الجمعة، ديسمبر 13، 2013

قراءة في رسائل صدام حسين بعد احتلال العراق

قراءة في رسائل صدام حسين بعد احتلال العراق
بقلم حسن خليل غريب
نقلاً عن (صفحة اللجنة التحضيرية لإحياء ذكرى الشهيد صدام حسين) على الفايسبوك


قراءة في رسائل صدام حسين بعد احتلال العراق
لماذا نعيد قراءة رسائل صدام حسين بعد مرور عشر سنوات على كتابتها؟
حسن خليل غريب
باستثناء قراءة رسالته في الشهادة، إحدى الحسنين: «الشهادة أو النصر«، التي أثبت فيها صدام حسين القول بالفعل، واقترن عنده الإيمان بالرسالة مع النضال من أجلها، والتي كتب عنها الكثيرون بما يليق بجلالتها، سنقرأ في هذه الدراسة شهاداته الحية التي كتبها في خندق المقاومة وهو البيئة التي اختارها مؤمناً ومقتنعاً بها قولاً وفعلاً، أي قراءتها على ضوء قناعاته الفكرية والخطابية والسياسية ومدى مطابقتها مع ممارسته الفعلية، وأيضاً لقراءة وعيه الاستراتيجي لكل ما يحيط بها من قضايا ومخاطر تحيط بأمتنا العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. ومن أجل ذلك سننظر إلى مواقف الرئيس الشهيد من ثلاث زوايا، وهي:
1-البحث في مضامين تلك الرسائل لنمتحن مصداقية ما دعا إليه مع ما مارسه هو بالفعل.
2-دراسة تجربته في المقاومة المسلحة، وتشخصيه لدوافع الدول التي شاركت أميركا بالعدوان على العراق واحتلاله.
3-مناقشة توقعاته لمصير الاحتلال، وتشخيصه لأدوار الذين شاركوا فيه، وتوقعاته لمصائرهم.
تقديم للدراسة:
بعد احتلال العراق في التاسع من نيسان من العام 2003، نشرت وسائل الإعلام إثنتي عشرة رسالة للرئيس صدام حسين كانت الأولى في التاسع من نيسان من العام 2003، والأخيرة بتاريخ شهر تشرين الثاني من العام نفسه.
ولأن الظرف الذي وجَّه فيه رسائله يمثل مرحلة من أدق مراحل العراق، أي مرحلة معركة تحريره بعد احتلاله. ولأنه كان رئيساً للجمهورية فنزل إلى خندق المقاومة لكي يقودها. تُعتبر تلك الرسائل في كل الحسابات من الوثائق التي يجب على الشعب العربي أن يقرأها من زوايا الاستفادة من تجربة فريدة، ليس في تاريخ العراق والأمة العربية فحسب، بل من زاوية أممية أيضاً، لما فيها من دروس ونتائج يجب أن تصب في دائرة المعارف الإنسانية، وأن تُوضع في خدمة الشعوب التي ترمي إلى التحرر من أي احتلال لأراضيها.
في رسائله سجَّل صدام حسين عدداً من الثوابت التي لا تستطيع مقاومة الاحتلال أن تنتصر من دونها، أو على الأقل أن تصحح مسارات المقاومين وهم قابعون في الخنادق يتربصون للعدو في كل المفارق.
ومن أهم تلك الثوابت:
أولاً: مبدأ حق الشعوب بمقاومة الاحتلال:
في رسالته الأولى، في التاسع من نيسان 2003، بينما كان في قلب العاصمة العراقية، أي في منطقة الأعظمية، دعا الشعب العراقي لمقاومة الاحتلال، لأن «ما تقوم به القوات المعتدية هو احتلال واستعمار ايا كانت نواياهم ودوافعهم فالغرض هو الانتقاص من سيادة وحرية الشعب العراقى ... «، مؤكداً أن الشعب الذي يقاوم سينتصر حتماً، لأن «القراءة التاريخية الحقيقية والواضحة أنه لا بد من النهاية لكل احتلال وعدوان وتبقى العزة للشعوب ... «. وأكد على واجب مواجهة الاحتلال، لأن فيها كسباً لـ«شرف المقاومة للدفاع عن ديننا ووطنا وشرفنا«، مشيراً إلى أن «الشعب والجيش والقيادة العراقية فى المقدمة قد تعاهدوا على الاستمرار ... حتى النهاية... «. ولأن النصر هو النتيجة النهائية للشعوب التي تدافع عن أرضها وتحررها، بشَّر في (رسالة 28 نيسان)، الشعب العراقي بالنصر قائلاً لهم: «سينتصر العراق ومعه أبناء الأمة والشرفاء وسنستعيد ما سرقوه من آثار ونعيد بناء العراق الذي يريدون تجزئته إلى أجزاء«.

ثانياً: مبدأ توظيف كل إمكانيات الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال:
وإذا كانت المقاومة العسكرية فرض واجب على القادرين، كما جاء في (رسالة 17 أيلول): «وتاج كل هذا هو الجهاد المسلح«، فإن أمام الآخرين وسائل أخرى للمقاومة، ولذلك دعا العراقيين والعراقيات إلى مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، «لإفقادهم توازنهم بالهتاف والتظاهرات والخط على الجدران والمطالبة بحقوقكم حتى التفصيلية منها«. وعن كل من لا يستطيع هذا أو ذاك، «فيكفينا منه الدعاء الصادق، ومن لا يستطيع أي موقف إيجابي فليكف الله شره عنا وحسبنا الله ونعم الوكيل. «
ولذلك أكد على أن من واجب غير القادرين أن يحافظوا على مسألتين، قائلاً:
-المحافظة على «على ممتلكاتكم ودوائركم ومدارسكم، وقاطعوا المحتل«.
-والمحافظة على أمن المقاومة كما جاء في (رسالة 14 حزيران)، قائلاً: «أدعوكم للتغطية على المجاهدين الأبطال وعدم إعطاء .. أي معلومة عنهم، وعن نشاطهم، أثناء تنفيذهم العمليات الجهادية، وقبلها وبعدها؛ والكف عن الثرثرة بالأسماء أو أي معلومات عنهم، ... «، و«عليه فإننا ندعو إلى احترام أمن المجاهدين والمشاركين في كل ما يجعله مضموناً بإذن الله, والإخبار عن كل جاسوس ومنحرف«. ولأنه من حق المقاومين حماية أنفسهم, حذر العابثين بأمنهم من أنهم «قد يوقعون العقاب بمن يؤذيهم بصورة مقصودة«.

ثالثاً: هوية المقاومة وقيادتها هوية وطنية.
أ-المقاومة تضم كل أطياف الشعب العراقي وطوائفه:
في (رسالة 28 نيسان)، دعا العراقيين إلى توحيد صفوفهم، قائلاً: «انتفضوا ضد المحتل، ولا تثقوا بمن يتحدث عن السنة والشيعة فالقضية الوحيدة التي يعيشها الوطن عراقكم العظيم الآن هي الاحتلال«، وأكد هذا في (رسالة 7 أيار) قائلاً: «تذكروا أنكم، عرباً وأكراداً وتركماناً وباقي المواطنين، إخوة في الدين والوطن. وإنكم سنة وشيعة مسلمون وإخوة في الوطن«.

ب-من صفات قيادة النظام والمقاومة أنها منزَّهة عن الاستفادة الشخصية:
وإذا كانت مقاومة الاحتلال حقاً مشروعاً تضمنه كل الشرائع الدينية والأممية والإنسانية، فإن مواصفات القادة الذين يقودونها شرطاً لازماً من شروط نجاحها لأنها توحي بالثقة والاطمئنان للمقاومين وللشعب. ولهذا فقد بدأ بمحاسبة نفسه، كقائد للمقاومة، وأما عن نفسه فقال في (رسالة 28 نيسان): «لم يكن لصدام ملك باسمه الشخصي، وأتحدى أن يثبت أي شخص أن تكون القصور إلا باسم الدولة العراقية، وقد تركتها منذ زمن طويل لأعيش في منزل صغير«.
-وعن الصف القيادي الأول فكان مثالاً للصمود والشرف:
في (رسالة 9 أيار): قال: «أؤكد لكم أن الصف الأول من القادة لم يستسلموا أو يخونوا بل تم تسليمهم من قبل خونة... «. و«إذا كانت قيادة العراق تعرضت لكل ما تعرضت إليه بسبب مواقفها الوطنية والقومية ضد الإمبريالية والصهيونية، فإن طريق الجهاد سيكون خطاً استراتيجياً لهذه القيادة التي (اختارت أن يكون شعارها شهداء في سبيل الله، أو الجهاد حتى النصر). وفي (رسالة 14 حزيران) كشف عن حجم الإغراءات التي عُرضت على القيادة الوطنية، وقوبلت بالرفض، فقال: «لقد قلت لكم قبل المنازلة الأخيرة وأثناءها باسمي وباسم القيادة بأننا لن نخذلكم بعون الله. ... ولو انصعنا ورضخنا للتهديدات الأميركية الصهيونية وقبلنا بأن يفرضوا على العراق ما يشاءون ويحتلوه من غير قتال ... مقابل أن نحتفظ بكراسي في الحكم... وخابوا وخاب ما يفعلونه، ... وها قد وفينا بعهدنا ووعدنا لكم، وضحينا بما ضحينا به ... ولم نحنث بعهد الله ولم نطعن الشعب والأمة وكل الخيرين في الظهر, لا بالاستسلام ولا بالتخاذل«.

ج-لعوائل القياديين حصة في الغنم وفي الغرم أيضاً:
وخلافاً لما هو حاصل في أنظمة لا تعمل من أجل حقوق شعوبها بل تسطو على تلك الحقوق وتسرقها، كانت قاعدة الحكم الوطني في العراق تقوم على قاعدة تنص على أن عوائل المسؤولين يشاركون في الغنم كمثل كل المواطنين، ويدفعون من الغرم كما يدفع غيرهم. وقد فصَّل ذلك في نعيه لولديه وحفيده، في رسالة (25 تموز)، وفيها أكد صدام حسين أنهم جزء من الشعب العراقي لهم ما له، وعليهم ما عليه، وعنهم قال: «لقد جاء موقف هذه الكوكبة مثلما هو موقف كل الشهداء الأبرار الذين يشدون النفس جهاداً في سبيل الله صادقين مؤمنين؛ جاء وفياً صادقاً أميناً للعهد والوعد الذي قطعوه على أنفسهم وقطعناه بعد الله أمامكم، وجعلنا النفس والمال والولد فداء في حومة الجهاد المؤمن في سبيل الله والوطن والشعب والأمة«. و«ومرة أخرى أقول وأُشهد الله قبلكم ... أن النفس والمال فداء في سبيل الله وفداء للعراق ...، ولو كان لصدام حسين مائة من الأولاد غير عدي وقصي لقدمهم صدام حسين على نفس الطريق«.


رابعاً: دور الخونة من المعارضة العراقية غيَّر مجرى المعركة:
في (رسالة 28 نيسان)، كشف صدام حسين عن دور الخونة في العدوان على العراق واحتلاله، فقال: «لم ينتصروا عليكم، يا من ترفضون الاحتلال والذل ... إلا بالخيانة)، و(لم تمتد يد أي شريف لمصافحته، بل يد الخونة والعملاء«، إذ سمح «الخونة لأنفسهم الجهر بخيانتهم، رغم كونها عاراً« ... فـ«اتحدوا يهرب منكم العدو ومن دخل معه من الخونة«.
وفصَّل تأثير الخيانة وأنواع الخونة في (رسالة 7 أيار)، حيث قال: «في معركة المطار ...بلغت خسائر المجرمين الأمريكان أكثر من ألفي قتيل وأعداداً أكثر من الجرحى، ومعدات لو سمحوا للمصورين أن يلتقطوا فيها الصور لكانت صور محرقة قد تمت لهم، في هذه المنازلة. ولكن الخيانة من أناس هان عليهم دينهم ووطنهم وأمتهم وعرضهم ولقاء ثمن مهما كبر فهو بخس بحجم ما ألحقوا بالعراق والأمة من أذى«. «تصوروا أن من يطلقون على أنفسهم معارضة عراقية جاءوا يقدمون الدعم لمحتل ليسرقهم ويحتل بلدهم ..، كلهم سواء كانوا قد لبسوا العمامة أو القبعة الأمريكية لا فرق بينهم طالما سببوا لشعبهم هذا الألم والاحتلال.  ..يا شعب العراق الواحد: إن كل المجتمعين لتقرير مصير حكمكم من الخونة سهلوا العدوان والاحتلال، ولن تجدوا بينهم شريفاً واحداً«.
وفي (رسالة 9 أيار)، كشف عن أنه «لولا الخيانة لكنا صمدنا سنوات نستنزف فيها العدو دون ان يتمكن من دخول بغداد«.

-دول الجوار الجغرافي احتضنت كل أنواع الخونة:
وفي (رسالة 9 أيار) أوضح قائلاً: «لقد احتضنت الدول العربية المجاورة للعراق وغير المجاورة خونة أطلقوا على أنفسهم معارضة، وعندما بدأ العدوان كانوا من ضمن قوات الغزو، فقد سهلت هذه الدول إتصالات وتحركات هؤلاء الخونة مع المخابرات الأميركية والموساد والمخابرات البريطانية.  كما سهلت إيران وتركيا مثل هذه الاتصالات. وليس بغريب أن من احتضنتهم إيران دخلوا بحماية القوات الأمريكية والبريطانية، مثلما فعلت تركيا والأردن وآل سعود و... نظام الكويت المحتلة«. و«بل إن كافة أجهزة المخابرات المحيطة بالعراق وغير المحيطة من العرب كانت تزود المخابرات الأمريكية بمعلومات مجانية وتحت باب إظهار الولاء. فضلاً عن معدات ووسائل اتصال كنا محرومين منها«.

-الخيانة كان لها أثر سلبي جداً في مواجهة الغزو ولكن النهاية لا يكتبها إلاَّ الشرفاء: 
وفي (رسالة 9 أيار) نفى أن يكتب الخونة تاريخ أوطانهم، بل على الشرفاء أن يتابعوا طريق النضال، قائلاً: «وإذا كانت الجولة الأولى حفلت بالخيانة من قبل أناس باعوا دينهم وأمتهم ووطنهم وعرضهم، فان النهاية لا يكتبها إلا المؤمنون بالله والذين سيطردون الغزاة القتلة اللصوص«.

3-الوجود الصهيوني والمخططات الغربية عوائق استراتيجية تمنع تقدم الأمة وتحريرها:
من ثوابت المشروع القومي، الذي تفصح عنه مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي، اعتبار الامبريالية والصهيونية عدواً استراتيجياً، جاءت رسائل صدام حسين لتعيد التذكير بها، وقد أكدها بـ(رسالة 28 نيسان)، قائلاً: «لسنا نعيش بسلام وأمن طالما الكيان الصهيوني المسخ على أرضنا العربية) ... (ويكفي فخراً حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي، أنه لم يمد يديه للعدو الصهيوني، ولم يتنازل لمعتد جبان أمريكي أو بريطاني. ومن وقف ضد العراق وتآمر عليه لن ينعم على يد أميركا بالسلام«.
وبرهاناً على العداوة التي يكنها ذلك التحالف ضد الأمة العربية، فقد كشف عن بعض تفاصيلها في العراق بـ(رسالة 7 أيار)، حيث جاء فيها: «إن الغزاة الأمريكان والبريطانيين قد سرقوا من ثروتكم الآثار ونفطكم، بل سرقوا من المصارف أموالاً تفوق ما يعلنون... وليس جديداً أن بوش أو بلير هما لصوص؛ فهم قتلة«، ولهذا فقد أعلن موقف المقاومة من الاحتلال، ودعا الشعب العراقي، في رسالة (9 أيار) لـ«مقاطعة العدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني. وعدم تقديم أية تسهيلات لأي من أفرادهم أو مؤسساتهم، ... ومقاطعة بضائع الدول هذه وكل من يؤيد العدوان،... وعدم التعامل مع أي عراقي فرداً أو حزباً أو جهة إن كان يعبر عن المحتل المجرم أو كان موافقاً أو مؤيداً للاحتلال«.
ولأن المفاوضات مع ذلك العدو عبثية وستكون من دون فائدة، طالما ظلَّ مصراً على سلوكه العدواني، أعلن في (رسالة 9 أيار) موقف المقاومة التي ترفض «عقد مباحثات مع أي جهة منهم... «. ولكنهم لو ارتدعوا يصبح للمفاوضات معهم مضمون ونتائج، وفي رسالة (17 أيلول)، حدد شروط أي مفاوضات محتملة، وهذا قد يتم بعد أن تقع هزيمة الاحتلال، «لأنه لا يستوجب المزيد من الخسائر التي ستكون كارثية على أمريكا لو ركب مسئولوها رؤوسهم واستمروا في عدوانهم.. «. أما لو أنهم قبلوا بشروط التفاوض بعد هزيمتهم، فخاطبهم قائلاً: «إذا أردتم بحث ترتيبات الانسحاب بعد أن تقرروه بلا قيد أو شرط علينا، والذي ينبغي أيضاً ألا يكون غطاء لخديعة، فإن قسماً من المسؤولين في القيادة معتقلون لدى جيشكم، أسرى حرب في العراق، وهم معروفون على المستوى العالمي وعند شعبهم والمجاهدين؛ وبإمكانكم على هذا - الاتصال بهم، وإجراء الحوار المناسب بما يضمن توفير الأمن لجنودكم أثناء الانسحاب على وفق ما يتفق عليه الطرفان«.
أما ما لم يتم الانسحاب، فسيبقى مصير كل أجنبي القتل طالما ظلَّ مصراً على التواجد على أرض العراق. ولذلك فقد أنذر في (رسالة 12 حزيران) كل أجنبي قائلاً: «ننذر كل الرعايا الأجانب ومن قدم مع المحتل الجبان مهما كانت صفته ووظيفته، ... بضرورة مغادرة العراق ... «.

4-وحدة النضال العربي:
وانطلاقاً من ثوابت مشروع حزب البعث العربي الاشتراكي التي تستند إلى وحدة الأمة السياسية، والتي تبدأ بوحدة النضال القومي، جاء في (رسالة 28 نيسان) أنه «لا انفصال بين وحدة النضال العربي«.

5-دور دول الجوار الجغرافي المتواطئ:
وعن دور دول الجوار الجغرافي للعراق قال في (رسالة 7 أيار): «إن ما أنفقته الدول المحيطة بالعراق منذ عام 1968 ولغاية الآن للإضرار بالعراق بسبب مواقفه القومية الشريفة ولمنع نهوضه ـ لو قدر وانفق على تحرير فلسطين وإعمارها لتم ذلك، بل كان يكفي لتحرير كل الأراضي العربية المحتلة من إسرائيل وغيرها«، وليس هذا فحسب، بل «احتضن بعض الأنظمة العربية معارضين وهم خونة)، كما «قالوا إن الأمريكان لحمايتنا من إسرائيل«. ويأتي على رأس أولئك كل من أنظمة الكويت وإيران وتركيا والسعودية:
-«أما النظام الكويتي .. فنقول إنهم علقميون ضد الأمة«.
-«ومارست الفئة الحاكمة في إيران النفاق والتآمر على العرب والإسلام ..، فهي احتضنت جواسيس أمريكا ضد العراق، وساعدت في حصار العراق. وفضلا عن ذلك انهم المستفيدون الوحيدون مما يجري، فقد ساهموا في التآمر على طالبان، وفعلوا مع العراق، ولن يكون لهم دور الآن في التآمر إلا للأنظمة المعادية للإمبريالية الأمريكية«.
-و«تركيا طوال سنوات تسمح للطائرات الأمريكية والبريطانية، مثل آل سعود .. بقتل اخوتكم وأبناء بلدكم«.

6-لا أولوية تسبق مقاومة المحتل:
في ظروف احتلال الأرض الوطنية، احتمالاً وواقعاً، أعلن صدام حسين في (رسالة 28 نيسان«، أنه «ليس هناك أولويات غير طرد المحتل الكافر المجرم القاتل الجبان) ... لذلك خاطب العراقيين قائلاً: «انسوا كل شيء، وقاوموا الاحتلال، فالخطيئة تبدأ عندما تكون هناك أولويات غير المحتل وطرده... «.
ودعا العراقيين أيضاً لتطبيق هذا المبدأ في مواجهة الاحتلال في العراق، وكذلك في كل الدول المحيطة، التي تتعرَّض للاحتلال. لم يعلن موقفاً يحمل طابعاً ثأرياً من دول الجوار الجغرافي التي تآمرت ضد العراق، ولكنه سما بموقفه إلى سقف المواقف المبدئية، وقد فصَّل هذا الموقف في (رسالة 7 أيار) فقال:
أ-«إن كثيراً من الأسرار لو كشفناها لتغيرت قناعات وحقائق بخصوص شخصيات وأحداث«.
ب-«لكن الحقيقة الآن التي يجب العمل بها هي مقاومة الاحتلال وطرده وسحقه«.
ج-«وإن رأيتم العدو يريد النيل من سورية أو الأردن أو السعودية أو إيران، فساعدوا في مقاومته، فهم ورغم الأنظمة إخوتكم في الدين أو العروبة. وساعدوا الكويت وبقية دول الخليج العربي ومصر والأردن وتركيا ليتخلصوا من العدو الأمريكي«.

7-سكوت منظمات حقوق الإنسان عن جرائم الاحتلال، وانحياز مؤسسات الأمم المتحدة لمصلحة الاحتلال:
مبدئياً من مهمة، بل من رسالة، منظمات حقوق الإنسان الأهلية والأممية، أن تعلن مواقفها من الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية بكل تجرد وحيادية، ولكن واقع تلك المنظمات ومواقفها مغاير تماماً لما يجري. وأما هذا الواقع فيدل على أن أميركا قد استطاعت أن تصادر مواقفها. ففي (رسالة 7 أيار) أعلن صدام حسين: «إن المحتل الجبان يقتل يومياً ... برصاصه الحاقد، دون أن تدان جرائمه من قبل المتسترين بحقوق الإنسان«.
وفي (رسالة 17 أيلول) أعرب عن الأمل في ألا يقع أي من أعضاء مجلس الأمن في مهاوي السياسة الأميركية، وطالب أعضاءه قائلاً: «اعلموا أن شعب العراق وقيادته سيرفضان أي حل يجري في ظل الاحتلال بل إننا سنعتبر أي حل في ظل الاحتلال ما هو إلا مخادعة مكشوفة لتمرير جوهر ما أراده الاحتلال«. وذكَّرهم بـ«أن على من يريد للمنطقة الاستقرار والأمن ألا يتجاهل الحقائق الثابتة في المنطقة ومنها أن الشعوب فيها لا تقبل الظلم والمهانة وترفض أي احتلال«.

8-التجربة يجب أن تكون دائماً تحت غربال النقد والتجديد:
أعلن صدام حسين للعراقيين، الموالين والمعارضين، أن تجربة الحكم الوطني في العراق لا تخلو من ثغرات وأخطاء، ولكن إجراء عملية نقدها له ظروفه المؤاتية، وفي كل الأحوال يصبح النقد عبثياً وينطلق من الأغراض الخبيثة إذا تمت الدعوة له في غير ظروفه الموضوعية، كما هو حاصل بعد احتلال العراق. وعن ذلك جاء  في (رسالة 7 أيار): «فهذا العراق العظيم لكم جميعاً ... وحين يكون هناك وقت ومكان لمراجعة التجربة سنفعل بروح ديمقراطية لا تخضع لأجنبي أو صهيوني«.



««

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اكثر من رائع.....!!!
جعل هذا الجهد في ميزان كفاحك من اجل انتصار الشعب ويتحرر من العبودية والاحتلال.

متابع