الاثنين، أغسطس 24، 2015

قاسم سليماني عد إلى بلادك فللعتبات المقدسة شعب عربي يحميها


قاسم سليماني عد إلى بلادك

فللعتبات المقدسة شعب عربي يحميها



منذ زمن إعلان الهزيمة الأميركية في العراق على أيدي أبطال المقاومة الوطنية العراقية، طلب نظام الملالي في طهران من قاسم سليماني أن يمثل دور (بول بريمر) الأميركي، ويبسط سلطان النظام الإيراني على العراق.

ومنذ ذلك التاريخ، ولحد الآن، استوى على عرش العراق مستسلماً لأضغاث أحلام خبيثة أوحت له بأن عهد جبروت كسرى أنو شروان قد عاد. حينذاك ضرب الأرض بحذائه أمام ضريح صدام حسين وقال: (ها نحن قد عدنا يا صدام). وهو إنما فعل ذلك مقلداً الجنرال غورو عندما ضرب الأرض بحذائه أمام ضريح صلاح الدين الأيوبي قائلاً: (ها قد عدنا يا صلاح الدين).

المخاطبة العنجهية تلك جمعت ما بين قاسم سليماني والجنرال غورو، وهي شبيهة بوراثة قاسم سليماني لكرسي بول بريمر في احتلال العراق.

وقد جمعتهما أيضاً، لهجة الثأر ذاتها من العرب، وللتشابه التاريخي بينهما، هو أن الجنرال غورو كان يثأر من صلاح الدين الذي أنهى الحروب الصليبية ووضع حداً لها وطرد الأوروبيين إلى بلادهم من غير رجعة إلى أن عاد بول بريمر إليها مرة ثانية حينما احتل جورج بوش العراق.

لهجة الثأر التي جمعت بين الجنرال غورو والجنرال سليماني، هو أن سليماني تسلل إلى العراق تحت جناح الاحتلال الأميركي، وعلى وقع طبول اليمين الأميركي المتصهين الذي يحلم بالعودة إلى فلسطين لخوض الحرب الأخيرة بين الخير والشر في معركة هرمجدون. وتسلل الجنرال سليماني إنما جاء ليثأر للشاه كسرى، ويعيد أمجاده، ويعيد ترميم (طاق كسرى) في المدائن في العراق.

وإذا كان سليماني جاء ليعيد أمجاد كسرى إلاَّ أنه نسخ من ذاكرته ما آل إليه مصير كل من الجنرال غورو، والسياسي بول بريمر. ولكنه استمر على وقع أكاذيب نظامه الذي غلَّف أطماع اليمينيين الفرس من سياسيين وتجار بغلاف الدين. آخذاً ذلك بعين الاعتبار حينما استوى على عرش العراق مسترخياً إلى وسادتين من الحرير، وهما:

-الأولى وسادة الإمساك ببغداد والأنبار بقوة الحديد والنار.

-وأما الثانية فلأنه اعتبر أن مناطق الجنوب والوسط تدين له بفتوى معمميه الذين أمروا مقلديهم بوجوب الدفاع عن المذهب. ومن يريد الدفاع عنه عليه أن يدافع عن العتبات الشيعية المقدسة، وتلك العتبات ستكون بحماية نظام الملالي في إيران.

وأما الآن، وبعد مرور ثلاث سنوات وسبعة أشهر تقريباً على استوائه العرش، نراه يستفيق من حلمه السعيد على أضغاث أحلام تهدد كرسيه بالسقوط، وتهدد أحلام نظامه الفارسي بالأفول. فهل نحن نروي أيضاً وقائع حلم جميل عندما نصور أن الوضع في العراق قد رسا عند حلم نحسب فيه أن العراق سيعود إلى الحرية من جديد؟

ليس ما نستنتجه مجرد أحلام طوباوية، بل هي استنتاجات تستند إلى وقائع ما يجري على أرض العراق. فتلك الأنبار صمدت أمام توالي الهجمات الفارسية المدعومة بالحشود المضللة بشعارات الدفاع عن المذهب وحماية العتبات المقدسة. وهذه مناطق الجنوب والوسط، أي من البصرة حتى بغداد، تثور مطالبة بإلغاء دور المعممين الذين يسرقون ويغطون بفتاويهم سرقات الآخرين. كما ارتفعت في عدد من المدن الجنوبية ومدن الوسط، وكذلك في بغداد، شعارات طرد إيران من العراق.

والحال على هذا المنوال، بدأت مشاهد قاسم سليماني الطاووسية تغيب عن المشهد، وهي آخذة بالتراجع والذبول. فقد أحسَّ سليماني وقادته أن الحبل بدأ يفلت من أيديهم، وأخذ يلتفُّ حول أعناقهم، وهنا بداية المأزق الحقيقي والواقعي.

ولكل ذلك لم تعد تلك الاستنتاجات مجرد أضغاث أحلام ستذروها رياح اليقظة، بل هو واقع أصبح مسموعاً ومرئياً وملموساً.

وأما الآن، وليس غداً، فما على سليماني سوى الرحيل إلى بلاده لينقل إلى أمراء المذهب الإيرانيين الخبر اليقين.

والخبر اليقين هو أن أكاذيبهم لن تنطلي، بعد الآن، على أبناء المذهب الذين خدوعهم بالشعارات البراقة، وذلك بزعمهم أنهم جاءوا إلى العراق لكي يحموا العتبات المقدسة في النجف والكوفة وكربلاء وسامراء. وليقول لهم أيضاً: إن الشعب العراقي اكتشف أنهم جاؤا ليسرقوا العراق باسم حماية تلك العتبات. وليقول لهم، أيضاً وأيضا: ستبقى العتبات المقدسة بخير، كما كانت في العهود السابقة وخاصة في عهد النظام الوطني، طالما هناك شعب عربي يحميها. وهو ليس بحاجة إلى لصوص وفاسدين يزعمون حمايتها والحرص عليها، فالشعور الوطني الذي كان يحميها في السابق، سيستمر في فرض تلك الحماية.

وما عليك أيها الجنرال إلاَّ أن تتعظ أنت وقادتك بما سجلته الحكايات والروايات الموثوقة والمنقولة عن الجنرال غورو، والسياسي الأميركي بول بريمر.

 

ليست هناك تعليقات: