دموع
أوباما المنسكبة على ضحايا داعش
دموع
دخانية للتغطية على جرائم أميركا وإيران في العراق
من رأى منكم شريط
الفيديو الذي ظهر فيه أوباما، الرئيس الأميركي، وهو يبكي على ضحايا داعش.
ومن سمعه وهو يتلو
فعل الندامة، واعداً بأنه سيقتص من داعش، وسيقوم بتعويض ضحاياها عن كل ما خسروه من
جراء جرائمها.
فإن عيناه لن تصدقا
ما رأى، وأذناه لن تصدقا ما سمع. ومن شدة بكائه جعلنا أوباما نبكي على أنفسنا
لأننا لم نصدق يوماً أن نظامه الرأسمالي سيحمل الغيث لأراضينا القاحلة، وأنه سيحمل
الغوث لبطوننا الجائعة، وسيحمل السرور والبهجة لعيوننا الباكية. وسيكون النصير
الصادق، والمغيث لمن اكتوت جوانبهم من شدة حرارة الجرائم (الداعشية).
لقد بكى أوباما
لشدة الآلام التي عانى منها ضحايا داعش، لسبب واحد أنها ألحقت بهم الأذى، ولم
يلتفت أو ينتبه إلى أن عمرها لم يتجاوز السنوات الثلاثة، بينما عمر احتلال بلاده
للعراق تجاوزت الثلاث عشرة سنة، ناهيك عن حصاره منذ العام 1991.
وإذا كانت الجرائم
بحق الشعوب تشكل سبباً لبكائه، فهل يعلم الرئيس أوباما أن بلاده كانت سبباً
بملايين الجرائم الكبرى التي ارتكبت في العراق، وفي غيره؟
فلماذا لم يبك من
هول تلك الجرائم؟
ولماذا لم يحاكم
سلفه جورج بوش، أو أقله لم يرشقه بوردة من اللوم، ولن نقول التأنيب. وإذا كانت
داعش قد ارتكبت جرائم كثيرة بحق ضحاياها، فإنها لا تقاس على الإطلاق بعدد الجرائم
التي ارتكبها جورج بوش الأب، والإبن، وبل كلينتون. وكان عليه بدلاً من الاقتصاص من
داعش، الوليد الجديد الذي ما يزال يحبو، بل كان من الواجب عليه، للأسباب المذكورة
أعلاه، ولحجم الجرائم التي ارتكبها نظامه الرأسمالي بحق العراق، أن يقتص من
(الدعايشة الأميركيين المؤسسين لداعش المجهولة الأب والأم)، ولا نستبعد أن يكون
هذا الوليد ابناً غير شرعي لأب أميركي ارتكب الفحشاء مع امرأة اسمها (الأصولية
المتشددة) فولًّد منها بنتاً سماها بـ(القاعدة)، وابناً سماه بـ(داعش)، وقد يظهر
علينا بعد قليل أبناء آخرين غير شرعيين ليس لهم دور أكثر من أنهم يشكلون غطاءً
لجرائم الطبقات الرأسمالية في أميركا مدعومة من الصهيونية العالمية صاحبة المصلحة
الأساسية في قتلنا وتشريدنا وتفكيك مفاصلنا الاجتماعية، لنبقى حفاة عراة مرضى
يلفنا الجوع على مفارق أرصفة الطرقات في بلادنا وفي عموم بلاد الشتات.
إن بكاء أوباما من
أجل ضحايا داعش، لم تكن صحوة ضمير، بل كان يلعب دور الممثل الماهر ليس من أجل
أولئك الضحايا، بل من أجل أن ينفث غيوماً دخانية للتغطية على جرائم بلاده التي لا
تحصى بحق العراق وأهله. فكانت دموعه مجرد (دموع دخانية) لا تحمل صحوة ضمير، بل كانت
دفاعاً غير مشروع عن جرائم الرأسمالية التي ترتكبها كل لحظة في وطننا العربي
الكبير.
وإذا أردنا أن نشكك
بنوايانا (السيئة تجاه أميركا)!!!، ونفترض أن دموع رئيسها كانت بالفعل صادقة، فما
علينا إلاَّ أن نرجوه ونسترحمه من أجل أن يفتح عينيه وأذنيه، ويسأل أجهزة مخابراته
التي تملأ أرجاء العراق، عما يرتكبه أذناب إدارته وعملاؤها القابعون في المنطقة
الخضراء. كما أن يسأل النظام الإيراني، صنوه الاستراتيجي في احتلال العراق، أن
يسأله عن عدد ميليشياته وأعمالها وجرائمها التي فاقت بآلاف الأشواط ما قامت به
(داعش).
إن أوباما يعلم
ويدري، ولا تفوته شاردة أو واردة عن كل ما يجري في العراق، ولكنه يصمُّ أذنيه
ويكذِّب عينيه، لأن ما تطلبه الحكومة الخفية القابعة في غرفة نومه في البيت
الأبيض، أن يقوم بدور درامي يبكي فيه، ويُبكي العالم، من أجل التعتيم على جرائم
أميركا، وكذلك التعتيم على جرائم إيران. وكأنه يريد أن يحجب عن عيون العالم
المشاهد المروعة في العراق، والجرائم التي ترتكبها إدارته وإدارة حليفه الإيراني،
في سابقة وحشية لم يعرفها إلاَّ العصر المغولي منذ مئات السنين.
فليغمض أوباما
عينيه ما أراد أن يغمض، وأن يصمَّ أذنيه ما شاء، لأن الشعب العراقي لن يستجدي
رأفته وشفقته، لأنه فقدهما منذ أن أوصلته الحكومة الخفية إلى كرسي رئاسة الولايات
المتحدة الأميركية. كما أن الشعب العراقي لن يستجدي حكام طهران ولا شفقتهم، لأنهم
فاقدون للإحساس بمآسي الشعوب طمعاً بسرقة ثرواتها لتصب في جيوب تجار البازار، وفي
جيوب الملالي الذين يحكمون باسمهم ومن أجل مصالحهم.
فليكونوا معاً، في
واشنطن وطهران، أبرع الممثلين في تعمية أبصار شعوبهم بدموعهم الكاذبة، بدموعهم
الدخانية، ولكنهم وإن كذبوا على شعب العراق كثيراً وإذا كان جزء من هذا الشعب قد
صدَّق دموعهم الكاذبة في المراحل السابقة، فهذا شعب العراق الآن كشف أكاذيبهم،
وينزل البعض منه إلى الشارع، فإن الجزء الآخر يتحفز للنزول بقوة وزخم، ليشكل
إعصاراً عراقياً جارفاً تتهاوى أمام قوته خيوط العملية السياسية العنكبوتية
فتذروها في المزابل. كما أنها ستذرو كل وجود إيراني وتلحق الهزيمة بالملالي وكل
العمائم العراقية التي يتلطون تحتها، ليكون مشهد الهزيمة المزدوجة، لأميركا
وإيران، هو المشهد الأخير في محنة العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق