--> --> -->
لماذا حزب البعث؟
حزب البعث ضرورة فكرية ونضالية
وحاجة وطنية وقومية وحدوية
(وجهة نظر في تحليل الأسباب والمراحل)
يتساءل البعض، وكثيراً ما طُرح هذا السؤال: لماذا حزب البعث؟
هذا الأمر استوقفني، وألحَّ عليَّ إلحاحاً شديداً، فوقفت أمامه كثيراً، متأملاً بسهولة الجواب وصعوبته في آن، مستذكراً مرارة الإجابة عنه وحلاوتها.
سهولته من حيث إنني قضيت من عمري نصف قرن في صفوفه، قارئاً فكره، مبشراً بثقافته.
وصعوبته من إنني كنت مناضلاً في صفوفه على شتى المستويات المطلبية والتحررية، في البيت والشارع السياسي والخندق العسكري.
ومرارته من حيث إنني نعمت بحلاوة التعب في سبيل رفع صوت الطبقة الكادحة التي أنتمي إليها. ومرارة القتال من أجل تحرير الأرض، منتظراً أن أتذوق حلاوة العودة إليها.
وفي كل هذا أو ذاك، كنت أقف رافضاً كل الدعوات التي كانت تلح عليَّ بـ«طلاق» العمل السياسي الذي لا يحصد منه الإنسان إلاَّ مرارة الملاحقة والاعتقال، ناهيك عن مواجهة الموت في أي لحظة، وليس أقلها وأسهلها «وجع الرأس»، وعداوة الآخرين ممن يضيق صدرهم بأن تنتمي إلى ما يرفضون أن ينتموا إليه.
وأخيراً، ولأن الانتماء إلى حركة فكرية وسياسية يعبِّر عن علاقة جدلية بين حرية الفكر وحركة الإنسان النضالية، لأنه لا يمكن لفكر يتجه نحو التغيير أن ينجح من دون حركية عملية، فوضعت كل تاريخية انتمائي للبعث، للاستفادة منها في الإجابة عن هذا السؤال، فوجدت، من وجهة نظري، أنه لا بد من معرفة عدد من المهام النظرية، المطلوبة للتغيير، فحصرتها بعدد من الأسئلة، ورحت أضع أجوبتي عنها، وهي:
1-لماذا العمل السياسي؟
2-لماذا العمل الحزبي؟
3-لماذا الحزب القطري؟
4-لماذا الحزب القومي؟
5-لماذا حزب البعث؟
في سبيل ذلك ستنقسم دراستي لخمس مراحل تتناول كل مرحلة إجابة عن رؤيتي لها. وأعد القارئ الكريم بأن أنشرها على حلقات خمس على صفحات مدونة (العروبة).
حسن خليل غريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق