-->
-->
هل يُنبئنا العرَّافون العرب،
القارئون بالفنجان الإيراني:
لماذا ساعدت إيران باحتلال العراق؟
ولماذا تطالب بالانسحاب منه؟
في 20/ 4/ 2009
في 20/ 4/ 2009، ومن على منبر مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية في جنيف، طالب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب من العراق!!!
وكان محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشئون القانونية والبرلمانية قد أعلن في محاضرة ألقاها في ختام أعمال مؤتمر "الخليج وتحديات المستقبل" الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنوياً، كان قد أعلن في ختام أعمال مؤتمر عقد بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء في 13-1-2004، قائلاً: إن بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق، كما أكد أنه " لو لا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة".
ماذا تغيَّر في المشهد السياسي الإيراني؟
هل صحا ضمير إيران على أيدي أحمدي نجاد بعد أن لوَّثه محمد علي أبطحي؟
فإذا كان ذلك كذلك، فيجب على نجاد، بالإضافة إلى دعوة أميركا بالانسحاب من العراق، أن يعترف بالخطأ الإيراني بمساعدة أميركا باحتلال العراق، ويعتذر من العراقيين الذين دُمِّرت دولتهم بكل ما تعنيه الكلمة من تدمير. كما كان من الواجب عليه أن يعترف، من على منبر لنبذ العنصرية، بأن الولايات المتحدة الأميركية ارتكبت أقذر أنواع الجرائم العنصرية بحق العراقيين وأن يطالبها بالتعويض الكامل عنها.
ولأن إيران كانت شريكاً كاملاً بتلك الجريمة لأنها لم تسكت عنها فحسب، بل لأنها شاركت فيها أيضاً عبر ميلشياتها التي دخلت إلى العراق عبر الحدود الدولية بين إيران والعراق، وعبر أجهزة مخابراتها التي لا تزال حتى الآن ترتكبها، أن يعلن بأن إيران نتيجة الخطأ الذي ارتكبته عليها أن تعوِّض على العراقيين ليس لقاء ما نهبته من ثروات العراق فحسب، بل عما ارتكبته ميليشياتها وأجهزة مخابراتها من جرائم رهيبة أيضاً.
وإذا كان المثل يقول للجاني "من فمك أدينك" فهل يجرؤ أصدقاء إيران من العرب أن يستندوا إلى تصريحات نجاد وقبله تصريحات محمد علي أبطحي ليعلنوا أنهم يوجهون الإدانة لإيران استناداً إلى التصريحين اللذين خرجا من فم المسؤوليْن الإيرانييْن؟
وهنا، نتوجه ليس إلى النظام الإيراني بالمساءلة، بل إلى محامي الدفاع عنه، الذين يعملون على تبرئته من جريمة كاملة العناصر والأركان، ومن الذين يدافعون عنه سواءٌ أكان ظالماً أم كان مظلوماً، فنقول لهم:
-نعم إيران قامت بمساعدة المقاومة في لبنان وفلسطين، وهي شهادة لصالحهم. ولن نقول إن المساعدة لم تكن إلاَّ مقدمة للحصول على براءة مسبقة لما سترتكبه من جرائم، أو ما تعمل للحصول عليه من أثمان تجتثها من جثة العراق، وبالتالي من جثة الأمة العربية.
-ولكن عندما وعد الله سبحانه وتعالى الناس قائلاً: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره). فنقول لمحامي الدفاع عن النظام الإيراني أن يستندوا إلى حكم الله في محاسبة ذلك النظام ومساءلته: كما اعترفوا بمثقال الخير الذي قدمته إيران للمقاومة في لبنان وفلسطين، عليهم أن يحاسبوها لقاء كل مثقال من جريمة الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان، لأنهم أسهموا فيه وشاركوا في كل جرائمه. كما ندعوهم ليس لاتباع ما قاله أبو نواس، الشاعر العباسي وهو مخمور: "خير ذا بشر ذا فإذا الله قد عفا".
لا يسعنا توجيه التهمة للنظام الإيراني ما دام بعض العرب يتسترون على الجرائم التي يرتكبها في العراق ويعطونه براءة ذمة عن جرائم لم يستطع هو إلاَّ أن يعترف بها، ويفخر بها أيضاً.
ولا يسعنا إلاَّ أن نقول للعرَّافين العرب، أنهم لم يجيدوا قراءة الفنجان الإيراني، ولم يفسروا لنا لماذا شارك النظام الإيراني باحتلال العراق وعاث به فساداً جنباً إلى جنب الاحتلال الأميركي، كما أنهم لم يفسروا لنا لماذا يطالب النظام المذكور بالانسحاب الأميركي من العراق؟
كما لا يسعنا إلاَّ أن نقول إلى النواسيين (الذين يقلدون فقه أبي نواس) في هذه الأمة: بين مساعدة إيران لأميركا باحتلال العراق، ودعوتها للانسحاب منه، مساحة لاستغفال عقولنا للمرة الألف. وندعوهم بالتالي إلى صحوة من ضمير، فحكم التاريخ لن يحمي المغفَّلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق