الخميس، فبراير 25، 2010

كل عام وأنت بخير يا عراق

-->
كل عام وأنت بخير يا عراق
 
يُطِلُّ رمضان الثاني عليك يا عراق، ويسكر الأعداء على ضفاف أنهارك متوهِّمين بأنهم يشيِّعون جثتك إلى مأواها الأخير.
يُطِلُّ رمضان الثاني يا عراق، وأبواب جهنم مفتوحة لكل المتآمرين عليك –من عرب ومسلمين وأسيادهم من عشاق السكر على جثث الأوطان ومن أدعياء حماية الدين والمذهب- فهم يحترقون بنار المقاومة ويتآمرون عليها لأنها تحول بينهم ونعيم العراق وخيراته.
يُطل رمضان الثاني يا عراق، وماجداتك وشيوخك وأطفالك يتحرَّقون غضباً من ظلم ذوي القربى. فتتضاعف عندهم المعاناة من جراء شراسة الاحتلال وأساليبه الأكثر وحشية في التاريخ.
يُطِلُّ رمضان الثاني يا عراق، والمقاومون ضد الاحتلال، والحافظون كرامة الأمة، يتحرَّقون غيظاً من قلة النصير وكثرة الصامتين والشامتين والأغبياء والمراقبين والمنتظرين على ضفاف اللا مسؤولية واللا مبالاة، والقابعين في جحور الخوف والجبانة منتظرين ما تتفتَّق عنه عقول حكمائهم عن حلول تصل بهم إلى أن يكونوا خدماً في بلاط الأباطرة الأميركيين الجدد.
فكل رمضان وأنت بخير يا عراق. أنت بخير كلما انطلقت رصاصة مقاوم في دماغ محتل أو في قلبه.
فكل رمضان وأنت بخير يا عراق. أنت بخير كلما انفجرت عبوة ناسفة في جسد آلية عسكرية للمحتل وأذنابه.
فكل رمضان وأنت بخير يا عراق. أنت بخير كلما امتدت يد المقاومة واتسعت على طول العراق وعرضه، وكلما نبتت يد مقاومة جديدة من كل ألوان العراقيين وأطيافهم.
فكل رمضان وأنت بخير يا عراق. وسوف تكون بخير. فالتحرير الكامل قادم على صهوة جواد يمتطيه كل المقاومين، وكل الناصرين، وكل المشاركين، وكل الأصدقاء والصادقين، وكل الصابرات والصابرين.
فكل رمضان وأنت بخير يا عراق. ولن يخيفنا قلة الناصر والمشارك والمؤيد والحامي والمنافح والمدافع. ولن نخشى من طريق المقاومة لقلة سالكيه. فأبناء المقاومة يحملون سلاح الصبر والشهادة من أجل قدسية قضيتهم. وأبناء المقاومة هم الذين يحملون سلاح الحرية التي لا يستطيعون العيش بدونها، لأن الحياة في ظل الاحتلال ليست سوى موتاً حقيقياً، فالحياة لهم لأنهم يرفضونها مع قيود وعبودية.
فكل رمضان وأنت بخير يا عراق. فرمضان الثالث سيكون رمضان النصر والحرية والانعتاق من عبودية الاحتلال، وعبودية الناصر للاحتلال. وسوف نرجع إلى ضفاف أنهارك لنقدِّم الاعتذار عن تقصيرنا وعن خوفنا وإفلاس حكمائنا وقلة عزيمتنا...
سنرجع في رمضان الثالث، لتقبِّل أيدي أطفالك. ولنتعلَّم من ارتفاع قامات ماجداتك، ولنمسح الغبار عن أحذية مقاتليك، ولنركع أمام قبور شهدائك، ولنكتسب الدروس من معاناة أسراك، ولنتعلَّم من حكمة حكمائك.
سنرجع في رمضان الثالث، لنغرس شاهداً لا يجعلنا ننسى خيانة الخونة، وضعف الجبناء، وغباوة الأغبياء من المراهنين على كسب حقوقهم من فوهة بندقية الاحتلال. وكي لا ننسى المتصالحين مع الصهيونية والشعوبية، ولا المقتاتين من جثة وطنهم المذبوح باسم الديموقراطية.
ففي رمضانك الثاني يا عراق نقدِّم الاعتذار أمام شموخ المقاومة وطول قامتها التي وصلت إلى أبواب البيت الأبيض، بل ودخلت غرفة النوم لرئيسه، فتاه وأصبح قاصراً عن التفكير والرؤية.
في رمضانك الثاني يا عراق، نعتذر إليك لأننا لم نستفد مما قاله رمز الأسرى وقائد المقاومة والمخطط لها، الرئيس صدام حسين. لقد قال لأكثر من وفد عربي: إننا سندخل الحرب ضد الأميركيين، وعلى العرب والثورة العربية وأحزاب حركة التحرر العربي أن يستفيدوا منها.
إننا نعتذر إليك يا أبا عدي لأننا لم نستفد من الحرب ضد المشروع الأميركي التي تخوضها مع رفاقك وشعبك على أرض العراق. لعلَّنا نفيئ إلى أمرنا. وذكِّر لعلها تنفع الذكرى.

ليست هناك تعليقات: