الجمعة، سبتمبر 19، 2014

(الربيع العربي) ينتظر اختراق دائرته الجهنمية المغلقة بانتصار الثورة العراقية

بعد خروج الجماهير العربية من موالد الانتفاضات بدون حمص
(الربيع العربي) ينتظر اختراق دائرته الجهنمية المغلقة بانتصار  الثورة العراقية


 في 19/ 9/ 2014
كادت تجف أقلامنا عندما توقفنا عن الكتابة عن مآثر انتفاضات الجماهير الشعبية، أو مثالبها، انتظاراً لطلوع الفجر لكي نتبيَّن خيطها الأبيض من خيطها الأسود. كنا ننتظر ونحن نتمنى أن تأتينا النتائج بما تشتهيه سفن الجماهير العربية المنتفضة من أجل استعادة حقوقها المسلوبة وحرياتها المقموعة.
ولكننا الآن، كما لاح في مخيالنا، سننتظر كثيراً ولن يبزغ الفجر، بل أخذنا نتلمَّس ما يشبه اليقين أن لا أبيض يلوح في أفقه، ولا أسود أيضاً، وإنما يبدو الفجر أحمر قانياً ترسمه الدماء والآلام والتدمير والتخريب والتهجير، وتتكاثر أعداد الأرامل واليتامى، وتتشكل من موجات النزوح البشرية سلاسل من الخيم لا يبدو حتى الآن أن حلقاتها ستنتهي.
في ظل هذا المشهد الدرامي، ما لنا من حيلة، في هذه الفرصة المتاحة التي نعود فيها للكتابة عن تلك الانتفاضات لنبوح ما يلوح في مخيالنا، غير النظر إلى نتائج ما حصل بعد مرور ما يقارب أربع سنوات على ولادة (الربيع العربي). وسنعتمد في قراءتنا على أولويات حدسية تستند إلى محسوسات النتائج التي أفرزتها حركة الجماهير الشعبية في ساحات الأقطار العربية المنكوبة، تلك الساحات التي غزتها موجات ما أسموه تغييراً قادماً على حصان أبيض. ذلك التغيير الذي وُعدنا بأنه سوف يطيح برؤوس عتاة (الديكتاتورية) ليستبدلها برؤوس تحترم حق الشعوب بالتعبير والتظاهر والعيش الرغيد وبـ(ربيع) يمهِّد لصيف وافر الغلال.
أولاً، وقبل أي شيء آخر، لا بُدَّ من سؤال بديهي يستحضرنا: وماذا حل بالجماهير المنتفضة الآن؟
إنتفضت الجماهير فملأ صدورنا الأمل ببداية ثورية قد تضع الأمة العربية على طريق الثورة. ولكننا وضعنا عدداً من القواعد التي لن تحصد الجماهير شيئاً من دون وجودها. ويأتي في الأولوية منها وجود برامج سياسية تغييرية تكون البديل للبرامج التي ستسقط، على أن يقود سفينة الجماهير ربان يراقب ويصحح، ولعلَّ مراقبة وسائل التنفيذ وأدواتها تأتي بالأهمية لمنع السطو على نضالات الجماهير وسرقتها، لأن المصطادين كُثُر ومتعددو الأهداف.
فعلنا ذلك، ورحنا نراقب لعلَّ ما كنا نخشاه من عراقيل ولصوص الثورات يكون وهماً فتنتعش آمالانا من جديد. ولكن بعد مرور ما يقارب السنوات الأربعة، راح يتأكد ما كنا نخشاه، وراح الربيع الربيع يُمطر على كل حقول الأهداف باستثناء أهداف مصالح الجماهير العربية. ومن أجل ذلك سنُعيد استقراء وقائع المشاريع التي كان يتم تنفيذها تحت دخان البهجة والسرور والترحيب بنتائج الثورة الموهومة.
بداية لا بدَّ من التذكير بأن من ثوابت عصر الرأسمالية أنها تعتبر المنطقة العربية بشكل خاص منطقة أمن حيوي لها على جميع الصعد الاقتصادية والعسكرية والجغرافية. ولذلك لم يساورنا الوهم مرة واحدة أن الأنظمة الرأسمالية وقفت على الحياد مما جري في الماضي، أو مما يجري الآن، أو مما سيجري في المستقبل، هذا إذا لم تكن هي من أعدَّ لما أسماه إعلامها بـ(الربيع العربي). لكن هذا الإعداد لا ينتقص شيئاً من بطولات الجماهير. بل ينتقص من حجم الأحزاب المنظَّمة التي وقفت في خلفية المشهد من دون دور أو فعالية، وتركت الجماهير بين أحضان الفوضى من دون ربان يرعى حراكها ويصوِّب مسار حركتها، ليرشدها ويقودها إلى الشاطئ الأمين. وكان كل ما فعلته تلك الأحزاب أنها خاضت صراعات بينها حول مسألتين شكليتين: من هو مع الثورة أو ضدها، ومن هو مع الأنظمة أو ضدها. وكأن ساحة الصراع كانت تدور بين الجماهير الثائرة والأنظمة فقط، فلم تأخذ تلك الأحزاب أو القوى أن هناك بُعداً ثالثاً تجاوز بوجوده وتأثيره كل الشعارات المطروحة. ولذلك غرقت تلك الأحزاب في تحليل ثنائية الصراع الظاهرة من دون التعويل على وجود عوامل أخرى مخفية تستغل ظواهر الصراع وتستفيد منها للتعمية على أهدافها الحقيقية، وإن وجود تلك العوامل السلبية سرقت الثورة وراحت تتحرك تحت سحب دخانها. وغياب الوعي بالبعد الثالث والغرق بالبناء في التحليل على ثنائية (الجماهير الأنظمة) غيَّبت عن التحليل نتائج ما آلت إليه، أو ما ستؤول إليه، حركة الجماهير المتروكة بدون قيادة ودون برامج سياسية بديلة.
وفي المقلب الآخر، مستفيدة من حركة الانتفاضات الواسعة والمتنقلة من قطر إلى آخر، وخاصة مطالب الجماهير الأساسية، راحت دول الغرب الرأسمالي، ناهيك عن الصهيونية العالمية والنظام الإيراني، تسكب الوقود في نيران الانتفاضات لتزيدها لهيباً ما دام العربي يقتل أخيه العربي. ويأتي من رحمها توسيع دوائر الفوضى مستغلة نفوذها على المجاميع التي ما دخلت إلى ساحات الجماهير إلاَّ بأوامر من صانعيها في الخارج.
بين هذا الأمر وذاك، نرى من الضروري أن نعيد نبش ملفات المشاريع والمخططات الموضوعة لمنطقتنا العربية من أجل إدامة الهيمنة عليها ورسم مستقبلها. أي الكشف عن تلك المخططات التي في تنفيذها ما يجعل الدول الكبرى مطمئنة على مستقبل مصالحها. وإن في إعادة قرائتها نكون قد رفضنا الاتهام الموجه للعرب الذي يقول: إن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا فسوف يتناسون. ولأننا نقرأ ولا ننسى فسنقوم باستحضار ما نشره الإعلام الغربي لنعيد رسم صورة الأحداث التي تحصل الآن على الساحة العربية ومحاولة ربط أجزائها لمقارنتها مع مضمون المخططات والمشاريع الغربية الرأسمالية.

مشاريع تفتيت الوطن العربي قديمة جديدة:
وهنا يستحضرنا السؤال: ما هي حقيقة المشاريع الرأسمالية التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية؟ وماذا قرأنا قبل سنوات عديدة مما نشره الإعلام الغربي بالأمس القريب؟ وهل ما نشره ذلك الإعلام لا يصب بدائرة المؤامرة، وليس بـ(نظرية المؤامرة)؟
دأبت بعض التحليلات التي غرقت بالدفاع عما أسموه ثورة أو ما هو قريب منها أو ما يشبهها، باتهام إعلام الأنظمة الرسمية أنها تتلطى وراء (المؤامرة) لتشكك بأهداف الثورة من أجل القضاء عليها. وكأنهم بذلك يوحون وكأن (الثورة) منزَّهة عن الاتهام، ولم يدخل من بوابتها كل أنواع القوى التي تريد تحقيق مكاسب تصب في طواحين مصالحها. وإذا كانت الأنظمة تتلطى بـ(نظرية المؤامرة) للدفاع عن تقصيرها، وهذا واقع لا ريب فيه، لكن هذا لا يعفي الثورات من دلائل الاتهام، لأنه اندسَّ في صفوفها كل من هبَّ ودبَّ من المتآمرين والمتواطئين وعملاء الخارج. وإنه بذلك تمَّت سرقة جهود الثوار الحقيقيين. وأصبحت الثورات مطية لكل أولئك المصطادين في مياهها التي تحولت من أهدافها الصافية إلى أهدافها العكرة. ولم يبق للجماهير أي مصلحة في استمرارها، لأن نتائجها سيقطفها كل المصطادين ما عدا الجماهير التي ستبقى الضحية التي دفعت الثمن أثناء (الثورة) وستدفعها بسخاء أكثر بعد انتهائها.

أولاً: قراءة في ما نُشر من تقارير تؤكد وجود المؤامرة فعلاً، وليس (نظرية المؤامرة):
-يقول بريجنسكى، مستشار جيمي كارتر للأمن القومى، في السبعينيات من القرن الماضي: «إن منطقة الشرق الاوسط ستحتاج الى تصحيح الحدود التى رسمتها اتفاقية سايكس بيكو ومقررات مؤتمر فرساي»...
-وفي العام 1980 تقدم برنار لويس، المستشرق الصهيوني الأمريكي البريطاني الأصل، بمشروع منطقة الشرق الأوسط بكاملها، حيث يشمل تركيا وايران وافغانستان، الى الكونغرس، وتمت الموافقة عليه بالاجماع في العام 1983.
-ويقول جوناثان كوك: «إن إسرائيل منذ العام 1980 قررت اتباع سياسة تقسيم كل شيء في الجانب العربي، بداية من الفلسطينيين، ثم زحفاً وأحياناً ركضاً، إلى بقية الدول العربية .وإن المحافظين الجدد كانوا يشاركون إسرائيل بقوة في ضرورة مواصلة هذه الاستراتيجية لإلغاء اي دور لدول الشرق الأوسط، وإغراقها في مشكلات داخلية تعمق من ضعفها. وإن الهدف هو بدء موجة من الصراع الطائفي انطلاقاً من العراق إلى كل المنطقة». وهل ننسى أن شيمون بيريز، الرئيس الصهيوني، قد نشر في الثمانينيات كتاباً يحمل عنوان (الشرق الأوسط الكبير)؟
-(ميدل ايست اونلاين: السبت 12 نيسان 2003): أشار مساعد وزير الدفاع الأميركي بول ولفوويتز ومساعد وزير الخارجية جون بولتن، إلى أن طموحات واشنطن لن تتوقف عند بغداد، وإن كان استخدام القوة المسلحة غير مطروح بالضرورة بالنسبة لدول أخرى. ولهذا أعادوا إحياء طرح الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور نظرية «الدومينو الديموقراطي» من أجل تعميم (الربيع الديموقراطي العراقي) على أقطار الوطن العربي.
-وفي حزيران من العام 2006، نشر الجنرال الأميركي المتقاعد رالف بيترز، في مجلة القوات المسلحة الأميركية، بحثاً تحت عنوان «حدود الدم: كيف سيبدو الشرق الأوسط بحالته الأفضل؟». ومن أهم ما جاء فيه: إن حدود الدول الحالية ليست مقدسة، ولا تتصف بالعدالة. والشرق الأوسط يعج بمشاكل تتعدى الحدود الفاسدة. وإن الانهيار الشامل في علاقات التعدديات الدينية والعرقية سيكون أساسه وجود تلك الحدود التي يقدِّسها الدبلوماسيون. ولذلك فإن تغيير تلك الحدود سيضمن الاستقرار للأقليات كل واحدة عند حدودها الجديدة. ويرفق بيترز مقدمته تلك بخرائط تفصيلية للحدود الجديدة.
-وفي تموز من العام 2006، وأثناء العدوان الصهيوني الواسع على لبنان، صرَّحت كوندوليزا رايس، وزيرة خارجية جورج بوش الإبن، من مطار بيروت: «هذه آلام المخاض.. الآن يولد شرق أوسط جديد».
-وكبداية لتغيير الحدود انطلاقاً من العراق دعا جوزيف بايدن، في أوائل مايو من العام 2008،  إلى تقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية تتمتع كل منها بالحكم الذاتي.
-وفي فبراير 2011 نشر الكاتب الاميركي مايكل كولينز بايبر مقالاً أشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهيونية العالمية المعروفة ـ تكيفونيم ـ بقلم الصحفي الصهيوني عوديد ينون، دعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في العالم العربي، وإحداث انقسام فيها من الداخل إلى درجة تصل إلى بلقنة مختلف الدول العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية.
-وآخراً، وليس أخيراً، قال الصهويني الفرنسي برنار هنري ليفي: «التفتيت الطائفي على مستوى المنطقة يحتاج بالضرورة الى طائفيين، أو إلى نوعيات تدعي الليبرالية والعلمانية ولكن لا تدري خطر ما تفعل، أو أنها مخروقة بوسيلة أو بأخرى، أو تحركها دوافع وأحقاد وكيديات خاصة»... هذا وقد نشرت وسائل الإعلام تقارير موثَّقة بالصور عن نشاطاته في مصر وليبيا أثناء (الحراك الشعبي).
ونتساءل بعد استعراض ما حصلنا عليه من وثائق، وقد يكون البعض يملك أكثر منها، فنجيب: إننا لا نحسب أن ما جاء فيها من كلام هو كلام عبثي بدون محتوى، أو قاله من قاله للتسلية، بل كل تلك الوثائق جاءت تسجيلاً لتصريحات من أشخاص على مستوى من المسؤولية. وإن الوثائق - القرارات أو المخططات اتخذتها مؤسسات على قدر كبير من المسؤولية. ولهذا فإن مسألة تأكيدها لا تحتاج إلى استنتاجات، بل هي وثائق حقائق، وإن ما جاء فيها للتنفيذ وليس للتسلية.

ثانياً: موجز نتائج الحراك الشعبي في الأقطار التي حصل بها:
-في تونس: الحراك الشعبي الوحيد الذي لم يمس بقواعد الدولة، وما يزال الحراك مستمراً بطرق ديموقراطية على الرغم من أنه لم يُحدث متغيرات أساسية، وإنما أسقط الديكتاتورية المدنية ليستبدلها بديكتاتورية دينية. وكادت الحركة الدينية في تونس تنساق لمشروع (تتريك) جديد هدفه أن يقف في مواجهة مشروع (التفريس) الذي تقوده إيران، لولا أن تلقى المشروع ضربة قاضية بفعل إسقاط نظام الإخوان المسلمين في مصر. تلك الضربة التي غيَّرت الكثير في معادلات كانت مفصَّلة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. وما يزال الحراك الشعبي في تونس يحمل بصمات إيجابية، لا تتجاوز تشريع الحق بالتعبير والتظاهر.
-في مصر: أصبح من الواضح أن حركة الإخوان المسلمين ركبت موجة الحراك الشعبي وقطفت نتائجه بإيصال أحد قادتها لرئاسة الجمهورية، ولم تستقر أوضاع إدارتها السياسية لمصر حتى بدأت بحركة تغييرات تصب في مصلحة تطبيق أيديولوجيتها الدينية، الأمر الذي أثار نقمة الشارع المصري، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان التنسيق واضحاً مع أردوغان رائد مشروع إعادة تتريك الشارع السني من أجل بناء أنظومة إسلامية تشكل محوراً له ثقل كبير في رسم خرائط الوطن العربي من جديد. وكان من المخطط له أن تمتد هذه الأنظومة لتشمل تونس التي وصل فيها حزب النهضة الإسلامية لاستلام الحكم، مروراً بليبيا التي كانت الحركة الإسلامية فيها تؤهل نفسها لاستلام الحكم بدعم من الثقل المصري والتونسي.
وسرعان ما أثارت نجاحات الإخوان المسلمين في كل من مصر وتونس وليبيا مخاوف السعودية وهي السبب الذي دفعت بالمملكة لتقديم الدعم لحركة جديدة في مصر مستفيدة من قوة الجيش المصري. ولم يكن هذا الدعم من دون موافقة أميركية، التي انقلبت على حلفائها في حركة الإخوان المسلمين، لتزيل مخاوف السعودية من الاتفاقات الأميركية الإيرانية. فوصل السيسي، وزير الدفاع المصري، لرئاسة الجمهورية. وتأكد لاحقاً أن نظامه لم يحقق أي شيء مما كان منتظراً منه أن يحققه، بل بدا أنه أعاد تجديد عهد مبارك بمواقفه من القضايا القومية الساخنة، ويأتي في المقدمة منها قضيتا العراق وفلسطين.
-في ليبيا: بعد إسقاط نظام معمر القذافي على أيدي قادة من المعارضة، يدعمهم برنار ليفي بشكل واضح وعلني، توارت عن الأنظار قيادات ما كانت تُسمى قيادات الثورة الليبية. وأحبطت كل ما كان يراهن البعض عليها. وتأكدت توقعات هيمنة بعض الدول الأوروبية من الحلف الأطلسي على البترول الليبي، بينما غرقت ليبيا في بحر من الدماء. وعلى الرغم من إجراء بعض فصول الديموقراطية الشكلية جاءت على مقاييس التنظيمات الميليشياوية التي ولَّدتها ما تُسمى بالثورة الليبية، هذه ليبيا تتجه نحو التقسيم إلى ثلاث دويلات، كما هو مرسوم لها في الأجندات الأجنبية التي تدخلت ضد نظام القذافي وأسقطته عملياً.
-في اليمن: بعد عملية استبدال شكلية لنظام علي عبد الله صالح، لم تحصل أية متغيرات جوهرية في نظام الحكم. وتأكد لاحقاً أن ما كان يجري في اليمن لم يكن أكثر من غطاء لتجهيل أهداف الحركة الحوثية بالانفصال عن اليمن. وبعد مرور سنتين من إسقاط الرئيس علي عبد الله صالح، اشتدَّت وطأة الحركة الحوثية ضد ما أسموه نظاماً جديداً. وهذه الحركة وإن كانت مدعومة من النظام الإيراني إلاَّ أنها لا تضير المصالح الأميركية لسبب رئيسي هو أن تقسيم اليمن هو من أهداف مشروع الشرق الأوسط الجديد. وهذا يشبه التوافقات الأميركية الإيرانية في العراق. ففي العراق اعترفت الإدارة الأميركية بمشروعية الإقليم الشيعي في الجنوب. وهذا الاعتراف واقعي وغير مفروض لأنه يصب أيضاً في طاحونة مشروع الشرق الأوسط الجديد.
-في سورية: بعد حراك درعا الذي تقدمته جماهير شعبية تتطالب بحقوقها، أخذت ملامح تغيير مسارها تلوح في أفق الساحة السورية، بما كان يوحي بأن الجماهير التي تحركت من أجل مطالب محقة وحقيقية، قامت بالخطوة الأولى وكأنها الشرارة التي فتحت أبواب سورية على كل أنواع التدخل الأمني والعسكري الخارجي. وتوالت الفصول تباعاً تحت شعار (الربيع العربي) الموحَّد: (الشعب يريد إسقاط النظام). وتبيَّن لاحقاً أنه ما لم يسقط النظام فإن مشروع تدمير سورية سيستمر حتى آخر حجر فيها. وإذا سقط النظام فسيحل مكانه من هو أسوأ منه. لذا تميَّز (الربيع السوري) بطول شهوره بل بطول سنواته، وهو يكاد يبلغ السنة الرابعة من عمره. كما تميز بشراسة ما يجري فيه من قتل وتدمير، وحروب كر وفر تكاد لا تنتهي. وإن النظر إلى واقع الساحة الديموغرافية يرى فيها ملامح التقسيم الذي رسمته خرائط الشرق الأوسط الجديد، خاصة أنه إضيف إلى عشرات الفرق المسلحة المتعددة الارتباطات تنظيم داعش، كفريق جديد، يحمل هذه المرة مشروع إعادة إحياء الخلافة الإسلامية، وأخذ يُطبِّق تشريعاته الخاصة على كل بقعة جغرافية يسيطر عليها.

ثالثاً: من أهم النتائج العامة التي تجمع بين الأقطار المتحركة:
1-تثبيت خطوط النار على (حدود الدم) التي رسمتها نصوص مشروع الشرق الأوسط الجديد:
أ-في اليمن: حرب أهلية طائفية يقودها الحوثيون بدعم إيراني.
ب-في سورية: حدود الدم التي تتخذ شكل تقسيم طائفي. والذي تلعب فيه داعش دور الراسم لحدود (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، لتتحول الساحة السورية إلى صراع طائفي (سني شيعي - علوي).
ج-في ليبيا: رُسِمَت حدود الدم بين القبائل والتعدديات الإثنية. وغياب التعدديات الدينية لعدم وجودها.
د-في السودان: وبعد فصل جنوبه عن شماله، ما تزال خطوط النار ساخنة بين الشطرين، هذا ناهيك عن خطوط النار المرسومة بين مناطقه الأخرى.
2-التقاطعات بين خرائط (خطوط النار) المرسومة في الأقطار الحراكية:
أ-من أجل التعتيم على حقيقة وجود الثورة الشعبية في العراق، ومن أجل الدفع لإعلان قيام (الإقليم السني في الأنبار)، ولترابطهما الجغرافي رُسمت خطوط النار في كل من سورية والعراق بإعلان أهداف (الدولة الإسلامية في العراق والشام) التي تمتد من الحدود الشرقية لسورية (الرقة وغيرها)، لتترابط مع غرب العراق (الموصل والأنبار). وهذا الترابط تفسره وحدة المكونات الطائفية بينهما.
ب-تحضير العراق لتأسيس الإقليم السني (سنستان) بعد أن تمَّ تثبيت الإقليمين: الشيعي (شيعستان)، والكردي (كردستان).
ج-ترسيم خطوط النار النظرية بين المكونات الطائفية في لبنان. وما حصل على حدود لبنان الشرقية، في الفترة الأخيرة، إلاَّ مقدمة لترسيم خطوط النار، ونصب المتاريس المتقابلة بين داعش والنصرة من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، يقف بينهما الجيش اللبناني بمهمة تشبه قوات الفصل (اليونفيل) في جنوب لبنان. وإن ترسيم خطوط النار في لبنان على النحو الذي عليه الآن، ليست للتنفيذ المباشر، وإنما تحضيراً لمرحلة قادمة، ونحسب أنها تحضير واستعداد لتقسيم لبنان بعد تثبيت التقسيم في العراق بتأسيس (الإقليم السني) في الموصل ومحافظات الأنبار، التي سيعقبها تقسيم سورية المبني على تقسيم العراق.
د-ترسيم خطوط النار بين شطريْ اليمن على قواعد طائفية: سني في شمال اليمن. وشيعي (حوثي) في جنوبه.

3-التقاطعات بين الحراكات ليست بريئة:
من بعد قراءة واقعية لمسار الحراكات في الأقطار العربية، تأكد وجود عدد من التقاطعات التي لا نعتقد أنها بريئة، وجاءت بمحض الصدفة، بل إن تعدادها يكشف عناصر التواطؤ في طياتها. ومن أهم تلك التقاطعات ما يلي:
أ-غياب المناهج السياسية، وهي شرط ضروري يحدد أهداف الثورة ومواقفها من شتى القضايا القطرية أو القومية أو الدولية والإقليمية. ولم يعلن أي فصيل مشارك عن منهجه السياسي الذي يحدد مسار (الثورة) بعد (إسقاط النظام). ومن غرائب الأمور أن تغيب القضية الفلسطينية عن إعلام تلك الفصائل. وغرابتها أن كل من يريد أن يكتسب شرعيته الثورية عليه أن يحدد موقفه الواضح من قضية العرب المركزية.
ب-رفعت كل الحراكات شعار يتيم واحد (الشعب يريد إسقاط النظام). وهذا يعني أن ما هو مطلوب من القوى المشاركة في الحراك أن تهدم لا أن تبني. فالهدم يأتي بمعاول عربية وأما البناء فيأتي بمقاييس أجنبية. ومن يبني هو الذي يفصِّل البناء على مقاييس مصالحه.
جـ-تشكيل المجالس السياسية المؤقتة وأعضاؤها من المهاجرين للدول الغربية: باستثناء الحراك في كل من تونس ومصر، تشكَّلت مجالس مؤقتة لقيادة ما سُمِّي بـ(الثورة)، وهي شبيهة بـ(مجلس الحكم المؤقت) الذي تولى بول بريمر رئاسته وقيادته وتوجيهه في العراق، ولا أظن أن المشاركين فيه لا تنطبق عليهم جريمة الخيانة العظمى بل هم خونة عن سابق تصور وتصميم لأنهم يأتمرون بأوامر الأجنبي. وتلك المجالس التي تم تشكيلها في الأقطار الأخرى (المتحركة)، تتلقى بشكل علني ومن دون أي خجل مساعداتها من الأجنبي أو من العربي المرتبط مع الأجنبي؛ واجتماعاتها تُعقد برعاية غربية. ومن غرائب الأمور أن أحداً ممن يؤيد (الثورة) لم يرشق المتعاونين مع الأجنبي بحصاة واحدة. وكأن هناك سكوتاً متعمداً عن ارتكاب جريمة الخيانة العظمى، بينما يقول المثل المتعارف عليه: «إن الساكت عن الحق شيطان أخرس». هذا ولا يفيد القول، ممن يتحاشون نقد مرتكبي تلك الجريمة: (إن الكل هم خونة: النظام والمعارضة).

4-تفكيك مجتعمات الأقطار وإعادتها إلى ما يشبه حياة البدو الرحل:
لم يغب عن ذاكرتنا بعد التهديد الذي وجَّهه جيمس بيكر، وزير الخارجية الأميركي في عهد بوش الأب، لطارق عزيز وزير الخارجية العراقي في العام 1990، قائلاً: (سنعيد العراق إلى ما قبل العصر الصناعي). وما وعد به بوش الأب فقد ترجمه بوش الإبن إلى واقع. ونحن نستذكر ذلك، ونراقب ما يجري الآن، لنجد أن العامل الخارجي الذي يوجِّه أحداث (الربيع العربي) بدأ يعيد العرب إلى المرحلة البدوية، التي كان يحمل فيها العربي متاعه وأرزاقه وعائلته من مكان إلى آخر، ينصب فيها خيامه بعيداً عن خطر القبائل الأخرى. وهل مشاهد المهجرين العرب من فلسطين إلى ليبيا إلى سورية فالعراق إلاَّ نسخة طبق الأصل عن حالات البداوة مع بعض التمييز بالشكل؟
إن ما يميز البداوة السابقة عن بداوة (الربيع العربي) هو أن البدوي كان يمتلك أسباب رزقه ومتاعه، بينما اليوم نرى أن ما تُسمى بـ(الهيئات الإنسانية) تأتي بالمخيمات والأرزاق لخدمة مهجري (البداوة الحديثة) للمقتلعين من أرضهم. ولو استعرضنا مناطق انتشار المهجرين من أقطارهم التي غزاها الربيع العربي لاتضحت أمامنا صورة مأساوية في جانبها الإنساني، والأشد خطورة منها هو تفكيك العلاقة بين المواطن العربي ووطنه، وهذا ما تؤكده حالات كثيرة هو أن البعض يحلم بالاستقرار حيث قادته عوامل التهجير. وما نراه اليوم هو تعميم لمأساة التجهير الفلسطيني، وصورة طبق الأصل عنها. ويتم ذلك عبر عدد من الوسائل، ومن أهمها: المهجر داخل وطنه. والمهجر إلى أقطار مجاورة. والمهجر إلى الدول الأجنبية.
إن لإغداق المساعدات الإنسانية الدولية معاني ودلالات:
لو كان للدول والمؤسسات قلب وضمير بالحجم الذي يظهرونه تجاه موجات التهجير، لكان على ذلك القلب والضمير أن يدينا كل يد كانت السبب. فمن يقدم المساعدات، باستثناء المؤسسات الأهلية المحايدة، هو من يقدم الدعم لتأجيج نار القتال في الساحات العسكرية. واكتشاف هذه الحقيقة ليس عصياً على أي مراقب. ومن يدعو إلى تسليح القوى المعارضة فعلاً، أو القوى والجماعات المستورَدَة أصلاً، هو ذاته من يقف وراء تسيير قوافل الإغاثة لمساعدة المهجرين.
وهنا نتساءل كيف يمكن الجمع بين متناقضين: توفير البندقية لتأجيج القتال الذي هو سبب للتهجير، وتقديم رغيف الخبز والدواء للمهجرين. ومن يوفر هذا وذاك يد واحدة. ونحسب أن الهدف الحقيقي هو التدمير وما تقديم الإغاثة إلاَّ أسلوب من أساليب تدجين الشعوب من أجل وضعها أمام خيار واحد، إما الاستمرار بالتهجير والعذاب أو قبول ما يتم ترسيمه لها من مخططات.

-خامساً: حيث يقتل العربي أخيه العربي يقف الأعداء في صفوف المتفرجين الذين يصبون الزيت على النار:
إن إستراتيجية محاربة الإرهاب الأمريكية المدعومة من (الناتو) تعتمد في فكرتها وفلسفتها على مقولة بنيامين نتنياهو القائلة: عندما يقتل أعداؤك بعضهم، إمنحهم مزيداً من الوقت والفرص.
وهل ما يجري الآن على ساحات الأقطار العربية أقل من أن العربي يقتل العربي؟
وهل ما يتم تدميره من مرافق عامة، ومن مصانع، وغيرها... هي مرافق أجنبية أو مصانع أجنبية؟

-سادساً: من يقرأ وقائع ما يجري على الأرض بمعزل عن البعد الثالث في الحراك العربي سيصل إلى نتائج مغلوطة ومواقف خاطئة:
نعيد التذكير بأن المنظور الواضح على الأرض تحركه ثنائية الصراع بين الديكتاتورية والديموقراطية، أما البعد الثالث غير المنظور فيشمل التدخل الأجنبي. وما استمرار الصراع المنظور إلاَّ أحد مظاهر تأثير البعد الثالث، وإيقافه مرهون بأوامر من الخارج وإملاءاته، وهذا ما لن يحصل قبل تحقيق أهداف المؤامرة المحاكة والتي يتم تنفيذها.
وباختصار نقول: إن الحراك ابتدأ شعبياً وبأهداف نبيلة، وانتهى بدخول عوامل غريبة وأجنبية ليسوَّق أهدافه الحقيقية تحت غطاء دخان الأهداف النبيلة؟

-سابعاً: إنتصار الثورة العراقية هو البداية الثورية التي ستخترق دائرة النار الجهنمية المُغلَقة للحراك العربي:
بلى، هناك بصيص أمل. وإنه على الرغم من شدة اسوداد الغيوم والحرائق والذبح والتدمير والتهجير وخطوط النار الفعلية، يمكننا أن نرى ذلك البصيص من الأمل في نهاية نفق الحراك الدائر الآن. وأما البرهان على ذلك فنستخلصه من تجربة المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي.
حينذاك كان الإعلان المبكر عن تنفيذ فصل (الربيع العربي) بعد احتلال العراق، مرسوماً له أن يأخذ طريقه للتنفيذ مباشرة، لولا المقاومة العراقية التي أغرقت جنازير دبابات الاحتلال في صحارى العراق، وكانت نتيجته إرغام الإدارة الأميركية على تأجيل نشر مشروعها وتعميمه. ولكن التأجيل عند تلك الإدارة لم يكن يعني إلغاءه. لقد تمَّ تأجيله إلى حين تتوفر ظروف تطبيقه من جديد. وما يجري الآن من المشاهد التي قمنا بتصويرها في مقاطع سابقة من هذه الدراسة، يصب في طاحونة مشروع الشرق الأوسط الجديد.
لذلك نرى أن عامل المقاومة الذي فرض تأجيل تنفيذ المشروع، هو العامل ذاته الذي نراهن علىه في منعه، وإن الثورة العراقية المسلحة هي التي نعقد على نتائجها الآمال. وأما السبب فنراه في إصرار الإدارة الأميركية بالتحالف مع النظام الإيراني على ضرب تلك الثورة بشتى الوسائل والأساليب. فمن بين كل مشاهد التفتيت والتدمير التي تعم معظم الأقطار العربية، لم نر اهتماماً أميركياً صهيونياً إيرانياً، يفوق اهتمامهم بالساحة العراقية. وإن ما يجري اليوم من تجميع لسبعين دولة تجتمع تحت شعار خادع هو محاربة (داعش) في العراق يُعتبر من أهم البراهين على خطورة الثورة العراقية على إحباط تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد.
لكل ذلك نرى أن مضمون الأهداف المعلنة للتحالف الثلاثي، هي غير مضمون أهدافه المضمرة. وإذا كانت الأهداف المعلنة هي شنَّ (الحرب على الإرهاب)، فإن الأهداف المضمرة هي القضاء على أهداف الثورة العراقية المسلحة. ومن بين أهداف التحالف الرئيسية هي:
-اجتثاث الفكر القومي العربي، وما الهدف من قرار الاحتلال الأميركي، الذي باركه النظام الإيراني، بـ(اجتثاث حزب البعث)، إلاَّ لأنه الحارس الأساسي لهذا الفكر.
-إنجاز مشروع تقسيم العراق لا يكتمل إلاَّ بتأسيس إقليم (سنستان) في محافظات الأنبار ونينوى.
ولأن البعث لن يتنازل عن ثوابته بحماية الفكر القومي، كونه المعبِّر الأساس عن بناء دولة الوحدة العربية.
ولأنه يكافح كل دعوة لتقسيم العراق، ومنها منع تأسيس (الإقليم السني) في الأنبار، كونه المعبِّر عن إعادة توحيد العراق.
ولأن ما زعموا أنها حكومة وحدة وطنية برئاسة العبادي، أكَّدت أن لا تراجع عن اجتثاث البعث في وثيقة ما سُمِّي: (وثيقة اﻻﺗﻔﺎق السياسي بين اﻟﻜﺘﻞ السياسية اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﺣﺪة الوطنية).
لكل ذلك نعتبر أن أهداف التحالف الثلاثي  الأميركي الصهيوني الإيراني، ثابتة لا تراجع عنها. وهذا ما يؤكد بشكل غير مباشر على صوابية أهداف الثورة العراقية. كما يؤكد من جديد أن المشروع المعادي لتقسيم الأمة العربية لا يمكن اجتثاثه إلاَّ بانتصار الثورة العراقية المسلحة.
ولو تساءلنا عن سبب يفسر استجابة الأطراف الإقليمية والدولية، للدعوة الأميركية لـ(محاربة الإرهاب) في العراق، حتى ولو كانت الاستجابة خجولة من هنا ومضمرة من هناك، لوجدنا التالي: أطماع إيران الفارسية، وأطماع تركيا العثمانية، تتقاطع بشكل أو بآخر مع مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يوفر لكل منهما، إذا ما نجح، الحصول على حصة في كعكة الوطن العربي.
وحيث إن العراق هو البوابة الرئيسية للتقسيم التي ولج منها مشروع الشرق الأوسط الجديد، فإن تقسيمه سيجعل الساحات العربية الأخرى كأحجار الدومينو التي إذا انهار أحدها ستنهار الأحجار الأخرى. أَلم ينذر أصحاب (القرن الأميركي الجديد) الإدارة الأميركية من أن التغيير في العراق إذا لم ينعكس على ساحات عربية أخرى سيعني فشل مشروعهم الأم؟ وإلاَّ فكيف نفسر نظرية (الدومينو الديموقراطي)؟
إن للمرحلة الراهنة خطورة استثنائية، ففيها اجتمعت قوى الشر كلها من أجل اقتلاع حصون الثورة العراقية الشعبية المسلحة، لأن في نتائج انتصارها فشل لكل المخططات المرسومة للوطن العربي كله، وليس للعراق وحده. وإنه بنتائج تلك الحملة التي لم تدع لوزير خارجية أوباما قسطاً من الراحة، ستتحدد معالم المستقبل العربي القادم. فإما الاستسلام لمشيئة الطامعين بتقسيم الأمة العربية على أسس طائفية، وإما عودة لإنعاش المشروع القومي لاستعادة الأمل في العمل من جديد من أجل المشروع الوحدوي العربي.
وإذا كانت القوى المتآمرة على الوجود العربي كثيرة ومتعددة ومتشعبة، فإنها لن تكون أكثر تعدداً وإمكانيات عما كانت تمتلكه بعد احتلال العراق. ولهذا فإننا نعيد رهاننا على أن نتائج الثورة الشعبية العراقية بتحرير العراق هي التي ستخترق حدود الدائرة المغلقة لواقع الدم والدمار الذي يلف معظم أقطار الوطن العربي، تلك الحدود التي رسمها سراب الديموقراطية الخادع لآمالنا في التغيير.

ليست هناك تعليقات: