الخميس، فبراير 25، 2010

المشروع الأميركي يهرب من مأزقه في العراق إلى الحضن الأوروبي

-->
المشروع الأميركي يهرب من مأزقه في العراق
إلى الحضن الأوروبي
في 7/ 3/ 2005م
شنَّت الولايات المتحدة الأميركية في 20 آذار من العام 2003م عدواناً واسعاً على العراق منفردة، تساندها حكومة بريطانيا بزعامة طوني بلير، بعد أن عجزت عن الحصول على تأييد دولي. وبسبب من الممانعة الأوروبية، بزعامة فرنسا وألمانيا، لم تستطع الإدارة الأميركية برئاسة جورج بوش الإبن استصدار قرار من مجلس الأمن كغطاء دولي للعدوان. و على الرغم من ذلك فقد قامت تلك الإدارة بشن عدوانها من دون غطاء شرعي دولي، وكانت تتوهم أنها باحتلال العراق بسرعة نتيجة تفوقها التكنولوجي، تضع العالم أمام الأمر الواقع، فتحصل على التأييد ساعتئذٍ من خلال التلويح للأطراف الممتنعة بحرمانهم مما أصبح يُعرف ب«كعكة العراق». وهذا ما حصل في شهر أيار من العام 2003م. ولم يستمر الوضع أكثر من شهر واحد كانت فيه المقاومة الشعبية المسلحة، بقيادة حزب البعث، قد انطلقت وأثبتت جدارتها بسرعة قياسية لم يكن أحد يتصورها.
فانقلبت الموازين، بسرعة، وراحت الآلة العسكرية الأميركية تغرق في رمال العراق من خلال الضربات التي كانت توجَّه إليها من المقاومة العراقية. وقد ركزَّت المقاومة –استراتيجياً- على مفصلين مهمين، أو فلنقل مقتلين، وهما: إنزال الخسائر الفادحة في أرواح جنود الاحتلال من جهة، وتكبيد الخزينة الأميركية مئات المليارات من الدولارات من جهة أخرى، والحبل على الجرار.
أما على صعيد الخسائر البشرية، وهو المأزق الذي لم تحسبه تلك الإدارة، فقد بلغت –حسب الإحصائيات التي أعلنتها رابطة المحاربين الأميركيين القدامى- 48733 جندياً ما بين قتيل وجريح. وتلك الإحصائيات تتناقض مع ما أعلنته قيادة الاحتلال الأميركي عن سقوط 1500 قتيلاً حتى الآن. أما أسباب تعتيم الإدارة الأميركية على خسائرها الحقيقية فهو الحؤول دون معرفة الشعب الأميركي لتلك الحقيقة. وهو –بمجرد معرفتها- سيصعِّد من معارضته للاحتلال، وستزداد ضغوطه على إدارته لسحب الجنود الأميركيين من العراق.
أما الوسائل التي تعتمدها الإدارة الأميركية، في تقليل الخسائر، فهي كثيرة:
-أنها تعتمد في إحصائياتها على الجنود الذين يحملون الهوية الأميركية فقط. وحتى على هذا الصعيد فهي لا تعلن الأرقام الحقيقية لقتلى هذه الفئة.
وإذا علمنا بأن الإدارة الأميركية قد جنَّدت في صفوف جيشها عشرات الآلاف ممن أعطتهم وعوداً بتجنيسهم فيما لو شاركوا في القتال.
وإذا علمنا أن الإدارة تستعين بعشرات الآلاف من المرتزقة الأميركيين والبريطانيين ومن جنسيات أخرى، من الذين تجندهم «الشركات الأمنية الخاصة» لقاء أجور مرتفعة. والإدارة غير ملزمة بهم أو غير مسؤولة عنهم.
وإذا علمنا بأنها تعمل على «خصخصة الحروب» على طريقة اقتصاد السوق، أي تلزيم ساحات القتال للشركات الخاصة، التي تتولَّى مهمات العدوان على الدول التي تقع ضمن أهداف المشروع الأميركي الخبيث. وهي بالتالي تبتعد عن الارتهان للمشاعر الشعبية في أميركا. ولأنها غير مسؤولة عن الإعلان عن خسائرها البشرية كما تقتضي العقود التي توقعها مع تلك الشركات، تتبيَّن لنا أساليب الخداع التي تتبعها إدارة جورج بوش ووسائله للهروب من إعلان خسائرها البشرية الحقيقية.
أما حول خسائرها المادية، فتبدأ حكاية المغامرة الأميركية في العراق على قاعدة ما أعلنه أركانها والمخططون فيها إلى أن أميركا لن تتحمَّل سنتاً واحداً في نفقات الحرب، وكانوا يراهنون على احتلال العراق ليس لكي يغطي البترول العراقي تلك النفقات فحسب، بل إنه سيدر أرباحاً تُنفق لصالح الشعب الأميركي أيضاً.
أما بعد العدوان وإنجاز الاحتلال العسكري، فلم تدع المقاومة العراقية، التي انطلقت، في العاشر من نيسان من العام 2003م، مجالاً للاحتلال العسكري بأن يحقق أهدافه السياسية والاقتصادية. وهي قد أعلنت أنها ستلحق الخسائر البشرية في صفوف جنوده بما لا يدعهم يستقرون، وبما لا يدع الإدارة الأميركية قادرة على حماية أرواح جنودها من جهة، وبما لا يدع سلطات الاحتلال قادرة على نهب ثروات العراق النفطية من جهة أخرى. وهي بذلك قد أوقعت تلك الإدارة نهباً للطعن في خواصرها من قبل أوساط واسعة، شعبية ورسمية وسياسية، من الشعب الأميركي، وتزداد الصرخة الأميركية كلما أظهرت المعلومات حقيقة الخسائر بين الجنود. وكلما أحال جورج بوش طلبات أخرى بصرف عشرات المليارات من الدولارات من الخزينة الأميركية لتمويل نفقات الحرب الباهظة. وقد تجاوزت –حتى هذه اللحظة- المائتي وخمسين ملياراً من الدولارات. وهي لو خُصِّصت لخير البشرية لأنقذت مليارات البشر من الجوع والفقر. أو لو أنفقتها الإدارة الأميركية على تنمية الأوضاع الاجتماعية المزرية لعشرات الملايين من الأميركيين، لأنقذتها من الفقر والحرمان.
نتيجة هذا المأزق الحاد الذي تقف عليه إدارة جورج بوش، ولأنها لا تستطيع أن تتحمل كل تلك الخسائر بالروح والدولار، راحت تستنجد -تبعاً لنصائح كبار السياسيين الأميركيين، ومنهم كبار مجلسيْ النواب والكونغرس- بالدول الأخرى التي مانعت الحرب ضد العراق، من أجل الحصول على مساعدتها بالمال والرجال.
فهل تنجح الإدارة الأميركية –اليوم- بما فشلت فيه بالأمس؟
نحن على درجة من اليقين بأن نادي الدول الرأسمالية متفقون على «حلب» كل قطرة من اقتصاديات العالم النامي أو المتخلف لوضعها في خدمة مصالح شركاتها وبيوتاتها المالية. لكن هذا لا يعني أنها متفقة حول كل شيء، وإنما حقيقة الأمر أن مصالح تلك الدول تتضارب وتتناقض، بحيث تشكل نقاط انطلاق لتناقضات في المواقف السياسية. ولأن المشروع الأميركي الراهن، بصيغته التي ينفذها جورج بوش، لا ينظر لأية مصالح أخرى «خارج ذاته» وخارج مصالحه، فقد عكَّر صفو العلاقات بين أعضاء النادي الرأسمالي حول قضية العراق. وهكذا افترقت الصفوف إلى أن اكتشف أصحاب المشروع «اليميني الأميركي المتطرف» أنهم سيخسرون كل شيء: العراق بفعل من المقاومة العراقية وتأثير منها، وحلفائه الدوليين الذين أقصاهم عن الاستفادة من «كعكة العراق»، أُجبر على تغيير سياسته الدولية، كمدخل لاستكمال مشروعه في العراق. فأتى جورج بوش إلى أوروبا، في شهر شباط من العام 2005م، ليسوِّق استراتيجيته الجديدة وهو يعرف أنه متى أنهى المقاومة في العراق، سيستعيد استكمال «مشروع اليمين الأميركي المتطرف». فهل تقع الدول التي استقبلته في «فخ الخداع» أم أن الصورة الحقيقية غائمة أمامهم؟
تلك مرحلة جديدة من الاتجاهات الأميركية الخادعة التي غيَّرت فيها الإدارة الأميركية في تكتيكاتها السياسية، من دون تغيير في ثوابت مشروعها الإمبراطوري، لكي تعيد ترتيب العلاقات الدولية بما يساعدها على مواجهة مأزقها في العراق. وهي تواجه الآن المرحلة التكتيكية الجديدة بوسيلتين:
الأولى: المزيد من الضغط العسكري والأمني على المقاومة العراقية على الأرض العراقية.
أما الثانية: فتعمل فيها على الحصول على المزيد من الدعم السياسي، العربي والدولي، لتكبيل المقاومة العراقية بالمزيد من الحصار السياسي والإعلامي.
فعلى صعيد الضغط العسكري والأمني على المقاومة العراقية تقوم قوات الاحتلال بمواجهات شرسة في شتى محافظات العراق من حصار للمدن تمارس فيها -بعيداً عن أعين وسائل الإعلام-أقذر وسائل التنكيل بالأهالي، وتقوم باعتقال الآلاف منهم، كما تستخدم الأسلحة المحرمة دولياً، كتلك التي تم تصنيعها من اليورانيوم المنضَّب، والقنابل الانشطارية، والغازات السامة. وتلك الوقائع لم تتجاهلها منظمات حقوق الإنسان في تقاريرها ومنها منظمات أميركية الجنسية.
وفي المقابل تنشط المقاومة-في شتى محافظات العراق من دون استثناء وهذا لا يقلل من حقيقة أنها أكثر نشاطاً في محافظات الوسط. ونشاطات المقاومة توقع المئات من الخسائر البشرية في صفوف قوات الاحتلال، ومئات الآليات، ولا تنجو طائراته من الاستهداف والسقوط. وتلك الخسائر تحجبها قيادة الاحتلال عن أسماع الرأي العام وأنظاره لئلا تستثير الرأي العام الأميركي، وتستثير خوف العائلات الأميركية على أبنائها.
ومن الملفت للنظر أن تلك القوات أخذت -من أجل التقليل من خسائرها البشرية-تعتمد على قوات «الشرطة العراقية العميلة»، و«قوات الحرس الوطني»، و«قوات المرتزقة» التابعة للشركات الأمنية الخاصة. وغالباً ما تعلن وسائل الإعلام عن سقوط عشرات العراقيين قتلى مع إغفال انتسابهم ل«قوات الشرطة أو الحرس الوطني». وتلك اللعبة الإعلامية تهدف إلى تشويه أعمال المقاومة العراقية والتشويش عليها، لأن ما يعلق في ذهن المتابع البريء هو أن نتائج أعمال المقاومة تضر بالعراقيين وحدهم. أما حول سقوط قتلى في صفوف «المرتزقة» فليست قيادة الاحتلال ملزمة بالإعلان عن أعدادهم، وكذلك الجنود الذين التحقوا بجيش الاحتلال طمعاً بالحصول على الهوية الأميركية كشرط يرغمهم على الالتحاق بصفوف الجيش الأميركي للقتال في العراق. وهي تترك شأن القتلى من «المرتزقة» إلى الشركات التي جنَّدتهم. أما طالبو الحصول على الهوية الأميركية، فهي تتخلَّص منهم بالعديد من الطرق والوسائل، وقد أشارت إليها بعض وسائل الإعلام المحايدة. ومن تلك الوسائل دفنهم في الصحراء في مقابر جماعية، أو إلقاء جثثهم في مياه نهريْ دجلة والفرات. وقد اكتشف الرعاة وصيادو الأسماك العراقيون تلك الظاهرة، لكن لم تهتم بها وسائل الإعلام ولم تعرها انتباهاً.
أما مرحلة الهروب السياسي إلى الأمام، والتي تزعَّمها جورج بوش بنفسه -مدعوماً بحذاقات وزيرة خارجيته كوندوليزا-فقد اتَّجهت نحو أوروبا بحيث وزَّع فيها الرئيس الأميركي آلاف الابتسامات ليوحي بنجاح مهمته التي قام بها تحت شعار «إن الخلافات مع أوروبا -حول الحرب ضد العراق- قد أصبحت من الماضي». وبما في ذلك الشعار من إيحاء بتخويفنا، نرى أن جورج بوش لم يحصل على النتائج التي توخاها من جولته الأوروبية. وهنا لن نبني استنتاجنا على معلومات بل على مكاييل الثوابت في كل من المشروع الأوروبي والمشروع الأميركي.
لقد حصل جورج بوش على إجماع أوروبي فيما له علاقة بالتحريض ضد سوريا حول الملف اللبناني. ومن يتابع يلفته إعلانات شتى أوساط الأنظمة الرسمية في أوروبا بدعوة سوريا للخروج من لبنان. وما نريد أن نلفت إليه هو ما لم يعلنوه. وما لم تعلنه تلك الأوساط الرسمية –باستثناء طوني بلير-أي شيء عن العراق. وهذا ما يفسر أن النظام الرسمي في أوروبا –تحت ضغط أصحاب الشركات الأوروبية الخاصة-أمل أن يقدِّم شيئاً لرئيس الإمبراطورية الصناعية في العالم لعلَّ أصحاب الشركات الصناعية والتجارية الأوروبية يحظون بفرصة عقد هنا أو هناك.
أما عن الموقف السياسي الأوروبي من القضية العراقية، ولأنه كان محجوباً عن الإعلام، فلا نحسب أنه خضع لأي تغيير. وإن الحماسة التي أبداها ممثلو النظام الرسمي الأوروبي، في ملفيْ فلسطين من جهة، والملف السوري –اللبناني من جهة أخرى، لا تُنبئ بأن تغييراً ما قد حصل في الموقف السياسي الأوروبي من الملف العراقي. وهنا يُطرح السؤال التالي:
لماذا أبدى النظام الرسمي الأوروبي حماساً بالنسبة للملفين الفلسطيني، والسوري – اللبناني؟
لقد أقصت الإدارة الأميركية -باستسلام من دول النظام العربي الرسمي-أوروبا عن أي ملف شرق أوسطي لتبقى اللاعب السياسي الوحيد في تلك المنطقة، بما يعنيه احتكاره من نتائج مستقبلية على احتكار سلة المصالح الاقتصادية. ولهذا كانت الإدارة الأميركية تمانع في إعطاء أي دور للاعب أوروبي، بما فيهم فرنسا التي فرضت نفسها في دور واحد في لبنان، وهو اتفاق تفاهم نيسان من العام 1996م، فيما له علاقة في ملف الصراع اللبناني –الصهيوني. ولأن ليس في هذا الدور ما يعزِّز الموقع الفرنسي، كانت فرنسا تضع عينها على أول فرصة تعمل على التقاطها من أجل الحصول على موقع قوي. ويبدو، من سياق الأمور، أنها التقطت فرصتها الأولى في الملف اللبناني – السوري. تلك الفرصة كانت ممنوعة عنها، بحيث كان الراعي الأميركي يحول دونها والحصول عليها. والسبب معروف. أما لماذا ارتضى المشروع الأميركي إشراك فرنسا بهذا الملف، ولماذا وافقت فرنسا –الممانعة للمشروع الأميركي في العراق-بأن تتشارك معه في هذا الملف؟
إن حرارة فرنسا وشوقها، للحصول على موقع في الوطن العربي، وجدت جاذباً لها في البوابة اللبنانية لما لتاريخية العلاقات الفرنسية -اللبنانية من تأثير. ولما كُسر الحظر الأميركي عن ذلك الدور، نحسب بأن فرنسا قد شعرت بأنه من الخطأ أن تفوِّت فرصة تاريخية قلما يجود بها الكرم الأميركي. وغطست فرنسا، موحية وكأنها تقدِّم تنازلات للأميركي في الملف العراقي، ونحسب أن في هذا الاستنتاج ما يتناقض مع أسس الخلاف الفرنسي -الأميركي حول العراق.
أما الحرارة التي غلَّفت الكرم والعطاءات الأميركية التي لم تجود بها في السابق، لأي نظام أوروبي، فالجواب عنها يأتي من حقيقة مأزق إدارة جورج بوش في العراق. وهي تأتي تحت غلاف هروب الإدارة الأميركية من ذلك المأزق لصناعة بؤر توتر أخرى في المنطقة، بحيث تحصل منها على مكسبين: الأول، بما تثيره غبار فتنة أخرى في المنطقة من تعتيم على ما يجري في العراق. بحيث تجذب الأنظار عن تناول جرائمها الجديدة التي تنفذها في مدن المنطقة الوسطى في العراق، وبما يحوِّل الأنظار عن خسائرها البشرية والمالية التي تتصاعد يوماً بيوم.
أما الثاني، فهو من قبيل الضغط على سوريا كآخر بوابة منفتحة باتجاه العراق من دول الجوار. وكما يظهر أنها لم تنفِّذ كل الإملاءات التي حملها إليها كولن باول في السابع من أيار من العام 2003م.
ومن أجل كل ذلك، وعلى قاعدة «تجفيف المستنقع» لمنع حصول المقاومة العراقية على أية بوابة تؤمن لها استقواء بالجدار العربي، تقوم إدارة الشر الأميركية بتجفيف آخر قطرة من مياه الجوار الجغرافي للعراق من خلال البوابة السورية.
ومن أجل تحقيق نجاح لهذه الخطة قامت إدارة الشر الأميركية بتقديم تنازلات شكلية لأنظمة أوروبا الرسمية، في لبنان وفلسطين، من أجل الحصول على مقابل في الضغط على سوريا. وهي توحي من أجل إغراء السلطات السورية بأنها عازمة على فتح بوابة التفاوض بين سوريا والعدو الصهيوني. ولم تكتف إدارة جورج بوش بطلب الحصول على تأييد أوروبي في تلك المسألة، بل جنَّدت كل مفاصل القوة في النظام العربي الرسمي من أجل استكمال طوق الحصار المفروض على سوريا. وما دور كل من مصر والسعودية وقطر، حيث يبدو أن «صبرهم قد نفذ» قبل صبر جورج بوش، إلاَّ أداة تصب في مصلحة الإمبراطور الأميركي.
إن مقارنة بين مشهد ما قبل العدوان الأميركي على العراق، بتاريخ 20 آذار/ مارس من العام 2003م، الذي قام به الوسطاء العرب بتمثيل دور الناقل للتهديدات الأميركية ب«الويل والثبور، وعظائم الأمور» يكرر نفسه الآن. ولكن الناقل لم يتغير، ومضمون التهديدات لم يتغيَّر، ولكن التغير كان في «المنقول إليه».
لقد رفض العراق تهديدات جورج بوش، وطوني بلير، وكل «الناقلين العرب»، ولم يرضخ لتسليم إرادة القرار الوطني العراقي للإمبراطور الأميركي. ولم يُسلِّم بالتنازل عن الكرامة الوطنية، على الرغم من معرفته بأن العدوان حاصل. فالعراق يعرف أن الاحتلال واقع سواء رضخ للإملاءات الأميركية أم قاوم ذلك الرضوخ، فاختار الانتصار للكرامة الوطنية مستنداً إلى إرادة العراقيين في القتال، وهذا ما حصل فعلاً، وكان الخيار العراقي صائباً لأنه يمرِّغ –الآن-أنف أميركا في وحل الهزيمة والذل.

ليست هناك تعليقات: