-->
-->
مؤامرة شرم الشيخ:
«وثيقة العهد الدولي» لمساعدة لصوص «مغارة جورج بوش»
3/ 5/ 2007
تحت تطبيل وسائل الإعلام وتزميرها، وفي ظل وعود كاذبة وزَّعها جورج بوش على بعض شعبه الذي لا يزال مخدوعاً تنطلي عليه أكاذيب رئيسه، حشدت إدارة المذكور عشرات الدول في شرم الشيخ لتوحي أنها لا تزال تقبض على زمام الأمور في العراق. وأنها تستطيع أن تلقى مساندة من المجتمع الدولي.
وعلى أثر تلك الدعوة استجابت أكثر من خمسين دولة، استطاع ساحر أميركا أن يُخرجهم من أكمامه في لعبة سحرية مُتقَنَة. فكان من بين الحاضرين من هو خائف على رقبة نظامه، ومنهم من بدأ اللعبة مع عصابة جورج بوش ويخشى الهروب منها من دون انسحاب «مُشَرِّف»، ومنهم من لا يزال يطمع ببعض «ترياق العراق»، ومنهم من جاء خائفاً من تداعيات فشل مشروع عصابة اليمنيين الجدد على مستقبل أمن نظامه وهذا هو حال أنظمة دول الخليج العربي، بقيادة السعودية، وقد ظهرت آثار الخوف على لسان وزير خارجيتها الذي قدَّم الوضع بخطاب قرأنا فيه معالم الحسرة والألم، التي كان نظامه أوَّل من سهَّل بداياتها التي كان يجهل أنه واصلاً إليها. ولعلَّ ما قرأناه يكون فاتحة تلعب فيه السعودية والأنظمة التي تدور في فلكها دوراً يغفر بعض ذنوب ما ارتكبته بحق العراق وشعب العراق، عندما سهَّلت لأميركا طريق العدوان وشاركت فيه.
لقد اجتمع كل هؤلاء، ولكل أغراضه وأهدافه، تلك التي لا ترتفع فوق سقف نجاح مخطط إدارة بوش في ابتلاع العراق, والتي يحسبون فيها أنهم سيلتقطون بعض ما يتركه لهم رئيس «مغارة لصوص أميركا».
حضر كل أولئك، وهم غافلون، أو مُستغفَلون، وهم تناسوا أو يتناسون، أن من جاؤوا لمساعدته، وإنقاذه، قد سقط تحت نعال الشارع الأميركي في انتخابات تشرين الثاني الماضي. وكان قد سقط قبل ذلك باستقالة أهم أعمدة عصابته أو إقالتهم. وقد سقطت إدارته، ممثلة بآلاف كبار الموظفين والمساعدين تحت نعال «مومسات أميركا»، حيث كانت عميدتهن تفتح ذراعيها لتقديم الاستشارات لآلاف أولئك الموظفين. أوَ ليست فضيحة بول وولفويتز، رئيس البنك الدولي، الذي أمر بدفع راتب كبير من مالية العراق لإحدى صديقاته؟ هي رأس الخيط الذي دلَّ على مدى تأثير «المومسات» في قيادة من يقودون أميركا، ويطمعون بقيادة العالم؟
لم يقف الأمر على قيادة «المومسات»، بل بدأته إدارة جورج بوش، بقيادة الخونة. وفي هذا الصدد يكشف جورج تينيت، في كتابه «في قلب العاصفة»، أن رئيسه » لم يستمع إلى نصائح كاتم أسراره، أي جورج تينيت، بل كانت أذناه مفتوحة إلى «العلاقة الغرامية» بين البيت الأبيض وأحمد الجلبي، رئيس حزب«المؤتمر الوطني» العراقي، والتي شبهها تينيت بـ «الحب الأعمى» الذي يصيب «مراهقة».
لقد تناسى كل من حضر، أنهم جاؤوا إلى شرم الشيخ لإنقاذ عصابة من اللصوص، يترأس «مغارتهم» جورج بوش بنفسه. وإن كنا نطلق هذا اللقب، فليس لأنه من استخدامنا، أو أنه من قبيل السخرية السياسية. لقد بدأ به مسؤول بريطاني، بتصريح يدل على حقيقة أن ما جرى في العراق، هو حقيقة من أفعال عصابة من اللصوص، شبيهة بعصابة «علي بابا والأربعين حرامي».
كيف بدأت الحكاية؟
في الأول من أيار من العام 2003، أعلن جورج بوش، رئيس الإدارة الأميركية، انتهاء العمليات العسكرية في العراق، قائلاً: إن »الجزء الأكبر من المعارك قد انتهى في العراق«، وأضاف »في هذه المعركة، حاربنا من أجل الحرية ومن أجل السلام في العالم. وإن الولايات المتحدة وحلفاءنا فازوا فيها«. لكن »معركة العراق مجرد نصر واحد في حرب على الإرهاب وما زالت دائرة«.
وأخذت تلك الإدارة من خلال تصريحات وزير خارجيتها كولين باول توزِّع التهديدات ضد كل من عارض الحرب، أو أبدى ممانعة لها، أو أضمر في قلبه خوفاً من احتلال العراق، وكان من أبرز تلك القوى:
-حمَّل فرنسا نتائج معارضتها لأمريكا. واتهمها بأنها كانت وراء رفض الأمم المتحدة لضرب العراق بسبب تهديدها باستخدام حق الفيتو.
-وعبَّر عن أهداف زيارته إلى سوريا أمام لجنة فرعية تابعة لمجلس الشيوخ قائلاً: إن الأسابيع الأخيرة يجب أن تكون قد علمت السوريين أن العالم ضاق ذرعاً بالدول التي »تضمر الشر لجيرانها«.
وإن أقلَّ ما تدل عليه تلك التصريحات هو أنها لا تصدر عن دولة عظمى بل عن رئاسة عصابة تهدد الآخرين بقطع أرزاقهم، أو تهديد أمنهم، بعد نجاحها في أكبر عملية سطو ضد أهم آبار نفطية في العالم.
ولقد كشفت الأوساط السياسية الغربية حقيقة أهداف احتلال العراق، ففي 17/ 10/ 2003، أعرب الوزير البريطاني السابق «توني بين» عضو حزب العمال عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة وبريطانيا احتلتا العراق لسرقة نفطه، مشيراً إلى أن التوصيف القانوني للأوضاع في العراق، في تلك الفترة وحتى الآن، هو عملية »سطو مسلح«حيث استخدمتا جيوشاً هائلة من أجل سرقة العراق. ودلَّل علي صحة رأيه بقوله إن سلطات الاحتلال أعلنت أنه بإمكان الشركات الدولية الذهاب إلى العراق وخصخصة أصول النفط العراقية.
وفي المقابل، راح المؤيدون والمشاركون في العدوان والاحتلال يعلنون عن أدوارهم وبطولاتهم، لعلَّهم ينالون الحظوة والمكافأة من رئيس عصابة «مغارة احتلال العراق»، وفي هذا الصدد أعلن محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية، في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية سنوياً بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004م، أن بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق، وأكَّد أنه »لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة«.
واستطراداً إن أهم ما قامت به إيران في العراق فهي أنها تطوَّعت لتشكل جيش العراق من محازبيها سواء من العراقيين أو الإيرانيين المهاجرين إلى العراق، وبدعم مباشر من ضباط وعناصر الاستخبارات الإيرانية والباستيج الذين تدفقوا إلى العراق دونما رقابة, وبطرف مغمض من المحتلين الأمريكيين والبريطانيين.
ومن أهم أولئك العملاء والتنظيمات، عبد العزيز الحكيم، الذي يترأس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. وكان قد عاش في إيران خلال 23 عاماً. وهو قائد فيلق بدر, الذراع المسلح للمجلس. وشارك في لقاءات المعارضة التي رعتها الولايات المتحدة خارج العراق، وكان من أول الحريصين للحصول على مقعد لتنظيمه في مجلس الحكم المؤقت. ودعا في خلال لقاء جمعه مع «جورج علي بابا» إلى عدم خروج الأميركيين من العراق.
لقد أسهمت إيران بتدمير البنى التحتية: العسكرية والتعليمية والصحية، بحيث أن »كل المُعدّات الإنشائية الثقيلة والمصانع الحربية والمدنية والمكائن الثقيلة فككّت وُنهبت ونقلت إلى إيران. باعها الأكراد لإيران بأسعار بخسة، سوية مع جماعة الحكيم وحزب الدعوة. مئات الألوف من السيارات والشاحنات وشاحنات الأحواض والكومبيوترات تمّ تهريبها إلى إيران«.
ومن المفيد ألاَّ ننسى أن موفق الربيعي، وهو إيراني الأصل والتبعية، له حظوة من قبل القوات الأميركية، وكذلك إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي...وكل قادة حزب الدعوة.
وانبرى عملاء الموساد والسي آي إيه، ومن أهمهم أحمد الجلبي، يقدمون النصح لإدارة اليمين الأميركي المتطرف باحتلال العراق. وبعد الاحتلال كانوا يدعون إلى بقاء قوات الاحتلال، لحماية عمليات «السطو والسرقة»، فهو قد قال: «ثمة حاجة كبيرة لبقاء القوات الأمريكية ولفترة طويلة في العراق». وتنكشف نواياه من وراء هذه الدعوة إذا عرفنا أنه منذ بداية الأمر قد استولى رجاله، من الذين دربتهم المخابرات الأمريكية في دول أوروبا الشرقية، على عدد كبير من البنوك والممتلكات العراقية. واقتسم أياد علاوي مع الجلبي الأموال المنهوبة من البنوك العراقية. أما الجلبي فقد شارك عدد من أقربائه المقربين في النهب، ومن أبرزهم: سالم الجلبي (ابن شقيقه)، . الذي درس في إنجلترة وتدرب في أمريكا، وقصته مع التجارة المشبوهة طويلة. ومن خلالها، بنى علاقات وطيدة مع عدد من أقطاب الصهيونية.
فشل عصابة السطو المسلح في السيطرة على ثروات العراق
بعد أشهر قليلة كانت قد مرَّت على احتلال العراق، استطاعت المقاومة العراقية أن تُرغم إدارة «جورج علي بابا» على الشعور بوطأة عملية «السطو المسلح» وفداحة الثمن الذي يتوجب عليه دفعه لقاء إنجاحها، فراحت تلك الإدارة تستنجد بمن كانت قد هدَّدتهم بقطع رقابهم وأرزاقهم ونسلهم، لمساعدتها على إنجاح عمليتها القذرة بتوزيع الوعود عليهم باقتطاع حصة لهم من غنائم «المغارة». وكأن تلك الدول، كمثل فرنسا وروسيا وألمانيا، وجدت فرصتها لنيل الحظوة من «جورج علي بابا» فساعدته على استصدار القرارين: 1511، و1546، لقاء عهود ووعود بإشراكهم في عمليات النصب على العراقيين ونهبهم. إلاَّ أن القرارين، لم يشكلا «الطبيب المداويا» لجيوب اللصوص فزنود المقاومين كانت تحول بينهم وبين الفريسة الدسمة، وبذلك استمرت الأزمة على حالها، وراحت تزداد سوءاً، فلا استطاع اللص الأميركي أن يسرق بالحجم الذي كان يخطط له، ولا مساعدوه حصلوا على ما سالت لعاب تواطئهم لأجله.
وكأنَّ إدارة «جورج علي بابا»، ركبها الوهم بالنصر، أو كأنَّ النصر سيكون «إلهياً» سيغدقه الله على «اللصوص» الذين يسرقون «الهيكل» في أميركا والعالم، فراحت تطبِّق خطة جديدة، من أهم بنودها، بالإضافة إلى استخدام المزيد من القتل ومن جدران العزل في العراق، وكانت الدعوة لعقد مؤتمر «شرم الشيخ» في مصر تشكل وجهاً آخر لها. ومن أجل عقده، ولعلَّه يأتي بالنتائج التي عجزت عن الإتيان به أربع سنوات من قتل العراقيين وتجويعهم وتشريدهم وتفتيتهم، لملمت فيه إدارة «جورج علي بابا» كل «لصوص المغارة» ممن شاركوا في مؤامرة تدمير العراق، أو تواطأوا أو سكتوا، من الذين لم يقتنعوا بعد أن رئيس عصابتهم، «جورج علي بابا»، يتعرَّض للعزل والمحاكمة على أرض أميركا نفسها. ولا عجب في أن يحضر هؤلاء ذلك المؤتمر، فهو يمثِّل القشة الواهية التي يراهنون عليها في إنقاذ ما يستطيعون إنقاذه، من غنائم «المغارة»، قبل أن تدمِّر المقاومة الوطنية العراقية سقفها على رؤوسهم، لتُعيد العراق إلى أبنائه، وتستعيد سرقات لصوص المغارة رغماً عنهم وعن زعيمهم.
وبذلت إدارة عصابة مغارة «جورج علي بابا» جهدها لعقد مؤتمر شرم الشيخ، وكانت لا ترى مخرجاً لقرارات سيتخذها المؤتمر من دون حضور إيران. لكن إيران تأخرت في إعطاء موافقتها على الحضور، وهي كانت كالحبيب الذي عرف موقعه «فتدللا». وكان تدللها عائداً إلى رغبتها في الحصول من «عملية السطو المسلح» على حصة مجزية. فهل ستقدمها لها كوندالي «جورج علي بابا»؟
أفراد العصابة يتبادلون التهم والمسؤوليات
لقد سبق المؤتمر المذكور تداعيات في غاية من الدراماتيكية، الذي لم يفت العالم رؤيتها، وهو يرى لصوص المغارة يتبادلون التهم، ويلقي بعضهم مسؤولية الفشل على البعض الآخر، وقد شاهد العالم هذا المنظر الذي سبقه تبادل التهاني بين اللصوص من الذين راحوا يتبارون في إضفاء البطولات على أنفسهم في احتلال العراق.
كان آخر ما جادت به إدارة فتح مغارة النهب في العراق، في هذا الأسبوع، أنها حمَّلت حكومة المالكي مسؤولية الصرف على ما أسمته مهمة «إعمار العراق» لأن المكلَّف الأميركي رفض تمويل حرب اللصوص من جيوبه الخاصة، وكان قد سبق هذا القرار كثير من تبادل التهم بين جماعة اللصوص: أمير الـ«مغارة» الأميركي، ولصوص المغارة من العملاء المأجورين. فراح كل منهم يُلقي اللوم على الآخر ويتهمه بالتقصير، هذا بعد أن نفذ صبر كل واحد منهم، ونحن لن ننسى تمرد العبد «نوري المالكي»، على سيده «جورج علي بابا». ولن ننسى السجالات الإيرانية – الأميركية حول تحميل أحدهما الآخر مسؤولية الانهيار الذي يلم بالعراق، دولة وشعباً. وقال المثل سابقاً: إذا اختلفت «العواهر» فإنك ستسمع كل ما لم تكن تعرفه من تبادل الفضائح. وهكذا أخذ كل من أسهم في احتلال العراق يكيل التهم إلى شريكه، ليصبح كل واحد، بالنظر إلى نفسه، أنه «الشريف» الوحيد بين مجموعة من «العواهر».
كاتم أسرار «جورج علي بابا» يكشف قشرة الثلج عن أميره فـ«بان المرج».
كانت فاتحة بوابة تبادل الاتهامات بين «عواهر» إدارة «جورج علي بابا» تلك التي بدأها «جورج تينيت»، من خلال كتابه «في قلب العاصفة»، فهو يرى أن إيديولوجيا المحافظين الجدد وإصرارهم على إطاحة النظام الوطني في العراق كانت سبباً للحرب على العراق «لتكون نقطة تحول في الأنظمة في الشرق الأوسط».
فهل كواتم أسرار المشاركين في مغارة «جورج علي بابا» سـ«يبقُّون البحصة» لاحقاً؟
لكل مرحلة لصوصها، ولكل اللصوص أسرار، ولكل خزانة أسرار سدنتها وحافظوها، وليست هناك مرحلة ثابتة، بل تتغيَّر المراحل، ولكل اللصوص من يتناقض معهم. ولكل المشاركين والمتواطئين في مغارة «جورج علي بابا» كاتمو أسرار، فلكل منهم «جورج تينيت» سيظهر في الوقت المناسب.
ولكل من يشارك في عمل غير أخلاقي كبوات طال الزمن أم قصر، فيا ويلهم عندما تتزحلق أرجلهم. فيا ويل كل من كانت له حصة في عصابة أمير اللصوص في العالم.
إننا ننتظر أن تفرقهم المصالح، وسوف يختلفون على نسب السرقات، فيتبادلون التهم والمسؤوليات عندما تنكشف أدوارهم القذرة. ولكل من هؤلاء «جورج تينيت» ينتظرهم على مفترق ما، ليكشف كم كانوا من العواهر، الذين تآمروا على شرف العراق وكرامته.
نافل القول في نتائج مؤتمر شرم الشيخ
باستثناءات نادرة، لكي تعرف هوية هذا المؤتمر وأهدافه، عليك أن تعرف من يحضره. إنهم ممن التزموا «دفن قضايا الشعوب» عندما آمنوا بأن الله قد سخَّر الشعوب لهم، وأمرهم بتقليدهم، وبالانصياع لأوامرهم، وتعاليمهم. لكن الغريب في الأمر، على الرغم من أننا فقدنا الأمل في نظامنا العربي الرسمي، لا يجوز لنا إلاَّ أن نتساءل: كيف يمكننا أن نغفر للشقيق الذي أسهم في قتل شقيقه، ومن ثم يشارك في دفنه؟
من معرفتنا لكل المشاركين فيه، نرى أن مؤتمر شرم الشيخ ليس قصة قائمة بذاتها، بل هو تتمة، أو هو خاتمة لقصة «علي بابا والأربعين حرامي»، وهو مؤتمر إعلان نهاية تلك القصة، لأن مقدماتها ابتدأت عندما لم يجد كل اللصوص المشاركين فيها وسيلة لملئها بالغنائم وحمايتها أولاً، واختلفوا على تقسيم تلك الغنائم ثانياً. ونهاياتها كانت في تبادل التهم بالتقصير فيما بينهم، ومن أقرب تلك النهايات هو أن الخلافات دبَّت بين لصوصها الكبار وأعوانهم، وليست ببعيدة عن اللصوص الصغار.
كان من أهم ما لفت انتباهنا قبل اختتام المؤتمر، بالإضافة إلى نبرات الحسرة والألم التي رافقت خطابه فيه، تصريح لسعود الفيصل قال فيه: يبقى الأساس أن نتائج المؤتمر هي ما سوف تحققه المصالحة في العراق. وتصريحه هذا لا ينمُّ عن تفاؤل بقدر ما ينم عن يأس. فلعلَّه يعرف أن المصالحة لن تحصل لأن شروطها غير مكتملة، وعدم اكتمالها هو استحالة إجرائها بين من هو عميل لعصابة لصوص الاحتلال، ومن هو مقاوم للاحتلال.
أما وإننا نغامر بقراءتنا المسبقة لنتائج قرارات مؤتمر لم تُعط فرصة للاختبار، فهو إيماننا بأن ما قام على «سطو مسلَّح» لن يُهزَم إلاَّ بـ«كفاح مسلَّح». والتتمة تقع على زنود أبطال المقاومة الوطنية العراقية، كما كانت البداية تستند إلى تلك الزنود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق