--> -->
بريدك الإلكتروني والمزيد أثناء تنقلك. احصل على Windows Live Hotmail مجانًا. اشترك الآن.
في العملية الانتخابية في العراق
كل المشاركين فيها ساقطون وطنياً ولو فازوا
في 16/ 3/ 2010
إن ما يجري في العراق اليوم، أي العملية الانتخابية بما تشهده من صراعات حادة، وبما تحظى به من متابعة إعلامية واسعة، توحي وكأن العراق سيتقرر مصيره بمصير نتائجها.
لقد طغت الحملة الإعلامية المهتمة بنتائج الانتخابات على كل ما عداها، مما يعاني منه العراق تحت قبضة الاحتلال، وتسابق عملاؤه على من سيفوز بلقب الفاسد الأكبر.
إن إطلالة سريعة، نستعيد فيها ذاكرتنا لهوية (العملية السياسية) وهوية المتسابقين في ميادينها وساحاتها للفوز بالأكثرية، تساعدنا على تحديد موقع نتائج الانتخابات في تاريخ المرحلة الراهنة للعراق، كما تساعدنا على الرد على الأكذوبة القائلة بأن نتائج الانتخابات سترسم آفاق مستقبل (سعيد) للعراق والعراقيين.
أما عن العملية السياسية فهي ليست أكثر من ملهاة اخترعها الاحتلال الأميركي، وشريكه الإيراني، من أجل تجميل وجه الاحتلال الأميركي بقشرة واهية من الديموقراطية، ومن أجل تمويه الأطماع الإيرانية في عراق يتبع لنظام ولاية الفقيه بقشرة واهية من الديموقراطية أيضاً. فالعملية السياسية، باختصار، لا تتمتع بأدنى حدود الشرعية الدولية التي أنكرت على أي احتلال القيام بأي تغيير سياسي في البلد المحتل.
وأما عن المتسابقين في ميادينها، فهم شلة من العملاء والخونة، من الذين زينوا للمحتل سهولة احتلال العراق، ومن الطامعين باستلام السلطة لإشباع شهواتهم بالنهب والسرقة. لكن ما يميز بعضهم عن البعض الآخر هو أن البعض منهم يستقوي بالنظام الإيراني، والآخر يستقوي بالاحتلال الأميركي. وكليهما مطية لمصالح أميركا وإيران.
أما من يزعمون أنهم ليسوا مع هذا أو ذاك، بل هم مع نهضة العراق وقيامه من المصير الأسود الذي لفَّه من شماله إلى جنوبه، فسيظلون خدماً للعملية السياسية التي تخدم الاحتلال إلى أن يثبتوا العكس، ويبرهنوا أنهم مع تحرير العراق بشكل كامل وليس مع تجميل وجه هذا أو ذاك سواءٌ أكان من المحتلين أم كان من لصوصه وأتباعه وعملائه.
وأما عن العملية الديموقراطية، فهذه أصبحت مظهراً من مظاهر غباء من يصدقونها عن حسن نية أم عن سوئها. وإذا كانت الديموقراطية مطلباً أساسياً وحاجة ضرورية، إلاَّ أن الديموقراطية لن تأتي من احتلال أو طامع أو غاصب. كما أنها لا تأتي من ثلة من العبيد والمرتزقة الذين ربطوا مصيرهم بمصير من أتوا تحت رايته، من الغرب الأميركي أم من الشرق الإيراني.
وحدِّث عن زعمهم بالتنمية ولا حرج، فهم يكذبون لعلَّ هناك في الشارع العراقي من لا يزال يصدِّق أكاذيبهم، أو يخاف من أن لا يصدق. فقد ملَّ الشعب العراقي من كثرة ما كذبوا عليه، خاصة أنه لا يفكر الآن بتنمية أو ما يشابهها، فهو على الأقل يطمح للحصول على شعاع من كهرباء، أوقطرة من ماء ليست ملوثة، أو حبة دواء غير فاسدة أو كاسدة.
إن الأهمية الوحيدة التي تتميز بها العملية الانتخابية، في هذه المرحلة بالذات، إنما تعود إلى مراهنة كل من أميركا وإيران على حيازة الأكثرية التي ستشكل حكومة ما قبل الهروب الأميركي الجزئي في آب القادم. بحيث تريد أميركا فوز من تطمئن إليهم، وهم بلا شك ممن باعوا وطنهم وخانوه. كما تريد إيران فوز من تطمئن إليهم، وهم أيضاً ممن باعوا وطنهم وخانوه أيضاً. وكل من العميلين تمت تجربته في الحكم، فكانوا جميعاً ممن كدسوا الثروات على حساب العراق والعراقيين.
فأميركا إذن تريد من يرعى مصالحها في العراق، خاصة تخفيف العبء عن كاهل جنودها التي تزعم أنهم سيبقون في العراق لمساعدة الحكومة في حفظ الأمن ومتابعة تدريب المنتسبين لمؤسساتها الأمنية. كما تريد أن يفوز من سيتصدى للتأثير الإيراني الذي يعمل للضغط على الاحتلال الأميركي من أجل حفظ رأس مفاعل إيران النووي.
وإيران تريد أن تستأنف بناء مشروعها، الذي تزعم أنه مشروع إلهي. المشروع الذي سيفقد وهجه وقدسيته المزعومة إذا أصبحت النجف وكربلاء خارج قبضتها. كما أن حماية مشروعها النووي، من أي عدوان صهيوني أو أميركي، ستصبح ضعيفة كلما أصبحت القبضة الإيرانية ضعيفة في العراق.
فإذا كان من المؤكد أن غيمة الانتخابات ستمطر في واشنطن أو طهران، فالرابحان هما أميركا وإيران، وليس غيرهما. أما من دخل عملية الانتخابات فلن يكسب إلاَّ كرسياً مهتزاً سيسقطه سيده إذا عاد عن وعوده التي قطعها له، أو إذا سوَّلت له نفسه بالعودة عنها. ويكفي هؤلاء المأجورين أن يجدد لهم أسيادهم فترة البقاء في الحكم من أجل استئناف سرقة ثروات بلدهم، وسرقة لقمة الخبز من أفواه أطفال العراق.
فلا مستقبل العراق (السعيد) معقود على ناصية سارقي مستقبل الشعوب، في واشنطن أو طهران. ولا هو معقود على نواصي المالكي أو علاوي، سارقي مستقبل بلدهم ومدمريه.
وإذا كانت نتائج الانتخابات لن تكون أكثر من تجديد للاحتلال بما يرافقه من أعمال السرقة والنهب والفساد والتلاعب بمصائر الشعوب، فيعني هذا أن المراهنة على أي تغيير يأتي من بوابتها هو وهم ومضيعة للوقت. فالحل والخلاص من الاحتلال وعملائه لن يأتي إلاَّ من فوهة البندقية التي أقسم أبطال المقاومة الوطنية العراقية أنها لن تسكت إلاَّ بتحرير العراق كل العراق من الاحتلال أي احتلال.
بريدك الإلكتروني والمزيد أثناء تنقلك. احصل على Windows Live Hotmail مجانًا. اشترك الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق