بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس صدام حسين
لقد وعد رفاق صدام حسين أن يقاتلوا في الخندق
الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية للمقاومة العراقية أقامت احتفالاً على موقعها على البالتوك، وقد ألقى حسن خليل غريب كلمة بالمناسبة، وهذا نصها:
أيها الشرفاء أينما كنتم
يا أبناء العراق
أيها المقاومون العرب
يا أبطال العراق أبناء المقاومة الوطنية العراقية
في كل سنة تمر من حياة الأمة تستذكر فيها أبطالها، يبقى صدام حسين باقٍ في ذاكرة الأمة ووجدانها، باقٍ في ذاكرة رفاقه، يستعيدون ذكراه كلما ألمَّت بهم معضلة فيجدون في فكره الواسع حلاً لها. وكلما ضاقت عليهم سُبُل النضال يجدون في مواقفه معلماً يذكرهم بأن الحياة من دون وطن حر لا معنى لها.
ولما لا،
وهو الذي سطَّر لأمته ولنا تاريخاً وقَّعه بأحرف لوَّنها بأنوار الدم والروح والعنفوان، فكان مثلاً للعطاء والتضحية.
سطَّر لنا تاريخاً أحرفه من نور ونار
فالنور هو عقله الاستراتيجي، وبصيرته الثاقبةً التي يرى بها ما لا يراه الآخرون.
والنار هو ما حقنه الشهيد في أمته وفي حزبه من عنفوان الثوار الأفذاذ الذين يهبون الأمة أرواحهم من دون أن تهتز جفونهم ولا أعصابهم.
نستذكر صدام حسين اليوم بينما رفاقه الأبطال قد أنجزوا جزءاً كبيراً مما وعد به، وهم الآن قد وضعوا الاحتلال على شفير الهاوية بعد أن سحب القسم الأكبر من قواته المقاتلة.
نستذكره وقد أصبحت محاكمة المجرميْن جورج بوش وطوني بلير على كل شفة ولسان، وكان أول المطالبين بمحاكمتهما أصحاب الضمير من الأميركيين والبريطانيين.
نتذكره، كما يتذكره الشعب العراقي، إذ أصبح هذا الشعب يقول: ما أتعس العراق بغياب قائده الفذ. وما أتعس الجائع الذي لا يجد ما يقتات به لأن حيتان الاحتلال قضموا كل الأخضر الذي وفَّره صدام حسين ولم يتركوا للشعب العراقي حتى اليباس. وإن وجده فهو غير صالح للأكل لأن العملاء أقسموا أن يخضعوا الشعب ويطوِّعوه لإرادتهم بتجويعه.
لم يتركوا لمريض حبة دواء ولو وجدها فلن تكون صالحة فمدتها قد انتهت،
ولم يتركوا له قطرة دم، وإن وُجدت فإنما هي ملوَّثة بفيروسات ليس أقلها فيروس الإيدز.
حرموه من نور الكهرباء لتمتلئ جيوبُ تجار الاحتلال من عائدات المولدات لمن يستطيع أن يدفع ثمنها.
حرموه من قطرة بترول بينما العراق عائم على بحيرات منه.
قتلوه وهجَّروه داخل الوطن وخارجه
اعتدوا عليه في المساجد والحسينيات والكنائس ليمزقوا وحدته الاجتماعية ولكنهم لن يحصدوا بعد تحرير العراق إلاَّ حفنة من الريح، فالعراقي كان دائماً يسمو من فوق الطائفة والدين ليصهرهما في فرن الوطنية الواحد.
لم يرجع العراق بعد الاحتلال إلى ما قبل العصر الصناعي فحسب بل عاد إلى العصر الحجري أيضاً.
هذا هو عراق ما بعد صدام حسين، وأما عراق الاحتلال فكان عراق الطفرة النهضوية الكبرى، أعاده الاحتلال وكل اللصوص الذين دخلوا معه، ليس إلى صفوف الدول المتخلفة فحسب بل أعاده إلى العصر الحجري أيضاً.
هكذا أراد الاحتلال أن يكون العراق فكان. العراق الأكثر فساداً والأكثر فقراً والأكثر تفتيتاً والأكثر عملاء ممن باعوا شرفهم،
أصبح عراق الاحتلال الأكثرُ وحشيةً يقتل فيه الأخ أخاه تارة باسم الدين وتارة أخرى باسم المذهب، وتارة ثالثة باسم العرق.
تحوَّل العراق إلى أقبح الأنظمة بفعل الديموقراطية الأميركية التي هي الأكثر خبثاً ومكراً، تقوده زمرة ممن باعوا ضمائرهم، وممن ارتهنوا لمن يوفِّر لهم الفرص ليسرقوا باسم الشعب، وينهبوا باسم الشعب، ويخونوا باسم الشعب.
من صفاتهم أن ينهبوا ويسرقوا ويعيثوا بالأرض فساداً. فأصبحوا ظلاً للأجنبي على أرض العراق، وهم أتوا إليه أصلاً ليلعبوا الدور الخبيث الذي أناطهم به الأجنبي، فأجادوا وبرعوا فيما عقدوا العزم عليه.
في ذكراك الرابعةِ أيها الفارسَ الشهيد، عزم المحتل على الرحيل بينما عينه على البقاء.
عزم على الرحيل لأن الفاتورة التي دفعها كانت كبيرةً من أرواح جنوده وأموال المكلَّف الأميركي. فقد ضاقت به السبل خاصة وأنه وعد أن يموِّل نفقات الاحتلال من نفط العراق فلم ينجح، لأن المقاومة العراقية أعلنت أنها ستأخذ قطرة دم أميركية مقابل كل قطرة نفط عراقية، ولذلك فإن ما ينتجه العراق تحت ظل الاحتلال لا يسدد قيمة السرقات التي تملأ جيوب كبار ضباط الاحتلال وجيوب المافيات التي تعمل لصالح كبار الرأسماليين الأميركيين، كما تملأ جيوب بعض الخونة الذين يتنافسون على إدارة ما يحسبونها عملية سياسية.
إن الإدارة الأميركية تربط تجديد احتلال العراق بإنجاح العملية السياسية، بحيث تتقاسم العراق مع بعض جيران العراق. ومن أجل تلك المراهنة يتجهم وجه أوباما كلما تأخر تشكيل حكومة العملاء ويفرح كلما توهَّم أن تشكيلها أصبح قريباً. لكن المقاومة وعدت أن وجه أوباما وكلِّ أركان إدارته سيبقى متجهماً لأن يدها وُلدت على الزناد وستبقى طالما أصرَّ الاحتلال على البقاء في العراق. وهي ستبقى كذلك في عهد من وعد مواطنيه بسحب الجيش الأميركي فور جلوسه على مقعد الرئاسة لكنه كذب على مواطنيه.
أيها الأحرار في الأمة العربية
لقد وعد صدام حسين فوفى بوعده، ووعدت المقاومة فوفت بوعدها بأنه لا مكان للاحتلال على أرض العراق، كذلك لا مكان لعملائه أيضاً.
وكما أنه لا مكان للاحتلال الأميركي كذلك لا مكان لأي احتلال آخر مهما كان شكله أو لونه أو رائحته، بعيداً كان أم قريباً، تركياً أكان أم إيرانياً. وسواٌْ أكان الاحتلال مباشراً أم كان بالواسطة.
لقد وعد صدام حسين، ووعدت المقاومة وستفي بوعدها، ووعد الحر بإعادة توحيد العراق تحت الراية العربية هو دين الأحرار ووعد الأحرار دين حتى يستردون حقهم.
لقد وعد رفاق صدام حسين أن يقاتلوا في الخندق ولم يتركوه ولن يتركوه. ووعدوا أن يدفعوا الدم والروح ففعلوا، وأن يصمدوا في سجون الاحتلال وقد صمدوا على الرغم من الأحكام الجائرة بالإعدام، وغيره.
وإذا كانت المقاومة ستحرر العراق ليبقى بوابة الدفاع عن الأمة العربية،
وإذا كانت إعادة توحيد العراق هدم لكل أسس مشروع الشرق الأوسط الجديد،
وإذا كان هذا المشروع يتهدد كل الوطن العربي بتقسيمه إلى دويلات طائفية،
فما بال الأنظمة العربية لا تأخذ دورها، ولا تحتج ولو بكلمة واحدة في وجه إمبراطور أميركا؟
أليس خطر الإمبراطور أصبح واضحاً في العراق ولبنان واليمن والسودان وفلسطين؟
وما بال أحزاب حركة التحرر العربية لا تأخذ دورها بحسم قرارها في الوقوف إلى جانب المقاومة العراقية من دون لفٍّ أو دوران؟
لقد علَّقت المقاومة العراقية كل الأجراس في ذيل القط الأميركي، فهل من يستفيد منها؟
أيها الأحرار
لا بدَّ في هذه المناسبة من توجيه التحية إلى الرفيق عزة الدوري حامل لواء التحرير
وإلى مناضلي الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية سواءٌ من يقف منهم في خندق المقاومة العسكرية، أم في خندق المقاومة السياسية.
وتحية إلى قيادة جيش العراق الوطني ضباطاً وأفراداً لأنهم جميعاً كانوا في طليعة المقاومين، كانوا ولا يزالوا حاملين لواء تحرير العراق، وسيكونون هم من سيضمن سلامة العراق موحداً مستقلاً عربياً أبياً.
وختاماً نبتهل إلى الله أن يكون العراقيون في المناسبة القادمة على أرضهم فخورين بأنهم أول شعب في الدنيا قد حرَّر أرضه بمثل سرعة ما أنجزوه من دون مساعدة أحد أو مِنَّة من أحد.
والسلام عليكم ورحمة من الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق