-->
-->
الرفيق جمال بنوت في ذمة الله
بتاريخ 4/ 10/ 2012، وفي ذكرى اليوم الثالث لوفاة الرفيق
جمال بنوت، ألقى الرفيق حسن خليل غريب كلمة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي،
وهذا نصها:
عائلة الفقيد
أصدقاؤه ورفاقه
أيها الحفل الكريم
إننا نودع اليوم عزيزاً على قلوبنا، شاب من شبابنا
الأوفياء.
إن الأرض والأهل، حيث تربى الفقيد وعاش، لم يغيبا عن
ذاكرته وقلبه، بل كانا قمة حلمه، خاصة إبان الاحتلال الصهيوني الغادر.
يا جمال
كنت بالنسبة لي تلميذاً في المدرسة، فخبرت فيك طفولتك.
وكنت في الحزب رفيقاً فخبرت فيك مرحلة شبابك.
خبرتك تلميذاً أضفت الوداعة والتهذيب على طفولتك رونقاً
لن أنساه.
وخبرتك رفيقاً تمسك بمبدأ الدفاع عن إنسانية الإنسان،
ومبدأ الدفاع عن الأرض والوطن.
في مرحلة الرفاقية، حيث كان يضمنا حزب واحد، زالت
الحواجز بين المربي والتلميذ، وانفتحت أبواب النضال في الخندق الواحد.
خبرتك في خندق النضال، فكنت مثال المتمسك بالدفاع عن
المقهورين والمقموعين والمستغلين الرازحين تحت نير الساسة أصحاب المصالح الشخصية،
فكنت فيها مثال الملتزم.
وخبرتك في ميدان الدفاع عن الوطن، حيث كدت تدفع حياتك
ثمناً في تلك المعركة.
يا جمال
كنت أحد تلامذتي، وأحد رفاقي، ولم يتغير انتماؤك ولم
يتبدل حتى في أسوأ الظروف التي أحاطت بنا وبك.
لم تلتزم يا رفيقي بقضية لبنان وطنك الصغير فحسب، بل
التزمت أيضاً بقضايا الأمة العربية كموطن أكبر.
كمن مشدوداً يا رفيقي إلى قضية فلسطين، وقضية العراق،
كما كل القضايا القومية الأخرى التي تتعرَّض لهجمات الصهيونية ومؤامراتها، وكذلك
لمؤامرات الغرب وأميركا.
حملت السلاح يا جمال للدفاع عن لبنان، وعلى المقدار نفسه
قبضت على الزناد للدفاع عن فلسطين، وعلى المقدار ذاته كنت تتوق للدفاع عن العراق.
أيها الحفل الكريم
لقد تعرَّض
العراق، وما يوال، إلى أبشع احتلال وأكثره قذارة.
احتلال قررته أميركا محاطة بأكثر دول العالم كرهاً
بالعرب والعروبة.
لقد أثلج صدرك انطلاق المقاومة العراقية التي قادها
حزبنا، ولم تترك للاحتلال الغاشم فرصة الهيمنة عليه.
إن المقاومة العراقية تعمل الآن على كنس ما تبقى من
احتلال متعدد القوى والأغراض.
احتلال تمَّ تحت ذريعة تصدير االديموقراطية إليه، فقام
بأبشع الجرائم وأكثرها وساخة. فعمَّ الجوع والمرض والتفتيت المذهبي. وارتكب
الاحتلال وعملاؤه كل أنواع الفساد، وانتهكوا، وما يزالوا، أرض العراق وأعراض
العراقيين، وعاثوا بوحدة العراق أرضاً ومجتمعاً.
أيها الحفل الكريم
في هذه المناسبة التي نؤبِّن فيها رفيقاً عزيزاً على
قلوبنا، لا بدَّ من إطلاق صرخة تحذير لما
يحيط بالأمة العربية من أخطار قد تعيد تقسيم أقطارها على قواعد جديدة، قواعد التفسيخ
الطائفي ونشر الحروب الطائفية.
يمر الوطن العربي الآن بمرحلة من أدق المراحل وأخطرها،
حيث غاب التمييز في الحراك الشعبي الدائر الآن بين ما هو حق للشعب بالديموقراطية
والتخلص من أنظمة الاستبداد، وبين ما هو غير حق يظهر جلياً في التدخلات الأجنبية.
في الحراك الشعبي الدائر الآن يظهر جلياً أن الخارج يذرف
دموع التماسيح على حقوق الشعب العربي، وهو في الوقت ذاته يقوم بعملية ذبح جديدة
لأمتنا العربية.
أيها الحفل الكريم
إننا في الوقت الذي نقوم فيه بالدفاع عن حقوق الشعب
واستعادتها من الأنظمة الفاسدة، فإننا نحذِّر من ركوب موجة ما يجري لحرف الحراك
الشعبي عن أهدافه الحقيقية.
وأخيراً
ونحن نودع رفيقنا الراحل بدموع الأسى، نتقدم من عائلته وأصدقاه ورفاقه
وأهالي ضيعته، بأسمى آيات العزاء.
شاكرين حضوركم أيها الأحبة، نرجو من الله العزيز القدير
أن يلهم عائلته الصبر على فراقه.
ونرجو من الله أن يحميكم من كل مكروه.
والسلام
عليكم ورحمة من الله وبركاته
في
4/ 10/ 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق