أخرج
خامنئي من العراق اليوم قبل الغد
فالغد
يحمل إليك كأساً مذاقه أمرَّ من العلقم
ليس من ينام على
أحلام تُبنى بموضوعية ووعي وإدراك كمن ينام على أحلام طوباوية أتت من خارج التاريخ
والعلم.
وليس من يطلب
الاستقلال والحرية كمن يلغي إرادة الشعوب بالقهر والاستيلاء.
وليس من يتكل على
الله باستعادة كرامته وسيادته على أرضه وماله وعرضه، كمن يزعم أنه يتكل على الله
بسلب الشعوب أرضها ومالها وعرضها.
تلك هي مقدمة
المشهد الذي يظهر العراق عليه اليوم:
شعب عراقي ثار وهزم
أعداءه الأميركيين، وهو يثور أيضاً ليهزم الإيرانيين مرة أخرى.
شعب عراقي ثار في
وجه جورج بوش المتصهين الذي كان يزعم بأنه يمهد انطلاقاً من العراق لخوض معركة
الخير ضد الشر في هرمجدون في فلسطين، ولكنه وقع في شر أعماله فجاءت معركة الخير
العراقي لكي تقبر أحلامه وتلحق به هزيمة حطمت أنف الغطرسة الأميركية.
وهذا شعب العراق
يثور مرة أخرى في وجه خامنئي الذي يمهد من العراق لخوض معركة تصدير ولاية الفقيه
التي يزعم أنها أمر إلهي كُلِّف بتطبيقه هو وأمثاله من الذين أغرقهم الغيب
بأوهامه.
ولكن الفرق بين بوش
وخامنئي هو أن الأول ذاق طعم الهزيمة المرة، وقد أرداه التاريخ في مزابله لما جنته
يداه من جرائم بحق العراق والإنسانية. بينما خامنئي ما زال غارقاً في أحلام لم
يأمر بها الله ولم يقتنع بها عاقل. وهو ما زال منتشياً بنصر دخوله إلى العراق أتاحه
له الشيطان الأكبر، ووسوس في صدره الوسواس الخناس بأنه بالغ أحلامه. ولأن الشيطان الأميركي
الذي وسوس لم يطق حرباً وخسارة أمام جحافل المقاومة العراقية، فإن الإيراني الذي
سمع الوسواس لم يأبه بما قالته المقاومة العراقية المسلحة، وكذلك الثورة الشعبية
من بعدها التي تعم العراق الآن، تلك المقاومة أقنعت العالم حتى الأعمى منه بقراءة
كتابها، وأسمعت كلماته من به صمم.
ولكن خامنئي منعته
رؤاه الغيبية من أن يقرأ أو يسمع، ظناً منه أن ما حققه ليس أقل من (نصر إلهي).
ولذلك عام على شبر من ماء غيبي لن يطول الوقت حتى يكتشف أنه غرق بذلك الشبر، ولن
ينجيه من الغرق فيه إلاَّ صدمة مذاق الكأس الذي سوف يتجرعه قريباً، وسيندم في وقت
لا ينفع فيه الندم، اللهم إلاَّ إذا رضي بما سرقه من لحم العراقيين ودمهم
وأرواحهم، واعتبر أن سرقاته ثمناً لما زعم أنه من نعم الله عليه، وهذه القناعة
ليست من شيم من يزعم أنه يقاتل في سبيل تطبيق مشروع إلهي. حاشا الله أن يأمر بذلك.
ولكن هذا إفك وكذب على الله وعباده.
فهل يلتقط خامنئي
الفرصة الأخيرة بالخروج من العراق، خاصة وأن أفق التململ العربي بدأ يظهر في سماء
الأمة العربية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق