي متآكلة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، أصبحت في غاية من الوهن، ليس من قبل من يرفضها فحسب، بل من قبل مؤيديها أيضاً. ووهنها أنها بدلاً من اهتمامها بشؤون حياة العراقيين اليومية، فهي تثقل على حياتهم، وجعلتهم يعيشون كما يقول المثل العامي من (قلة الموت).
لقد كُتِب عن هذا الجانب الشيء الكثير، ولم يعد خافياً على أحد. ولهذا جاءت الثورة العسكرية، التي اندلعت منذ أوائل هذا العام، لكي تجهز على المؤسسات الأمنية التي تحمي عملية سياسية متهاوية ولا تستطيع حماية نفسها. وما تزال الثورة العسكرية تمارس تكتيكاتها اليومية في أكثر من مدينة أو محور، متبعة أسلوب الحرب الثورية المتحركة التي لم تتحول حتى الآن إلى حرب مواقع نظامية، بل القصد منها كما يراها المراقب أن تخلخل تلك المؤسسات وتضعفها في أكثر من موقع، وفي أكثر من وسيلة. ولعلَّ ظواهر هروب بعض تلك القطعات، واستسلام بعضها الآخر، وامتناع البعض الثالث عن الالتحاق بتلك المؤسسات، إلاَّ من أهم تلك الأهداف للوصول إلى ساعة الحسم التي ستترافق مع واقع مؤسسات أمنية مفككة، تعجز عن مواجهة قطعات من الثوار المدربين على الحرب النظامية من جهة والذين يتقنون فنون الحرب الثورية الشعبية بكفاءة عالية ومقتدرة من جهة أخرى.
وعن ذلك، فربما يستنتج المراقب أن اتساع رقعة المواجهة العسكرية إلى أبعد من الرمادي والفلوجة تصب في اتجاهات تفكيك تلك المؤسسات التي هي هزيلة بالأساس، من أجل إنهاكها لتصبح عاجزة عن خوض المعركة الكبرى عندما يحين أوانها.
ولعلَّ ما نلاحظه الآن في منطقة جرف الصخر وفي ديالى، منذ فترة، وما أُعلن عن اتساع رقعة المواجهات في سامراء وفي الموصل وسلمان باك، وبعض مناطق بغداد، في اليومين الأخيرين، إلاَّ أحد تلك الوقائع المراد منها إنهاك تلك القطعات وتشتيت تركيزها. وإذا كانت تلك الوقائع الجديدة تصب بشكل مباشر في تخفيف الضغط عن الفلوجة فإنها تصب بشكل غير مباشر في تكتيك إنهاك تلك القطعان، وتشتيت جهودها في أكثر من مكان. ولذلك تأتي أهمية اتساع تلك المعارك ليس في تحويلها إلى حرب مواقع نظامية قبل نضوج شروط الحسم العسكري، بل في أنها معارك استنزاف تمهد لمعركة التحرير الكبرى التي لا يستطيع تحديدها إلاَّ قيادة الثورة التي لن تتلكأ عن البدء بها لحظة واحدة عندما تنضج ظروفها اللوجستية.
وبانتظار إعلان ساعة الحسم، لا بد من تحية كبرى للثوار الذين خاضوا معارك سامراء، وما يزالون. وتحية مماثلة للذين خاضوا معارك مدينة الموصل وما يزالون. وإلى كل موقع مقاوم. فإلى مزيد من معارك الإنهاك لمؤسسات (العملية السياسية) العسكرية والأمنية. وإلى مزيد من فتح جبهات جديدة في مناطق أخرى، ومدن أخرى.

ليست هناك تعليقات: