نزل الشعب العراقي إلى الشارع
فابتدأت الصفحة الثالثة من المقاومة
منذ أن انطلقت المقاومة الوطنية العراقية، وفي أشهرها الأولى تحديداً، انطلقت إشاعات التخريب عليها من أجل إحباطها،
خاصة أن أبواق الإعلامي الأميركي حسبت أنها جنين يمكن احتواؤه بسهولة وإجهاضه. ومن أهم ما توهموا به أن المقاومة كانت ردة فعل قام بها بعض العسكريين ممن انقطعت رواتبهم مضاف إليهم بعض فلول البعث و«الصداميين» ممن فقدوا امتيازاتهم بفقدانهم للسلطة. واستتباعاً حسبوا أنهم ليسوا أكثر من جماعة يائسة تمارس عملية انتحار ذاتي، لن يطول حراكهم، بل سيصل إلى مرحلة يأس أخرى.
خاصة أن أبواق الإعلامي الأميركي حسبت أنها جنين يمكن احتواؤه بسهولة وإجهاضه. ومن أهم ما توهموا به أن المقاومة كانت ردة فعل قام بها بعض العسكريين ممن انقطعت رواتبهم مضاف إليهم بعض فلول البعث و«الصداميين» ممن فقدوا امتيازاتهم بفقدانهم للسلطة. واستتباعاً حسبوا أنهم ليسوا أكثر من جماعة يائسة تمارس عملية انتحار ذاتي، لن يطول حراكهم، بل سيصل إلى مرحلة يأس أخرى.
خلافاً لكل حساباتهم القاصرة أثبتت المقاومة أنها مارد وليس جنيناً، وما حسبوه جنيناً وعملاً يائساً، أوصل الاحتلال الأميركي إلى مرحلة انهيار كامل ستشهد بداية تداعياته الميدانية في شهر آب القادم.
لقد أنجزت المقاومة الشعبية المسلحة دورها الأساسي في دفع الأفعى إلى التقوقع فالهروب، فكانت تمثل الصفحة الثانية في أداء رائع ضد الاحتلال، بعد مرحلة التصدي النظامي التي أنجز أهم فصولها جيش العراق العظيم. وعندما استنفذت أغراضها تحوَّل هذا الجيش إلى استكمال دوره في مقاومة شعبية مسلحة كانت الأهم في تاريخ المقاومات المسلحة في العالم.
وقبل أن تبدأ أفعى الاحتلال بالهروب، بعد أن تقوقعت على ذاتها في قواعد عسكرية، ابتدأت الصفحة الثالثة من المقاومة عندما نزلت جماهير الشعب العراقي إلى الشارع، وهي المرحلة التي اندلع لهيبها بداية في البصرة، وانتشرت إلى مناطق أخرى. وهي المرحلة التي لن تنتهي إلاَّ بخروج آخر جندي أميركي من أرض العراق.
إن قوى الاحتلال الأميركي، وقوى الاحتلال الإيراني البديل، بمساعدة من عملائهما في السلطة، أخذت تخطئ في حساباتها مرة أخرى، وهي تحسب أن ما يحصل في الشارع العراقي ليس أكثر من ردة فعل مؤقتة للشعب العراقي قد تجهضها محاولات بتعزيز الخدمات أو غيرها مما له علاقة بحياة الجماهير اليومية، وسيتم إجهاضها بتحسين من هنا أو محاولة إصلاح من هناك. وهم كما أخطأوا حساباتهم في نسبة المقاومة المسلحة إلى مجموعة من اليائسين المستفيدين من امتيازات النظام الوطني السابق، لا شك بأن الوهم ذاته تخضع له حساباتهم الجديدة. لقد تناسوا أن الشعب العراقي لن يبيع كرامته الوطنية ببصيص من كهرباء أو بقطرة من ماء أو رغيف من خبز، لأن الكهرباء والماء والخبز هي من أدنى حقوقه على أية حكومة. وإن وفرتهما الحكومات التي نصَّبها الاحتلال، وهي عاجزة عن فعلها لأسباب تراكمت طوال سنوات سبع، فهي لن تستطيع توفير قطرة من كرامة لأن المتربعين على كراسيها فاقدون لأي إحساس بالكرامة، ففاقد الكرامة في نفسه لهو أعجز من أن يوفرها لغيره. ومن خان وطنه فلن يوفر للشرفاء حتى ما يملأون به بطونهم. هذه الحقيقة تؤشر بما لا يقبل الشك أن المرحلة الثالثة من المقاومة قد اندلعت ولن تقف إلاَّ عند حدود التحرير.
وكما أن «مرحلة المقاومة الثالثة» ستعجل برحيل «الاحتلال الأميركي الأصيل»، فهي تمثل بداية لاندلاع «القادسية الثالثة» التي ستعجل برحيل «الاحتلال الإيراني البديل».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق