من المغرب تشرق شمس العروبة
(دراسة عن تطور الأوضاع في الوطن العربي
في المرحلة الراهنة)
(في الوقائع والاحتمالات)
شمس العروبة ستبقى مشرقة:
تمتاز
المنطقة العربية بحيوية لافتة، فهي على الرغم من تعرُّضها لمشاريع التصفية المسبقة
التخطيط، فهي ما إن تتهدَّم في أجزاء منها، تعمل الأجزاء الأخرى على الخروج من تحت
الركام، وعلى الرغم من إعلان وفاتها لأكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة تبقى حركة
العروبة في دينامية دائمة ومتجددة. هذه حقيقة أثبتتها التجارب التي مرَّت عليها
منذ آلاف السنين، فيها تعرَّضت الأرض العربية إلى الغزوات الدائمة من الشرق
والغرب.
في أحدث حالاتها، بعد أن بدأ التمهيد لغزو غربي
جديد باحتلال العراق، كانت آخر نسخة من تلك المشاريع تنص على ضرب العروبة في العمق
في تفتيت المجتمع العربي، وذلك عندما بدأ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد.
لقد كان التوقيت للتنفيذ قد أعلنته كونداليزا
رايس، وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس جورج بوش الإبن. حينذاك، حطَّت طائرتها في
بيروت في تموز من العام 2006، إثر العدوان الكبير الذي شنته قوات العدو الصهيوني
على لبنان. ومن على بوابة الطائرة صرَّحت قائلة: (الآن الشرق الأوسط يولد من
جديد). ومنذ تلك اللحظة لم يُولد ذلك الشرق الأوسط، بل ما زال في غرفة العناية
الفائقة. فتنفيذ الولادة لم يحصل، وعملية التوليد لم تشهد نهاية لها حتى الآن.
ففي المشرق العربي وإن كانت ولادة المشروع عسيرة،
فإن بعض بصماتها ما زالت عميقة. ولكن أصحاب المشروع، صهيونية أكانت أم دول غربية،
أم كانت دول إقليمية، وأم كانت بعض الأنظمة العربية، لم يفقدوا الأمل، بل هم
يتابعون تنفيذ مشروعهم، وإن كان بأقل ما يمكن من النجاح الكامل. وإن تمت معالجة
بعض تلك الندوب العميقة في بعض دول المغرب العربي، إلاَّ أن المسارات التي تسلكها
يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان. وإن عرقلة المشروع في المشرق العربي، وتجاوز مظاهره
الحادة في المغرب، هو ما كنا نقصد منه أن القومية العربية تمتاز بحركة دينامية
لافتة.
تمهيد في توصيف المشاريع المعادية للمستقبل
العربي:
من العراق كانت بداية المؤامرة لتغطية شمس
الشروق القومي، فالشمس التي أشرقت منذ أكثر من قرن من الزمن من دول المشرق العربي،
كادت تقضي على أحلام الغزاة الاستعماريين والصهاينة في الاستيلاء على الوطن العربي،
الذي كان مخططاً له منذ مشروع كامبل بانرمان.
كان العراق يشكل الكوة التي ينساب منها آخر شعاع
في شروق شمس العروبة. ومن العراق كان على أعداء الأمة أن يردموا تلك الكوة لتغرق
أقطار الوطن في ظلام التبعية والالتحاق بالأمبرطورية الصهيونية، ومن ورائها
الرأسمالية العالمية. إذ كانت الإمبراطورية الصهيونية حلماً أيقظته مقررات مؤتمر
بازل في العام 1897. وكانت الإمبراطورية البيزنطية تنتظر إعادة إحيائها من لندن،
على وقع مؤتمر كامبل بانرمان في العام 1905.
بين ذلك الحلم، وذلك الإحياء، وبعد وضعهما
وليدين جديدين – قديمين بانتظار موت الرجل التركي المريض، راحت شمس العروبة تستطع
من المشرق العربي لتتحول إلى منارة تغشى من نورها خفافيش الصهيونية والرأسمالية
العالمية. فكان القرار الحاسم في إطفاء هذا النور منذ بداية الخمسينيات من القرن
العشرين؛ فسُطِّرت مشروعاً متكاملاً بدأ تنفيذه في حرب الخامس من حزيران من العام
1967، مروراً بمشروع تفتيت أقطار الوطن العربي على أوتار مشروع الصهيوني برنارد
لويس، واحتلال العراق كإشارة انطلاق لتنفيذ المشروع، ومن ثم تنفيذه منذ العام
2011.
ذلك المشروع عمَّ مشرق العرب ومغربهم ممهِّداً
لتمكين حركات الإسلام السياسي، من الوصول إلى السلطة، خاصة أنها الوحيدة التي تحمل
فيروسات التفتيت والشرذمة، كما أنها تحمل عوامل الاقتتال الداخلي على قاعدة
التناحر بين مقدسات المذاهب، وكان من أهمها حركتان، وهما:
-الأولى: حركة الإخوان المسلمين، المرسوم لها أن تسيطر على هلال سني يرتبط مع تركيا وتفرض سلطتها
عليه. بحيث يبدأ من تونس، ليمر من مصر وليبيا، وما كان له أن يتوقف إلاَّ بعد
التهام سورية، التي تقع على حدود النظام التركي الجديد. وبها يكتمل الهلال، جامعاً
جزءاً من تركة سلفه الرجل المريض.
-الثانية: حركة ولاية الفقيه: المرسوم لها أن تسيطر على هلال شيعي تمكن النظام الإيراني، وارث
الحقبة الفارسية والصفوية. وقد امتدَّت خطوطه من العراق وسورية ولبنان، وتجاوبت مع
أصدائه حركة الحوثيين في اليمن الذي أخذ ينقلب على كونه سعيداً في حرب ابتدأت ولا
يعرف سوى الضالعين في ارتكابها كيف ستنتهي.
خلاصة القول، لما أطلق ممتهنو تفجير الأقطار
العربية اسم (الربيع العربي) عليها، فكان سببه ليس أكثر من خدعة تستقطب أنظار
الجماهير التواقة للحرية والعيش الكريم، وهذا ما أفلحوا فيه عندما استغلوا حاجة الجماهير
الثائرة لحرف أهداف ثوراتها الحقَّة إلى ما يخدم أغراض مشروع برنارد لويس وأهدافه.
وأما نتائجه فكانت:
-أثمرت الحراكات التي حصلت في تونس ومصر بتسليم
السلطة السياسية فيهما لحركة الإخوان المسلمين التي يدعمها النظام التركي تحت
رعاية صهيونية - أمبريالية؛ وبدأوا التمهيد لقيام مثلها في القطر الليبي، لكي لا
تبقى سداً يحول دون تواصل النظامين الإخوانيين في تونس ومصر. وكاد المخطط أن ينجح،
لو لم تحصل متغيرات عربية قلبت الموازين، رأساً على عقب.
من أهم تلك المتغيرات كانت بإرادة عربية من قبل
أنظمة رسمية ابتدأت تشعر بأن حبل مشنقة الإخوان المسلمين أخذ يلتفُّ على رقبتها. فساعدت
في إسقاط نظام الإخوان في مصر، ودفعت بقيادته إلى السجون. وأسقطت نظام الإخوان في
تونس بضربة ديموقراطية شعبية. وقد حصل هذا الأمر في أقل من سنتين. هذا ولم تصحح
مسار الانتفاضات الجديدة فيهما بشكل جذري، بل أعاد إلى الواجهة أنظمة تقليدية
يتحكم في مفاصلها إدارت ما قبل إسقاط الأنظمة السابقة لغياب البديل الثوري؛ ولكن
كان أهم ما حصل في انتفاضات التصحيح أنها أسقطت أنظمة إخوانية كانت مشاريعها تتجه
نحو إعادة الأمور إلى ما قبل بناء الدولة القطرية ذات الأنظمة العلمانية، لتسيطر
مناهج الأنظمة الدينية التي تحمل الفيروسات الطائفية، التي وإن كان معظم المجتمع
العربي موبوءاً بها، فقد أرادت الرأسمالية الغربية والصهيونية أن تستغلها لتنفيذ مشروع
الشرق الأوسط الجديد.
في العراق ابتدأت
المؤامرة، ومن تحرير العراق يبدأ الحل
ابتدأت المؤامرة في
العراق، وقد خُطِّط لاحتلاله من أجل القضاء على شروق الشمس العربي التقدمي المناهض
للاستعمار والصهيونية وحركات الإسلام السياسي. واشترك في تنفيذ المؤامرة كل أعداء
العروبة والتقدمية والنهوض العلمي. ومن أكثر الجرائم شدة وفظاعة هو مشاركة فئات
عراقية ألبستها المؤامرة ثوب (المعارضة)، وما هي أكثر من أفراد وتجمعات اختارت
دروب الخيانة للوصول إلى الحكم، فانتقل العراق من ضفة الدول المتقدمة إلى ضفة
الدول الأكثر تخلفاً. وإن كانت المقاومة العراقية قد أعاقت المشروع الأميركي –
الصهيوني، وألحقت به الهزيمة، فإنها تعمل اليوم على تحرير العراق من هيمنة نظام
ملالي طهران الأكثر تخلفاً في إدارة الدول، والأكثر ظلامية من الدول الدينية التي
حكمت الشرق والغرب في مختلف العصور.
وعلى الرغم من
المتغيرات العربية والدولية، خاصة الخليجية والأميركية، التي أعلنت في الفترة
الأخيرة، الحرب على النظام الإيراني، والتي تبدو الآن في أعلى درجاتها سخونة، لا
يبدو أن القضية العراقية أصبحت على أبواب حلول قريبة وواضحة. فالقضية العراقية تمر
الآن بمرحلة رمادية يظهر فيها الوضع وكأنه على أبواب ضرب الدور الإيراني في
العراق؛ ولكن ما يتم من خطوات على الأرض لا يوحي بأن تطورات الأوضاع تسلك الطرق
السليمة التي تؤدي إلى حلول تصحح الأخطاء الأميركية فيه التي أعلنها دونالد ترامب
قبل نجاحه في الانتخابات الأميركية، وبعد اعتلائه كرسي الرئاسة. فحربه التي يشنها
على النظام الإيراني الآن تحمل معالم المساومة معه أكثر مما تحمل حلولاً جذرية،
فهو يريد منه أن يستمر في دوره ولكن على أن تكون مساحات هذه الدور تتظلل بخيمة
الاستراتيجية الأميركية. وأما عن مواقف الدول الخليجية، فهي ما زالت تراهن على
بناء علاقات ودية مع أركان (العملية السياسية)، متوهمة بأنها سوف تنافس التأثير
الإيراني. وأما واقع الحال فهي، بوسائلها تلك، أعجز من أن تنافس ذلك التأثير لأكثر
من سبب وسبب. وبهذه الوقائع وفي الوقت الذي تتوهم فيه تلك الدول بأنها ستضمن
الحماية لنفسها من خطورة الدور الإيراني، فإنها تخطو أكثر من خطوة إلى الوراء تعود
إلى بداية احتلال العراق. حينذاك شاركت تلك الدول في احتلال العراق جنباً إلى جنب
النظام الإيراني وهي تراهن على حماية أميركية لأمنها طالما ظل الأميركيون في
العراق.
إن ما تراهن عليه دول
الخليج الآن، كما نحسب، لا يتميَّز بشيء عما كانت تراهن عليه منذ احتلال العراق.
وأما السبب فلأنه أشد ما نخشى منه، أن تدفع باتجاه إعادة هيمنة القرار الأميركي
على أي قرار آخر في العراق، وعلى رأسه القرار الإيراني. وهي تعتبر ذلك أفضل وضع يمكنها
أن تحصل عليه، وهي جاهزة لأن تدفع مئات المليارات ثمناً للحماية الأميركية. وبذلك
نعتبر أن ما أوحت به مواقف تلك الدول ضد إدارة أوباما، حينما سلَّم العراق للنظام
الإيراني، قد تبخَّرت، لائذة بإعادة الوضع في العراق في عهد ترامب إلى مرحلة ما
قبل العام 2010. وفي هذا ما فيه من إعادة الأوضاع إلى نقطة الصفر.
جسر الهوة بين النظام
والمعارضة الوطنية في سورية:
وأما عن الوضع في
سورية، وإن استكانت الأوضاع فيها إلى الهدوء النسبي بعد أن انحسرت موجات العنف
العسكري والأمني والاجتماعي بفعل تحولات دولية وعربية عديدة، فإنها الآن تقف على
عتبة حلول سياسية لا يظهر أنها قادمة على حلول سريعة. فالقضية السورية الآن ما
تزال موضع شدٍّ وجذب بين شتى أصناف القرارات الخارجية، والحاضر فيها كل القرارات
باستثناء القرار السوري، سواءٌ أكان من جهة النظام أم كان من جهة المعارضة. وهذا
مبني على القاعدة التي تقول: إن الذي يموِّل تلك الحروب هو وحده الذي يستطيع أن
يوجِّه مساراتها، ويحصد نتائجها. ولأنه لا تمويل من تلك القوى لأسباب إنسانية
وأخلاقية، بل دافعه توظيف ذلك التمويل للحصول على فوائد أكبر، فمن المنطقي أن يتم
تحميل النظام والمعارضة مسؤولية ما يحصل لسورية من أضرار فادحة.
لقد ارتمى النظام
بأحضان دولية وإقليمية صادرت قراره تحت ذريعة دعمه في مواجهة عشرات الدول
والمنظمات الإرهابية. ولعلَّ علاقته بالنظام الإيراني أكثرها خطورة، وذلك عائد إلى
سبب رئيسي لا علاقة له بمصلحة سياسية أو اقتصادية فحسب، بل له علاقة بمشروع مذهبي
عنصري استيطاني توسعي يعمل لذاته من أجل إحكام السيطرة الكلية والشاملة على الدولة
السورية كجزء متمم لإمبراطورية فارسية يعمل على إعادة إحيائها. والأخطر منه هو
وسائل التنفيذ فيه لأنه يتم تحت ستار التمهيد لدولة (الإمام المهدي المنتظر)، وهو
عبارة عن دولة دينية مذهبية الاتجاهات. ويدعم هذه الحقيقة الإعلانات المتواصلة من
قبل أكثر من مسؤول إيراني باعتبار دمشق أحد عواصم عربية أربع بسط النظام الإيراني
سيطرته عليها.
واما عن أطراف المعارضة
فقد بلغت أوضاعها في أسوا حالاتها؛ وذلك يعود إلى أنها بلغت عشرات الأطراف
المتنازعة. وكل واحدة منها ترتمي في أحضان دول عربية أو دولية أو إقليمية تتلقى
المعونات منها ودور كل منها أن تشكل غطاءً شعبياً سورياً، وتشكل ستاراً يحجب
الرؤية عن الفاعل الحقيقي. إن فصائل المعارضة وتياراتها أصبحت أسيرة مموليها،
الذين سيقطعون الدعم عنها إذا ما حاولت التمرد على التعليمات الصادرة إليها. وهي بمثل
هذا الواقع دخلت النفق المسدود الذي دخل فيه النظام. وهي وإن حازت على بعض الحصص
في الحل السياسي، الذي سوف يراعي مصالح الممولين، لكن حصصها لن تراعي الحدود
الدنيا لمصلحة الدولة السورية، سواء أكان الأمر متعلقاً بوحدة الأرض والشعب، أم
كان متعلقاً بمصلحة الشعب في حقه بالديموقراطية أو حقه في العيش الكريم.
وإذا كانت أبواب الحلول
مقفلة حتى يأمر المسيطرون على أطراف الصراع على الساحة السورية بفتحها، وهم لن
يأمروا بذلك طالما لم يصلوا إلى تقسيم الحصص بينهم. وهذا بموازين القوى العسكرية
على الجعرافية السورية. ولذلك يحتدم الصراع العسكري في المناطق الآمنة على الرغم
من الاتفاق عليها. وعلى الرغم من أن تلك الموازين مالت لمصلحة النظام ستبقى الساحة
السورية مشرَّعة الأبواب على شتى الاحتمالات طالما ظلَّت الأطراف الداخلية خاضعة
لتأثير القوى الخارجية، سياسياً ومالياً ودعماً عسكرياً.
وأما البداية فيما
نحسبه تأسيساً لحلول قد تجدي، وإن كانت حساباتنا لا تنهي الأزمة بشكل سريع، بل
بشكل بطيء، ولكنها على الأقل ستفتح كوَّة في الجدران المقفلة. وتستند حساباتنا إلى
المبادئ التالية:
-أن يبدأ كل من النظام
والمعارضة بسحب البساط التدريجي من تحت أرجل أي تدخل خارجي مشبوه.
-مستفيدة من التجربة
الليبية، التي وإن كان الجزء السليم من المعارضة الليبية قد استفاد من وعي مبكِّر
لخطورة ما كان مرسوماً لمستقبل ليبيا، فإن بداية الوعي هذا يجب أن يجد حظوظاً على
الساحة السورية؛ على أن يتم توحيد بعض فصائل المعارضة على قواعد تخوين من يستقوي
بالخارج من دون مسوَّغ شرعي وقانوني.
-وضع أهداف وحدة سورية، أرضاً وشعباً، في
اولويات الطرفين. على أن تتحصَّن تلك الأهداف بالاتفاق على دستور ينهي نهج النظام
المخابراتي، والعمل على تحكيم المبادئ الديموقراطية التي وحدها تضع حداً لشمولية
النظام واستئثاره بالحكم.
سحب ذرائع التدخل
الخارجي في اليمن:
من الواضح أن القضية
اليمنية دخلت نفق التعقيد والخطورة بعد ارتباط الحركة الحوثية بالنظام الإيراني.
ولا يتوهمنَّ أحد أن الحل في اليمن يمكن أن يعرف طريقه السليم من دون فكِّ ارتباط
الحوثيين بنظام إقليمي يهدد أمن منطقة الخليج العربي أولاً، ولا بناء لعلاقات سليمة
يمنية – عربية طالما ظلَّ المشروع الإيراني بتأسيس دولة الولي الفقيه حيّاً يُرزق.
وطالما ظلَّ المشروع الحوثي مرتبطاً بنظام الولي الفقيه. ألم يعتبر أكثر من مسؤول
إيراني أن صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي تنضم إلى الإمبراطورية الفارسية؟
وأما اليمن، في هذه
المرحلة، وعلى الرغم من أن هناك محاولات أممية لوضع حل للقضية اليمنية فلا نعتقد
بأن اليمن قد أصبح على أبواب حل، بل هناك شدٌّ وجذب تتبادله بعض دول الخليج العربي
كطرف أول، والنظام الإيراني كطرف ثاني. يعتبر الأول أن وصول إيران إلى اليمن
اختراقاً لأمنها القومي من الجنوب، بعد اختراقه شمالاً من جهة العراق؛ واختراقه
شرقاً من جهة الخليج العربي. كما يعتبر أن تشاطؤ إيران مباشرة مع مضيق هرمز،
وتشاطؤها مع باب المندب بواسطة البوابة الحوثية هو تطويق لممرات الحياة التي
تسلكها حاملات النفط الخليجي.
وأما مصالح الإدارة الأميركية،
فهي مترابطة بوجود صراع عربي – إيراني في كل الجبهات لكي تستطيع من خلالها تسويق
بضاعتها في الحماية الأمنية. ولأن الواقع كما هو عليه الآن، مكاسب إيرانية في شتى
الجبهات، ومكاسب أميركية من استمرار الصراع العربي – الإيراني، والحسم العسكري
ممنوع، فالحسم السياسي ممنوع أيضاً، وأما الدمار والتجويع فهو نصيب اليمنيين الذين
يُستخدمون وقوداً للنار الملتهبة على أرضهم، وبين بيوتهم، وعلى حساب أرواحهم، نتساءل:
إلى متى تبقى الأطراف المتصارعة في اليمن تدفع الثمن من أرواح اليمنيين؟ وإذا كان
الحل العسكري يبلغ حدود الاستحالة. وإذا كان لا حلَّ من دون فك ارتباط الحوثيين
بالنظام الإيراني. فإلى أي حد يطمح الحوثيون الوصول إليه في بناء مستقبل آمن لليمن؟
ألم يستقرئوا مرارة التجربة العراقية؟
ومرة أخرى على الأطراف
المتصارعة في اليمن أن تخرج من المصيدة المقفلة،
والدخول إلى بوابة الحوار اليمني – اليمني لإعادة بناء مداميك الثقة بين
أطرافها. وبهذا يستعيد اليمن وحدة أبنائه لاستعادة وحدة اليمن يشاركون فيها جميعاً
في سلطة واحدة من دون إقصاء أحد من أطرافها السياسية. فما من مساعدة أجنبية، كما
هو الحال الآن، من دون أغراض وأهداف. ألا يتذكَّر الذين خرجوا من العباءة العربية
إلى العباءة الإيرانية، أن صنعاء أصبحت العاصمة الرابعة في بنيان الإمبراطورية
الفارسية؟
نظرة شمولية في ترابط
أزمات المشرق العربي:
ابتداء من تعقيدات
القضية الفلسطينية، كأول قضية اتفقت فيه الرأسمالية العالمية مع الصهيونية، على
اغتصابها باعتبارها بوابة لاغتصاب الوطن
العربي الكبير، والتي أغرقوها بتفتيتها إلى قسمين متناحرين حتى الآن من أجل إضعاف
صوتها، وتمزيق قرارها.
ومروراً بالقضايا
المشرقية الأخرى،
-الأردن الذي تحتويه
الهيمنة الرأسمالية بالتجويع لإرغامه على تجرع كأس (صفقة القرن).
-ولبنان الذي يعيش أتون
نظام المحاصصة الطائفية، والذي تمسك بقراره الدول الخارجية، وتصادر حق أبنائه في
بناء دولة مدنية. وجعل نظامه أنموذجاً لتعميمه على الأقطار الأخرى، كما حصل في
العراق، وكما هو متوقَّع أن يجري في سورية.
-وأقطار الخليج العربي،
التي يفرضون سيطرتهم عليها، وتفتيتها إلى خليجين يتصارعان، واستغلال أنظمتها،
والعمل على إضعافها وتخويفها من أجل تسويق سلعة حمايتها لقاء أجور باهظة.
المشرق العربي المثخن
في جراحه، طريق لتمرير سايكس – بيكو الثانية:
في هذه المرحلة، وعلى
الرغم من تراجع الأعمال العسكرية في بعض الأقطار، يبقى المشرق العربي غارقاً في
جراحه، ولم يستطع حتى الآن أن يبدأ مرحلة التنفس فوق الماء. قراره في يد أعدائه،
يديرون حروبهم بواسطة الإنسان العربي والدم العربي وكله على حساب العرب. فمن يدير
ألعاب الدم لا يدفع شيئاً من دم أبنائه ولا من مال أبنائه. هذا ناهيك عن أنه لا
بصيص ضوء في آخر النفق. وما زال هذا القسم من الوطن العربي عرضة لشتى احتمالات
التقسيم والتفتيت؛ فما زالت سايكس – بيكو الثانية تتفاعل فصولاً وما زالت خيوطها
تحاك، وهي بعد الاستيلاء الأميركي – الإيراني على العراق، تنتظر تطبيق (صفقة
القرن) في فلسطين، ليتم إعادة ترتيب حدود الأقطار العربية الأخرى بشكل يحمي تلك
الصفقة فيما لو استطاع صانعوها من تمريرها.
المشرق العربي يعيش
أزمة الثقة بين مكوناته الاجتماعية:
أصابت موجات (الربيع
العربي)، ذات التصنيع الأميركي – الصهيوني، شواطئ المجتمعات العربية بزلازل
مدمِّرة، أصابت فيها وحدتها بفجوات عميقة، خاصة بعد أن شاركت الجارتان، إيران
وتركيا، في تصنيع تلك الموجات، وقام كل منهما باحتضان اللون المذهبي الذي ينتسب
إليه. وما كانت هذه الموجات لتحصل لو لم تجد قبولاً من التجمعات المذهبية التي
تعمَّقت ووجدت مرتعاً خصباً لها بعد ظهور منهج (ولاية الفقيه) على أثر وصول ملالي
طهران إلى مقاعد السلطة.
وأما سبب تحميلنا
المسؤولية له، فلأن حركة الإخوان المسلمين، على الرغم من إطلاقها في العام 1929،
كانت ممنوعة من الانتشار في الأقطار العربية بشتى الوسائل لعناية أنظمتها ببناء
دول مدنية. وبعد خمسين سنة وبعد تأسيس نظام ولاية الفقيه وترويجه لاستراتيجية
تصدير الثورة على أسس دينية مذهبية، وجدت حركة الأخوان المسلمين المبرِّر الذي
أخذت تستعيد فيه حاضنتها الشعبية.
كانت الحركة ملاحقة في
مصر وقياداتها في السجون، وملاحقة في سورية أيضاً، وفي العراق ممنوعة من النشاط.
وفي الجزائر أيضاً. ولم تكن تجد تأثيراً لها في أية ساحة قطرية عربية.
وفي البداية غرق
النقيضان المذهبيان في صراع فكري أيديولوجي لم يتجاوز حدوده الإعلامية. ولكن في
العمق كان يؤسس لإحداث شروخات عميقة في البنية الاجتماعية العربية. وما لفت النظر
فيما بعد احتلال العراق أن الظاهرتين توحَّدتا في الأهداف السياسية وأعلنتا هدف
العداء للقومية العربية، وشاركتا جنباً إلى جنب في المؤسسات السياسية والأمنية في
عراق ما بعد الاحتلال. وهكذا كان منهجهما وحدة الموقف في إسقاط الأنظمة العلمانية
حيثما توفَّرت الظروف؛ ولكنهما يتنافسان في حيازة أوراق القوة في ساحات أخرى. وكان
اللافت طوال الأيام السوداء لـ(الربيع العربي)، أن تركيا وإيران ظلَّتا تتبادلان
أسباب القوة، ولم تحصل بينهما أية صدامات مباشرة، على الرغم من المسلسل الدموي
الذي اجتاح سورية، وحيث كانت كل منهما تقف إلى جانب طرف من الأطراف الداخلية في
الصراع. وعلى الرغم من أنهما شاركتا في اقتراف أكثر المجازر بشاعة فيما كان يحصل
في سورية. كان السوريون غارقون في بحور من الدمار والدماء، وكان النظامان يتوليان
مفاوضات طويلة جنباُ إلى جنب برعاية روسية.
-من المغرب تشرق شمس العروبة
بعد المتغيرات التي حصلت في تونس ومصر، تسير
حركة التحرر العربية في بعض أقطار المغرب العربي بالاتجاهات الصحيحة، ونحصرها تحديداً
بما يجري في ليبيا والسودان والجزائر:
-الحالة الليبية:
بعد سنتين من إسقاط نظام القذافي، اكتشفت تيارات قومية شاركت في الثورة الليبية أن
ليبيا بدلاً من أن تتحرر من ديكتاتورية سابقة، وتحل مكانها دولة ديموقراطية مدنية
ذات مناهج قومية ووطنية، قد انتقل القرار فيها إلى هيمنة الدول الغربية التي كانت
من مصلحتها أن تحل سلطة ميليشيات الإخوان المسلمين مكان سلطة الدولة الموحدة.
وتحوَّلت مرحلة الوعي بما حصل إلى عمل عسكري وسياسي منظَّم ابتدأت ساعة الصفر في
التنفيذ في أوائل العام 2014، انطلاقاً من مدينة بنغازي. واستغرق حسم أمر الإخوان
المسلمين فيها حوالي السنوات
الثلاث، انتقلت الحركة الجديدة بعدها إلى جنوب ليبيا، الذي لم يستغرق السيطرة
عليها أكثر من أشهر معدودات؛ وانتقلت أعمالها العسكرية إلى إنهاء آخر معاقل تلك
السلطة في طرابلس عاصمة ليبيا. وهي ما تزال تتابع خطتها على الرغم من كل العراقيل
الدولية التي تواجهها.
وعن ذلك، ومما يدعوني إلى التفاؤل بمسقبل ما يجري الآن، فقد نشرت مقالاً في
19 آذار 2011، تحت العنوان
التالي: (بعد
غطاء الجامعة العربية وقرار مجلس الأمن، هل هو احتلال للقطر الليبي بقبعة ثورية؟)، وأنهيته، بالأمنية التالية: (ندعو
ثوار ليبيا الحقيقيين أن يكونوا على أهبة الاستعداد
لمقاومة الاحتلال المقنَّع القادم على ليبيا. وساعتئذٍ سيجد ثوار ليبيا كل
الصادقين بعروبتهم جنوداً في معركة التحرير.(
ولكل هذا، ولأن الصراع الدائر في
ليبيا الآن، واضح المعالم لأنه يدور بين طرفين اثنين:
-حكومة الوفاق الوطني:
وهي الطرف المدعوم من قبل بعض الدول الأوروبية، وبعض الأنظمة العربية الداعمة
للإخوان المسلمين، وجميع تيارات الإخوان الإرهابية. وبالإضافة إلى ذلك، فهو يستقوي
بالجماعات الإرهابية المتعددة الجنسيات، على حساب مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية
وإلحاقها بالقرار الصهيوني – الغربي، وكذلك بدول الإقليم المخلَّة بالأمن القومي
العربي.
-حركة اللواء حفتر: وهو
الذي يقود الجيش الوطني الليبي الحالي في معركة تصحيح مسارات ثورة 17 شباط/
فبراير. وهو الطرف الذي اكتسب أهميته من مشاركته بالثورة، ولكنه أدرك خطورة التدخل
الأجنبي وحركات الإسلام السياسي. وهو اليوم يقود حركة عسكرية تحت أهداف استعادة
وحدة ليبيا، وإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية.
ولأن أطراف الصراع واضحة
الأهداف، فإننا نعتقد أن الانحياز إلى من يعمل على وحدة ليبيا، واستعادة قرارها
المستقل، سوف يحوز على تأييد حركة التحرر العربية الشعبية.
-الحالة السودانية: كان الحراك الشعبي في السودان قد استوفى
شروطه الشعبية بعد أن مهَّدت بعض الأحزاب والقوى الوطنية لسنوات خلت بعمل إعلامي
دؤوب، ونشر الوعي المطلبي والسياسي في قطاعات جماهيرية واسعة. وإذا كانت الحركة
الجديدة في السودان قد ابتدأت بتنفيذ أجندتها الثورية في أواخر العام 2018، فقد
أخذت تحقق نجاحاتها الأولى في شهر نيسان من العام 2019. ومن أهم تلك النتائج كان
إسقاط الرئيس عمر البشير، رأس النظام السوداني السابق، واعتقاله من قبل المجلس
العسكري الانتقالي. والذي استكمل تحت ضغط الشارع اعتقال بعض من رموز الفساد فيه. وقد
تحققت إنجازات كان من أهمها اعتراف المجلس العسكري بحركة قوى الحرية والتغيير
مفاوضاً للاتفاق على خطة تقود المرحلة الانتقالية، وهي خطوة متقدمة دفعت بتلك
القوى إلى واجهة إحداث تغيير ما في البنية السياسية لنظام ديكتاتوري قديم،
والتأسيس لقيام نظام جديد يستجيب لمصالح أكثر الطبقات الشعبية.
ولكنه على الرغم من
الخطوات الكبرى التي حققها الحراك الشعبي السوداني الموحَّد فما زال أمامه الكثير
من المهمات الصعبة والأساسية. ولعلَّ أكثرها خطورة هو ما يمكن توقعه من ردود أفعال
ضد ما حصل سوف تقوم به جهات عديدة لا يستهان بها، وهي مصادر تتشكَّل من بقايا النظام
السابق وتشكيلاته الأمنية والسياسية التي لا شكَّ بأنها تمتلك حواضن سياسية متضررة
مما يحصل من جهة، ومن جهة أخرى نعتقد بأن الساحة السودانية لن تكون نظيفة من
تدخلات دولية وعربية وإقليمية قد تضغط من أجل الحصول على مكتسبات سياسية واقتصادية
وأمنية.
وعلى الرغم من كل
المحاذير التي قد تظهر تباعاً، بما يُعرف بـ(الثورة المضادة)، فإننا حتى الآن
نعتقد أن هناك حداً أدنى من الإنجازات التي حصلت عليها الجماهير السودانية، بقيادة
حركة الحرية والتغيير، ومن أهمها: الاعتراف الرسمي بتلك الحركة، وحقها في حرية
التعبير والتظاهر، ناهيك عن مشاركتها في برامج التخطيط لمستقبل السودان. ونحسب أن
الأهم من كل ذلك، أنه تأسس عمل جبهوي أضفى قوة إضافية على أطراف الحركة الوطنية السودانية،
وهو السبب الذي ساعد في تحصين حركة التغيير من تسلل المخططات والعوامل الخارجية
ومنعتها من التدخل في شؤون السودان الداخلية، بحيث أن ثورة التغيير في الداخل هو
شأن سوداني، يخضع لمقتضيات المواجهة بين النظام الرسمي والمعارضة الوطنية.
-الحالة الجزائرية: وأما في الجزائر، فقد حذت قوى وطنية وقومية
حذو ما جرى في السودان، وانطلق فيها حراك شعبي، كان يتَّسع ويتراكم باستمرار، ضد
نظام الرئيس عبد العزيز بو تفليقة. وفي أقل من أشهر معدودات تم إسقاط الرئيس
واعتقاله مع مجموعة من رموز الفساد في نظامه. وتمَّ تشكيل مجلس عسكري انتقالي يدير
الأزمة الجزائرية بعد إسقاط رأس النظام الحاكم. وكما هو متوقع في السودان يمكن
توقعه في الجزائر وذلك بأن القوى والشخصيات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية
التي كانت تشكل الحكومة الخفية التي تتستر بنظام الرئيس بو تفليقة، لن تعلن
هزيمتها بيسر وسهولة. ولكن من الطبيعي والواقعي أن تعمل على الأقل على تقليل خسائر
إسقاط منظوماتها الأمنية والسياسية ومناهجها الاقتصادية، وعلى قاعدة تخليص ما يمكن
تخليصه من مكتسبات وامتيازات كانت تتمتع بها. ولكن ما هو ليس واضحاً حتى الآن
بداية لتأسيس جبهة بين صفوف أطراف المعارضة الوطنية، وهذا إذا بقي غير واضح، وإذا
لم تكن هناك محاولات لتأسيسها، فسيبقى هاجس التراجع ماثلاً في مسيرة الحراك. وهو
ما نأمل من شتى الأطراف المشاركة في الحراك الوردي الرائع أن يكون بناء جبهة وطنية
جزائرية مهمة ملحة تقع مسؤولية تشكيلها على كل التجمعات والتيارات والأحزاب
والشخصيات الوطنية.
ما حصل في السودان
والجزائر كان مثالاً يُحتذى في سلوك قواعد الاشتباك بين الأنظمة الفاسدة وجماهير
الشعب. ولعلَّ من أهمها أن الحراك فيهما كان محصَّناً دون أي تدخل خارجي ولذلك حال
دون عسكرة الحراك في القطرين. وكانت أهدافهما واضحة. وكذلك تتميز قيادتمها بالوعي
والإدراك، ولعلَّ ما حصل من شواذات وأخطاء فادحة في الأقطار المشرقية الأخرى كانت
درساً ماثلاً أمام قوى التغيير في القطرين معاً.
وما يمكننا أن نقوله في
عجالة من هذا المقال، هو ثقتنا بمن يقود الحراك فيهما من الانزلاق إلى أفخاخ قد
تُنصب لها من قبل أطراف دولية وإقليمية وعربية، خاصة تلك التي تتضرر مصالحها من
أية حركة وطنية واضحة الأهداف والوسائل. وكذلك نثق بأن المحافظة على المكاسب والانطلاق
للحصول على الأكثر، ستكون القاعدة التي سيسلكونها. ومن أهم تلك المكاسب ضمان تطبيق
الحق الديموقراطي السلمي بالقول والتعبير والتظاهر. والوعي بأن فلول الأنظمة لن
تستسلم بسهولة، يحتمان على قوى التغيير أينما كانت في الوطن العربي، أن تبقى عينها
ساهرة وراصدة لمنع تسلل من هنا أو هناك.
-شمس العروبة تشرق من
المغرب:
لا شكَّ بأن ما يجري في
المغرب، أي الجزء الإفريقي من الوطن العربي، من حركات تنبئ بالحصاد الوفير لمستقبل
الأمة العربية؛ فقد حصل في المشرق العربي عكسه تماماً، كانت نتائجه وخيمة ومدمِّرة
على شتى الصعد. وإذا كان ما يحصل في مغرب الوطن مما يُبنى عليه لمستقبل الأمة، فإن
في مشرقه ابتدأت المؤامرة، التي وإن أعيقت معظم مساراتها، فإنها مستمرة.
ولأن الأمة العربية،
بطلائعها القومية، تملك من التراث التاريخي، والتجربة المستمرة في التحرر من
الاستعمار، فهي قادرة باستمرار على الاستفادة من التجربة والتجديد فيها. وما يحصل
في أقطار المغرب العربي الآن، بعد تجاوز محنة (الربيع الغربي) بسرعة، يؤكد أن شمس
العروبة أخذت تشرق من المغرب العربي. وفي هذه الإشراقة ما فيها من تخفيف العبء عن
كاهل المشرقيين لتجاوز الأزمة الكبرى التي تلف كل أقطار المشرق العربي. وباختصار نقول:
إن الأمة العربية ستبقى حيَّة وعصية على الاجتثاث. فشكراً للحركة الناشطة في
مغربه، والعون سيكون مديداً أمام قوى التغيير في مشرقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق