الثلاثاء، أغسطس 25، 2015

الحكومة الخفية في أميركا تتأرجح فوق خازوقين


الحكومة الخفية في أميركا تتأرجح فوق خازوقين

خازوق الاحتلال على الأرض وخازوق الاحتلال من الفضاء



أهداف الرأسمالية الأميركية واحدة، سواءٌ أكانت ديموقراطية أم كانت جمهورية، وهي امتصاص دماء الشعوب المغلوبة على أمرها أم تلك التي تحاول أن تتمرد على مواقع الغلب. حقيقة كشفتها وقائع الأمور التي تجري على أرض العراق.

لم يكن ذنب العراق أكثر من أنه عمل على التحرر من القيود الرأسمالية في الاقتصاد والسياسة، فوُضع على قائمة الاجتثاث الرأسمالي الأميركي منذ السبعينيات من القرن الماضي. واتخذ القرار باحتلاله، فتم للإدارة هذا المشروع في العام 2003 تحت وابل من حروب (الصدمة والترويع)، ولكن لم تجر رياح إدارة جورج بوش كما تشتهي دباباته وجنوده على الأرض، وتسلق أوباما على كرسي الرئاسة على وقع وعوده بالخروج من العراق، فخرج الاحتلال مهزوماً في العام 2011.

وإذا كان الشعب الأميركي قد بلع الطعم الذي أشاعه أوباما، إذ أصرَّ على البقاء في العراق تحت حماية عملائه وحماية النظام الإيراني، بدلاً من أن يتركه لأهله كما وعد، إلاَّ أن الشعب العراقي لم يصب بالخديعة، بل استمرَّ في أدائه المقاوم لعملية الإدارة الأميركية السياسية في العراق وكاد أن يهدمها بالكامل في العام 2014، فما كان على أوباما للالتفاف على مأزقه إلاَّ باتخاذه قراراً بغزو العراق من الفضاء، ولذلك رصد مبلغ ست مئة ملياراً من الدولارات، وبضع عشرة سنة لتمرير مخططه.

لقد مضى حتى الآن أكثر من سنة على البدء بتنفيذ الغزو من الفضاء، لكن الأمور تزداد تعقيداً في وجه مشروعه بحماية عمليته السياسية، وقد بلغ المأزق من العمق أن الشعب العراقي نزل إلى الشارع كاشفاً أكاذيب إدارة أوباما، وهذه المرة التقى العراق بجناحيه مطالباً بخروج كل العملاء من العراق، بدءاً من الاحتلال الإيراني وانتهاء بكل الفاسدين واللصوص من وكلاء الاحتلال.

وأما قرار أوباما الفضائي، الذي راهن فيه على أن يكمل النظام الإيراني دوره على الأرض، فقد أخذت نتائجه تتلاشى، وتظهر علامات فشله الذريع من البصرة في جنوب العراق ووسطه وصولاً إلى غربه في الأنبار. وإذ يتابع أوباما المشهد العراقي الآن، فإنه يشعر أنه يتأرجح على خازوق الغزو من الفضاء.

وإذا كان سلفه جورج بوش لم يهنأ بعيد احتفاله بالنصر على الأرض، فإن أوباما لن يرى النصر من الفضاء. وبمثل تلك النتيجة تجد الحكومة الأميركية الخفية نفسها تتأرجح فوق خازوقين: خازوق الغزو على الأرض، وخازوق الغزو من الفضاء. وهي تفكر على أيهما ستجلس، وأحلاهما شديد المرارة. وعسى تلك الحكومة أن تفهم مع حكومة النظام الإيراني أن الخازوق العراقي قد دُقَّ بأسفلهم من الفاو حتى أقاصي نينوى ولكنه لن يرجع.

 

ليست هناك تعليقات: