الجمعة، نوفمبر 04، 2011

هل تنجح المبادرة العربية بإنهاء الأزمة السورية؟

-->
هل تنجح المبادرة العربية بإنهاء الأزمة السورية؟
وجَّه المركزالدراسات العربي الأوروبي السؤال التالي:
هل تنجح المبادرة العربية بإنهاء الأزمة السورية؟
جواب حسن خليل غريب
المطلوب أن تعود كل قضايا العرب إلى الحاضنة العربية، وهي المرجعية الحقيقية التي تضع لكل أزمة عربية الحلول العادلة. ولكن أن تكون الحاضنة شكلاً خالياً من المضمون، أي أن يكون الناطق باسمها عربياً، بينما المقرر غير عربي، من هنا تبدأ المشكلة.
لقد تحولت الجامعة العربية إلى ناطق باسم القوى غير العربية، أي تأتيها الأوامر والنواهي من الخارج. وبمعنى أوضح أصبحت ناطقاً رسمياً باسم دول الحلف الأطلسي. وهذا الأمر يدعونا إلى الحكم بأن دول الجامعة العربية هي بالأساس مأزومة. وهل يحل مأزوم مشاكل مأزوم آخر؟
والجواب على ما يُسمى بالمبادرة العربية ومدى تأثيرها على حل الأزمة السورية، لا يمكن أن يكون موضوعياً إلاَّ إذا عرفنا من كان وراء الأزمة السورية، وما هي أهدافه من وراء تأجيجها.
إذا استثنينا الواقع المر الذي عاشته سورية من جراء استراتيجية القمع ونحن ضده بالمطلق. وإذا كنا مع مطالب الشعب السوري من دون نقاش. علينا أن نرى المسألة من زاوية أخرى، أي زاوية الدور الخارجي الذي تلعبه دول حلف الأطلسي، حيث تسللت إلى صفوف الثورة السورية وتحت غطاء شعاراتها، بينما هي لا تريد إصلاحاً ولا ديموقراطية، بل تريد نظاماً يجاريها في حماية مصالحها في الوطن العربي.
من هذه الزاوية، دفعت تلك القوى بكتل المعارضة السورية القابعة في الخارج، التي تتمول بالمساعدات الخارجية، وأسوأ هذه المساعدات تعميم أسلوب حرب العصابات ضد المؤسسات الأمنية السورية، لكي تكون طليعة لانشقاقات داخلها التي ما إن تتعمق حتى تتحول الساحة السورية إلى مسرح لاقتتال طائفي وأهلي. وهذا الأسلوب لن يتوقف حتى يخضع النظام السوري لكل الإملاءات والأوامر الأطلسية. وإذا لم يستجب، فهدف إسقاط النظام واستبداله بنظام آخر يستجيب لأوامر الغرب وينفذ قراراته.
وحيث إن ما هو مطلوب تنفيذه يحفر القبر للنظام، فمن المستحيل أن يلجأ النظام إلى حلول تساعد على إسقاطه في النهاية. وفي هذه الحال ستستمر المجموعات المزروعة لتخريب الأمن السوري في أعمالها. ومن المعروف أن أوامر توقيف عمل تلك المجموعات ليست بأيدي أنظمة الجامعة العربية.
لقد دخلت الساحة السورية دائرة العنف المغلقة، ولن تسطيع المبادرة العربية أن تحل الأزمة السورية. بل المبادرة الوحيدة التي يمكن أن تنقذ سورية من الخراب المادي والبشري هي أن يبادر النظام السوري إلى الاستجابة للمشروع الغربي كاملاً. وما المبادرة العربية إلاَّ شكل إعلامي خادع سيصل إلى نتيجة أن العرب قد برَّأوا ذمتهم ولكن النظام السوري لم يستجب. وهل تكون النتيجة الأخيرة اجتماع عربي آخر يتخذ فيه قراراً بدعوة مجلس الأمن الدولي لفرض حماية المدنيين السوريين كما حصل في ليبيا؟

ليست هناك تعليقات: