الخميس، فبراير 25، 2010

رسالة إلى أحمد الجلبي:

-->
رسالة إلى أحمد الجلبي:
عندما تتساقط رؤوس العملاء
فسيكون رأسك »المطلوب رقم واحد«
30 / 4/ 2004م.
لم نكن لنقف أمام مسألة واحد من الذين خانوا شعبهم ووطنهم، لولا أننا نريد من خلال التذكير بأمثولته- أن نحذِّر الآخرين ممن وقفوا في صفه من نهاية محتومة على أيدي المخابرات الأميركية.
من لصوصية بنك »البتراء« في الأردن، إلى بنك »مبكو« في لبنان، إلى بنوك الصحف الأجنبية التي كنت تزودها بالتقارير الكاذبة عن أسلحة العراق، إلى جيوب ميزانيات »السي آي إيه« و»البنتاغون« في واشنطن، إلى السطو على جيوب المكلف الأميركي برواتب شهرية كشفت وسائل الإعلام أرقامها، إلى سرقة البنوك العراقية في ظل الاحتلال، إلى مافيات تفكيك كل البنى والمؤسسات الصناعية في العراق وتصديرها إلى إيران وبيعها في أسواق »الخردوات« الكردية والإيرانية.
لقد أسهمت، بكل قصد وتصميم، في غزو بلدك الذي غادرته منذ أكثر من خمسة وأربعين عاماً، وكأنه لم تكفك كل أموال الدنيا فعدت طامعاً بمزيد من السرقة. وكنت طامعاً برئاسة العراق تحت عباءة رامسفيلد.
أنت لا تحسب نفسك خاسراً على الإطلاق، فقد قبضت ثمن تزويرك للتقارير، وتعلن بفخر أنه قد عفى عليها الزمن، وليس كذبها أو صدقها كما أفصح تصريحك الأخير- هو الأمر الذي يحوز على اهتمامك، بل إن خلاصة النتائج عندك كانت أن الجيش الأميركي هو الآن في العراق. ولم تكن المقدمات عندك- هي صاحبة الأولوية، فلو كانت مقدماتك كاذبة فإنما نتائجها هي الصادقة.
لا تعني لك الوسيلة شيئاً، فالجيش الأميركي في بغداد وجيوبك تمتلئ وتزداد امتلاءًا يوماً بعد يوم. فلو بقي الجيش الأميركي في العراق فأنت سوف تكدس أكثر فأكثر من غنائم النهب والسرقة، وإذا خرج يمكنك أن تستريح لتهضم ما سرقته.
لكن، وبما أن »الموسى وصل إلى ذقن المكلف الأميركي« الذي يدفع من ماله ودمه، وأنت من المساهمين في تدفيعه ذلك الثمن، فلن يغفر لك، وسوف يطيح أسيادك برأسك كثمن يقدمونه للمكلَّف الأميركي. أم أنك لم تشعر حتى الآن- أنك ستكون كبش الفداء عن رؤسائك. فأنت شئت أم أبيت لن تهنأ بما سرقت، وإذا نجوت من غضبة الشعب العراقي، فأنت لن تفلت من غضبة الشعب الأميركي. فبعد أن يندحر الاحتلال، وبعد أن ترحل معه، ستصبح عبئاً ثقيلاً على أكتاف صقور إدارة جورج بوش، لأن صلاحية مدتك قد انتهت لدى أجهزة المخابرات، ولن يتركوك عبئاً ثقيلاً يثقل كواهلهم، خاصة وأن كلاً منهم يريد أن ينقذ رأسه، لذا سوف يتخلصون منك، وهم لا تفوتهم الوسائل.
أنت لم تعد تستطيع أن تقدم خدمة ما لأنك أصبحت أكثر من مكشوف، ولهذا لن تستطيع ثلاجات المخابرات أن تأويك، لأنهم سيدفعون مجاناً -بعد سقوط سمعتك وانكشافها- ثمناً لكهرباء الثلاجة التي ستأويك، فأنت قد انتهيت أيها الشلبي البارع، وانتظر حسابك ونهايتك على أيدي المخابرات الأميركية بالذات، ويكفي الشعب العراقي أنه اقتص منك بأن نهايتك ستكون أمثولة لكل الخونة واللصوص.
يكفيك أنك أتيت إلى العراق مشروعاً ل»قرضاي«، ولما حال بيدر المقاومة العراقية دون حسابات حقل المشروع الأميركي، كنت الشماعة التي علَّق عليها صقور الإدارة الأميركية أوساخ كذبهم، وانكشاف ذرائعهم. فوضعوا أسباب خداعهم للعالم وللشعب الأميركي في عنق تقاريرك الكاذبة.
أوَ لم تشعر بعد أنك أصبحت على لوائح الشطب السياسي من لوائح »المعلَّبين« في الحكومة التي يتم تشكيلها؟ حكومة تأتي كإخراج مسرحي لتديم السيطرة الأميركية بقوالب ظواهرها شرعية، وفي بواطنها لا تمتاز شرعيتها عن شرعية مجلس الحكم الذي يشيعه الأميركيون إلى مثواه الأخير.
تمارس الإدارة الأميركية اليوم- لعبة قرعة إسقاط الأصنام من أعضاء مجلس الحكم ممن يمثلون أكثر الوجوه انكشافاً في مزايا اللصوصية والخيانة. فستكون أنت، وليس غيرك، من ستصيبهم قرعة الإسقاط الأولى. فاهنأ بتلك الأولوية، لأنهم أحيوك (قبل أكثر من أربعين عاماً لتكون صنمهم في معارضة عراقية مفتعلة) ولأنهم أحبوك لصفاتك التي لا يسابقك أحد عليها فأقصوك من برامجهم، لأنك ستكون كبشاً لفداء طقوسهم في خداع شعوبهم وتضليلها.
قام مشروع إدارة جورج بوش على ضرورة توليد ذرائع حتى ولو كانت كاذبة- تسهِّل له القيام بالخطوة الأولى، وهو تبرير الحرب والاحتلال. وبعد أن يستقر لاحتلالهم المقام بحيث يشعر المواطن الأميركي المخدوع بحلاوة النصر العسكري وحلاوة طعم البترول، تصبح تلك الحلاوة كفيلة بأن تغفر للإدارة كذبها وخداعها.
لكن بعد أن اكتشف صقور الإدارة أن طعم الحلاوة، التي كانوا ينتظرون إلهاء الرأي العام الأميركي بها، مر وعلقم، إذ حرمتهم المقاومة من أن يتذوقوها، اكتشف الرأي العام الأميركي أنه لم ينتصر عسكرياً بدليل أن الحرب لا تزال قائمة ومستمرة. وأنه لم يتذوق حلاوة البترول لأن قرار المقاومة الاستراتيجي كان يحول دون تصدير النفط بتفجير أنابيبه من وقت لآخر.
كان صقور البنتاغون والمخابرات الأميركية متواطئين معك أيها الشلبي، وكانوا يعلمون أن تقاريرك كاذبة، ولكنهم كانوا بحاجة إلى أية ذريعة حتى ولو كانت كاذبة، فاعتمدوا فنك في الكذب، وأفاضوا بالنعم عليك ليحمِّلوك وزر الأكاذيب متى وجدوا أنفسهم في قفص الاتهام، وهذه الساعة المناسبة قد أزفت.
كانت مهمة أكاذيبك الأساسية أن تمهد لهم طريق الوصول إلى بغداد، وهذا أنت كما صرَّحت قد أوصلتهم بكذبك إليها.
لم تكن مهمتك أكثر من ذلك، ومن بعد جيبك الطوفان. وأنت الآن مطمئن إلى أنك قمت بتنفيذ دفتر شروط التزام الأكاذيب، ولكن لما لم ينطبق حساب بيدر صقور البنتاغون والمخابرات على حقل المقاومة العراقية أخذت تداعيات الكذب تتوالى فصولاً.
ولأن الكذب له تداعيات أخلاقية عند الرأي العام الأميركي وقد يدفع الكاذب أثماناً سياسية عند الاستحقاق الانتخابي، احتار صقور الإدارة وماروا، وبدت للعلن أن بعضهم عليه أن يدفع الثمن من أجل الآخرين، وتبيَّن أنهم حائرون حول إقناع أحدهم بذلك. ويبدو أنهم لم يتفقوا حول من عليه أن يكون كبش الفداء للآخرين، فاتَّجهت الأنظار إليك. وفتحوا الملفات على مصراعيها وسرَّبوا إلى الإعلام ما كان موكولاً إليك وكأنهم يمهدُّون لاتخاذ قرار ما، وهذا القرار كان في أن تكون أنت كبش الفداء.
كان »جون كيلي« خبير الأسلحة البريطاني كبشاً للفداء عن »توني بلير« وحكومته، أما أنت أيها الراكب على دبابة الاحتلال -التي تسحق وطنك- فلن تكون بمنأى عن أيدي مافيات صقور المشروع الأميركي، فانتظر مصيراً أسوداً على أيدي الذين علَّبوك في ثلاجاتهم. وكل كذبة أيها الشلبي وأنت نائم على فراش من الشوك إلى أن ينهي رؤساؤك أمراً فيك كان مفعولا.

ليست هناك تعليقات: