الاثنين، يناير 25، 2010

مقابلة صحفية1990

-->
مقابلة صحفية1990م
أبو حسان / البعد القومي
اما وجهة النظر ذات البعد القومي فكانت للسيد أبو حسان من قيادة حزب البعث في لبنان.. معه كان هذا الحوار.
كيف تنظرون إلى أحداث الخليج الجديدة.. وهي الوجه لحرب الخليج السابقة؟
بداية كانت الحرب العراقية الإيرانية للدفاع عن القرار العربي المستقل ولمنع التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة من دول المنطقة. كانت الإمبريالية الأميركية وإمداداتها الأوروبية الصهيونية تبتغي أضعاف العراق والأمة العربية كي لا تستطيع الوقوف بوجه الأطماع الإمبريالية المتوجهة نحو منطقتنا العربية والإسلامية وعندما انتهت الحرب العراقية الإيرانية وخرج منها العراق أكثر اقتداراً على الصعد العسكرية والبشرية خاصة والاقتصادية عامة أعادت هذه القوى المتنامية في العالمين العربي والإسلامي وأتخذت الإمبريالية الأميركية نقطة الضعف عند القطر العراقي والتي تنحو بوضع اقتصادي هو العصب الأساسي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ولذلك لجأت الى استخدام أمراء النفط في الكويت لممارسة لعبة تخفيض أسعار البترول وذلك عندما أمروا بإنتاج كمية أكثر من المقرر لدولة الكويت وذلك لإغراق الأسواق العالمية بكميات إضافية من البترول وهذه الكميات أثرت تحت سياسة العرض والطلب بتخفيض أسعار البترول وهذا ما شكل عائقاً اقتصادياً منع العراق من متابعة سياسته التنموية على كافة الصعد لا تبقى من اهتمام أمام الشعب العراقي سوى التفتيش عن لقمة الخبز بعيداً عن الاهتمامات الوطنية والقومية هذه السياسة التي تستخدمها الإمبريالية الأميركية في إخضاع إرادة الشعوب العربية والإسلامية ودول العالم الثالث وهذا ما مسموح لها بامتلاك إرادتهم وأن القيادة التي تقود المعركة في القصر العراقي تنبهت لخطر هذه المنزلقات التي وقع فيها أمراء الكويت عن سابق تصور وتصمم لجأ العراق ومن ضمن إيمانه بأن العلاقات الأخوية يجب أن تحل بالحوار ودعاً لذلك حسنى مبارك والملك فهد وآخرين من رؤساء الدول العربية للمتوسط لدى هؤلاء الأمراء لحل هذه المسألة على قاعدة العلاقات الأخوية. لكنهم بقوا على عنادهم وإصرارهم في ممارسة الضغط الاقتصادي وكان يبدو في الأفق نية لديهم لاستدعاء ساداتهم الأميركيان لا نزال قوات أميركية على أرض الكويت العربية لحماية مخططاتهم التآمرية. وهذا مما لم يدع فسحة واحدة أمام الجيش العراقي لدخول الأرض العربية في الكويت بعد نداء وجهه الكويتيون الأحرار إلى قيادة القطر العراقي لمنع أي تدخل أجنبي.
-البعض يرى أن الدخول العسكري العراقي أفسح المجال أمام القوات الأجنبية للتدخل في المنطقة؟
 يدعى المغرضون من أصحاب النوايا التآمرية لسبب أو لآخر بأن دخول الجيش العراقي إلى الكويت كان السبب المباشر للتدخل الأميركي في المنطقة لكننا نسأل هؤلاء عندما وجدت إسرائيل في المنطقة العربية وهي ربيبة الإمبرياليتين الأميركية والبريطانية، ه لكان هناك سبب ما لأن لتتلقى الصهيونية دعماً من هاتين الإمبرياليتين غير رغبتهما في زرع جسم غريب على الأرض العربية يكون منطلقاً وقاعدة للسيطرة العسكرية وثم الاقتصادية على هذه الأمة.
ان النفس الانهزامي السائد في بعض القيادات الأمة العربية والذي ظهر بأجلى صوره في تصريحات حسني مبارك الذي أراد أن يبرر انهزاميته وذلك بزرع مزيد من الانهزامة في النفس العربية. من هنا فإن الإمبريالية الأميركية لم ولن تحتاج إلى مبررات للتدخل سوى المواقع الانهزامي الذي يزرعه هذا أو ذاك من الملوك والرؤساء العرب.

في ظل هذا الانقسام الحاصل في صفوف العرب هل تتوقعون مواجهة عربية عربية؟
ان الأمة العربية التي رضخت لعهود طويلة تحت هيمنة كافة وألوان وأشكال الهيمنة الاستعمارية لن تستعيد قوتها وشرفها إلا بانتفاضتها على كافة أنواع هذه الهيمنة. فالواقع الجامد بالنسبة لهذه الأمة ليس وضعاً صحياً فالجمود يعني الاستسلام لهذا الواقع فإذا كنا نرفضه علينا أن نخلق حالة صراع مع القوى المستفيدة منه وتحريك الجمود تأتي من امتلاك إرادة التغيير وتحريك حالة الصراع. في هذه الحالة علينا أن ندفع الثمن كشعوب تطلب التحرر وهذا ما فعله القطر العراقي والذي أثار تلك الزوبعة الانهزامية من قبل الأنظمة التي رفضت تحريك واقع الجمود. من هنا حصل الفرز الحقيقي على صعيد الأمة العربية بين منهزم وثائر بدفع الأمور باتجاه التغيير. أما هل تحصل المواجهات العربية نحن نطمع أن يكون العرب كلهم بدا واحدة في سبيل الانتفاض على الواقع المعاش. ولكن حركة التغيير لن تنتظر من الانهزاميين أن يصبحوا في حالة صحية. وإذا حصلت المواجهة بين متمرد ومتجمد فلن تخسر الأمة العربية إلا المتخاذلين فيها وهذه لن تكون مهمة الجيوش العربية ولكنها سوف تكون مهمة الشعوب العربية الطامحة نحو التغيير.

كيف سيواجه العراق الحصار المفروض عليه إقليمياً ودولياً والى أي متى سيصمد؟

ان القاعدة الأساسية في مواجهة الغزو الصهيوني تستند إلى وحدة الجهد العربي الصادق والمتجه إلى تقويم التضحيات فلتقل لنا الأنظمة التي أصبحت حريصة اليوم على استمرارية الانتفاضة في الضفة وقطاع غزة وعلى منع هجرة اليهود السوفيات إلى أرض فلسطين المحتلة ماذا فعلوا؟ وماذا فعلوا قبلها أيضاً عندما احتل جزء كبير عن أرض لبنان والجولان وسيناء والأردن. ان هؤلاء ركضوا وراء سراب الحلول الاستسلامية وتراكضوا  على أبواب واشنطن استجداء لأي حل في الوقت الذي يعد فيه العدو الصهيوني لملأ ترسانته العسكرية بكل ما لذ وطاب من الأسلحة التدميرية. نحن نعلم أنه لا يقل الحديد إلا الحديد وبامتلاك العراق القوة العسكرية القادرة على أن تقل الحديد الصهيوني تكالبت القوى الإمبريالية وحلفائها الانهزاميين العرب لشل هذه القدرة وأشغالها وبالتالي رش الإشاعات والإعلام لتشويه صورة العراق بأنه المعبق لدبابات الأنظمة المتخاذلة وطائراتها من أن تأخذ دورها في معركة التحرير ولكن للآسف دبابتهم وطائراتهم أصبت بالصدأ وآن للشعب العربي أن يأخذ دوره باستلام هذه الدبابات والطائرات واستخدامها في موقعها الصحيح. الذي يعيق التحرير ليس ما حصل في الخليج بل القوة العسكرية العربية التي يحكمها قرار عاجز إلا عن كبت إرادة جماهيرها بالتضحية في سبيل التحرر القومي.

-مثل هذه الحالة في الخليج والوطن العربي ستفسح للعدو الصهيوني فرصة بتحقيق إطماعه فما رأيكم؟

بالنسبة للعدو الصهيوني فهو يعمل على أساس استراتيجية طويلة المدى عنوانها السيطرة على الإرادة العربية وصولاً إلى السيطرة على الأرض والماء والسماء والبشر فلن يكون من رادع لهذا العدو سوى القدرة العربية على الدفاع والهجوم وهذا العدو مهمة جداً أن يخلق إرادة عربية مستكنة منهزمة. أن موجات الاستيطان والعمليات العسكرية للسيطرة على كل ما ذكرنا لن تم بسهولة في ظل أجواء الحرب وفي ظل أجواء المقدرة العربية على التحدي فاليهودي السوفياتي الذي يحمل حقائبه إلى إسرائيل يأتي وفي ذهنه حلم جميل ولن يأتي في ظل أجواء الحرب وأرجو أن ترصد حركة هجرة يهود السوفيات إلى الأرض المحتلة ومن خلالها حكم على مدى تأثير الأجواء الحالة السائدة في الشرق الأوسط على قلة أو كثرة هذه الهجرة وأنني اعتقد بأن هؤلاء اليهود سوف تقل حركتهم كثيراً لأنهم ليسوا كما نعتقدهم هواة لطلب الموت. أما بالنسبة للعدو فهو ليس بحاجة الآن للقيام بعملية عسكرية الاحتلال مصادر المياه اللبنانية لأنها موجودة في ظل احتلاله وإنما هم العدو الصهيوني الآن هو كيف يؤمن أقنعة ضد الغازات وليس لديه أي هم آخر.

-ماذا عن تطبيع العلاقات الإيرانية العراقية ولماذا توقيت الخطوات العراقية باتجاه طهران؟
ان العراق عند خاض الحرب ضد إيران خاضها دفاعاً عن النفس لأنه في حينه أشارت كل الدلائل إلى الإرادة الإيرانية للتدخل في شؤون العراق الداخلية وحيث أن هذه الحرب كان حرباً دفاعياً بمفهوم العراق والذي طلب منذ العام 83 حيث كان لبنان بتعرض لاعتداء صهيوني طلب من القيادة الإيرانية إرسال الجيش للدفاع عن لبنان معلناً فتح حدوده وإيقاف الحرب من جانب واحد للتفرغ إلى مقاتلة العدو الأساسي.
أما الآن فإن العراق يعرف تماماً عدوه الأساسي المتمثل بالإمبريالية الأميركية والبريطانية ورببتها الصهيونية يقف تجاه إيران الموقف ذاته الذي وقفه عام 82 وأيضاً عام 75 عندما عقد اتفاقاً مع إيران لتحديد الحدود بينهما في سبيل التفرغ لمقاتلة العدو الأساسي. من هنا تأتي مواقف العراق في 75 و82 و90 لتؤثر على ثبات ومبدئية المواقف تلك. ولم يأتي الموقف الأخير سوى نتيجة لهذه المبدئية ونتيجة لقناعة القيادة في العراق بأن يسود السلام الدائم مع غيران على قاعدة الاحترام المتبادل أما هل هذا الموقف نتيجة ضعف كما تؤكد مجريات الأمور سابقاً أن العراق هو في موقع القوة وأفضل أنواع السلام هو ما يمارسه أي طرف وهو في هذا الموقع حيث يكون أكثر تطمينا للطرف الآخر.

-ما هي أثار حرب الخليج على الأزمة اللبنانية تحديد أو الشرق أوسطه عموماً؟

عندما نتكلم كحزب له منطلقاته القومية عن قضية فلسطين أو لبنان أو الخليج فاننا نؤكد على ترابط هذه القضايا القطرية مع مجمل الوضع على الساحة القومية ونحن نعتقد كذلك أن الضعف والقوة إذا انتابا الوضع القومي سوف ينعكسان سلباً أو إيجاباً على الوضع هذه الأقطار. أخذت فلسطين في غفلة من الضعف العربي وفكك لبنان في لحظة من التفكيك العربي في الوقت الذي كانت تحاول فيه كافة القوى المعادية لأن تحتل الخليج في لحطة من الانهزامية العربية لكن الاقتدار العراقي قلب كافة المقاييس وتحول الوضع العربي الشعبي تحديداً من المحيط إلى الخليج إلى صوت هادرو إلى قوة حقيقية مقاتلة إلى جانب العراق الذي يقود ليس معركة قطرية يقودها العراق سوف تنعكس إيجاباً على استنهاض الشعوب العربية. أما مدى انعكاس ما يجري في الخليج على الوضع اللبناني ورداً على من يقول بأن أزمة الخليج أوقفت الحلول على الساحة اللبنانية نحن نسأل بدورنا لماذا لم توجد هذه الحلول عام 75 أي قبل أزمة الخليج بسبعة عشر عاماً. فإذا أراد البعض أن يسيء إلى العراق بالنسبة لأزمته بأنه كان السبب في طي الملف اللبناني هو مخطئ لأن من كانوا يعيقون أي حل على الساحة اللبنانية معروفون بشكل واضح وعلى رأسهم الولايات المتحدة والعدو الصهيوني ومن لا يصدق فليفتح الملفات الصحفية والإعلامية المكدسة أينما كانت ويعود لتؤكد أنه لا حل لأية قضية قطرية كلبنان وفلسطين وآية قضية عربية متفجرة إلا في ظل مناخ عربي إيجابي.


حمل الأن Emoticons عربية جديدة للماسنجر! حمل الأن

ليست هناك تعليقات: