لمعركة التحرير الوطني
أولوية على أي معركة أخرى
قراءة في استراتيجية
المقاومة الوطنية العراقية
كما نصَّت عليها رسائل صدام
حسين وعزت ابراهيم، قائدي المقاومة العراقية،
تعاني المجتمعات، التي هي
بمنأى عن الأطماع الخارجية، من مشكلات داخلية يقتضي إيجاد حلول لها عن طريق القوى والحركات
الأكثر وعياً وحرصاً على مصالح الجماهير الشعبية على أن تكون برامجها الإصلاحية
واضحة ومدروسة الخطوات كما أن تكون وسائلها ديموقراطية سلمية طويلة الأمد. وذلك يُعتبر
خارطة الطريق للصراع الداخلي، ومهمته الأساسية إما إصلاح تدريجي في بنية النظام
السياسي، وإما تغيير جذري في بنية الطبقة الحاكمة التي تتوانى عن تعميم مبادئ
العدالة الاجتماعية والسياسية بين شرائح المجتمع الواحد.
ويختلف الأمر حينما ننظر
إلى واقع المجتمعات التي تتعرض لاحتلال خارجي، أو تكون عرضة لمثل ذلك الاحتلال.
وحيث إن الاحتلال الخارجي يعمل على جني كل ثروات الأمة لمصلحته من دون النظر إلى
مصلحة المجتمع الذي احتُلَّت أرضه، أو المعرضة للاحتلال، جاعلاً من الطبقة السياسية
الحاكمة أداة من أدوات الاستغلال، يعني ذلك أن الاحتلال يضع جميع شرائح المجتمع في
خدمة مصالحه. حينئذٍ يبقى الوطن المحتل رهينة لمصالح الاحتلال، ولن يدع الاحتلال
لأحد من تلك الشرائح حصة يستفيد منها إلاَّ ما بقي من فضلاته. وهكذا يكون من واجب
كل شرائح المجتمع أن تقاوم الاحتلال إذا حصل، وأن تتكاثف جهود الجميع، حاكمين
ومحكومين، في منع أي قوة خارجية من احتلال أرضهم.
وعلى ضوء الواقع الراهن
لأقطار الوطن العربي التي تتعرض إلى هزات أمنية بشعة يتم تدمير كل مرافقها، إذا لم
يتم تدميرها فعلاً بالكامل، على جهود كل القوى الداخلية أن تتكاتف معاً من أجل
تحرير الوطن من احتلال قائم، أو احتلال محتمل.
ليست هذه المقدمة سوى
نتيجة من نتائج ما تجري فصوله الآن. والعكس من تكاتف جهود الجميع، سيصب الصراع
الداخلي في مصلحة الاحتلال القائم أو الاحتلال المرتقب.
واستناداً إلى مقدمتنا في
أولوية تحرير الأوطان من الاحتلال، أو حمايتها من احتلال محتمل، كهدف استراتيجي،
سنقرأ ما جاء في تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي لعلَّنا نخرج بثوابت مبدأية
تساعدنا على الإحاطة بما يدور حولنا في معظم أقطار الأمة العربية. ومن أجل هذا
لدينا أنموذجين حيين، وهما ما جاء في نصوص الرفيق الشهيد صدام حسين، ونصوص قائد
المقاومة الرفيق عزت ابراهيم.
أولاً: في نصوص الشهيد
صدام حسين،
أولوية مقاومة الاحتلال
واجب وطني وقومي وإنساني:
في ظروف احتلال الأرض الوطنية،
احتمالاً وواقعاً، أعلن صدام حسين في (رسالة 28 نيسان من العام 2003)، أنه «ليس
هناك أولويات غير طرد المحتل «... لذلك خاطب العراقيين قائلاً: «انسوا كل شيء، وقاوموا الاحتلال،
فالخطيئة تبدأ عندما تكون هناك أولويات غير المحتل وطرده... «.
ومن منطلق قومي وإنساني،
دعا إلى مقاومة الاحتلال في كل الدول المحيطة، التي تتعرَّض للاحتلال. ومع علمه
بما تلقاه العراق من أذى ومؤمرات منهم لم يعلن موقفاً يحمل طابعاً ثأرياً، ولكنه
سما بموقفه إلى سقف المواقف المبدئية، وقد فصَّل هذا الموقف في (رسالة 7 أيار من
العام 2003) فقال:
أ-«إن كثيراً من
الأسرار لو كشفناها لتغيرت قناعات وحقائق بخصوص شخصيات وأحداث«.
بـ-«لكن الحقيقة الآن
التي يجب العمل بها هي مقاومة الاحتلال وطرده وسحقه«.
جـ-وخاطب العراقيين
بشكل عام، والبعثيين بشكل خاص، قائلاً: «وإن رأيتم العدو يريد النيل من سورية أو
الأردن أو السعودية أو إيران، فساعدوا في مقاومته، فهم ورغم الأنظمة إخوتكم في
الدين أو العروبة. وساعدوا الكويت وبقية دول الخليج العربي ومصر والأردن وتركيا
ليتخلصوا من العدو الأمريكي«.
ثانياً: في نصوص الرفيق
عزت ابراهيم،
الدعوة لتأجيل كل النضالات
الأخرى ضد الأنظمة إن وقفت ضد الاحتلال،
واستراتيجية البعث أولوية
تحرير الأمن القومي العربي من الخطر الإيراني
وعن عاصفة الحزم، خاطب
الرفيق الأمين العام دول الخليج، قائلاً: (أحيي عاصفة الحزم ... (وإننا) على امتداد اثني عشر عاماً، نتصدى للمشروع الصفوي الذي ...يزحف نحوهم. ...وكان مطلوب أي (عاصفة الحزم) قبل هذا الوقت). وشرح أسباب وقوف
الحزب إلى جانبها، قائلاً: (لأن دولة اليمن
وثروات اليمن وجيش اليمن وسلاح جيش اليمن كله سقط في أحضان إيران). ولكنه قال أيضاً: (إن
معركة الأمة مع الفرس ليست في اليمن، معركة الأمة ضد الهيمنة الفارسية الصفوية، .. في العراق).
وإنه (على كل العرب ... أن
يقوموا بعاصفة حزم أخرى في العراق).
وعن دعوة الأنظمة للمشاركة
في الصراع الراهن، قال: (علينا أن نعترف ... أن الأنظمة الرسمية تملك جوهر قوة
الأمة.
فالثروة في يدها، جيوش الأمة في يدها، وسلاح الأمة في
يدها، واقتصاد الأمة في يدها، ... لذلك
علينا ... أن ندفع باستمرار
باتجاه استثمار طاقات الأمة من خلال أنظمتها). ولأنه لا أولوية نضالية تسبق تحرير الأمة من الأخطار الخارجية، قال الرفيق
الأمين العام للحزب:علينا (أن نؤجل كل
نضالاتنا وكفاحاتنا ضد هذه الأنظمة إن وقفت ضد الاستعمار .. بشكل مباشر كما في حال عاصفة الحزم.
وأدعو كل المناضلين في الأمة والمجاهدين في حزبنا وخارج
حزبنا للوقوف إلى جانب عاصفة الحزم، وتشجيع أطرافها لإنجاز مهمتها).
واستقراءً لتجربة الحزب في
المرحلة الراهنة، استناداً إلى أقوال قائدي المقاومة الوطنية العراقية، كما
استناداً إلى مبادئ المنطق والواقعية النضالية، لا بُدَّ من تأجيل كل الصراعات
الأخرى حتى نضمن بقاء أقطارنا موحَّدة بشعبها وبأرضها. ومن بعد الاطمئنان إلى أن رأس
أقطارنا سلمت من القطع يأتي الدور في العمل من أجل تصفيف شعره على أبهى حلة في
العالم. إذ لا يفيد شعر جميل شيئاً على رأس مقطوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق