السبت، أغسطس 15، 2015

أيها العراقيون: بعد أن توحَّدتم بالفقر وحِّدوا صفوفكم في الشارع


أيها العراقيون: بعد أن توحَّدتم بالفقر وحِّدوا صفوفكم في الشارع

نداء إلى المنتسبين إلى الأجهزة الحكومية:

من يتظاهر في الشارع قد يكون أخاً لك بالولادة أو أخاً لك بالمعاناة من الفاسدين


لأن الهدف من احتلال العراق كان سرقة ثرواته فكان لا بد أمام الإدارات الأميركية من أن تطبق الإيديولوجيا الأميركية في زرع الفساد بين من سيحكمون باسمهم، وأسبغوا عليهم شرعية ديموقراطية مزيفة، وذلك لأنه لن يساعد اللصوص إلاَّ من كان لصاً.

ولذلك أثبتت الوقائع في العراق أن حلفاً من النخب الطائفية استولت على حكمه منذ الأشهر الأولى للاحتلال. كما أثبتت الوقائع المُسنَدة بشهادات وتقارير المنظمات الأهلية أو الرسمية التابعة للأمم المتحدة، أن الفساد في العراق قد احتل المراتب الأولى من بين دول العالم.

وبهذا فقد (وافق شنٌّ طبقة)، إذ تبادل الخدمات، في تعميم الفساد والسرقة، (شنٌّ) الأميركي مع (طبقة)، النخب العراقية ممن كانوا مؤهلين لتطبيق نظام المحاصصات الطائفية. ولهذا غرقت سفينة العراق المالية، ولم يترك الناهبون في خزينة العراق فلساً واحداً ليصرفه التحالف على مصالح العراقيين.

ولأن (شنَّاً) الأميركي في عقيدة الاستيلاء على ثروات الشعوب بعد تضليلها بشعارات الديموقراطية، وافق (طبقة) الإيراني في عقيدة قهر الشعوب وسرقتها بعد تضليلها بشعارات مذهبية كاذبة، فقد استباح العراق تحالف له ثلاث قوائم أميركية وإيرانية وعميلة.

وفي المقابل خضع لوطأة اللصوص، الذين ينهبون ثروات العراق والعراقيين، كل أطياف الشعب العراقي دون تمييز بين مذهب ومذهب، بين دين ودين، بين عرق وعرق، نلاحظ اليوم أن حلفاً من الفقراء والمحتاجين والمتسولين والمهجَّرين والمرضى والأميين شكلوا تحالفاً نزل إلى الشارع يهتف ضد الفاسدين من المسؤولين العراقيين ومن يرعاهم من اللصوص الأميركيين والإيرانيين الكبار.

وما نريد التركيز عليه في هذا المقام، هو أن الذين يتسولون رواتبهم الهزيلة من الأجهزة الحكومية تأكدوا أنها لا تسمن من جوع، ولا تداوي مرضاً، ولن تغني عن شمعة تضيء لياليهم المظلمة، ولا تضمن الحصول على نسمة باردة في بيئتهم الصحراوية الملتهبة، ولا توفر لهم زاوية دافئة في أيام البرد الصحراوي الذي ينخر العظام.

لقد تساوى بالفقر كل المحتاجين في العراق ومنهم أولئك الذين أُرغموا على الانتساب إلى الميليشيات أو الذين أرغمتهم ظروف العيش بقساوتها على الالتحاق بالأجهزة الأمنية والعسكرية الحكومية ليقبضوا في آخر كل شهر مبلغاً لا يغني ولا يسمن من جوع.

هذه الحقيقة يجب أن تكون ماثلة في أذهان هذه الطبقات من العراقيين، لأنها ستضيء الطريق أمامهم جميعاً. فمن هو غير منتسب لتلك المؤسسات يعلم أنه لا خلاص له إلاَّ بثورة عارمة تطيح برؤوس كل الفاسدين واللصوص، ويعلم أن الوسيلة الوحيدة للخلاص هو النزول إلى الشارع كما هو حاصل الآن في وسط العراق وجنوبه.

يعلم هؤلاء الثائرون أن من سيواجههم بالقمع هم أولادهم أو أبناء وطنهم من الفقراء والمحتاجين في الأجهزة الحكومية، أو من المحتاجين في الأجهزة الميليشياوية، ولهذا نتوجه بنداء إلى كل من هو مكلف بمواجهة المتظاهرين، قائلين: إذا لم تشارك في التظاهر والاعتصام فعلى الأقل أرفض أوامر رؤوسائك بإطلاق النار على المتظاهرين، فقد يكون بينهم أحد العراقيين الذين يمتون إليك بصلة القرابة، ولكنه على الأقل يمت إليك بصلة الجوع والفاقة.

أيها الحاملون السلاح من العراقيين

تأكدوا أن عدوكم هو من يسرق مالكم.

عدوكم هو الأميركي الذي احتل العراق.

عدوكم هو الإيراني الذي يحتله اليوم.

إن أمراء اللصوص والفاسدين هم إما أميركي أو إيراني، والمؤتمرون بأوامرهم، من معممين أو من غيرهم، هم أولئك المساهمين بالسرقة، أو الخائفون من إطلاق صرخة في وجه ظالم.

ولذلك، وجِّهوا رصاص بنادقكم إلى صدورهم وحدهم، فبموتهم خلاص لكم. وبموتهم وطردهم من بلادكم يحمل لكم الخلاص، ويعيد ثروات العراق إلى العراقيين.

اليوم اليوم وليس غداً فلتقرع أجراس الثورة في العراق، فلتقرع على وقع توحيد صفوف فقرائه.

فيا فقراء العراق اتحدوا

فلم يبق فلس واحد في جيوبكم لتخسروه.

ولم يبق في عروقكم قطرة دم تنزفونها لأن دراكولا الأميركي، ودراكولا الإيراني، ودراكولا الخونة، امتصوا دماءكم حتى القطرة الأخيرة.

 

 

ليست هناك تعليقات: