الاثنين، يناير 25، 2010

نقد قصيدة «عبلة تواسي ...»

-->
نقد قصيدة «عبلة تواسي معتقلات الأعادي في العراق» للشاعرة هدى محمد
دورية العراق 8/8/2004
وصلتنا هذه القراءة للقصيدة من الاستاذ حسن خليل غريب من لبنان :
أخشى من أن تشوِّه صنعة التحليل الجاف جمال الكلمات، فليعذرني أصحاب الكلمة الجميلة، فأنا أدين لهم بأنهم مني في موقع الندى للزهرة الذابلة. ولا أخفي أن جمال الكلمة حفَّزني لتحليل معاني قصيدة هدى محمد.
ليس جمال الكلمة غاية في ذاتها بالقدر الذي تريد أن توصل المعنى بالتشويق. فقالب المعنى عنصر مهم في إيصاله إلى الأذن فإلى القلب، ومنهما إلى العقل. فلعلَّ التكامل بين جمال الكلمة وجفاف التحليل يجدان عند القارئ ما يستمتع به ويجد بعضاً من الفائدة. غزت الكلاب السود أرض العراق. فراحت عبل تناشد من كان للاستغاثة يستجيب، ولكن صوت الصدى يبقى الصدى الوحيد لصوتها، فارغاً خاوياً. وصوتها يملأ الصحراء لعلَّ سراب الأمل يتحول إلى حقيقة ليرى حال »عبلة« في العراق تنادي: »وما في القيد إلا معصمي«. »دمي المسفوحُ شأن دم ِ الحسين «. »الكرامةِهُتكت وياللعار-«.
من تناشدين يا »عبل«: »ويبيت عنترُ« أصماً كما لم تعهده، ومثله »عبس«، و»ذبيان وقحطان..وعدنان«. فتصرخين: »أواهُ يا مجدا يضاعْ«.
أما القاتل فيختال على أرض العراق. وأما عنترة فليس بعنترة. فيا ويل عبل وحماها، فقد »ولغت به سود الكلاب..«.
تستلهم الشاعرة ماضِ لتعصرنه وتحدثنه. وتنتقل بعبلة عبسعبلة عنترة- إلى عبلة الكفاح الشعبي المسلح، بحيث تتكامل عبلة مع عبس، وتتكامل عبلة مع عنترة. وهذه حال رمز عبلة العصري في فلسطين ولبنان والعراقكما كانت »جميلة بو حيرد« الجزائرية
وعيل صبر عبلة العراق. فلن تتحول اللبوءة العراقيةبالواقع وعند هدى محمد- إلى »سبية« في وكر الثعالب. بل عرينها سيبقى عريناً. فإذا بعبل العراق قد أصبحت عنترة وعبس وذبيان وقحطان وعدنان معاً. وإذا بعبل العراق تأنف أن تكون نادبة لدم الحسين، بل تستل سيفه لتموت وهي تقاتل، أو تنتصر فتكتب للحسين حياة جديدة. وعلى يديها يأتي الخلاص. وهكذا تريد الشاعرة لعبلة أن تكون كما تخاطبها، وكما هي بالفعل: »يا بنت العراق وأنتِ تعطين َ الورى ،درس الفدى. لن تُهزمي..«.
ولما تطمئن هدى إلى أن »الخير معقود بنواصي عبلة«، فيا ويل »الكلاب السود« إذا لبوة العرين وُضعت في موقع الدفاع عن أشبالها. فترتاح هدى إلى رؤيتها، فتمد »عبلة« في الإمارات يدها لتبايع »عبلة« في العراق، قائلة: »مُدي كي أبايعك اليدا«. فأنت أهل للبيعة. وإذا كانت هدى محمد عنترة فلن تبايع من »عبالى« العالم إلاَّ »عبل العراق«.
فيا »عبالى« الأمة، ويا »عناترتها«. ويا »عبابسة« العرب: »عدنانها«، و»قحطانها«، لقد أغوتكم »الكلاب السود« »المتفرنجة« فزوَّقت لكم »ياورها«، و»علاويها«، و»بحر علومها«، و»حكيمها«، و»عبد المحسنها«، و»هوشيارها«... إحذروا فكسرى قادم من الشرق ليبني إيوانه من حجارة البيت الأبيض. واحذروا فالبيت الأبيض آتٍ ليبني إيوان كسرى على الطريقة الأميركية. وبين طامع وطامع يقف »دويلوي« خلع الكوفية العربية، وراح يروِّج لسوق النخاسة ليبيع »عبلة« العربية قطعة قطعة على طريقة »السندويتش« بعد أن عجز عن بيعها بالجملة.
ولكن عبلة، عند هدى محمد، ستبقى الرمز الذي لن تكون إلاَّ في طليعة المقاومين. ولن تكون على الإطلاق »سبيَّة«. ولن تنتظر إلاَّ عنترة المدافع عن العائلة المنافح عن الحبيبة. وإذا لم تجده، فهي وعنترة في »جبَّة واحدة«.
***


حمل الأن Emoticons عربية جديدة للماسنجر! حمل الأن

ليست هناك تعليقات: