أفعال الإنسان بين التواكلية والخلق الذاتي
مدخل في نقد ثقافة التواكل والتسليم
مدخل
في معرفة فكرة الله:
المثال
الأعلى، ويُرمز إليه بفكرة الله، أو خالق الكون، أو الصانع الأول، أو العلة
الأولى، وهو موجود بالقوة قياساً على أن لكل موجود علة لوجوده. وإذا كانت هذه
فرضية منطقية استناداً إلى قياسات عقلية، فإن إنكار وجوده فرضية أيضاً، لأن فكرة
الله لا يمكن معرفتها بالحس المباشر. أما نحن فندرك وجود الله بالعقل لأن الله لا
يمكن البرهان على وجوده بمقاييس ما هو منظور ومحسوس.
وعن
ذلك نرى أن صانع ما هو مرئي ومحسوس، كظواهر معيوشة كالأشياء المادية، هو الدليل
الذي نستند إليه في وجود الصانع، كمثل النجار الذي يصنع الطاولة، فمن دون وجود
النجار لا وجود للطاولة، فالعلة والمعلول مرئيان. أما في الكون، على الأقل جزء منه
كالأرض، فإننا نرى المعلول فيه ولكننا لا نرى العلة. فصناعة الأشياء الأقل تعقيداً
من صناعة الظواهر الطبيعية الكبرى، وظاهرة الكائنات الحيوانية، تقتضي وجود من
يصنعها فهي تحتاج إلى صانع. فإذا كانت الأشياء البسيطة بحاجة إلى صانع، فكيف لو
كان الأمر ذات علاقة بصناعة الظواهر الأكثر تعقيداً؟
وجود
الله ضرورة فكرية تتعلق بموجود غير ملموس وغير محسوس وغير منظور. وإذا لم ندركه
بالعيان، كما ندرك مصنوعاته، فلأن الفكر أيضاً لا نلمسه ولا نسمعه ولا نتحسسه، ومع
ذلك نثق بنتائجه. ولذلك نعتبر أيضاً أن وجود الله احترام لقيمة الإنسان كإنسان
يتميَّز بصفات ما فوق الغريزة، فهو يتميز بصفة العقل والإدراك العقلي؛ إذ لا يرضى
أي إنسان أن يكون مصيره بعد الموت شبيهاً بمصير غيره من المخلوقات وبالأخص منها
المخلوقات الحيوانية. ولا يعود السبب هنا لنزعة نرجسية، بل لما يمتاز به الإنسان
من مقدرات عقلية يظهر عامل القوة فيها بما وصلت إليه البشرية من تقدم هائل في جميع
مناحي الحياة؛ وهذا ما يفترض طرح السؤال التالي: وهل ما وصلت إليه البشرية من تقدم
هائل يجوز أن يكون مصيره العدم؟
وعن
وجود الله، نقول: لو افترضنا أن الله فكرة عدمية، أي أنه غير موجود لأنه غير مرئي،
فإن الفكر غير مرئي أيضاً. فهل نلغي الفكرة لأنها غير مرئية؟
يتكون
الإنسان من عنصرين: أحدهما محسوس يتمثل بالحواس الخمس. والآخر غير محسوس، وهو
العقل، الذي قال عنه ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود.
ولأن
العقل شيء غير مرئي، ونتاجاته غير مرئية، بل إذا أخضعتها للتجربة تتحول من
إمكانياته المتخيلة بالقوة إلى وقائع منظورة بالفعل. وفكرة الله تقع في مجال القوة
المتخيلة بالقوة وتنتقل إلى المجال المنظور بالفعل. ونستطيع البرهان عليها إذا ما
أخضعنا للدراسة والتأمل القيم العليا أو المثلى، التي نفترض أن المثال الأعلى،
الذي هو الله، قد جعلها جزءاً مكملاً لتكوين الإنسان الجسدي.
المُثُل
العليا عوامل غريزية يتكامل بها التكوين الجسدي مع التكوين الروحي
فالله،
كونه المثال الأعلى، خلق في الإنسان قوة المثل العليا. والمثل العليا خضعت للجزء
غير المحسوس في التركيب البشري، ولذلك كانت تلك المثل غير محسوسة، فلا يراها
الإنسان ولا يلمسها ولا يتذوقها ولا يسمعها. فمفهوم العدالة قيمة عليا، غير
محسوسة، وتصبح في متناول الإحساس في الإنسان العادل، فهو موجود مُشخَّص، وصفته
العدالة لأن أفعاله ظاهرة للعقل، فنقول هذا (إنسان عادل)، وبهذا تكون العدالة،
كمثل أعلى غير محسوس قد تحول إلى موجود محسوس. وتتحول العدالة، كفكرة غير محسوسة،
إلى شيء محسوس عندما يمارسها الإنسان في علاقته مع الآخر. فالعدالة ليست غريزة
فردية، بل هي غريزة جمعية، تفقد معناها عندما تتحول إلى نزعة فردية؛ أي إن الإنسان
لا يمكن أن يكون عادلاً بين نفسه ونفسه، بل يكون عادلاً بين نفسه ونفس الآخر. فصفة
العدالة صفة اجتماعية، وتبدو ظاهرة وملموسة عندما يأخذ الإنسان ما له، ويعطي للآخر
حقوقه كما يرضاها لنفسه. وبهذا المعنى تصبح العدالة كشيء محسوس على الرغم من أنها
فكرة لا تخضع للمحسوس. وهكذا تخضع المثل العليا، غير المحسوسة، إلى أفعال محسوسة بالفعل،
أي يمكن ترجمتها إلى واقع من خلال تطبيقها على أرض الواقع بالإرشاد والتوجيه،
وتنمية جيناتها في النفس الإنسانية.
تكوين
المُثُل العليا تُحمِّل الإنسان مسؤولية أفعاله:
فالمثل
العليا، بهذا المعنى، ليست نزعة رومانسية غير قابلة للتطبيق، أو أنها غير قابلة لتتحول
إلى ظاهرة حسية. بل على العكس من ذلك، فهي قابلة للتطبيق، وقابلة لأن تتحول من
عامل موجود بالقوة إلى عامل موجود بالفعل.
وإذا
اتخذنا قيمة العدالة كأنموذج في دراسة المثل، يمكننا تطبيقه على شتى القيم الأخرى.
وبناء على النتيجة التي توصلنا إليها من أن القيم ليست رومانسية، كما أنها ليست
خيالاً، كما حسبتها المدارس الفلسفية الواقعية، أو مدارس الفلسفة المادية. ولأننا
نعرِّف الفضيلة مثلاً بالإنسان الفاضل، هذا يعني أنها تنازلت عن فوقيتها الفكرية
إلى فعل ملموس ومحسوس. وهذا الفعل بمقدور الإنسان أن يصل إليه. وإذا لم تعرف
البشرية مجتمعاً فاضلاً، أو مجتمعاً عادلاً، فلأن الإنسان يتحمل المسؤولية عندما
يهمل تطبيقها، أي أنه يدرك قيمة القيم العليا، ولكنه لم يُخضعها لمشيئته في مناهجه
التربوية. ولو شاء ذلك لاستطاع أن ينجح في هذا الحقل؛ وأما الدليل على ذلك، فلأن
التاريخ عرف الكثير من الحكَّام العادلين، كما عرف الكثير من المفكرين والفلاسفة
الذين كانوا عادلين مع أنفسهم ومع مجتمعاتهم؛ هذا ناهيك عن كثيرين من الناس
العاديين الذين تُطلق عليهم صفات الفضيلة، وغيرها من القيم العليا، لأنهم مارسوها
بالفعل.
القول
برومانسية المثل العليا للتهرب من تحمل مسؤولية الأفعال:
لقد
انقسمت المدارس الفكرية في التاريخ بين المدارس المثالية التي أقرَّت بوجود القيم
العليا، ودعت إلى التبشير بها وتطبيق مبادئها. والمدارس الواقعية التي انساقت مع
النماذج السيئة في التاريخ وأستسلمت للواقع الذي صنعه الحكام ومن يجاريهم من
الحواشي والمستسلمين لأهوائهم والمدافعين عن مصالحهم. ومن بين هذا النوع أو ذاك من
المدارس، انغرست في أذهان الكثيرين وأفكارهم لغة أعلنت إفلاسها وقالت باستحالة
وجود عالم مثالي، وصنَّفته في دوائر الاستحالة واليأس.
وعن
ذلك، عرف تاريخ الفكر البشري عدداً من النماذج التي اهتمت بموضوع القيم العليا،
سنشير هنا إلى أنموذجين حاول أصحابها أن يصلوا إلى تصور للعالم المثالي، وهما:
-الأول: (جمهورية
أفلاطون)، التي يُضرب بها المثل بالاستحالة. ونظرية المرحلة الشيوعية في الفلسفة
الماركسية، التي تدعو إلى قيام مجتمع فاضل تسود فيه المساواة المثالية على قاعدة
(من كل إمكانياته، ولكل حسب حاجياته).
-الثاني: نظرية نهاية
التاريخ عند الأيديولوجيات الدينية والرأسمالية: فالأيديولوجيات الدينية لا ترى
الحقيقة خارج معتقداتها، وهي تعتقد أن نهاية التاريخ يقف عند حدود تلك المعتقدات.
وكذلك الرأسمالية، كما عبَّر فوكوياما عنها، تُنهي التاريخ عند حدود مفهومها
الليبرالي للديموقراطية، أي تبقى البشرية جامدة في حدود ذلك المفهوم.
لقد
ماتت (جمهورية أفلاطون) في مهدها، لأنها ربما لم يحاول أحد تطبيقها لصعوبة ذلك
التطبيق. ولكنها بقيت، في الفكر البشري، مثالاً للأفكار المستحيلة. وإذا كان
الكثيرون يعبِّرون عن الفكرة المستحيلة بأنها كجمهورية أفلاطون، فقد أعلنوا حالة
الإفلاس من تطبيق نظرية المثل العليا.
وأما
الشيوعية، بمفهومها السياسي، فقد ماتت لأنها أغرقت الفكر البشري بجوانبها المادية
والاقتصادية، وعانت من حرب شعواء قادتها الرأسمالية العالمية ضدها. وهي إذ أعلنت
أن (الدين أفيون الشعوب)، كنقد للمؤسسات الدينية وسلوكاتها، فقد قدَّمت المثال
المضاد لأهمية الروح، وأهمية فكرة الله في تكوين البشر المعرفي، فأنكرت وجوده
ووجودها. وعندما أغرقت الفكر في حقول الاقتصاد، كحاجة أولى وحيدة لاستمرار الحياة
الجسدية للإنسان، فإنها بشكل غير مباشر عزفت عن إيلاء الأهمية للفكر الذي يُعنى
بجوانب المثل العليا التي تشكل أهم المقاصد من تكوين الإنسان على هذه الأرض. وقد
وقعت بتناقض عندما أنكرت قوة الروح التي هي مصدر للمعرفة النظرية، وفي الوقت ذاته
تناقضت مع نفسها عندما اعتبرت المرحلة الشيوعية مرحلة نهائية للمجتمع البشري، وهي
مرحلة من المستحيل تطبيقها بغير مستوى فكري عالي لا تستطيع الفلسفة المادية أن
تحققه عند الإنسان. فعلى إنسان المرحلة الشيوعية أن يتميز بتربية روحية على مستوى
متقدم من العمق الفكري. وهي قد واجهت أخطاء المؤسسات الدينية الفادحة التي أوكلت
كل جوانب حياة الإنسان إلى العناية الإلهية دون تحميله مسؤولية ما، بأخطاء فادحة
أيضاً عندما عزت قوة الإنسان إلى قوة الاقتصاد، والعوامل المادية فقط.
ولما
كانت الأديان، منذ القدم، تشكل حاجة نفسية ومعرفية للإنسان في عالم الغيب، فإنها
جاءت لتقوم بتبسيط فكرة الله، وأضفت عليه صفات بشرية، تظهره في نزعة حبه للمديح،
وحاجته لعبودية البشر له لكي يرضى عن أعمالهم. وصوِّرته حاكماً يغضب وينتقم ممن لا
يدين له بالخضوع والطاعة، ولا يرضى بقدره، خيره وشره. والأخطر من كل ذلك أنها
أغرقت في الفكر الغيبي، الذي يعتمد الأسطورة قاعدة معرفية له، ولذلك لم يستطع أن
يحوز على قناعة البشر الذين ترتفع مداركهم فوق منسوب السطحية بالمعرفة والتفكير. وبدلاً
من النظر إلى فكرة الله كعامل ضامن لاستمرار حياة البشر، فإنه أثار الخوف في نفوس
الأكثرية العظمى منهم. وأزداد خوفهم من براعة المؤسسات الدينية في تصوير هول
الحساب الذي سيواجهونه عند الله في مرحلة ما بعد الموت، وربطوا غفرانه عنهم بمدى
قبولهم لما خطَّه لهم في (اللوح المحفوظ). ولذلك أصبح الإيمان بالله قائماً على
الخوف، وليس على الإعجاب والاحترام، والضرورة في أن تكون الفكرة تفسيراً لوجود كون
شديد التعقيد، لانهائي الحدود.
الفكر
الديني والرأسمالي يتكاملان بغرس الثقافة التواكلية:
يظهر
بشكل واضح أن الفكر الديني والرأسمالي يتنكران لحقيقة أن الله غير مسؤول عن تفاصيل
حياة الإنسان فوقع كل منهما بفخاخ القدرية، فالأول يعتقد أن الله قدَّر لكل إنسان
مسار حياته، وليس على الإنسان مسؤولية بأكثر من أن يمارس العبادات ليحظى برضا الله.
وأما الثانية فقد سلَّمت رقاب الناس لأفراد قلائل يمارسون الديموقراطية التي
تعطيهم الحرية الفردية في فعل ما يشاؤون فعله، حتى ولو كانت حرمان الآخرين من
حقوقهم.
إن
عالم اليوم غارق في بحور التسابق على مصادر الطعام، فأغرقت المدارس الرأسمالية
عقول البشر بأفكار التسابق والتنافس والتزاحم على حيازة الثروات، وألهت البشرية
بهموم البطون، وصورت السعادة وكأنها تكمن في مقدار الثروات التي يمكن تكديسها.
وفي
المجتمع الرأسمالي، أصبحت سعادة مجتمع ما تعني مقدار ما يسرقه مجتمع من ثروات
مجتمع آخر، أو سعادة الفرد تعني ما يسيطر عليه من ثروات الآخرين. وحرية الفرد تفوق
حريات الآخرين. وقد أولى النظام الرأسمالي أهمية للحرية الفردية، وذلك دعماً منه
لحرية رأس المال وإفلات الحبل على غاربه أمام تلك الحرية، لتجيز للفرد بأن يمارس
الوسائل التي يقتنع بها من أجل مراكمة رسامليه إلى الحد الذي يريده، وبالطريقة
التي يريدها. وفيه ما فيه من الدفاع عن أصحاب الرساميل في فرض القواعد والقوانين
التي تبيح حرية رأس المال؛ حتى ولو أدى إلى استغلال الآخرين وسرقة ثرواتهم. وبهذا
فقد أغرق النظام الرأسمالي في الأهداف المادية، وابتعاده عن مبادئ العدالة
والمساواة، ومنع الاعتبار للمبدأ المثالي القائل، بأن حقوق الفرد تقف عند حدود
حقوق الآخر. فأولوية الاهتمام بالجانب المادي في حياة البشر، جاء على حساب أهمية
المبادئ الأخلاقية، واستكمل النظام الرأسمالي منهجه المادي بتغييب وإهمال كل ما له
علاقة بالتربية الإنسانية التي تحض على العدل والمساواة بين البشر، وفي تنمية
قواعد المعرفة القائمة على ضرورة تنمية وسائل الوصول إلى فقه المثل العليا، وطرائق
استخدامها من أجل بناء علاقات سليمة بين دور الفرد ودور الآخر. وذلك باعتبار كل
إنسان مسؤول عن بناء حياة سعيدة له وللآخرين.
وفي
المجتمع الديني، أصبحت السعادة تعادل ما يكدِّسه الإنسان من مفاتيح الجنان كما
تروِّج المؤسسات الدينية، وهو يعمل على شرائها من رجال الدين الذين يمثلون تلك
المؤسسات في شتى الأديان. وكما أغرق النظام الرأسمالي نفسه بحياة النخبة من
الرأسماليين، وبنى لهم كل ما يرغبون من ملذات الحياة ولو على حساب حقوق الآخرين،
واعتبر أن نهاية التاريخ ستقف عند حدود مفاهيمهم، فإن المؤسسات الدينية احتكرت
لنفسها حقوق توفير أسباب خلاص الأنفس في مرحلة ما بعد الموت، إلى الدرجة التي
يعتبر رجال الدين أنه لا خلاص لتلك الأنفس من دون صلواتهم وأدعيتهم للراحل الميت.
وبهذا
أغرق الماديون البشرية بمفاهيم توفير الجنة على الأرض فلم يوفروا سوى جنتهم
الذاتية. وأغرقت المؤسسات الدينية نفسها بتوفير شروط الدخول إلى الجنة بعد الموت.
فلا هؤلاء أفلحوا في توفير أسباب الجنة للبشر على الأرض، ولا أولئك سيفلحون بتوفير
الجنة بعد الموت، وهم يفعلون ذلك بينما مؤسساتهم الدينية تغرق في ترف الدنيا.
ويبقى الإنسان هو الخاسر الأكبر، فلا هو يحصل على رغيف الخبز الذي يقيه من الجوع
في حياته المنظورة، وهو يراهن على سراب المؤسسات الدينية في وعود خلبية بوعدهم
بالجنة.
وإذا
كان يبدو من ظواهر الأمور أن المؤسستين: المادية الدنيوية، والروحية الأخروية،
أنهم على نقيض، فنحن لن ننخدع بذلك، لأن المؤسستين معاً دخلا في حلف يعملان من
خلاله على تخدير البشر، وهم يعملون على ابتزازهم بوعود لن يفوا بها، فالبشر في
الحالتين خاسرون.
وإذا
كنا نشك بهذه النتيجة، فإن وقائع التاريخ البشري، في علاقة الإنسان مع السلطة
والمال من جهة، ودور المؤسسات الدينية من جهة أخرى، تؤكد أن الإنسان يدفع للسلطة
كل جنى عمره، وما يبقى له من فتات يتقاسمه مع المؤسسات الدينية لشراء خلاص نفسه في
مرحلة ما بعد الموت.
طريق
نجاة البشرية يمر عبر تنمية المُثُل العليا:
وانطلاقاً
من اعتقادنا أن الله خلق حياة للبشر، وخلق في كل إنسان قوة المُثُل العليا لإدارة
شؤونه في الحياة الدنيا. وهذا على العكس مما ذهبت إليه الأديان في اختصار الخلاص
بأفراد قلائل، سموهم أنبياء ورسل. وبغيرهم لا يمكن الحصول على خلاص الأنفس في
الآخرة.
وانطلاقاً
من اعتقادنا أن تلك المثل ليست نزعة رومانسية بل هي قابلة للتنفيذ العملي، لأن
الله غرسها في نفوس الجميع بالتساوي.
نعتقد
أن الإنسان، كل إنسان في موقعه داخل المجموعة البشرية، يتحمَّل مسؤولية التقصير
بواجبات تنمية تلك المثل، وإنزالها من أبراجها النظرية إلى ميادين التطبيق العملي،
كفيلة بأن تغيَّر وجه تاريخ البشر على الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق