السبت، يونيو 06، 2015

طارق عزيز نجم آخر يسطع في سماء البعث


طارق عزيز نجم آخر يسطع في سماء البعث



لقد سجَّل حزب البعث العربي الاشتراكي أول سبق في تاريخ القومية العربية عندما نزل بالنظرية من سماء الفكر المجرَّد إلى ميدان التطبيق العملي. وإذا كان التطبيق من دون نظرية لن يستقر على أهداف واضحة، فإن النظرية من دون تطبيق تتحول إلى لغو من الكلام. فبين النظرية والتطبيق عروة وثقى من التلازم والتكامل.

ولهذا، أصبحت القومية العربية واضحة الحدود والأهداف. وراحت تسبح في فضاء الوطن العربي ليكون مستقرها النهائي فيه. ولهذا كان التنظيم الحزبي حارساً وضامناً لاستمرارية الأهداف من جهة، وضامناً وحارساً لاستمرارية الحزب من الجهة الأخرى.

ندرج هذه المقدمة لكي نرد على كل المستهجنين والمستغربين والمتفاجئين الذين يفركون عيونهم ويسألون:

-هل بعد كل المحطات القاسية التي مرَّ بها حزب البعث منذ تأسيسه حتى الآن، ما يزال هناك بعثيون؟

-وهل بعد كل محاولات الاحتلال والاجتثاث التي طالت بيدها الآثمة عشرات الآلاف من البعثيين، بل مئاتها، ما يزال البعث حياً؟

-وماذا نقول لكل الذين حسبوا أن حزب البعث العربي الاشتراكي قد أصبح شيئاً من التاريخ؟

كل هؤلاء وأولئك لم يدركوا أن البعث لن يموت، بل لن يصدقوا أن البعث ما زال مستمراً بعد كل ما لحق بالبعثيين من قتل وسجن وتهجير وتجويع وتخويف. إلى جميعهم نقول: إن البعث مستمر ليس بوصفة سحرية تعجز المدارك عن بلوغها. بل سر استمرار البعث هو أنه مؤسسة يستند إلى فكر يحاكي آمال وأحلام جماهير الأمة العربية، ولم يسجل التاريخ أن فكراً أصيلاً له علاقة بمصلحة البشرية قد مات. وبعض الأدلة على ذلك:

-ألم تجبر محكمة التفتيش الفيلسوف اليوناني سقراط على أن يتجرع السم لأن فكره كافح فكرة عبادة الأوثان؟ ولكن البعض لم يتَّعض أن عبادة الأوثان قد زالت وظل فكر سقراط حياً لم يمت؟

-ألم تُكره محكمة التفتيش العالم () على الاعتراف بأن الأرض مسطحة؟ ولكنه خرج من المحكمة ليقول: وعلى الرغم من ذلك فإن الأرض كروية وتدور في فلكها المرسوم؟

مات النهج التفتيشي في كل مراحل التاريخ، ولم يستطع أن ينال مثقال ذرة من الفكر الإنساني الحر. وهكذا، سيموت كل من نصب للبعث محكمة للتفتيش، وسيبقى فكر البعث عصياً على الاجتثاث.

لم تنل كل أوهام محاكم الاجتثاث والاقتلاع من البعثيين شيئاً، وأما البرهان فيأتي مما يسطره البعثيون على أرض العراق، أرض الملاحم والبطولات، إذ يرتفع في كل يوم عشرات النجوم التي تسطع في سماء البعث، فتضيء طريق رفاقهم الأحياء بنورها الذي يعشي أبصار الحاقدين.

وهذا طارق عزيز، يرتفع نجماً بعثياً متألقاً في سماء الشهادة.

طارق عزيز الذي حاولوا أن يغروه فما خضع للإغراء، وأرهبوه وما خضع للإرهاب، خاصة وهو الذي آمن بالبعث طريقاً، وسار على درب رفاقه الآخرين، ونخص بالذكر منهم رفيقيه صدام حسين وطه ياسين رمضان.

لم يمت بعثي حباً بالموت، بل مات لأنه اعتبر موته سبيلاً لحياة أمته. وما أسمى معاني الموت عندما يكون طريقاً ومنهجاً لحياة الآخرين. وبهذا أصبح البعث عصياً على الموت لأن البعثيين أقسموا، في سبيل حماية أمتهم، أن يعتلوا صهوة الشهادة حتى التحرير الكامل.

طارق عزيز

لقد كذَّبت في شهادتك كل أضاليل الطائفيين من القائلين أنهم سيدخلون الجنة عن طريق التعصب لطائفيتهم. بل أنت دخلت إليها عن طريق الإيمان بوطنيتك وقوميتك. لقد دخلتها جنباً إلى جنب كل الوطنيين من العراقيين الذين انتموا إلى العراق وطناً، وإلى العروبة قومية. لقد فزت أيها الشهيد حقاً بالجنة لأنك طبَّقت ما جاء في حديث الرسول العربي الكريم: (من مات في سبيل أرضه فهو شهيد، ومن مات في سبيل ماله فهو شهيد، ومن مات في سبيل عرضه فهو شهيد). أما هم فقد باعوا الأرض والمال والعرض. ولأنهم كذلك، فيحق لنا أن نسائلهم: إلى أي جنة سوف تدخلون؟

 

 

 

ليست هناك تعليقات: