الخميس، فبراير 25، 2010

تحية إلى أطباء وأساتذة الجامعات العراقية( )

-->
تحية إلى أطباء وأساتذة الجامعات العراقية([1])
أيها الأحبة
لقد لقي نداؤكم إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية صدى واسعاً في الأوساط العربية، على مستوى المثقفين العرب، من الصادقين بولائهم لقضايا الأمة العربية، كما على مستوى الشعب العربي.
أيها الأحبة على أرض الرافدين
أيها الأحبة العراقيون في كل مكان على أرض العراق
أيها الأحبة العراقيون القابضون على جمر المقاومة أينما كنتم
لقد أعفانا نداء النخبة من أطباء العراق وأساتذة الجامعات العراقية من تحليل ما يجري في العراق وتفسيره. فقد أوفى بوعي ورؤية واضحة ما يريده العراقيون من معركتهم ضد المشروع الأميركي الصهيوني الخبيث. فحددوا واجباتهم وحددوا لنا الدور الذي علينا كعرب- أن نقوم به. ولهذا لا أرى من سبب كي أضيف شيئاَ على ما قالوه وتوجهوا به إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومن خلاله إلى العرب والعالم.
أما ما أريد أن أقوله من خلال هذه التحية فهو أن أعبِّر عن وجدانية أردت منذ زمن- أن أفضي بها، ومن عاطفة بداخلي بلغت حداً من الفخر والاعتزاز بما يقوم به أهلي على أرض العراق العربية على الرغم من أنها تزعج عدداً من المثقفين ممن يحسبون أنفسهم عرباً.
إننا في اللحظات التي ينتابنا فيها الألم على ما وصلت إليه حال الأمة العربية، على أيدي النظام العربي الرسمي، نشعر بالفخر والاعتزاز بما يصنعه أبطال المقاومة الوطنية العراقية، على أيدي الشعب العربي في العراق. كما حصل ويحصل على أيدي المقاومين الوطنيين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني. وكما حصل على أيدي المقاومة الوطنية اللبنانية، وسبقت كل هذه التجارب مقاومة الشعب الجزائري.
إن وضوح رسالتكم إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووعيكم الكامل لقضية العراق -ولا عجب في ذلك- فأنتم أصحاب البيت وأصحاب القضية والقابضون على جمرها، يعطي البرهان لكل المصطادين الأموات في أمتنا، من الذين مات فيهم الضمير والقلب والعقل، بأن قرار مواجهة العراقيين لأعتى قوة في العالم لم يكن مغامرة وجنوناً كما تصفه بعض الأوساط السياسية وبعض الأندية الثقافية والسياسية المحسوبة على أمتنا العربية.
إن منطق وعيكم لقضية العراق -قضية العرب والعالم المركزية- دفع بي شخصياً- لكي أرتاح من عبء منهجي في الكلمة الجافة، وأقتنصها فرصة -من خلال توجيه تحية لكم وللشعب الذي تمثلون وللقضية التي تمثلونها- لكي أشبع جانب الوجدان والعاطفة الشخصية مما كنت أريد أن أشبعه في كل لحظة من لحظات المواجهة الشجاعة منذ العشرين من آذار من العام 2003م- التي أبداها الشعب العراقي بقيادة وتخطيط حزب البعث العربي الاشتراكي تحت رعاية أمينه العام، الثائر القائد صدام حسين.
لم ينتابنا الوهم يوماً أن خيراً ما موجود في جعبة النظام العربي الرسمي، مع من يطبِّلون له ويزمِّرون، من مثقفين باعوا ضمائرهم، ومن أوساط إعلامية لا ترى في الخبر إلاَّ ما يدرُّه عليهم من أرباح وصفقات.
إن القرار الذي اتَّخذته قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، بقيادة الثائر العربي صدام حسين، أن ينزلوا إلى خنادق الثوار بعد أن تُستنفذ إمكانيات مرحلة الحرب النظامية غير المتكافئة مع قوى البغي والعدوان _أميركا الشركات والصهيونية العالمية- هو آتٍ من قناعة راسخة من أن الأنظمة الرسمية بنخبها المنتقاة على ذوق »أصحاب القرن الأميركي الجديد« والمحمية منه، لن تهزّها الكرامة الوطنية وهي بالأساس لا تكترث ولن تكترث- للضمير الوطني، فأوطانها أصبحت في »جيوبها ومصالحها الذاتية«.
أيها الأحبة الذين انطلقت رصاصاتكم من خلال النداء الموجَّه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نقول لكم إنه هو التعبير الصادق عن الضمير الوطني، وهو الصوت المدّوي للكرامة الوطنية. وهو الرصاصة المقاوِمة ضد هياكل النظام العربي الرسمي الهزيل.
جاء صوتكم لكي يحرِّض الضمير فينا، ولكي يؤكد أن الرصاصات الرائعة التي يطلقها أبطال المقاومة المسلَّحة ليست إلاَّ تعبيراً صادقاً وممثلاً وحيداً للشعب العراقي الأبي.
جاء صوتكم لكي يذكِّرنا كم نحن مقصِّرون في حق شعب العراق ومقاومته الباسلة وبحق المثقفين العراقيين، فهم يدفعون من أرواحهم ودمهم ولقمة عيشهم وأمنهم الشيء الكثير. لكن
أيها الأحبة الكرام يا من عقدتم مصيركم مع مصير »سواعد الفدائيين الأبطال« فأنتم جزءًا مهماً من المقاومة العراقية، لا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الذين تشقون طريقاً لأحرار الأمة العربية الذين فقدوا الأمل من أية فعالية يمكن للنظام العربي الرسمي أن يقوم بها. أنتم تشقون طريقاً جديداً للحركة الثورية العربية، بل وللحركة الثورية العالمية التي توقَّفت نضالاتها منذ حرب فييتنام.
ونحن اليوم، أبناء العروبة بسواعدكم وضمائركم وتضحياتكم يا أبطال العراق- نشعر أننا نفتح الطريق أمام الغضب العالمي المكبوت ضد المشروع الأميركي الصهيوني الخبيث. هذا الغضب الذي يظهر حتى من أصحاب الضمير من المثقفين الأميركيين ومفكريهم، ومن أصحاب الضمير بين المثقفين البريطانيين ومفكريهم وسياسييهم أيضاً. وهم هتفوا ضد حكومات بلادهم التي نفَّذت العدوان ضد العراق.
أيها الأحبة، من خلال ندائكم المدروس الواعي لرسالتكم الوطنية النبيلة، وهو نداء الذين ارتبطوا بوعي مع قوميتهم وإنسانيتهم، لا بُدَّ من أن نقف بإجلال واحترام أمام الأسرى العراقيين بقيادة الثائر الشهم صدام حسين. كما نقف بكل إجلال أمام أرواح شهداء المقاومة العراقية، ونقف بإجلال واحترام أمام عظمة الماجدات العراقيات، وأمام عظمة أطفال العراق، وأمام كل شيخ أو كهل عراقي،
فجميعكم ترفعون رؤوسنا عالياً، وأنتم تقدمون كل تلك التضحيات من أجل أن تبقى الأمة العربية شامخة بمقاومتها في فلسطين والعراق، وسيكون شموخها أكثر عظمة أمام كل ثوار العالم الذين يراهنون على نتائج انتصارات كفاح الشعبين العراقي والفلسطيني ويقدمون لهما الإسناد والدعم.
عذراً منكم أيها الأحبة لأننا نقدِّم إليكم كلاماً، وهو يبقى أضعف الإيمان.
تحية من القلب إليكم جميعاً.
تحية إلى كل رصاصة تنطلق ضد العدو، تحية إلى كل عبوة تقنص آلية من آلياته، تحية إلى كل صاروخ ينطلق ضد طائرة من طائراته، تحية إلى صرخة كل ماجدة وكل طفل وكل كهل تنطلق في وجه جندي محتل ترعبه وترهبه وتزيد أعصابه توتراً فيصاب بالعطب النفسي، وتحية إلى كل نداء وكلمة تمثل الرصاصة التي تواجه الجبناء والمنهزمين ممن ينسبون أنفسهم للعروبة.
تحية إليهم كلهم لأنهم لا ينسوا، ولن ينسوا الذين خانوا وطنهم العراق وأمتهم العربية والقيم الإنسانية ممن جاؤوا على دبابات الاحتلال ويحتمون بها من غضب شعبهم الذي خانوه وغضب أرضهم التي خانوها.


([1]) موقع البصرة: 20/ 1/ 2004م والكادر: 22/ 1/ 2004م

ليست هناك تعليقات: