https://www.zamanalwsl.net/news/51126.html
رأى الكاتب والباحث اللبناني حسن خليل غريب أن ما يجري في العراق اليوم لا ينفصل عما بدأ يجري فيه منذ بداية العدوان على العراق واحتلاله في العام 2003. وأضاف في حوار مع "زمان الوصل" أن صفحة المقاومة الشعبية العسكرية كان معدَّاً لها مسبقاً، منذ أن توقع النظام الوطني احتلال العراق، لأنها الإستراتيجية المناسبة لإعادة توازن القوى بين الاحتلال والشعب العراقي".
الباحث اللبناني غريب لـ "زمان الوصل":
معركة بغداد أصبحت عنواناً أساسياً في استراتيجية الثورة العراقية الآن!
رأى الكاتب والباحث اللبناني حسن خليل غريب أن ما يجري في العراق اليوم لا ينفصل عما بدأ يجري فيه منذ بداية العدوان على العراق واحتلاله في العام 2003. وأضاف في حوار مع "زمان الوصل" أن صفحة المقاومة الشعبية العسكرية كان معدَّاً لها مسبقاً، منذ أن توقع النظام الوطني احتلال العراق، لأنها الإستراتيجية المناسبة لإعادة توازن القوى بين الاحتلال والشعب العراقي".
ويذكر
أن الباحث غريب المتخصص بنقد الفكرين الديني والقومي قد تنبأ بما سماه
المقاومة الشعبية العراقية وامتداداتها في كتابيه (المقاومة الوطنية
العراقية (الكتاب الأول): (معركة الحسم ضد الأمركة): مؤسسة العلا للطباعة:
بيروت: تشرين الأول/أكتوبر 2003م: ط 1، و(المقاومة الوطنية العراقية
(الكتاب الثاني): (نهاية الإمبراطورية الأميركية): دار الطليعة: بيروت:
حزيران/ يونيو 2004م: ط1.
حول مشهدية ما جرى
ويجري في العراق خلال الفترة الأخيرة، وكيف يقرأ كعالم اجتماع ومحلل سياسي
خلفيات التطور الدراماتيكي هناك يقول غريب:
منذ احتلال العراق،
وبعد انتهاء صفحة الحرب النظامية في التاسع من نيسان من العام المذكور،
وبعد أن كبَّد الجيش العراقي الوطني قوات الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح
والمعدات، انتقلت المقاومة إلى صفحة أخرى، وهي صفحة المقاومة الشعبية
العسكرية. تلك المقاومة كان معدَّاً لها مسبقاً، منذ أن توقع النظام
الوطني احتلال العراق، لأنها الإستراتيجية المناسبة لإعادة توازن القوى
بين الاحتلال والشعب العراقي.
كان أسلوب الكفاح
الشعبي المسلح ترجمة لمنهج المقاومة السياسي الاستراتيجي، الذي ينص على
أهم أهدافه، وهي: مقاومة الاحتلال وشركائه وعملائه حتى تحرير العراق منهم،
تحريراً كاملاً.
عملاء الاحتلال ومشروع المقاومة
ويؤكد
الباحث غريب أن المقاومة العراقية نجحت في إلحاق الهزيمة بالاحتلال
الأميركي وكل من شاركه من الدول الأجنبية الأخرى. وهذه النتيجة دفعت
الإدارة الأميركية إلى سحب القسم الأكبر من جيوشها، وأبقت على عشرات
الآلاف منهم داخل قواعد عسكرية بعيدة عن السكان لكي تتحاشى وقوع خسائر
إضافية في أرواح جنودها، واستبدلت وجودها المباشر بعاملين يديمان الاحتلال
الأميركي، وهما:
-تشكيل حكومة عميلة مغطاة بشرعية الانتخابات الشكلية، لكي تضفي عليها صفة الشرعية.
-توكيل
النظام الإيراني بإدارة العراق سياسياً وأمنياً عبر عملائه من التنظيمات
الميليشياوية كحزب الدعوة، وقوات بدر، هذا بالإضافة إلى قوات أخرى قام
الجيش الأميركي بتشكيلها وتدريبها وتسليحها.
ولما
كان هدف المقاومة التي لا مساومة عليه، وهو تحرير العراق المحتل. ولما
أنجزت المقاومة الجزء الأول من استراتيجيتها بطرد الاحتلال الأميركي، بقي
النظام الإيراني كاحتلال وكيلاً عن الاحتلال الأميركي ومعه حكومة المالكي
كحكومة عميلة تحمي مصالح الأميركيين والإيرانيين، يعني هذا أن هدف
المقاومة لا يمكن أن يتحقق إلا بإسقاط الحكومة العميلة، أي حكومة المالكي،
ومواجهة كل وجود إيراني على أرض العراق.
باختصار،
كانت المقاومة العراقية قد أعدت منذ بداية العام 2012، مستلزمات المعركة
الجديدة. التي بدأت سلمية بواسطة الاعتصامات الشعبية منذ بداية العام
2013. واستطاع الحراك الشعبي في محافظات العراق الست أن يصمد سنة كاملة.
الأمر الذي زرع القلق عند الأميركيين والإيرانيين معاً، لأن هذا الأمر
يعني عندهما بداية لإضعاف (العملية السياسية)، التي إن لم تحسم موضوع
الحراك السلمي، فسيقود إلى تفسخ بالعملية كلها، ولهذا أعطيا الضوء الأخضر
لحكومة المالكي العميلة من أجل فض الاعتصامات بالقوة.
وهنا
بدأت -كما يقول غريب- آفاق مرحلة جديدة، ولأن المقاومة وعدت المعتصمين،
بحمايتهم بالقوة العسكرية إذا ما تعرضت لأي اعتداء. ولهذا عندما عسكر
المالكي وسائل الرد، كانت المقاومة جاهزة لحماية الجماهير المعتصمة. وبهذا
انتقلت المقاومة من مظاهرها السلمية إلى وقائع العمل العسكري. وأخذت
موازين القوى بين المشروعين: مشروع عملاء الاحتلال، ومشروع المقاومة، منذ
ذلك الحين، أي في الربع الثاني من العام 2014، تميل لمصلحة قوى المقاومة.
معركة بغداد واستراتيجية الثورة
ومن
جانب آخر يوضح الباحث غريب أن ما بدا للآخرين تطوراً دراماتيكياً
ومفاجئاً، لم يكن كذلك بالنسبة للمقاومة العراقية التي استطاعت أن تحشد من
أجل مشروع تحرير العراق، في مرحلته الأخيرة، قطاعات شعبية واسعة من أبناء
العشائر.
ويصح القول الآن بأن ثورة كبرى قد
انطلقت من أجل استكمال ما بدأته منذ بداية العام 2014، وهي بعد أن ضمنت
صمود الفلوجة والرمادي، وبعد أن قامت بتحرير الموصل، تواصل عملياتها
العسكرية لتحرير المزيد من المدن والمناطق التي تفصل الموصل عن بغداد. وقد
واصلت جحافل الثورة تمهيد المواقع الجغرافية المحيطة ببغداد، التي كما تدل
التقارير العسكرية أنها محاطة من كل الجهات. وما نستنتجه مما يتسرب من
تقارير أن معركة بغداد أصبحت عنواناً أساسياً في استراتيجية الثورة الآن.
وقرار بدئها أصبح بيد قيادة الثورة العراقية، التي تنتظر أفضل الظروف
لإنجازها.
ويُشار إلى أن للكاتب والمحلل السياسي
حسن غريب العديد من المؤلفات الهامة ومنها (في سبيل علاقة سليمة بين
العروبة والإسلام: دار الطليعة: بيروت: ط 2 في/2000م.(2-الردة في
الإسـلام: دار الكنوز الأدبية: بيروت: ط 2 في /2000م.(-نحو طاولة حوار بين
المشروعين القومي والإسلامي: دار الطليعة: بيروت: ط 2: في -/ 2/
2002م.(-نحو تاريخ فكري -سياسي لشيعة لبنان (الجزء الأول): دار الكنوز
الأدبية: بيروت: ط 1 في / 2000.(-نحو تاريخ فكري -سياسي لشيعة لبنان
(الجزء الثاني): دار الكنوز الأدبية: بيروت: ط 1 في / 2001.( تدمير تراث
العراق وتصفية علمائه: دار الطليعة: بيروت: ط 1: كانون الثاني 2008)، إلى
جانب مئات المقالات المنشورة في عدد من الصحف ومواقع الإنترنت وفي مدونته
(العروبة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق