السبت، أغسطس 22، 2015

إيها العملاء ارحلوا عن العراق واتركوه لأهله الوطنيين


بعد أن كشف الشعب العراقي كل عوراتهم حتى ورقة التوت التي تغطي جرائمهم

إيها العملاء ارحلوا عن العراق واتركوه لأهله الوطنيين


حتى الأمس القريب كان جناح من جناحي الشعب العراقي مضلَّلاً بأن من زعموا أنهم حماته والضامنين لأمنه الاجتماعي والسياسي هم شلة من المعممين في طوائفهم أو المحتلين لمقاعد تمثيلهم الطائفي في شتى مؤسسات عملية الاحتلال السياسية، واليوم وبعد اختبار طال أكثر من الزمن المطلوب، اكتشفوا أنهم بأشخاصهم هم من السالبين لكل حقوقهم. كما اكتشف هذا الجناح أن هؤلاء وأولئك إنما وصلوا إلى مواقعهم ليس حباً بمصالح العراقيين ممن يزعمون بأنهم ينتسبون لمذهبهم أو طائفتهم، بل طمعاً بما سيسرقونه من ثروات جميع العراقيين ويكدسونه ثروات خاصة ينعمون بها مع عوائلهم. واكتشف هذا الجناح أن زعماءهم يقومون بدور الخدم والحشم في بلاط الولي الفقيه في إيران الذي هو ليس أكثر من خادم في بلاط التجار والرأسماليين الإيرانيين ممن يسرقون الكحل من عيون العراقيين ليملأوا خزائنهم بالمال الحرام، بحيث تجري عمليات القرصنة باسم الدين والمذهب، بينما مذهبهم ودينهم هو معرفة القواعد والوسائل والفنون الخاصة بالسلب والسطو على حقوق عباد الله من الفقراء والسُذَّج.

واليوم أيضاً وبعد اختبار طويل اكتشفوا أن المعممين في طوائفهم وممثليهم في شتى مؤسسات عملية الاحتلال السياسية يقومون بدور الخدم والحشم في إمبرطورية التجار الرأسماليين الأميركيين الذين احتلوا العراق تحت زيف شعاراتهم الكاذبة بتعميم الديموقراطية، بحيث تجري أعمال القرصنة باسم حقوق الإنسان، بينما كانت قواعدهم في تطبيق حقوق الإنسان هو معرفة القواعد والوسائل والفنون بالسلب والسطو على حقوق الفقراء والشرفاء والسُذَّج.

وإذا صح القول بأن عليك أن تنهض وتعي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً، فقد نهض جناح الشعب العراقي ووعى أن حقوقه مأكولة ومسلوبة ومسروقة من قبل أدعياء الدين والمذهب من جانب، وأدعياء حماية حقوق الإنسان من جانب آخر، على أن يقوم خدمهم وحشمهم ممن أشرنا إليهم ليسهلوا أمامهم عمليات القرصنة على ثروات العراقيين والمساهمة بسرقتها ونهبها.

عرف الشعب العراقي ووعى أن منهج القرصنة كامن في عملية الاحتلال السياسية وليس في أشخاصها، لأنه لن يُسمح بالوصول إلى مؤسساتها إلاَّ للذين أتقنوا فنون خدمة الأسياد والالتزام بقواعدهم، وممن أتقنوا فنون الاحتيال واللصوصية. ولهذا ذهب الجعفري وجاء المالكي، وذهب المالكي وجاء العبادي، وتغيَّرت وجوه وظلت مبادئ اللصوصية والفساد ثابتاً.

لقد وعد الجعفري بإصلاحات وكذب، ووعد المالكي بإصلاحات وكذب، والآن يعد العبادي بإصلاحات ولكنه سيكذب. ولن يمر الكذب على العراقيين بعد الآن، فقد ملأت جموعهم كبرى مدن الجنوب، وشعاراتهم إصلاحية بينما جوهرها شعارات وطنية، لأن العبادي لن يصلح ما أفسده منهج العملية السياسية. ولن يعود الشعب إلى القمقم مرة أخرى حتى إسقاط نظام الفساد بإسقاط ما بناه الاحتلال الأميركي الأصيل وما يفعله الاحتلال الإيراني البديل.

لا عودة إلى القمقم من جديد، فقد كشف الشعب عورات خدم العملية السياسية وحشمها، وإذا كانت ورقة التوت التي تغطي تلك العورات صامدة حتى الأمس القريب، فإن الشعب العراقي، بنزوله إلى الشارع قد أسقطها، ولن يُلدغ من جحر دعاة حماة المذاهب ودعاة حماية الديموقراطية مرة أخرى.

وحقيقة الأمر الواقع كما هي الآن، فما على العملاء الذين ينشرون الفساد وينهبون ثروات العراقيين إلاَّ أن يرحلوا إلى حيث أتوا من مواخير المخابرات الأميركية والإيرانية. عليهم أن يرحلوا ويتركوا العراق لأهله الشرفاء الوطنيين.

أيها الشعب العراقي لم يتركوا لك شيئاً لتخسره، فاستمر بثورتك الرائعة لأنك ستستعيد حقوقك بالقوة كما سُلبت منك بالخديعة والكذب.

ليست هناك تعليقات: