الخميس، سبتمبر 11، 2014

https://www.facebook.com/events/336068729888547/permalink/336971049798315/ عراق بلا طفولة عراق بلا مستقبل

عراق بلا طفولة عراق بلا مستقبل

https://www.facebook.com/events/336068729888547/permalink/336971049798315/
وهل بقي في العراق طفولة لنحتفي بها؟
وهل إذا بقي للطفولة أثر في عراق الاحتلال الأميركي، فهل للطفل قيمة في عراق الديموقراطية الأميركية؟ وهل لحظت مبادئ الديموقراطية الرأسمالية موقعاً للطفل العراقي؟
وعندما تتجنَّد أفواج الدفاع المدني لتخليص قطة أميركية علقت في أعلى شجرة، أو تتجند المؤسسات الأهلية لمحاسبة أميركي أهمل قطته ولم يطعمها أو يداوها، فهل شاهدوا منظر طفل عراقي يقطن بيوت التنك ويقبع قرب المزابل ليجني قوت يومه؟
وعندما يأمر مرشد (الثورة الإسلامية في إيران) بالبكاء على أطفال الحسين، هل فكَّر بأطفال العراق الذين يقيدهم  بسلاسل احتلاله على حيطان العذاب والقهر والقتل والجوع والمرض؟
وهل عندما بكى العالم بأسره، على قضية المسيحيين بالموصل والأيزيديين في سنجار، وهم يستأهلون كل دمعة حتى ولو تلقوا (ضربة كف واحدة)، فهل بكى العالم طفولة العراقيين وهي تُنحر كل يوم منذ أول يوم للاحتلال الأميركي؟
وهم وإن بكوا مأساة المسيحيين والأيزيديين فإنما ليستدروا عطف الرأي العام الدولي من أجل التعتيم على عدوانهم المستمر على العراق. وعدوانهم هذا يحمل الموت لكل العراقيين وفي طليعتهم أطفال العراق.
إن أطفال العراق كجزء من أطفال العرب، الفلسطينيين والسوريين والليبيين والمصريين واليمنيين، لا يحتلون أي جزء من ضمائر الرأسماليين الغربيين، وإنما شأنهم شأن (الهنود الحمر) الذين عشق الرئيس الأميركي أندره جاكسون التمثيل بجثههم، ذلك الرئيس  الذي تزين صورته ورقة العشرين دولاراً، والذين وصفهم القائد الأمريكي جون شفنغنتون وهو من أعظم أبطال التاريخ الأمريكي بشعاره الشهير، قائلاً: (اقتلوا الهنود واسلخوا جلودهم، لا تتركوا صغيراً أو كبيراً ، فالقمل لا يفقس إلا من بيوض القمل». وهذا الموقف يصح على كل أطفال العالم، ومنهم أطفال العراق، فهم كـ(القمل) الذين يتوجب القضاء عليهم بكل وسائل الإبادة. لأنهم كما يقول وليم برادفورد حاكم مستعمرة  بليتموت، الذي استخدم كل أنواع الأوبئة للقضاء على الهنود الحمر، يقول: «إن نشر هذه الأوبئة بين الهنود عمل يدخل السرور والبهجة على قلب الله، إنه على المؤمنين أن يشكروا الله على فضله هذا ونعمته».
في العراق المحتل سقط ملايين القتلى من الرجال، وهذا يعني أنهم تركوا ملايين الأطفال من دون معيل. وتركوا ملايين الأرامل العاجزات عن إطعام أطفالهن.
في العراق المحتل هدموا مئات الألوف من المساكن، وهذا يعني أن الأطفال الذين كانوا يجدون سقفاً يحتمون به، تحولوا إلى أطفال مشردين في الشوارع.
في العراق المحتل ساد آلاف اللصوص واستأثروا بثروات العراق وسرقوها، وهذا يعني أنهم أكلوا رغيف ملايين الأطفال اليتامى وحرموهم من ثمن الدواء.
في العراق المحتل ترقى الجهلة والأميين مناصب السياسة ووظائف الدولة، ولذلك هدموا المدارس وأقفلوها في وجوه أطفال العراق، لأن وصولهم لوظائف الدولة لا يحتاج لشهادة تثبت كفاءتهم.
وإذا كان وضع الملايين من أطفال العراق، يترواح بين يتيم من دون أب، أو لطيم من دون أب وأم، أو مهجر لا سقف يأويه، أو جائع يقتات من (كَرَم) أكوام الزبالة. أو جاهل وأمي لأنه عاجز عن توفير نفقاتها. أو مريض سرق اللصوص ثمن دوائه. أو رهينة بأيدي مافيات التشبيح والتسول واللواط والسرقة. أو مشرد في الشوارع لا صديق له إلاَّ القطط والكلاب السائبة يتنافسون على ما تجود به نفايات من يحضون بكل أنواع الخدمات والرفاهية.
وإذا كانت حصة أطفال العراق من مئات المليارات التي تجود بها أرضهم الوطنية مأكولة من كل الذين تجمعوا في مواخير المخابرات الأجنبية، فأي عيد لأطفال العراق يمكن أن يكون له معنى؟
لأطفال العراق عيد واحد موعود، هو اليوم الذي يتحرر فيه وطنهم من كل حثالات الاحتلال. حينذاك ستكون من أهم رسالات الثورة القادمة التي تحمل تباشير التحرير التي ستعيد الطفولة للعراق بعد أن سُرقت منه، لأنه لا مستقبل لوطن من دون طفولة آمنة ومستقرة.

ليست هناك تعليقات: