الثلاثاء، أكتوبر 29، 2019

خطة أحزاب الحكومة في عرقلة الثورة الشعبية


خطة أحزاب الحكومة في عرقلة الثورة الشعبية

لا شك بأن أحزاب الحكومة مأزومة، وسبب أزمتها أن الشعب نزل إلى الشارع. ونزول الشعب إلى الشارع يعني تعرية لها، وكشفاً لمخازيها وسرقاتها، وكانت استفادتها الكبرى عائدة إلى واقع الاستسلام الشعبي الذي كان سائداً قبل السابع عشر من تشرين الأول 2019.
في ذلك الواقع، كانت صراعات أحزاب السلطة تُدار فيما بينها، بحيث كان كل منها يقايض الآخر بالسكوت عن تجاوزاته ومفاسده، بموقف مماثل، بما يشبه المقايضة في المفهوم التجاري، والمقاصة بالمفهوم الصيرفي، والمحاصصة بالمفهوم الطائفي السياسي.
أما الآن فهم يواجهون الشارع الشعبي الذي انتفض ضد وصاياتهم، فاتحدوا ضده، وفتحوا قنواتهم التلفزيونية، وجمَّعوا مثقفيهم، واستخدموا على نطاق واسع جيوشهم الألكترونية، فتكاثرت الإشاعات حول شيطنة الثورة الشعبية. وأمروا قبضاياتهم بعرض العضلات هنا أو هناك بالتسلل إلى صفوف المعتصمين لزرع البلبلة والتخويف التي يراد منها التقليل من أعداد جماهير الثورة الشعبية.
قيل سابقاً: إن أحزاب السلطة تتصارع فيما بينها مستخدمة ورقة أحجامها الشعبية لكي يضغط بعضهم على البعض الآخر من أجل ابتزازه والضغط عليه لاتخاذ موقف، أو التراجع عن موقف. ولكن ما إن يحدق بها جميعاً خطر يهددها، فإنها تتحالف بالعمل ضده، بالتقليل من تأثيره، هذا إذا لم تعمل جاهدة على إلغائه وإنهائه.
ما يحدث الآن، فإن الثورة الشعبية التي جمعت كل المتمردين على وصاية أمراء الطوائف، شكَّلت خطراً ينال من هيبة الجميع، ويفضح الجميع، ويطالب بمحاسبة الجميع، لذلك توحَّدت جهودهم السياسية والإعلامية والأمنية، وراحوا يبثون الإشاعات الكاذبة، وفبركات المؤامرات المرسومة من الخارج، كل ذلك وهم يتناسون بأنهم كأمراء للطوائف، هم خدم في حرم سفارات الخارج.
وأما اليوم، وبعد التمهيد لما زعموا بأن إقفال الطرقات تعطل مصالح عامة الشعب، وتعرقل أعمالهم، وتؤثر على لقمة عيشهم، فقد بدأوا بتحريض أصحاب المصالح، والنقابات والهيئات الاقتصادية، من أجل فتح الطرقات، وهي مفتوحة أصلاً، فالهدف ليس الطرقات وإنما الهدف هو من يعتصمون في بعض ساحاتها.
بالأمس حرَّضوا نقابات المزارعين، التي هي أصلاً مما يقع تحت وصايتهم. كما حرضوا أصحاب المطاحن والأفران ومستوردي القمح الذين يعملون بتوجيه من أحزاب السلطة المستفيدين من الاستيراد وغيره. وحرَّضوا من يحتكر استيراد النفط وتوزيعه، وهم أصلاً شركاء لبعض أحزاب السلطة في هذا القطاع. حرَّضوهم جميعاً، على أن إقفال الثوار المزعوم للطرقات سيؤدي إلى التالي:
-كساد المواسم الزراعية.
-نفاذ مخزون القمح بعد أسابيع قليلة، السبب الذي يؤدي إلى فقدان رغيف الخبز.
-نفاذ مخزون المحروقات الذي سيؤدي إلى تعطيل كل وسائل النقل.
وكل هذا سيقود إلى أزمة تمس بمصالح الشعب كما يزعمون ويعبئون عبر وسائل إعلامهم التي يزعمون أنها غير ممولة من السفارات، وفي هذا ما فيه من نقمة شعبية على ثورة شعبية، وفيها خبث وأي خبث.
وإزاء ذلك، فليقلعوا عن شعار إقفال الطرقات التي تتصدر تلفزيوناتهم، لأنها شعارات يراد منها التضليل والتعتيم على أهداف الثورة، والتي هي بعيدة عن وسائل الثوار.
وعليهم جميعاً أن يخيطوا بغير هذه المسلَّة، لأن من يتنقلون من منطقة إلى أخرى من المواطنين اللبنانيين، سوف لن ينطلي عليهم خداع إعلام أحزاب السلطة، بسياسييها ومثقفيها وأزلامها.


ليست هناك تعليقات: