-->
لقاء استنكاراً لإسقاط تمثال ميشيل عفلق
أوتيل الكومودور بيروت 14/ 10/ 2003م
في التاسع من نيسان أسقط الغزاة تمثال صدام حسين، واحتفلوا بإسقاطه مع عدد من اللصوص والخونة. أما في العاشر من نيسان فانتصب صدام حسين في خندق المقاومة مع عشرات الآلاف من الشرفاء والأبطال.
وفي الأول من أيار أعلن الرئيس الأميركي انتهاء الحرب في العراق، وأصدر حاكمُه المدني قراراً حمل الرقم واحد ومضمونه »تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث«، فردَّ عليهما الأمين العام للحزب من خندقه المقاوم معلناً قراراً بتطهير المجتمع العالمي من الأمركة.
أيها السادة
لقد ألهت قيادة الغزو الأميركي العالم بإسقاط التماثيل لتخفي عنه أهدافها الحقيقية، ومن أهمها القضاء على كل فكر تحرري يحرِّض على الثورة ضد الاستعمار، وبخاصة التحالف الأميركي الصهيوني، وبدا هذا الهدف واضحاً في قرارات بريمر في تموز الماضي التي تنص على إلغاء كل مظاهر ومضامين »فلسفة حزب البعث« من مناهج الدراسة في العراق.
لقد توهَّم بريمر، بصلف الإدارة الأميركية وغرورها، أنه واصل إلى تحقيق مراميه في العراق، فأدمى شوك المقاومة الوطنية العراقية، أنفه وأنف إدارته باعتراف رامسفيلد. فهم أخطأوا الوسيلة لأنهم أرادوا أن يقضوا على روح الثورة الفكرية بهدم مظاهر تماثيل روَّادها. فأصابوا التماثيل لكنهم أشعلوا نار الثورة الشعبية، واستنهضوا فيها روح النضال.
وبازدياد اشتعال الثورة، توهَّم بريمر أنه إذا هدم نُصُبَ ميشيل عفلق، فيلسوفِ البعث وملهِمِ ثورته، سوف يستأصلَ البعثَ من العراق كما جاء في مضمون قراره الشهير. فترجم حقد إدارته، وحقد عملائها في مجلس الحكم الخياني، بتدمير ضريحه، أما السبب فلأنه القائل: »أمتي موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح«.
لم يستطيعوا اقتلاع البعث من العراق، ولا من غيره، وهم حتماً لن يستطيعوا لأن أبناء أمة ميشيل عفلق حملوا السلاح. وبهذا منع العراقيون، والبعثيون في المقدمة منهم بقيادة الأمين العام للحزب، العدوان الأميركي من تحقيق أهدافه، فتحوَّل رامبو الأميركي –ساعتئذٍ- إلى حاقد مأفون، فقاده حقده إلى تجاوز كل مظاهر الأخلاق والإنسانية فراح يقاتل التماثيل والقبور، واستناداً إليه أمر بتدمير ضريح ميشيل عفلق.
وبهذا تحوَّل الكاوبوي الأميركي إلى دون كيشوت يصارع التماثيل، التي تحكي تاريخ رموز عظماء، أعطوا لمفاهيم التحرر العربي بعداً نضالياً لن يزول ولن يُقهَر. أوَ ليست المقاومة المسلَّحة أعلى درجات النضال؟
بلى أما الدليل فواضح في فلسطين والعراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق