السبت، فبراير 27، 2010

الدفاع عن سميرة رجب

-->
الدفاع عن سميرة رجب
دفاع عن مواقع الفكر القومي
27/ 4/ 2008
لم تفاجئنا حملة التشهير بسميرة رجب، الكاتبة البحرينية، ولن يفاجئنا الأمر إذا ما نالت الحملة كاتباً آخر يلتقي معها بالفكر القومي، ولا نعتبر أنها فريدة من نوعها، كما أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة،
فالحملة ابتدأت منذ أن وجد القطريون والطائفيون وأصحاب المشاريع الإمبراطورية أنفسهم محاطين بفكر قومي يعمل على تقويض أحلامهم ومشاريعهم، فلجأوا إلى ممارسة العدوانية على كل فكر قومي، أو شعور قومي، أو حتى على كلمة تُقال في أهمية وحدة أمتنا القومية.
من المؤسف أن تكون بعض التيارات الطائفية العربية، من المشاركين في جوقة سايكس بيكو، بطبعتيها الإمبريالية والصهيونية القديمة والجديدة، حصان طروادة أمام سيطرة النزعات الإمبراطورية التي لن تعيش إلاَّ باليسطرة على الوطن العربي بأكمله. تلك التيارات التي ترى في الوحدة القومية خطراً على نزعات دعواتها الإمبراطورية في تصدير المذهبية إلى ثقافة المجتمع العربي، تلك المذهبية التي تزيد في التفتيت والشرذمة. فهي لا تتعب ليل نهار في إطفاء أي نسمة تهب حاملة الشعور القومي. وإننا لا نعجب من ذلك، فمصالح تلك المشاريع ستظل في خطر طالما هناك دعوة لوحدة عربية.
لقد أصبحت سميرة رجب تحت نيران أصحاب النزعات المنفلتة عن الحدود الوطنية، ولا تجد نفسها من رعاياها، وانبهرت بتلك الدعوات التي تستبيح حدود الأوطان، وراحت تلتجئ إلى حدود الطوائف والمذاهب، فضاعت عندها بوصلة الانتماء إلى وطن.
إن التأكيد على السيادة القومية، ومنع استباحتها، كانت من أولى مهمات سميرة رجب، بينما الذين يشنون الحملة العدائية ضدها، لا تعني لهم السيادة شيئاً. وتلك هي المواقع التي حدد كل من الطرفين انتماءه لها، ولن تنتهي طالما أن التناقض بين الانتماء إلى أمة ونكران هذا الانتماء موجوداً.
وطالما أن سميرة تتعرض لأمثال تلك الحملة، فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لأن حملات أخرى طالت وستطال كل من يعلن الانتماء إلى الأمة العربية. وكل من يدافع عن سميرة رجب فكأنه يدافع عن نفسه، وكلما كُشف الغطاء عن أصحاب الحملة المعادية يعني كشفاً للمعادين للأمة العربية. وأمثال هؤلاء العدائيين لا مكان لهم في صفوف الدفاع عن سيادة أمتهم وكرامتها، وهم ليسوا بعيدين عن إعلان العداء لأوطانهم إذا ما وُضعوا أمام امتحان الخيار بينها وبين دعاة أممية المذاهب الدينية.
فإلى سميرة رجب، وإلى كل القابضين على جمر الدفاع عن سيادة أمتهم العربية، لا تحزنوا ولا تيأسوا من كثرة الناعقين على فكركم، فالقومية هي مستقبل العالم كله،
يقف في هذه المرحلة مشروعان يشهران العداء لكل من هو قومي. وهما المشروع الإمبراطوري الأميركي المتهود، والمشروع الإمبراطوري الفارسي الذي يتلطى تحت خيمة الدين والمذهب.
مشروعان ينهشان بلحم الأمة ويشربان من دمها. مشروعان اتفقا على تفتيت الأمة إلى طوائف تتناحر، وأعراق تتذابح. وهالهما أن يجدا من يقف في خندق الدفاع عنها. مشروعان اتفقا على احتلال العراق، كما أنهما يساومان الآن على فدرلته. وما يجري في العراق هو الصورة التي ستؤول إليها حال كل أقطارها. مشروعان لا يرفضان الاعتراف بأي مظهر مقاوم على أرضه فحسب، بل يعملان معاً على اجتثاث كل مقاوم على أرضه أيضاً، خاصة وأن الذين يقاومون على أرض العراق يحدوهم الدفاع عن السيادة الوطنية، بينما عملاء كل من المشروعين غطسوا بخيانة أوطانهم حتى العظم عندما تآمروا مع كل الطامعين بها والرافضين لسيادتها.
كفاك فخراً يا امرأة لا ترتقي قامة كثير من الرجال إلى شموخها.
كفاك فخراً يا مقاوماً طلقاته تنير سماء المخلصين الصادقين، وتخيف خفافيش الظلام التي تعشى أبصارها من نور الحقيقة التي تدافعين عنها.
كفاك فخراً أن رمشاً من عيونك لم يهتز أمام عدائية دعاة التفرقة الطائفية.
كفاك فخراً أنك تدعين لمساندة المقاومين ضد كل المشاريع المعادية لأمتنا العربية.
وكفاك فخراً أنك تصوبين الهدف ضد من خانوا وطنهم، إما لجهل أو لتعصب أعمى، أو لعمالة مدفوعة الأجر. وكفاك فخراً أن مذمتك تأتي من ناقص إيمان ودين، سواءٌ أكان معتلاً بداء الخيانة أم كان مؤيداً للخونة.
وكفى الذين يعملون على التشهير بك ذلاً أنهم يقفون إلى جانب من استباح سيادة العراق كخطوة أولى لاستباحة سيادة كل قطر عربي.
وكفاهم ذلاً أنهم يدافعون عن الخيانة والخائنين.
وانتظاراً لجولة أخرى، وإلى تشهير آخر، فسيبقى أمثال سميرة رجب بوصلة تعمل على التصويب نحو الحقيقة، وهل هناك أحب إلى الله من يصوب نحوها؟
-->

ليست هناك تعليقات: