إدارة أوباما ونظام الولي
الفقيه يتخذون من أسرى النظام الوطني دروعاً بشرية
كمثل الوقفة
المهيبة التي ظهر فيها صدام حسين أمام حبل المشنقة، وقف أسرى النظام الوطني في
العراق، وما يزالون واقفين.
هذا هو معدن البعث
الأصيل أمام قضايا أمته العربية، وهكذا كان وهكذا سيبقى: وقفة عز أمام مصير الموت،
ووقفة إباء وشموخ لن تركع من أجل بقية من حياة أو من حرية.
طوال أكثر من عشر
سنوات صمد أبطال البعث في سجون الاحتلال الظالم، ولم يرهبهم ترهيب، ولم ينتقص من
مواقفهم ترغيب، لأن الحياة عندهم وقفة عز ومحافظة على مبدأ، والموت عندهم مصير
محتوم، ففضلوا الموت على وقفة مخزية أمام جلاديهم.
بالأمس تواترت
الأنباء عن نقل أسرى النظام الوطني في العراق من سجون بغداد وأقبيتها إلى سجون
الناصرية. وتلك فعلة لا يمارسها إلاَّ كل من فقد الإحساس بإنسانيته ويعاني من موت
ضمير. وإن من أمر بنقلهم قد فقدهما معاً منذ أن مارس العدوان على شعب العراق الآمن
الذي لن يستطيع أحد أن يحجب عنه حق الدفاع عن نفسه وعن حقه بتقرير مصيره.
وإن هذا الحكم ليس
منطلقاً من تعصب لشعب العراق، أو عن تعصب لأسرى البعث، وإنما هو مستند إلى قياس ما
يجري لهم حسب المعايير القانونية الدولية، كما ينطبق على المعايير التي وضعها
الإسلام والمسيحية للتعامل مع أسرى الحرب. فلا هم، بفعلتهم بأسرى العراق، احترموا
المعايير القانونية الدولية، ولا هم راعوا معايير الدين بالتعامل مع الأسرى. ويعود
السبب في كل ذلك، أن المتواطئين الأميركي والإيراني، قد غلَّبا مصالح الفئات
الحاكمة عندهما على كل معايير الأخلاق والإنسانية.
وأما لماذا قاما
بتلك الخطوة؟ أي بنقل الأسرى من بغداد إلى جنوب العراق؟ فلأن ثورة شعب العراق التي
يزداد لهيبها كل يوم، أصبحت مصدر قلق لكل من أوباما وخامنئي من تحرير بغداد الذي
يلوح في الأفق، لذلك لجآ لاستخدام الأسرى دروعاً بشرية ربما للمساومة على حياتهم
في اللحظة المناسبة، أي اللحظة التي سيذوقون فيها طعم الهزيمة.
يعرف أسرى العراق
الأبطال، ومنذ اللحظة التي أُسروا فيها، أنهم مشاريع شهداء، ولذلك أقسموا على أن لا
يمنعهم مصيرهم من الركوع أمام أقزام يحلمون بأنهم جبابرة. فكان الأسرى بصمودهم
وصبرهم على مرارة العذاب جبابرة عظام، بينما من قام بأسرهم فاتته الحيلة من
تطويعهم وسلب إرادتهم، فقاموا بعمل فيه من الخساسة ما فيها عندما راحوا يستخدمون
الأسرى كدروع بشرية ربما لابتزاز عواطف رفاقهم وأهلهم حين يأتي دور المساومة.
كل تلك الخسة من
الآسرين، والكبرياء من المأسورين، لا تعني أبداً، ويجب أن لا تحول دون أن تقوم
المؤسسات الأهلية ذات الرسالة الإنسانية من القيام بدورها وواجبها في ملاحقة
قضيتهم للمحافظة على حياتهم.
وإن كانت آذان
الآسرين أصبحت صماء فإن آذان ضمائر العالم لن تسكت، ويجب أن لا تسكت عن ارتكاب
جريمة أخرى بحق الإنسانية كأحد الجرائم الكبرى التي يرتكبها محور الشر الدولي
والإقليمي بحق شعب العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق