محنة التكفير المتبادل بين
أصوليات الإسلام المذهبية
مرض يزيد من أورام الأمة
الخبيثة
حسن خليل غريب
في محنة التكفير والتكفير المضاد بين المذاهب
الإسلامية، التي يكتوي بنارها المجمتع العربي، كان لا بد من رفع الأصوات ولو قليلاً
للكشف عن أصولها عبر التاريخ العربي الإسلامي. ومن أجل هذا كنت قد نشرت مجموعة من
الأبحاث الأكاديمية، منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً تعالج هذه المشكلة، ومنها
البحث المعنون: (بين الغرب "المسيحي" والشرق "الإسلامي"
مسافـة عبور محنة الرِدَّة)، وغيره من الأبحاث الأخرى، وقد جمعتها في كتاب (نحو
طاولة للحوار بين التيارين القومي والإسلامي).
وهنا سأعيد نشر البحث أعلاه، وحذفت منه الهوامش لكي
تسهل قراءته. آملاً أن يشكل رافداً من روافد المعرفة التي تكشف عن بعض أمراضنا
الخطيرة التي يعمل الغرب الاستعماري والشرق الذي يزعم أنه يتبع خطى (الإسلام
الصحيح)، على استغلالها والاستفادة من جهلنا.
شرق أوسط جديد، يطير على أجنحة ما نسميه (الربيع
العربي)، هذا الربيع الذي ينخر بعظام الأمة العربية، ويمص دماءها. كل هذا يجري
ونحن نلعق دماءنا متوهمين بأن تكفير الآخرين واتهامهم بالردة عن الإسلام بأنها
خشبة الخلاص القادمة، وما كنا لندري بأن ما يجري لا علاقة له بالإسلام. فالإسلام دعا
إلى ما جاء في القرآن الكريم: ] اِدْعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي
أحسن [ النحل 16: 125. ] وقل الحق من ربِّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر [ الكهف 18: 29.
] ولو شاء ربُّك لآمن من في الأرض جميعاً، أفأنت تُكْرِه الناس حتى
يكونوا مؤمنين[ يونس 99: 10.
وهذا نص البحث:
(بين الغرب "المسيحي" والشرق "الإسلامي" مسافـة
عبور محنة الرِدَّة)