الثلاثاء، أكتوبر 14، 2014

هذه ثورة العراق فأتونا بمثلها إن كنتم قادرين

هذه ثورة العراق فأتونا بمثلها إن كنتم قادرين

شعب العراق ينتظر الخلاص على أيدي مهديه. ومهدي شعب العراق هي الثورة التي تنتشر على كل المفارق. ومفارق الثورة تمتد من جنوبه إلى شماله، ولو تلكَّأت بعضها فلقمع أمني ينخر عظام رجالها. كما تمتد من شرقه إلى غربه حتى ولو كان شرقه قد سرقته أيدي الأشرار في غفلة من (الشيطان الأكبر) أو بالتنسيق معه.
إمتدت يد الاحتلال الأميركي على العراق تحت وابل من (الصدمة والترويع)، وتكالبت شراذم الأعداء على مشاركة الاحتلال طمعاً بقضمة من لحوم العراقيين. وشاركتهم ثعالب من الذين سرقوا الهوية العراقية طمعاً بمجد وبمال من سحت ثروة العراقيين والنيل من كرامتهم.
لقد قيل : (للباطل جولة ولكن للحق ألف جولة). وهذه شراذم الشر جالت جولتها، وما يجري الآن هو استمرار لها ولو بأشكال أخرى. وأما أبطال الحق فقد جالوا جولتهم الكبرى فطهروا أرض العراق من رأس (الشيطان الأكبر)، وهم الآن يطهروها من شراذمه حتى ولو تغطت بلحاف أميركي وإيراني. وإذا كان المقاومون العراقيون قد ثقبوا مناطيد أميركا برصاصهم، ومن المحال أن يرتقه أحد بـ(صدمة) أخرى وبـ(ترويع) آخر، فإن الثوار ينتظرون وصوله إلى البر محطماً ليبقى معلماً من معالم انتصار الحق على الباطل. ومعلماً من معالم البطولة والفداء.
على الرغم من كل مظاهر التحريض على الثوار والافتراء عليهم بهذه التهمة أو تلك، فإن ثوار العراق ماضون في طريقهم، ورايتهم تخفق في سماء الكرة الأرضية تدحض كل الأكاذيب والافتراءت التي تمس شرف الثورة، وهي لن تستطيع أكثر من الكشف عن عورات قادة من يسمونهم بـ(العالم الحر)، وما عرف من الحرية إلاَّ الكذب والدجل، الذي لن ينطلي إلاَّ على مغفَّل أو حاقد.
بعد زوبعة (التحالف الدولي)، بملياراته الخمسماية. تلك المليارت التي أسالت لعاب حتى الدول الغربية التي لا هي بالعير ولا بالنفير، فدفعت بهم للمشاركة في قصف (الثورة العراقية) تحت مسمى (محاربة الإرهاب)، نرى العجب كل العجب، بحيث أن آلاف الطلعات الجوية تقصف الثوار للقضاء على ثورتهم بينما الثورة تشتعل ويشتد أوارها. وكلما توهمت طائرات تحالف الشر أنها قضت على تلك الثورة لتمنعها من الوصول إلى بغداد، فإذا بالثورة تقترب من بغداد أكثر وأكثر.
لقد توهموا أن طائرات الأباتشي قد أنقذت مطار بغداد الدولي، وما دروا أن توقيت الوصول للمطار ليس مرتبطاً بقوة تلك الطائرات، وإنما التوقيت هو بيد الثورة وليس بغيرها. والثورة تنتظر (فرسان الأباتشي) لينزلوا إلى الأرض إذا كانوا فرساناً حقيقيين. ولكنهم لن ينزلوا وتلك حقيقة أعلنها وزير دفاع الأباتشي الذي لم يعد يمتلك قرار نزول (فرسانه) إلى الأرض لأن مقابر من سبقهم ماثل أمام أعينهم، ولأن المعوقين منهم أو الذين دخلوا مستشفيات الأمراض العقلية، هو درس لن ينسوه.
تلك هي ثورة العراق، التي لا يفهمها إلاَّ من نذر نفسه للشهادة في سبيل وطنه.
تلك هي ثورة العراق، التي لا يفهمها من يروجون لثورات أخرى ويعتزون بها من اليسار المزيف.
ولكن من يفهمها هم الذين تيقنوا أن في هذه الأمة أبطال يستحقون الخلود أكثر من غيرهم. وإذا كانت الثورات الأخرى قد أنجزت استقلال بلادها، فإن ثورة العراق ستنجز استقلال العالم من كل من بقي في مخيلته طمع في العدوان على الدول الأخرى. فثورة العراق ستجعل العالم أكثر أمناً عندما سيكون خالياً من الطامعين بتنفيذ مشاريعهم الإمبرطورية على حساب الوطن العربي بكل أقطاره.
وأخيراً، لا بُدَّ من تقديم النصح لكل هؤلاء أن يتفرغوا لرعاية شؤون بلادهم، وعليهم أن ينكفئوا عن أرض العراق بقرار ذاتي قبل أن تعيدهم الثورة العراقية أذلاء صاغرين يجرون أذيال الخيبة.
ولهذا ولكل هذا من يعطينا ثورة أسمى من الثورة العراقية، فليأتنا بالبرهان والدليل.
بوركتم ثوار العراق.
وبوركت تلك السواعد التي تمطر علينا نصراً تلو الآخر.
بوركت تلك السواعد التي تحرر ما بقي أسيراً في الأنبار  ليتجهوا إلى بغداد حيث هناك سيكتمل هدف (حسم المعركة ضد الأمركة). ومن هناك سيعود كسرى إلى بلاده محطم الأضلاع بعد أن تذيقه الثورة العراقية علقم (القادسية الثالثة) ومرارتها.
وإذا سألنا أحد عن الدليل، فسيأتي الرد مما جرى في قضاء (هيث)، ومما يجري في تكريت والرمادي وبعقوبة، ومما يسطره أبطال الفلوجة من مآثر تتراكم على مآثر. ومن جرف الصخر تتعالى أصوات الأبطال تنادي بغداد الأسيرة بيد أمريكيي (المنطقة الخضراء) الذين وضعوا بيضهم في سلة قاسم سليماني، وما دروا أن بيضهم لن ينجو من التكسير لأنهم عجزوا عن الحفاظ عليه بأنفسهم، فهل ستكون قيادة سليماني أكثر جدارة من قيادتهم؟ وهل (صدمة) سليماني و(ترويعه) ستكون أكثر رعباً من هدير طائرات تحالفهم؟
يا ثوار العراق
لقد قمتم بامتصاص الصدمة الإعلامية الأولى لتحالف الشر، التي قادها جون كيري، والتي أرادوا بها دبَّ الرعب في نفوسكم، ومولها العرب الخانعين ممن لا يزالوا يرضخون لأوامر الشركات الرأسمالية الكبرى، وانتقلتم إلى الهجوم الذي باغتهم كما باغتتهم تجربة الموصل. ولم يتبق لديهم إلاَّ هجمات الأباتشي التي ستكون فارغة من كل تأثير على عزيمتكم باستثناء إحداث صدمة التخدير التي تنتشي بها آمال المراهنين ممن أعمت خدع الإعلام المعادي قوة التفكير عندهم. وسيخرج الجميع بحفنة من الريح التي ستتبخر من بين أيديهم.

ونتيجة لكل ذلك ستأتي شركات الرأسمالية بعد تحرير العراق بوقاحة لكي تتوسلكم بتوقيع عقد من هنا أو تلزيمهم مشروعاً من هناك. ولن يكون هذا المصير بعيداً عن التحقيق طالما أن ثورتكم هي الثورة الخلاقة الوحيدة في هذا الزمن العربي القاحل. الثورة التي لن يجدوا مثالاً لها إلاَّ في العراق وعلى أيدي قيادتها وقواعدها وكل فصائلها. 

ليست هناك تعليقات: