السبت، نوفمبر 07، 2015

من أحمد الجلبي إلى تلامذته في فنون اللصوصية


من أحمد الجلبي إلى تلامذته في فنون اللصوصية

لن يكون وكيل اللص شريفاً بل سيكون لصاً مثله

 
عندما احتلت الولايات المتحدة الأميركية العراق ليس لأي غرَض آخر إلاَّ غرض سرقة ثرواته. ألم يقل دونالد رامسفيلد، في محاولة منه لإقناع الشعب الأميركي بضرورة احتلاله، بأنه سيموِّل الحرب من ثروات العراق؟

ماذا يعني ذلك الإعلان؟

يعني بوضوح أن نفقات الحرب لن يتم تغطيتها من جيب المكلَّف الأميركي، بل ستتم تغطيتها من جيب المواطن العراقي، أي من عائدات السرقات التي ستقوم بها قوات الاحتلال لتذهب إلى جيوب المافيات الأميركية، أي إلى جيوب كبار الرأسماليين الذين يشكلون الحكومة الخفية التي تدير سياسة الولايات المتحدة الأميركية.

وإذا كانت الحكومة الخفية قد أصدرت أوامرها لإدارة جورج بوش الإبن باحتلال العراق، فإن إدارة المذكور عملت على تغطية عملية الاحتلال بأغطية من العراقيين أنفسهم، أو ممن زوَّرت لهم بطاقات هوية عراقية. وأما كيف تمَّ اختيارهم؟

لأن هدف احتلال العراق سرقة ثرواته، يعني ممارسة مهنة اللصوصية،

ولإضفاء شرعية على احتلالها كان عليها أن تدفع بعراقيين لإدارة العراق المحتل.

ولأن الشرفاء من العراقيين لن يرتضوا لأنفسهم أن يقوموا بتغطية اللصوص الأميركيين، لذلك سيرفضون القيام بذلك الدور.

ولأن الذي يتواطأ مع اللص لص مثله،

انتقت الإدارة الأميركية، من بين عملائها العراقيين من هم أكثر من يتقن فنون اللصوصية.

هذا بالنسبة للعراقيين الذين خانوا وطنهم وامتهنوا اللصوصية حرفة لهم،

فماذا عن النظام الإيراني؟

من ساعد على الاحتلال الأميركي وشارك فيه، فأهدافه لن تقل عن أهدافه. فذلك لص وهذا لصٌّ أيضاً. ولكل منهما لصوص وكلاء. فكان أحمد الجلبي وكيلاً مزدوجاً للِّصين الأصيلين. وكان أكثر اللصوص من العراقيين إتقاناً لفن اللصوصية. وإذا كان الجلبي قد سبق أقرانه وتلامذته إلى الموت قبل أن يلقى عقابه الذي يستحقه من الشعب العراقي، فإن سيف هذا الشعب الذي ثار ضد كل من ارتكب، أو شارك بجريمة سرقة العراق، سيبقى مصلتاً على رقابهم حتى ولو اضطر أن ينبش قبورهم ويُعيد صلبها على أسوار العراق لتبقى عظامهم الرثة شاهداً على أن المجرم من أمثالهم لن يفلت من عقاب الضحية. وهذا ليس من باب الحقد بل من باب العدالة ليكونوا أمثولة لكل لص مجرم أثيم.

 

ليست هناك تعليقات: