السبت، أبريل 10، 2010

في الثالثة والستين من عمره المديد:

--> --> --> --> --> --> --> -->
-->
في الثالثة والستين من عمره المديد:
يظل نيسان يمثِّل ثنائية البعث والمقاومة
هزيمة معجَّلة لاحتلال راحل
وهزيمة مؤجلة لاحتلال قادم
في مطلع نيسان من كل عام يحتفل البعثيون بعيد تأسيس حزبهم. ومنذ ست سنوات حتى الآن يجمعون بين الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب وذكرى انطلاقة مقاومته في العراق. فالبعث والمقاومة معادلة ثابتة في تاريخ حزبنا، منذ تأسيسه حتى الآن، لأنه يؤمن بأن الأمة العربية لن تتحرر إلاَّ بدم المقاومين وأرواحهم.
إنها مناسبة تستمر وتتواصل، وسوف تستمر، طالما يتواصل الحزب مع تاريخه النضالي، وهو من أهم ما يفتخر ويعتز به. إن حياة الأمم مرتبطة ارتباطنا وثيقاً مع تاريخ حركاتها الثورية، والحركات لن تكون ثورية إلاَّ بمقدار ما تبذله من الجهد والدم والروح. وهكذا تستمر حياة البعث.
تتغذى أمتنا اليوم مما يقدمه العراقيون، وفي الطليعة منهم البعثيون، بالروح والدم والتشريد والتهجير والاجتثاث على شتى أشكاله وصنوفه ومن تضحيات أخرى جسيمة. تلك التضحيات لن تذهب هباءً لأنها تحقق للعراق والأمة العربية بل وللعالم الحر كله أجمل الانتصارات وأكثرها تأثيراً. تلك الانتصارات التي تسير بتاريخ العالم كله نحو إسقاط أكبر خطر استعماري كان سيُخضعه لقرن قادم من الزمن، ويجعل منه عبداً أمام جبروت الرأسمالية الأميركية وخطورتها.
أقسم البعثيون بنحر الاحتلال فانتحر صاغراً
لم يكن قرار الانسحاب الأميركي من العراق يحصل لولا القسم الذي أعلنه البعثيون أنهم سينحرون جنود أميركا على أسوار بغداد. والتزاماً بهذا القسم قدَّم صدام حسين، الأمين العام لحزبنا، حياته فداء للعراق والأمة العربية، كما سبقه ولحق به كوكبة من الرفاق تجاوز عددهم الماية وخمسين ألف شهيد.
ليس هذا ما قدَّمه البعث فحسب، بل لا يزال يقدِّم أيضاً من حرية مناضليه في سجون الاحتلال، الذين يتحدون الاحتلال وعصاباته بكبرياء البعثي وعنفوانه، وهو لم يستطع أن يضعف صمودهم على الرغم من كل أنواع التعذيب ليبتز منهم موقفاً تراجعياً واحداً، لكنه صُدم برفضهم وصدِّهم.
وعلى الرغم من كل هذه التضحيات، فيبقى البعث خزاناً مملوءاً بوقود الإيمان بالكرامة والإباء، لذا ستدوم مقاومته للاحتلال حتى تطمئن قلوب البعثيين عندما يدحرون آخر جندي أميركي عن آخر شبر من أرض العراق.
وبسبب كل ذلك يحمل إلينا نيسان البعث هذا العام بشرى هزيمة العدو وهو ينتظر أشهراً قليلة للبدء بأول خطوة جدية بانسحاب يزعم أنه انسحاباً مشرفاً، ولكنه انسحاب الهزيمة بكل ما للكلمة من معنى. وهو في الوقت ذاته يراهن على متغيرات يعد لترتيبها مع دول الجوار الجغرافي لعقد صفقات معها تخفف عنه وطأة خسائره. لكن رهانه لن يكون أكثر من أضغاث أحلام. فهو وإن عجز في ذروة قوته عن حماية احتلاله للعراق، فهو أعجز من أن ينجح فيها وهو في أضعف حالاته.
مساومة أميركا لتقاسم الحصص مع إيران
ستكون خسارة لهما معاً
يراهن الاحتلال على سلة من الحلول، تبدأ بترميم ما يسميه عملية سياسية قائمة على نتائج الانتخابات الأخيرة، وتمر بعقد صفقات مع النظام الإيراني تحديداً، وتنتهي بالمراهنة على بعض أنظمة العرب الرسمية.
يحاول النظام الإيراني أن يكون البديل عن الاحتلال الأميركي في ما يزعم أنه قادر على ملء الفراغ الأمني في العراق. ويعمل جاهداً على أن يحتل موقعاً مؤثراً في المنطقة، ولم يجد ثمناً يدفعه الا من حساب العراق والأمة العربية. وإن الجواب على الاحتلال الأصيل أو الاحتلال البديل يأتي من المقاومة العراقية التي أقسم مناضلوها، وفي طليعتهم البعثيون، على أنهم لن يتركوا البندقية طالما بقي هناك شبر محتل من أرض العراق، سواءٌ أكان المحتل آتٍ من الغرب أم كان قادماً من الشرق.
بين احتلال راحل أو احتلال قادم تبقى وحدة العراق وعروبته مهدَّدة، لذا أقسمت المقاومة العراقية أنها لن تستريح إلاَّ إذا أنجزت الهدفين معاً، وهما: وحدة العراق وعروبته. وهي بإنجازهما تنقذ الأمة العربية من مشروع تمزيقها إلى دويلات طائفية. ففي تحرير العراق تحرير للأمة العربية من خطر مشروع الشرق الأوسط الكبير، هذا المشروع الذي لا يتناقض مع مشاريع تعدها بعض دول الجوار الجغرافي للحصول على حصة لها في كيان الوطن العربي الممزَّق.
تحرير العراق ووحدته
تمنع الصهيونية من الوصول الى الفرات
إن السكوت عن تقسيم العراق، لهو سكوت عن مشروع صهيوني جديد قد اكتملت فصوله في شمال العراق، فالوثائق كشفت عن مخطط صهينة شمال العراق تحت غطاء ما يسمونه (دولة كردستان)، وهي أصبحت جاهزة لتحتضن مشروع (إسرائيل) أخرى. إن خيوط هذه المؤامرة تجري في ظل صمت مريب، لذا يناشد حزبنا كل من يقاتل الكيان الصهيوني في فلسطين أن قتاله سيبقى ناقصاً إذا لم يقاتل مشروع تأسيس (إسرائيل) أخرى في شمال العراق. وإن أي سكوت عن خطورة ما يجري يُعتبر في نظرنا تواطؤاً خطيراً، ومشاركة فعلية.
وإذ يعتبر حزبنا أن أي معيار حقيقي لحماية الأمة العربية يمر عبر بوابة تحرير العراق، وإن أي فشل في تحقيق هذا الهدف إنما سينعكس سلباً على كل القضايا الأخرى. وإنه ليس من باب الفئوية أن يطرح البعث هذا الموقف، وإنما من باب تحليل الواقع الموضوعي. ففي تحرير العراق إقفال لمنفذين أولهما أميركي بكل خطورة المشاريع الأميركية في السيطرة على الوطن العربي، وثانيهما صهيوني بكل ما للتحالف الكردي الصهيوني من خطورة في إنشاء (إسرائيل) ثانية. وفي تحرير العراق أيضاً ضمان لإقفال البوابة الشرقية في وجه أية أطماع قادمة من الشرق.
بشمت الثعالب من كروم العرب في غفلة نواطيرها
إن الأمة العربية اليوم حبلى بالأزمات، بينما النظام العربي الرسمي غافل وغائب ومستسلم. فمن العراق إلى فلسطين إلى اليمن فالسودان والصومال، نامت نواطير العرب عن ثعالبها، فتسللت كل عوامل التأثير الخارجي وراحت تعيث فيها تمزيقاً وتقطيعاً وتقتيلاً.
فلسطين تزداد ساحاتها بدلاً من أن تكون ساحة واحدة كسابق عهدها. واليمن يميلون به تجاه رياح التفتيت والتقسيم. والسودان ساحة لحروب دائمة لا تنتهي. والصومال يتحول إلى منطقة للقبائل والفصائل التي يذبح فيها الأخ أخاه. والحبل على جرار المستقبل القادم.
إن حزبنا لا يرى حلاً منظوراً لكل تلك القضايا إلاَّ بإعادتها إلى الحضن العربي الذي مهما كان قاسياً فإنه سيكون أرحم من كل سكاكين الجزارين القادمين من الخارج. وإن الحل لن يكون لكل قضية بمعزل عن القضايا الأخرى فكلها يجب أن تكون رزمة عربية واحدة.
خلاص الأمة مربوط بنواصي مقاوميها
لم يكن النظام العربي الرسمي يوماً رحيماً بقضايا العرب، إلاَّ أنه لا يجب أن يزرع اليأس في نفوسنا، ولا يجب أن يشكل سبباً أمام بعض القوى والتيارات العربية لتبرير تدخل الآخرين في شؤون العرب. بل نرى أن من مهمات حركة التحرر العربي أن تواصل ضغطها على تلك الأنظمة، وليس أن تستسلم لاستجداء مساعدة خارجية من هنا أو هناك، فإن المؤامرة تهدف أساساً للتشكيك بفعالية الفكر القومي تحت ذريعة تخاذل النظام العربي الرسمي، وزرع اليأس في نفس حركة التحرر العربي لتتخلى عن العروبة، وتشريع بواباتها أمام كل فكر دخيل أو إيديولوجيا دخيلة.

ليست هناك تعليقات: