السبت، ديسمبر 07، 2019

ثورة تحَّدت طاحونة الموت


ثورة تحَّدت طاحونة الموت
هي ثورة تعيد الحياة للعراق
 نقلاً عن النشرة الإعلامية للمنبر الثقافي العربي الدولي، العدد 10، تاريخ 3/ 12/ 2019.
عندما انطلقت الثورة في العراق، تواجهت بمجموعة من ردات الفعل المتباينة والمتناقضة, وتراوحت بين عدو لها، ومراهن على نتائجها.
-أما أعداؤها فانحصروا بين نظام الآيات في طهران، وعملائهم في العراق ممن خانوا وطنهم من عمائم وآيات وأسياد ومن شريحة سياسية طفيلية منتفعة امتلكت فنون الفساد والسرقة، وتعاون هؤلاء جميعاً في بناء ميليشيات قواعدها من المغرَّرين بهم، ومن البلطجية والشبيحة، ووظَّفوهم لحمايتهم لقاء أجور تكاد لا تشبع جائعاً، ولا تسد رمق عطشان.
-وأما المراهنون على نتائجها، فهم ممن آمنوا بأن جولة الباطل جولة واحدة، وجولة الحق جولات لا تعد ولا تحصى. وكانت النواة الاستراتيجية من هؤلاء تتشكل من الوطنيين والقوميين من أبناء الضمير الحي، الذين يحافظون على كرامة وطنهم، ولا يبيعونها بكل ثروات العالم. فلأن الكرامة عندهم أغلى من كل شيء.
بين هؤلاء وأولئك مسافة من التنافض لا يستطيع أحد أن يردمها، وهي ليست ذات لون رمادي، بل هي معركة الفصل بين الأبيض والأسود، بين الحق والباطل.
وعندما اندلعت الثورة في الفاتح من تشرين الأول من العام 2019، انطلقت الرهانات عليها. فاعتبر المستهينون بها، ممن ركبتهم عفاريت الغرور، أن إخمادها لن تتعدى كلفته رشقات من الرصاص المطاطي، ورشقات من الغاز المسيل للدموع. وإذا لم تفعل فعلها، فرشقات من الرصاص الحي، وإسقاط مجموعة من الجرحى والقتلى كفيلة بتخويف الآخرين الذين سيهربون لائذين بسلامتهم الشخصية.
لم تنفع كل وسائل الترهيب والتخويف، وصولاً إلى قتل المئات، وجرح عشرات الآلاف، وكانت على الرغم منها تزداد أعداد الثوار، وتمتد مساحات الثورة. فانقلب السحر على الساحر، فإذا بسحر الرعب يتلبَّس نظام ولاية الفقيه في إيران، كما أخذ يتلبَّس عملاءهم، فأصبحت حركتهم شبيه بحركة الحيوانات التي تستشعر أية هزة أرضية قبل أن تحصل. وهذا حال الكلاب والقطط، ناهيك عن تلك التي حفرت لأنفسها ملاذات آمنة تحت القشرة الترابية.
دفع المشهد الثوري الرائع في العراق، إلى إرغام عادل عبد المهدي، رئيس حكومة الاحتلال إلى تقديم استقالته، وهو أول مشهد من مشاهد الهروب لمن خانوا وطنهم.
كان قرار الاستقالة، هو أول خطوة على طريق ما سوف ينتج عن زلزال الثورة، وعن تأثير براكين الثورة العراقية.
كل ذلك، وما زالت (آيات الله) في إيران، تراهن على أن (المهدي المنتظر) سيدركها بوسائل النجاة، ولكن هيهات منهم الأحلام الفارغة، لأن (المهدي المنتظر) لن يدرك سوى المظلومين المسروقين المنهوبين المقتولين ظلماً. وهو يدرك فقط الجائعين، ويدفعهم إلى قتل من كان السبب في إفقارهم. ولما كان السبب هم (آيات الله) و(ارواح الله)، في طهران، وزباينتهم في العراق، فستتم تنفيذ عقوبة القتل بهم وحدهم، وليس بأحد غيرهم.
فليعلم المستهينون بثورة العراق، أنها تحدت طاحونة الموت، لن تتراجع أبداً.



ليست هناك تعليقات: