الاثنين، مارس 25، 2019

دراسة عن الحراك الشعبي العربي الحلقة السابعة


دراسة عن الحراك الشعبي العربي
الحلقة السابعة
(7/ 9)
سادساً: المتغيرات الدولية:

بغض النظر عن تناقض الأهداف المرحلية بين المتغيرات الجديدة على الصعيد العربي وظهور بدايات تشكيل نظام دولي جديد تقوده روسيا، يُعتبر العامل الروسي الجديد عاملاً أساسياً في إضعاف قبضة الولايات المتحدة الأميركية على العالم والوطن العربي. وهذا يعني أن أميركا لم تعد تلك القوة التي تستبيح العالم من دون منافس. وهذا المتغير في حد ذاته يجب أن يعطي قوة لمصلحة حركة التحرر العربية كلما عملت على الاستفادة منه في أهدافها الاستراتيجية، وتجاوز بعض المعيقات المرحلية.
وإذا كنا لن ننظر إلى تفاصيل نقاط التناقض بين مشروعي التحرر الوطني على الصعيد القومي العربي من جهة، والمشروع الروسي من جهة أخرى، فإنما علينا أن لا نتناسى أن هناك الكثير من العوامل الاستراتيجية التي سوف تلعب دوراً إيجابياً لمصلحة العرب، في حال إنهاء مرحلة حكم العالم بواسطة أميركية طليقة مما يمكن أن يعيقها.
وإذا ما تعمَّقت المتغيرات الدولية، خاصة في جانبها الروسي بعد حسم الوضع في سورية لمصلحتها، فإنها لن تدع الفرصة للقوة الأميركية تتصاعد مرة أخرى بالشكل الذي كانت عليه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانطلاقة المقاومة الوطنية العراقية، ومن أهم تلك العوامل نذكر منها التالية:
1-حصل احتلال العراق في فراغ دولي كانت أميركا تمثل فيه القطب الواحد الذي يقرر مصير العالم. وبعد الآثار الإيجابية التي تركتها المقاومة العراقية، وخاصة إلحاق الهزيمة بالاحتلال الأميركي، ووضعت الاقتصاد الأميركي على حافة الانهيار أتاحت الفرصة لبروز الظواهر التالية: انطلاقة قوة اقتصادية جديدة من دول البراكس، وهي مهما كان ثقلها فإنها تسهم في إضعاف الهيمنة الاقتصادية الأميركية. وكذلك بروز المسألة الشرقية من جديد التي أنتجت بوادر حرب باردة بين روسيا وأميركا. وقد لعبت دوراً مهماً في كبح سرعة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. كما أنها تعتبر خطوة أساسية في استعادة الثنائية القطبية في قيادة العالم في المراحل اللاحقة.
2-إن تعميق دراسة المتغيرات أعلاه، إضافة إلى استشراف حصول متغيرات أخرى كانت مرشَّحة للظهور. وما ساقه عهد دونالد ترامب  تمن نقد جارح للمرحلة السابقة، سوى بتأثير من نتائج المتغيرات  التي فرضتها المقاومة العراقية، والمتغيرات في الموقف الخليجي، وكذلك المتغير في الوضع الدولي الذي تقوده روسيا.
إن هذه المتغيرات سوف تزداد تعميقاً إذا ما استطاعت الثورة العراقية إحراز النصر في العراق، لأنها ساعتئذِ ستشكل مرجعية عربية تلعب دوراً في إعادة ترميم ما تفتَّق من انهيارات عربية، تلك الانهيارات تركت ساحات الوطن العربي فريسة لكل من أراد أن يملأ الفراغ في القرار العربي. وإذا ما توافرت للمرجعية روافد من الدعم العربي والدولي فستزداد تأثيراتها في مواجهة الإمبريالية الرأسمالية، خاصة إذا ما تم تدعيمها من الصين وروسيا ودول أخرى.

ليست هناك تعليقات: