الاثنين، أكتوبر 28، 2019

نعم للتفاوض أمام كاميرات الرأي العام


نعم للتفاوض أمام كاميرات الرأي العام
ولا للتفاوض في دهاليز حكومة الأحزاب

يدعو (مثقفو السلطان) جماهير الشعب الثائر إلى أن يعطوا الوريقات الإصلاحية، التي تقدمت بها مؤسسات رسمية في الدولة اللبنانية، فرصة لاختبار نوايا أحزاب السلطة. وقد تفضَّل على الشعب أحد هؤلاء، بحل سحري مفاده أنه يضمن هطول أمطار الإصلاح في مدة لا تزيد عن عشرة أيام إذا ما شكَّل الشارع لجنة للتفاوض مع (أحزاب السلطة). وذلك بأن يخرج الشعب من الشارع على أن تقوم الحكومة بتشكيل لجنة قضائية من صلاحياتها الطلب من مصرف لبنان كشوفات بحسابات كل المسؤولين. ومن بعدها تدقق فيها، وتستدعي كل مسؤول يثبت تورطه بالفساد.
إن (مثقف السلطان) هذا، يعلم (بحكم ثقافته)، أنه لا يمكن أن يكون الخصم حكماً. كما تناسى أن حكومة الأحزاب كان يمكنها أن تفعلها منذ انطلاقة أول صرخة ثورية نزلت إلى الشارع، أو حتى قبلها بكثير. وأن تفعلها من دون مفاوضة أحد، لأنها تعلم أن للشعب حقوقاَ، وعليها واجبات. فحقوق الشعب يدركها كل من يملك بصراً وبصيرة.
إنه دونكيشوت وحده هو الذي يفعلها يا حضرات (مثقفي حكومة الأحزاب وإعلامييها).
إن حلولكم، التي تقوم على إخلاء الشارع، حلول التفاف. بل حلول احتيال على مطالب الجائعين والمرضى والمعوزين والعاطلين عن العمل وعلى كل الذين يعانون من الظلام والعطش.
إنه كل ذلك، من أجل سلب ورقة الضغط العالي الذي يمارسه الشعب الثائر أمام شاشات الرأي العام الوطني والدولي، ضد تحالف أحزاب المحاصصة.
إنه التفاف من أجل إخفاء أزمة الجميع من تلك الأحزاب.
لولا الشارع لما كانت كل أجهزة الإعلام، في شتى أنحاء المعمورة، تتابع أخبار الثورة. فالخروج من الشارع هو تعتيم على صوت الشعب، وهو إقفال لأكبر محطة تلفزيزنية يمتلكها الشعب بشكل مجاني. أما أنتم، ومن تدافعون عنهم، فتمتلكون وسائل إعلامكم، التي لا نعرف بعرق من يمولونها، لتزوير إرادة شعب أراد أن يحيا بكرامة.
إنكم، وإنهم، تريدون ويريدون، أن تُطفئوا ويطفئوا ضوء شمس الشعب الساطعة، ويخفون غضبته من أمام كاميرات الرأي العام. فليذهبوا هم ووريقاتهم الإصلاحية إلى الجحيم. فليس دورالشعب الثائر أن يفاوض أحداً.
ولأن مسؤولية مآسيه تتحملها تلك الأحزاب، وقد اعترفوا جميعهم بذنوبهم. فعليهم جميعهم أن يلجأوا إلى وضع الحلول، وليس أن يميعوا الأزمة ويعلِّقوا  وزر مسؤوليتها في رقاب الذين صرخوا من ألم الجوع والمرض والعطش والبطالة.
كفاكم تزويراً، كفاكم مسخاً بصورة الضحية وتحويلها إلى جلاد. وكفاكم تزويراً في إظهار الجلاد بصورة الضحية.
إنه بالحلول وحدها سيلجم أحزاب السلطة الفتنة التي يرهبون الناس بحصولها، وبالحلول وحدها سيتم إنقاذ البلاد والعباد.


ليست هناك تعليقات: