الخميس، فبراير 25، 2010

لم تسقط بغداد فقد ارتفعت فوق هاماتنا

-->
لم تسقط بغداد فقد ارتفعت فوق هاماتنا
نيسان 2005
وأنا أخاطب في هذا اليوم المجيد المناضلين والمناضلات، والمجاهدين والمجاهدات، والصامدين والصامدات، والصابرين والصابرات، أشعر بكل جوارحي معنى أن يكون الإنسان خاضعاً لمحتل آثم قاتل لص مجرم جاء ليسلب الكرامة قبل أن يسرق الثروات.
في مثل هذه اللحظة أخاطبهم بأن ما يكابدونه لن يعادل ثمن لحظة واحدة يشعر فيها العراقي والماجدة العراقية بالمهانة والإذلال تحت وصاية محتل لص وجبان، وتحت وصاية خائن ذليل خاضع لنزواته وأحلامه على حساب كرامته وشرفه.
فأن تكون الحياة كريمة وإلاَّ فلا أسفاً عليها. ذلك هو دليل المنافحين في العراق عن حريتهم وكرامتهم وسيادتهم.
في اليوم العاشر من نيسان انتقل العراقي من خندق الشرك الأميركي في المواجهات النظامية إلى خندق قوته في حرب الشعب.
وفي اليوم العاشر نزل الشعب العراقي بلحمه الحي إلى خندق المقتلة المشرَّفة بين صفوف الذين تجرأوا على العراق العظيم.
وفي اليوم العاشر راحت زنود العراقيين تكسر الأيدي التي تطاولت على هامة العراق.
وفي اليوم العاشر اتَّحدت زنود الجيش العراقي مع زنود العراقيين الذين بقيت في قلوبهم وضمائرهم ذرة من كرامة. ففيه اتحد الشعب مع الجيش الباسل، مع فدائيي صدام، مع الحرس الجمهوري، ليسطروا لنا أسفاراً في البطولة والتحدي.
في اليوم العاشر ارتفعت هامات العراقيين وقد ظنَّ المحتلون والعملاء أنهم سلبوا الكرامة من ضمائرهم، والشجاعة من قلوبهم، وتوهموا أنهم بعد أن أسقطوا تمثال رمز المقاومة في ساحة الفردوس، أن بغداد استسلمت.
لم تسقط بغداد فقد ارتفعت فوق هاماتنا،
لم تسقط بغداد بل ارتفعت فوق هامات الأقزام، الاحتلال الأميركي وعملائه الخونة، وراحت تدوسهم تحت أقدامها.
لم تسقط بغداد، ولم يسقط العراق، بل الخونة هم الذين ازدادوا سقوطاً في مستنقع الخيانة.
لم تسقط بغداد، بل انتصرت في بطولات العراقيين من أم قصر إلى أربيل.
بغداد يا رمز العراق والعروبة، نخاطب من خلالك كل المدن والقرى والسهوب التي لم تسمح ليد آثمة أن تمتد إليها إلاَّ وتخرج مكسورة، ولكل قدم تطأ ترابها المقدس إلاَّ وتخرج مبتورة.
بغداد يا رمز العراق والعروبة، نخاطب من خلالك كل المقاومين الأبطال في العراق وفي أمتنا العربية. أبطال يصنعون للأمة أكاليل الغار من قصب الأهوار، ومما تُنبته السهول حول دجلة والفرات. أو مما تنبته سهول بيسان في أرض فلسطين المحتلة. أو مما تنبته جبال حرمون في لبنان.
في اليوم العاشر من نيسان أثبتت أمتنا أنها لن تخضع ولن تركع. بل ستسمو وترتفع. وهي ستكسر اليد التي تتطاول فوق قامتها. فهي لن تقبِّل يد من يفوقها قوة، فقوتها بكرامتها، ويا ويل من يمس كرامة العرب.
وأخاطب في هذا اليوم كل العرب، أخاطبهم قائلاً: إن أنموذج المقاومة في العراق أنموذج مشرِّف لتاريخنا، وأسطورة احتوت سرعة الهجوم الأميركي المجرم ولجمت اندفاعته الهائلة وحطمت أحلامه، فاستفيدوا من نتائجها، وقدموا لها ما يتوجبه عليكم الواجب القومي لتدرأوا الخطر القادم إليكم قبل وصوله إلى عقر دوركم.

ليست هناك تعليقات: