الأحد، فبراير 28، 2010

في ذكرى ميلاد القائد الرمز صدام حسين

-->
في ذكرى ميلاد القائد الرمز صدام حسين
من حقنا أن نحتفل بها
لأنها احتفاء بأحد أهم رموز الأمة العربية
نيسان 2006
يتهم البعض حزب البعث بأنه يحتفي بـ«عبادة الفرد»، كلما أظهروا تقديرهم للرئيس صدام حسين، أو كلما هتفوا له. وفي اتهامهم ما يحمل الكثير من الاستغراب. والكثير من التساؤلات وعلامات الاستهجان، نجملها بما يلي:
بين عبادة الفرد والاحتفاء بالرمز وتكريمه، مسافة على الفكر أن يجتازها، وعلى المفكرين، وأصحاب الرسالات التحررية أن ينظروا إليها ليس من زاوية الإيديولوجيا، بل من زاوية القيم الإنسانية الموضوعية التي لا تستطيع أن تفصل بين إنجازات التحرر وصانعيها.
وإذا كانت عصبية الإيديولوجيا تشكل حاجزاً يحول دون الإجماع على رمزية فرد متميز في تاريخ أمته، فالحاجة الإنسانية، كواقع أثبتته أحداث التاريخ الإنساني منذ القِدم حتى الآن، لا تشترط مثل هذا الإجماع.
كان صدام حسين، ولا يزال، ذلك الفرد الذي تحوَّل إلى رمز في تاريخ الأمة العربية. ولكي نثبت ذلك، طبعاً أمام العصبيات الإيديولوجية التي تعامت عن دوره، وراحت تنهش فيه تشويهاً، لا بدَّ من أن نُذكِّر بالعوامل التي تؤكد تصنيفه في لائحة الرمزية.
إذا خرج الفرد من دائرة الاهتمام بحاجاته كفرد، وأدخل في أولوياته العمل من أجل مصالح الآخرين في بيئته الاجتماعية أو الوطنية أو القومية، فيمثِّل في هذه الحالة قمة التعالي عن فرديته ليستبدلها بالحالة المجتمعية، وبذلك التحول يشكل بداية الطلاق مع الفردية ليدخل إلى باب الرمزية.
كثيرة هي الأمثلة التي تؤكد أن صدام حسين خرج من فرديته إلى رمزيته. وإذا كانت عيون الإيديولوجيين لا تريد أن ترى فيه تلك المزية، فهذا عائد إلى حالة من المزاج العدائي الذي يتولد من التعصب والعمى الإيديولوجي.
صدام حسين، منذ أن تولى مسؤولية قيادة النظام السياسي لحزب البعث في العراق، لم ير في السلطة إلاَّ وسيلة للارتقاء بمجتمعه الوطني العراقي إلى درجة النهوض، وللارتقاء بأمته العربية إلى مستوى النهوض والتقدم أيضاً. فكان مشروعه النهضوي القومي أكثر من دليل. ذلك المشروع الذي لم تتبيَّن تفاصيله للكثيرين لأن الآلة الإعلامية الأمبريالية والصهيونية كانت تحول دون ذلك، وهو ما استهوى أصحاب الإيديولوجيات المنافسة، او الكارهة أحياناً، لمشروع حزب البعث القومي.
ولكن، ولأن مجابهة الاستعمار والصهيونية، ومجابهة القطريين والانفصاليين والرجعيين والطائفيين، هي من أولويات مشروع صدام حسين، كأحد أهم قيادات الحزب، تكاثر أعداؤه، وتوسَّعت رقعتهم، فأعملوا تشويهاً به، وتحالف ضده أكثر من تيار وحركة ومشروع.
ولأن الأنموذج الأكثر دلالة، والذي أصبح الأكثر وضوحاً في تاريخ صدام حسين، هو اعتباره أسبقية مواجهة الاستعمار والصهيونية على كل ما عداها من التناقضات الأخرى، باعتبارها التناقض الرئيسي، أثبت صدام حسين أنه رجل تلك المهمة الشجاع، والأطول باعاً في مواجهتهما.
إن المرحلة الراهنة قد برهنت بما لا يقبل الجدل أن قائد تلك المواجهة الأوحد هو صدام حسين وحزبه. فهو الذي أعدَّ لها قبل الاحتلال الأميركي، وهو الذي قادها من الخندق وهو الذي يعطيها زخماً وقوة وهو في أسره. وإذا كانت بعض الأصوات التي أوغلت تشويهاً فيه وبسيرته وبمواقفه قد أعفته من إعلام أحقادها فلأنه لم يبق لديها ما تقوله بعد أن أقرن صدام حسين القول بالفعل. وليس لديها ما تقوله بعد انكشف العهر واللاأخلاقية الذي يتميز به أعداؤه وعملاء أعدائه. ولم يبق لديهم حجة يقنعون به الرأي العام أينما كان.
فصدام حسين الآن هو الفارس العالمي الذي تراهن عليه حركة التحرر العربي والعالمي في بداية مشهودة للكفاح ضد الاستعمار الأميركي ووحشيته التي لم تبق مجال تشكيك.
لقد اكتسبت رموز الثورة العالمية مواقعها في الرمزية من جراء تحقيقها الانتصارات على الاستعمار، وخاصة الاستعمار الأميركي. ومن أكثرهم شهرة: فيديل كاسترو وهوشي منه وتشي غيفارا... أفلا يحق للعرب أن تكون لهم رموزهم في ميدان مكافحة الاستعمار والصهيونية؟
إن صدام حسين أصبح رمزاً لحركات التحرر العالمية، لأنه أصبح القائد الحقيقي لأممية الثورة العراقية ووطنيتها وقوميتها.
فهل بات بوسعنا أن نفخر على العالم بأن الثورة العربية، التي يقودها صدام حسين من خندق المقاومة الوطنية العراقية، هي من أهم معالم ثورات التحرر العالمية؟
وهل بات أمامنا أي مهرب من اعتبار صدام حسين رمزاً للثورة نفتخر برمزيته ونعتز بها؟
صدام حسين رمز لنا، شاء الحاقدون أم أبوا. والاحتفاء بيوم ميلاده احتفاء باكتسابنا موقعاً كبيراً بين حركات التحرر في العالم.
-->

ليست هناك تعليقات: