وجَّهت جريدة (العرب اليوم) الأردنية، بتاريخ 11/ 11/ 2011، السؤال التالي: (ما هي انعكاسات الربيع العربي على ايران وتركيا؟)
وهذا نص الرد:
إن إطلاق صفة (الربيع العربي) على كل ما يجري على مساحة الوطن العربي، الظاهر منها والمستتر، صفة فضفاضة، لا أحسب أنها صفة تعبِّر عن حقيقة الواقع والمستقبل. فالربيع هو حالة تجدد وإزهار، بينما نجد أن أكثر هذا (الربيع) ليس بربيع بل هو خريف آخر يُنذر بتساقط الأوراق الصفراء في الحقل العربي، بينما سيزهر من جديد لتصب خيراته في أهراءات (روما) الأطلسية. لكن هذه المقدمة لا تشمل بعض الربيع الذي انتزع بعض الجنى من أيدي دول الحلف الأطلسي، كما حصل في ربيعيْ تونس ومصر. وتلك التي تبشر بإعطاء نتائج إقصاء ما يمكن إقصاؤه عن إهراءات واشنطن.
لا شك بأن بعض (الربيع العربي) يُدار ويًموَّل ويُساعد ويُحتَضن من قبل إيران وتركيا، وما كان النظامان فيهما ليُقدما على بذل ما في وسعهما من مساعدة واحتضان، هنا أو هناك، إلاَّ لأن كلاً منهما ينتظر أن يقطف بعض المحاصيل الوافرة لقاء دوره الذي يلعبه.
لا تنتظر إيران أو تركيا انعكاسات إيجابية لـ(الربيع العربي) عليهما، بل إن النظامين معاً، وكل على حساباته الخاصة، ينتظر أن يجني محصول ما زرعته يداه في الحقل العربي إذا سارت رياح التغيير المفتوحة لمصالح قوى الخارج. وما زرعه هذا النظام أو ذاك في حقولنا كان بذاراً ملَّوثاً بالكراهية لقوميتنا العربية تماماً كما هي كراهية الغرب الرأسمالي.
ولكي نمنع من تجيير دماء الثوار وأرواحهم لمصلحة الخارج، ومنه الإيراني والتركي، كان لا بُدَّ من وجود شروط ثورية تجعل من الحزبي المنظم امتداداً للشعبي الثائر ومكملاً له، والعكس صحيح. ولكن للأسف تراجع وهج أحزاب حركة التحرر العربي وتأثيرها منذ عقود، فهي كانت الكفيلة بتحصين الحراك الشعبي من التحريف والاحتواء، كما أنها كانت الضامنة لتحويل هذا الحراك إلى ربيع عربي فعلي تنعقد أزهاره لتنتج حصاداً وفيراً تصب في مصلحة الشعب العربي المقهور والمقموع بسيوف الأنظمة الرسمية ورماحها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق