لقد قرأت مقالك بإمعان (تجد نص المقال في أسفل الصفحة)، كما قرأت مقالاتك الأخرى، وقراءة الكاتب من خلال نصوصه هو أسلوب علمي لمعرفة اتجاهات هذا الكاتب من جهة، ولمعرفة أسس الحوار التي يجب أن تدار معه من جهة أخرى.
ولكل ذلك اسمحي لي سيدتي أن أتحاور معك على الأسس التالية:
-عايدة من المؤمنين بالفكر القومي العلماني، الذي وإن خذ من التراث فإنما يأخذ منه المفاهيم الإيجابية ويبني عليها، وينقد المفاهيم السلبية ويعمل على تشخيص سلبياتها ليتجاوزها في مناحي فكره الجديد.
-عايدة تعمل على نقد قيادة الأحزاب القومية خوفاً على تلك الأحزاب من الانحراف عن مبادئها في تحرير الإنسان العربي. وأنا لا أظن أنها بعيدة عن تجربة معاناة شديدة جعلتها تنتقد تلك القيادات بمرارة الخائف من موت التجربة على أيدي قادتها.
-عايدة من الذين (اللواتي) عايشت تجربة شعبية مُرَّة من انتشار البطالة والجوع والقمع ... وهي من أهم مظاهر وممارسات الأنظمة الرسمية، من دون خصوصيات لأن البطالة والجوع والجهالة والقمع ... هي من أهم سمات النظام العربي الرسمي الذي تتسلط عليه نخب من البورجوازية والرأسمالية وأمراء العشائر والطوائف و...
-نتيجة تلك العوامل، أو غيرها تحولت عايدة إلى مثقفة تلتزم بهموم أمتها العربية، كما تلتزم بهموم الشعب الذي تعيش فيه وله، وتعاني ما يعاني منه، فامتلكت الحماس والجرأة والشجاعة، والقلم المساعد، للتعبير عن مكونات ثقافتها. فأصابت مبدئية مبادئها كما قرأت أنا شخصياً في ما كتبت. ولكنها في معرض حماسها وتعصبها للقضايا التي تدافع عنها لم تعد ترى بشكل واضح بعض التفاصيل التي إن تغافلنا عنها نصبح كمن يسير في غابة عرف كيف يدخل إليها، ولكنه سيتيه في أدغالها إذا ما حاول الخروج منها. وإنني قرأت ذلك جيداً في مقالها الأخير المعنون (نظرية المؤامرة تلتهم الأحزاب القومية). وهي على الرغم من أنها قالت بوضوح، بين مزدوجين، (رغم اعترافنا بوجودها)، إلاَّ أنها لم تقف بصبر وأناة لتوضح لنا، أين يقبع هذا الوجود. ولو فعلت ذلك، وحددت زوايا المؤامرة التي تحصل الآن، لكانت أعفت نفسها، وأعفتنا من فهم قد يكون خاطئاً، بأنها حصرت زوايا المؤامرة بتقاعس وإهمال قيادة الأحزاب القومية.
معظم ما ذكرت عايدة بن عمر، من نقد لتلك القيادات، ودعوتها للتجديد في بعض مناحي الفكر القومي العربي، لسنا بعيدين عن فهمها لأن بعض هواجسها هواجساً لنا. وكل همومها التي تلقيها لسنا بعيدين عنها، خاصة أننا عانينا مباشرة من الجوع والحرمان والملاحقة والاعتقال، ولم تُكتب لنا الحياة والنجاة ولقمة العيش الكريم إلاَّ بالصدفة والقدرية من جهة والكفاح والنضال من جهة أخرى.
على الرغم من كل ذلك، لا تجيز لنا تلك التجربة الشخصية (المُرَّة / الحلوة) أن تجعلنا نغرق في دائرة الانفعال الشديد، والحماسة والشجاعة، وأن نغفل النظر إلى القضايا بحيوية من دون تجميد، والحكم عليها بروية الشيوخ وحماس الشباب. وهذا له علاقة وثيقة بتجربة الحراك الشعبي الدائر اليوم على معظم ساحات الأقطار العربية، والتي لم يختلف على تشخيصها وتحديد المواقف منها أكثر مما يحصل بين التيارات القومية نفسها. ومن البراهين على ذلك، يأتي الموقف الذي تمثله السيدة عايدة بن عمر، والذي تعبِّر فيه عن مواقف شريحة من القوميين العرب، أي الذين من المفترض بهم أن يقودوا معركة التحرر القومي العربي.
بداية لا بدَّ من إدانة مواقف التخوين التي يمارسها بعض الكُتَّاب القوميين، بعضهم ضد البعض الآخر من جهة، أو ممن يتهمون الآخر بالانحياز إلى الأنظمة من جهة أخرى. والفريقان، برأينا، غارقان بديكتاتورية الرأي، يغرفان من الأسباب التعصبية ما يستفز به فريق الفريق الآخر. وكلاهما يفتقدان أسس ديموقراطية الحوار وموضوعيته. وإذا كانت الاتهامات متبادلة بين أصحاب الإيديولوجية القومية الواحدة، فكيف يكون الأمر بين الإثنين معاً والفريق الغارق بالمؤامرة فعلاً.
وإذا كان الحوار يقتضي بعض التبسيط، فاسمحي لي سيدتي الكريمة، أن أبدأ الحوار بالتالي: إذا قُدِّم للجائع ماعوناً من الطعام. وإذا كان الطعام قد بدأ بالفساد. وإذا عرف أحد أقاربه بأن في الطعام ما يضر بصحته على الرغم من جوعه. فيجب على الجائع أن لا يُصاب بالانزعاج، بل أن يأخذ الأمر كتحذير يدفعه لاتخاذ الحيطة والحذر.
وإذا كان أحدنا يملك صندوقاً من الفاكهة، أصيبت بعض ثمراته بالتلف. وإذا قام آخر بتحذيره، حتى لا يتلف الصندوق بأكمله، وطلب فصل الحبات السليمة عن الحبات المصابة، فهل يشكل التحذير إدانة لمن قام به؟
فالثورة، أو الحراك، أو الانتفاضة، أو محاولات الإصلاح، الدائرة الآن في معظم أقطار الوطن العربي، هي كصناديق التفاح التي تحتوي السليم والفاسد. ولا ينكر ذلك إلاَّ متعصب ضيِّق الصدر. فكل أنواع الحراك الشعبي شبيه بصندوق التفاح السالف الذكر. ومن ينكر ذلك هو كمن ينكر القانون العلمي الذي يقول: إن كل ثورة تحمل في أحشائها ثورة مضادة. وإذا كانت الثورة، بالمعنى السائد، بين طبقات المجتمع الواحد. فإن الثورة المضادة في وطن مطموع به من الخارج، كالوطن العربي، لن تكون بعيدة عن التدخل الخارجي من كل صنف ولون. ومن التبسيط أن ننكر هذه الحقيقة. وهذا الجانب هو ما أرادت السيدة عايدة بن عمر أن تعبِّر به عن (نظرية المؤامرة). والتي اعترفت بنفسها أنها موجودة. وطالما اعترفت بوجودها فمن شروط الموضوعية أن لا تعتبرها مسألة ثانوية، لأن مصير الرأسمالية العالمية مرتبط بنجاح ثورتها المضادة التي تلازمت مع ثورة الشعب العربي وتعمل على حرفها عن اتجاهاتها الحقيقية، وركبت موجتها بشكل أصبح واضحاً للعيان لكل ذي بصر وبصيرة.
إن المزارع الماهر، يعمل دائماً لفصل القمح عن الزؤان قبل غرسه، أو لاقتلاع الزؤان عن القمح بعد الإنبات. وإذا لم يفعل ذلك، فقمحاً سليماً سوف يحصد؟!
والثائر الماهر، يعمل على التمييز بين الثورة الحقيقية والثورة المضادة. وإذا لم يفعل ذلك، فرياحاً ثورية سوف يحصد؟!
وإذا أخذنا ما سمَّته بعض المعارضة العراقية، افتراءً، تحرير العراق من ديكتاتورية البعث. والعدوان المباشر الذي شنَّته الإمبراطورية الأميركية على العراق تحت شعار تصدير الديموقراطية. فهل لمن يملك أذنين تسمعان، وعينين تريان، وعقل يدرك، ولسان يعقل، أن ينقل لنا الخبر اليقين عن وضع عراق المعارضة العراقية، وعراق الاحتلال الأميركي؟
لسنا بصدد التذكير بما تحولت إليه ثورة الشعب الليبي، فهل ديكتاتورية القذافي هي التي يتم تدميرها؟ وهل حلف الأطلسي يدمر ليبيا القذافي؟ وهل حلف الأطلسي يعتصر قلبه دماً على الشعب الليبي؟
ولسنا بصدد التذكير بالعصابات المسلَّحة التي تعيث تخريباً في البنى التحتية في القطر السوري. وهل ديكتاتورية النظام تبيح قتل الجندي السوري أو رجل الأمن السوري؟
ولسنا بصدد التذكير بأهداف الحركة الانفصالية في اليمن، التي بدأت قبل اندلاع الثورة الإصلاحية فيه. فنحن لم نؤيد أهدافها، كما أننا لم نسكت عن النظام الذي سكت، إذا لم يكن قد تواطأ على مصلحة الشعب ومطالبه.
لست تونسياً، أو مصرياً، أو سورياً، أو يمنياً، أو ليبياً. ولست إلاَّ ممن لسعت أسواط التعذيب جنباته، ونام ومعدته خاوية تئن من الجوع. ولكنني أشعر وأنا أكتب أن كلمتي ستُسجَّل للتاريخ، وهو موقف عليَّ أن أتحمل وزره، ليس ممالأة لأحد، أو محاباة لأحد، أو خوفاً من أحد. وأعلنها أنني كنت ديكتاتوراً منحازاً للشعب الجائع، وكنت دائماً ضد النظام الرسمي الذي يعيث فساداً وظلماً وتجويعاً وقمعاً.
لكل ذلك، فأنا أرفض رفضاً قاطعاً كل قول يعلن أن الاحتلال المباشر هو أرحم من قمع الأنظمة الوطنية. فهو قول لا يعبِّر عن وطنية ولا عن مصداقية شعبية.
ولأن الثورة المضادة واضحة المعالم في كل أنحاء الحراك الشعبي العربي، فإن توضيح أهداف الثورة المضادة والتحذير منها، وإن تساوى في إطلاقهما النظام الرسمي أو المثقف الثوري، ليس تبريراً لـ(نظرية المؤامرة). كما أنهما لا تعنيان أن القائم بهما يقف ضد مصلحة الشعب، كما لا تعنيان أنهما دفاع عن النظام الرسمي.
أخيراً، أدعوك سيدتي الكريمة، أن تراجعي مقالي المنشور في مدونة العروبة، والمعنون (كي لا نكرر تجربة السفسطة بين المثقفين العرب: تقريب جسور الحوار بتوحيد مفاهيم المصطلحات هو الحل).
نص المقال موضوع الرد
نظرية المؤامرة تلتهم الأحزاب القومية
من عايدة بن عمر في 05 أغسطس، 2011، الساعة 06:11 مساءً
منذ فجر التاريخ عرف الانسان المؤامرة التي كانت حاضرة منذ صراع الأخوين قابيل وهابيل .
ان المؤامرة موجودة لأن الشر يوجد حيثما وجد الخير ولكن "هل يجوز للخير أن يخفي نفسه ليندثر ويسلم للشر ..."
لقد ابتدع البعض مشروعا انهزاميا يرفض كل فكر جديد ويرفض الابداع ويرفض التجديد والتجدد ويلغي حركة المجتمعات ويلغي حلم الجماهير تحت ذريعة هاجس المؤامرة .
أصبح الفعل الثوري مؤامرة وأصبحت الأم التي تبحث عن غذاء لطفلها في سوريا جزء من المؤامرة .وأصبح من يقول لا اله الا الله في تونس جزء من المؤامرة مؤامرة الاسلاميين.
وكل من يقول أن الأرض كروية أصبح جزء من مؤامرة الليبراليين وكل من يطالب بحقوق المرأة ينظر اليه على أنه جزء من مؤامرة الفرنكفونية. ومن يتصدى للمد الفارسي أصبح طائفيا أو وهابيا
ان المبالغة في الحديث عن نظرية المؤامرة (رغم اعترافنا بوجودها) هو تعبير عن قصور في الرؤيا والمنهج لدى بعض الحركات و والأحزاب العاملة على الساحة العربية عموما .لأن عقلية الهزيمة والاستسلام السائدة جعلت البعض يفقد القدرة على التحليل الصائب والاستنتاج العلمي لطبيعة المحركات والعناصر الفاعلة في المجتمع العربي والعالم .
ان عقلية الهزيمة التي أصبحت جزء من نسيج بعض الحركات القومية جعلتهم يفقدون القدرة حتى على معرفة ذواتهم فراحوا يبحثون عن أنفسهم من خلال الاخر .فعلى سبيل المثال تغرق مكتباتنا بالحديث عن اسرائيل والصهيونية ولكن لم يتجرأ أحد على التطرق الى
ماهية المشروع العربي الذي يجب أن نتبناه لمحاربة اسرائيل والصهيونية ...
ماهية المشروع العربي الذي يجب أن نتبناه لمحاربة اسرائيل والصهيونية ...
أتعرفون لماذا ...لأنه عندما يريد الكاتب أو الباحث أن يضع الخطوط العامة للمشروع العربي المقاوم فانه سيتناول حتما فساد الحاكم والمؤسسة الدينية وسيضطر الى كشف بعض المنافقين من القيادات الانتهازية التي تدعي الثورية وهنا سيقحم الكاتب نفسه في معركة مع كل الأطراف ولهذا يستسهل الحديث عن الأخر لكي يجنب نفسه سهام الاخرين .التي قد تصل حد التخوين هذا من جانب ومن جانب أخر نلاحظ أن القيادات التقليدية للأحزاب الثورية قد وصلت الى حالة من الترهل وعدم القدرة على التفاعل مع متطلبات المجتمع ولا مع سياقات العصر .ناهيك أصلا أن هذه القيادات بالأساس تمثل الطبقة البورجوازية التي ترتزق على حواشي النظام الرسمي في الدول ذات الاقتصاد الريعي .
ان الفكر القومي يكون ناجحا بناء على قدرته على استيعاب حركة المجتمع وعليه أن يأخذ بنظر الاعتبار المنظومة القيمية والأخلاقية السائدة .ولكنه في المقابل مطالب أن يتبرا عن الممارسات والتقاليد المغلوطة التي أصبحت تتخذ أشكالا طوطمية .بينما الأصح هو أن يكون الفكر القومي ناقدا للممارسات السلبية وليس اسيرا لها .
ومن المفارقات أن نجد بعض الحركات القومية تستخدم اليات ومناهج هي ذات الاليات وأساليب العمل التي يراد أن نحاربها فمثلا يستعين بعض القوميين بخطاب الكهنوت الديني المنغلق ولا أقصد الاسلام الجهادي .بل المقصود أنهم يستخدمون نفس المفردات التي يستخدمها رجال الدين من وعاظ السلاطين فكيف يمكنك أن تحارب طبقة الكهنوت الديني المتحالفة أصلا مع الأنظمة الرجعية والديكتاتورية وأنت تستند الى خطابها كمنهج في حوارتك مع الاخرين .
نجد على الطرف الاخر من يستند الى منهج العولمة التي يطالب أصلا بمحاربتها .اذن نحن أمام اشكالية البحث ابتداء عن الوسائل الواجب اتباعها في تنفيذ الأجندة القومية
على الحركات القومية وقياداتها أن تختار الطلاق مع النظام الرسمي العربي وأجهزته وأن تغادر منطقة الضبابية وأن تنحاز الى الجماهير .وأنا أعرف ان مثل هذه الخطوة سوف تكلف القيادات التقليدية التضحية بمكاسبها ومواقعها القيادية لصالح جيل اخر أكثر نضجا واندفاعا .
على الحركات القومية وقياداتها أن تختار الطلاق مع النظام الرسمي العربي وأجهزته وأن تغادر منطقة الضبابية وأن تنحاز الى الجماهير .وأنا أعرف ان مثل هذه الخطوة سوف تكلف القيادات التقليدية التضحية بمكاسبها ومواقعها القيادية لصالح جيل اخر أكثر نضجا واندفاعا .
ومن هنا تبرز معضلة الحركات القومية التي بنيت أساسا وقبل كل شيء مشكلة أساسا تتعلق بحياتها الداخلية ولذلك نجد هذه القيادات تبحث دوما عن عدو حي وان كان مصطنعا أو وهميا لتوجه أنظار جماهيرها اليه أولا ولتجنب نفسها الوقوع في دائرة النقد والمحاسبة ثانيا .
وقد أوصلتهم تلك المغالاة في وصف العدو الخارجي الى حد أن بعضهم صار يعتبر أن الشعب عدو ا أو خائنا أو متامرا وهنا دخلنا في المحظور اذ فقدت هذه القيادات شرعية وجودها أصلا بفعل هذا الزيف والقراءة الخاطئة .
على الحركات القومية اليوم أن تتسلح بالشجاعة والمصداقية والمنهج العلمي والشفافية في مراجعة مسيرتنا عبر أكثر من نصف قرن وأن تؤشر مواطن الخلل وأن تكون شفافة أمام الشعب عموما و أمام قواعدها التنظيمية خصوصا وعدا ذلك ستتحول هذه الأحزاب والحركات الى مجرد نوادي يرتادها بعض صغار البورجوازيين وأدعياء الثقافة والسماسرة وستصبح في مرمى بندقية الشعب الثائر لأنها هذه الأحزاب ستكون جزء من منظومة الفساد للدولة والمجتمع
فهل نمتلك الشجاعة لنأخذ زمام المبادرة قبل فوات الأوان اللهم اني بلغت اللهم
عايدة بن عمر تونس العاصمة في 5رمضان 1432هجري
كاتبة وناشطة سياسية تونسية
عضو رابطة الصحافة والاعلام القومي
هناك تعليق واحد:
الثيران العرب وجيفارا الذي يقودهم..؟؟؟؟
على هذا الرابط تكتشفون كنوز سليمان الحكيم
http://www.albasrah.net/ar_articles_2011/0711/jivara_140711.htm
عطش السنين بل القرون للحرية والديمقراطية تقود التحرر فيه القوى الطائفية والمذهبية بتوجية الامبريالية وهل فاقد الشيء يعطيه ؟؟؟...ليس دفاعا عن انظمة الخيانة التي خدمت الامبريالية والصهيونية طيلة الفترة الماضية والان يعملون لاسقاطهم واسقاط الدولة معا حتى نعود للقرون الوسطى ... بل دفاعا عن مصيرنا الذي يتجه نحو المجهول ؟؟؟؟؟ الامبريالية او الاستعمار القديم ما قدمه لنا بعد انهاء دولة بني عثمان هو ان نكون طوائف وكل عشر سنوات حرب اهلية ، أي الفوضى الخلاقة للحروب الاهلية ، و والشعب يلهث راء لقمة العيش دائما ً ولا يجدها ... أي مجتمعات استهلاكية ،، وليس منتجة ... حدث للمجتمع العربي والاسلامي هذا العطش المزمن للحرية والديمقراطية .... كالمواشي اذا ُحجب الماء عنها بحرّ الصيف لوقت طويل ، َتحْمَرْ وعندما تشرب ... ..تشرب بكثرة فتموت منفجرة من كثرة المياه... الحرية والديمقراطية تبدأ بحرية الرأي والنقد من البيت ومن العائلة .... الاب مع زوجته و اولاده ومن ثم محيطه ... وبالمدرسة بين الاستاذ والتلميذ ،، وبالجامع ، الشيخ مع رعيته ومن بعد تخرج الى المجتمع لتوجهه نحو الخلاص الوطني وليس العكس وهذا ما حدث مع الثورة الفرنسية وتحرُر المجتمع الغربي ..؟! الثيران العرب يقودوننا نحو الهلاك وليس نحو التحرر ...بمصر "" الثورة "" يحاكمون مبارك وليس النظام وهذه هي الكارثة .. الهاء الناس برأس النظام والنظام سيبقى يعيث فسادا اكثر من الاول ؟!
المهندس محمد حسين الحاج حسن ....بعلبك -- لبنان
إرسال تعليق